محاولات شعرية مبتدئة… ( 4 + 5 )

ابن الجزيرة

وعلى الرغم من أن الفكر يشكل خلفية واضحة   ولكنه لم يستطع – أو ربما ساعد – أن يخفي لمحات من نبض في قلب كسير يتطلع إلى نهوض وانتعاش  يعب من جمال الحياة بكل ما فيها..ربيعها ..أنفاسها..
وهكذا فإن إيماءات موحية  قد أيقظت ذلك الغافي في الأعماق متمطيا   متثائبا وأحيانا نشطا  يصارع الحواجز وهي نفسية تربوية وغن كانت مستمدة من تربية اجتماعية ودينية كادت ان تصبح قحطا  في هذا الجانب ولكنه يحاول التملص والانتعاش في صراع مع واقعه:

يتصارع الجدب والنماء في نفس بشرية
ناء الإرهاق بكلكله عليها
تهب نسمة ندية…تلامس قاعها
تنعش روحا تكاد تحتضر في أعماقها
توقد الحياة
تنمو بذرتها
تختلج وريقات خضراء ..تستطيل
تتكشف عن بتلات زهر البنفسج المتعانقة
تمتلئ الأرجاء  فوحا
أيتها النسمة الندية
اغفري لي غفوتي عن هبوبك المتدرج في خفر
اغفري لي هفوتي في رسم جدار سميك حول شعوري المرتبك
أنت أيتها النسمة
طلائع الحياة إلى قلب كاد النبض فيه أن يحتضر
وأنت أيتها النسمة..رسالة تضمخت كلماتها بعبق الحياة الحالمة
ترسمها أخيلة العشاق
كنت لي نورا غمر كياني المرهق في مسير طويل.. طويل
عبر دروب الحياة القاسية
حتى كاد أن يستسلم للألم والموت البطيء
لولا لمسات حانية من طيوفك الحالمات
عبر إشعاعات عينيك الدافئتين
وأريج أنفاسك العاشقة

———

محاولات شعرية مبتدئة … 5

ويبدو أن لا عشب يبقى تحت الحجر – كما يقول المثل الكردي-  فكان النفس بدأت تتفتح على بعض صور الحياة الجميلة سوا في رؤية مشاهدها أو تذكر ما كان غافيا في اعماقها، فهي تومض في خفر وتتابع وعناد، فتتحرر النفس من جزء من إرهاق ناء بكلكله  عليها أمدا  ويغلب النماء  في صراعه مع الجدب..وتخصب النفس شيئا فشيئا..فتلامس حيوية الحياة الجميلة وتحس بها ندية نضرة  وينبض القلب ..ويتخيل طيوفا:
لمحة عابرة من طيفك الجميل
كانت تغذي شوقي الجامح
كان الصوت يحمل رنة الحياة..واللهفة
فيخرج من بين الشفاه    مرتعشا  منتفضا
ترسم كلمات تكاد حروفها أن تتناثر..خجلا
أو تتطاول..تبغي إطالة الحظة
حيث يضمنا فيها المكان
كانت الشفاه تتمتم..تستجر الجميل من مجالات شتى
كانت إطالة اللقياترمي للإرتواء..
لتسنح للروح الظمأى
فرصة للإرتواء
تلك الروح المرتعشة..مذ ظمئت.. اضطربت
ما أقسى أن تضطرب الروح الظمأى
في متاهات الحيرة تردى
تلف الماضي  …والحاضر
وتمتد إلى الزمن الأتي
ما اعجبها هذي الحيرة ..
ألم في الصدر ينتفض
وأسى في النفس
ذو موج يولد موجا
بهما اللذة متزجان
كيف يصدق
متضادات تتعانق
في نفس الحال
سل رابعة عنها أو فاسأل حلاجا
حال غابت إلا على من ابتلاها
تعجز اللغة تعبيرا عنها إلا رمزا
هذي حالي مذ غابت تلك اللمحة
غابت ساعات..
كادت تطول هذي الساعات
امتدت..طالت ..هي ساعات ..هي سنوات
عودي …وليعد الطيف عبر  اللمحة
عودي..فالشوق الجامح ينتظر اللمحة..!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبد الستار نورعلي

أصدر الأديب والباحث د. مؤيد عبد الستار المقيم في السويد قصة (تسفير) تحت مسمى ((قصة))، وقد نشرت أول مرة ضمن مجموعة قصصية تحمل هذا العنوان عن دار فيشون ميديا/السويد/ضمن منشورات المركز الثقافي العراقي في السويد التابع لوزارة الثقافة العراقية عام 2014 بـحوالي 50 صفحة، وأعاد طبعها منفردة في كتاب خاص من منشورات دار…

فدوى كيلاني

ليس صحيحًا أن مدينتنا هي الأجمل على وجه الأرض، ولا أن شوارعها هي الأوسع وأهلها هم الألطف والأنبل. الحقيقة أن كل منا يشعر بوطنه وكأنه الأعظم والأجمل لأنه يحمل بداخله ذكريات لا يمكن محوها. كل واحد منا يرى وطنه من خلال عدسة مشاعره، كما يرى ابن السهول الخضراء قريته كأنها قطعة من الجنة، وكما…

إبراهيم سمو

فتحت عيوني على وجه شفوق، على عواطف دافئة مدرارة، ومدارك مستوعبة رحيبة مدارية.

كل شيء في هذي ال “جميلة”؛ طيبةُ قلبها، بهاء حديثها، حبها لمن حولها، ترفعها عن الدخول في مهاترات باهتة، وسائر قيامها وقعودها في العمل والقول والسلوك، كان جميلا لا يقود سوى الى مآثر إنسانية حميدة.

جميلتنا جميلة؛ اعني جموكي، غابت قبيل أسابيع بهدوء،…

عن دار النخبة العربية للطباعة والتوزيع والنشر في القاهرة بمصر صدرت حديثا “وردة لخصلة الحُب” المجموعة الشعرية الحادية عشرة للشاعر السوري كمال جمال بك، متوجة بلوحة غلاف من الفنان خليل عبد القادر المقيم في ألمانيا.

وعلى 111 توزعت 46 قصيدة متنوعة التشكيلات الفنية والجمالية، ومتعددة المعاني والدلالات، بخيط الحب الذي انسحب من عنوان المجموعة مرورا بعتبة…