لقاء مع المخرج السينمائي الكوردي الشاب لاوند عمر

حاوره : صلاح الدين بلال
هوليير / كوردستان

لاوند عمر مخرج سينمائي كوردي ومن الوجوه الشبابية الجديدة من غرب كوردستان / سوريا , والذي يمتلك الكثير من الطموح والأفكار التي لا حدود لها ويدعو لرؤوية مختلفة عن الأخرين في طرق التعاطي مع الكاميرا  والممثلين , ولعل لاوند عمر لديه الكثير من الطموح وفي ذاكرته الكثير من الخفايا والقضايا التي يسعى لتحقيقها  ويحاول إسقاطها عبر شريط أفلامه ليطلقها عبر الشاشة الفضية لجمهور المشاهدين , لأعلان موقفه وآرائه من خلال السينما و متجاوزا جدران المحرمات  التقليدية في المجتمع الكوردي  .
لاوند عمر في تنقلاته الكثيرة حمل معه أكثر من ثقافة بدت اثارها على لغته الفكرية ولكنها لم تنسيه همومه الكوردية , لاوند عمر حقق عبر فيلمه الأول ” دموع بيخال ” قفزة مهمة في حياته الفنية .
وفيلم دموع بيخال الذي عرض في عدة مناسبات ومهرجانات منها ألمانيا , والإمارات وكوردستان , وفي المهرجان الثقافي لرابطة كاوا للثقافة الكوردية في فندق { خانزاد } بمدينة هولير عاصمة إقليم كوردستان العراق . أضاء له بعض المسالك المتعددة لهذا الفن  ولكنها لم يطفئها فيه .
خلال حضوري لهذا المهرجان الثقافي التقيت مع المخرج السينمائي لاوند عمر وكانت لي هذه المساحة من الحوار و فرصة الغوص في عوالمه الفنية ورؤيته المستقبلية للسينما الكوردية .

لاوند ما هي قصة دموع بيخال الذي حاز على إعجاب شريحة كبيرة من الشباب ونقد من بعض الأوساط التي تفكر بطريقة مغايرة عن ما يريده ابطال فيلمك , أين مصدر الخلاف .

 

فيلم / دموع بيخال / قصة وسيناريو سينمائية يمكن أن تصبح حقيقة ,  وهي مشكلة موجودة في أكثر من مجتمع شرق أوسطي ويمكن أن تكرر في مجتمعات أخرى أيضا . وقد وجدت أن لدينا مشاكل كثيرة في مجتمعنا الكوردي لم يتم التطرق لها  وخاصة من قبل  الكثير من الشباب  السينمائيين الكورد لأسباب متعددة وقد درست الفكرة  جيدا ودرست الواقع الكوردي في كوردستان ومن خلالها كتبت السيناريو وولدت فكرة / دموع بيخال/  , وجدت أن الشباب  في المجتمع الكوردي يعيشون فراغا كبيرا ولا يوجد  من يطرح قضاياهم ووجهة نظرهم فالشباب يريدون البحث عن ذاتهم وفي أغلب الأحيان لا يجدون ما يطمحون أليه في الواقع ملبيا لعوالهم , لذا فهم يحاولون البحث  في اتجاهات أخرى و الهروب خارج أسوار المجتمع وربما السفر إلى أوروبا .

هل طرحت  كل ما تتحدث عنه وما تريده في فلم دموع بيخال .

 

الحقيقة لو قدر لي إنتاجه من جديد لأضفت أليه بعض الأمور ولكن الفيلم بحد ذاته حقق جماهيرية كبيرة في كوردستان  وهذا منحني قوة وطموح كبيرين لعمل قادم رغم بعض السلبيات والنواقص .

هل هناك ثمة رقابة على فيلمك قبل خروجه للنور .

قبل البدء العمل في فيلمي عرضت السيناريو على عدة جهات وأخذت رأي الكثيرين وأستفدت منهم كثيرا رغم أن البعض كان لهم رأي سلبي فيه , ولكن بتشجيع الكثيرين من الأصدقاء حسمت قرار البدأ بالعمل .

كيف تم استقبال فيلمك لأول مرة في كوردستان وكيف تم عرضه .

في كوردستان لا يوجد سينما حقيقية بالمعنى الفني والتقني أو النقدي بعد , فقد عرضت الفيلم في صالة ( هولو ميديا )   شهر 11 من 2005  في هوليير  وكنت خائفا أن أحضر الفيلم  ولكن بتشجيع الأصدقاء  حضرت العرض الأول وقد حضرت الممثلة ( أوزي عزيز )  من أمريكا لحضور الافتتاح ,  وكانت الصالة مكتملة العدد حوالي 500 جالسون و200 كانوا واقفين  وكان ذلك رهيب بالنسبة لي , وذو تأثير خاص , كان الجمهور في حماس كبير وقد كنت مسرورا جدا  بهذا النجاح  وأثناء مناقشة  الفيلم فوجئت بأسئلة ناقدة  للفيلم وبعض اللذين انتقدوني كانوا ينطلقون من وجهات نظر ضيقة  ولكنني أعتبر أن فيلم دموع بيخال  كان ناجح  برغم الإمكانيات البسيطة والمحدودة التي  تحقق من خلالها , وأفكر بتسويقه عبر شركات ومهرجانات  دولية لتأمين إمكانيات مادية لتحقيق عمل آخر في المستقبل  ولعرض الفيلم أمام الجمهور بشكل أوسع .

 

ألم يكن له تأثير سلبي اختيار أمريكية بطلة فيلمك , وليست كوردية .

 

بحثت عن ممثلات  لفيلمي ولكن واجهت مشاكل  كثيرة وحدود وخطوط حمر من المجتمع كون فيلمي يتعرض لقضايا قد لا تعجب البعض لذا قررت التعامل مع ممثلة  محترفة و بمواصفات قريبة لبطلة قصتي , وأنا اوجه سؤال هنا لك : اين الفتيات الكورديات الذين يهتموا بهذا الفن لأعرض عليهم  أدواري  .

افهم انك تسعى لعمل آخر , ما هو السيناريو التي تفكر به  لفيلمك القادم .

 

السينما في كوردستان جديدة , وفيلمي الثاني ستكون أحداثه من واقع المجتمع الكوردي  وستكون  أحداثه هنا.
كوردستان أرض خصبة لأي عمل مرورا من الفكرة وحتى الجمهور . وسأعتمد على تقنيات ورؤى جديدة لإتمامه بمواصفات عالمية .

هل تبحث عن تجربة جديدة وهل من مدرسة سينمائية تحوذ على اهتمامك .

أنا أبحث فعلا عن سينما جديدة , ففي أمريكا مثلا تنتج مئات الأفلام سنويا , ولكن ما يشدني دوما الجديد فيها ,   وتثيرني أيضا السينما الفرنسية والأسبانية أيضا , والفيلم الذي  يحمل فكرة جديدة يجعلك أن تفكر كإنسان وهذا ما يجعلني في دوامة البحث عن الجديد في  أي تجربة قادمة لي , وأنا أسع لتحقيق عمل شعبي وجماهيري وليس فيلم مهرجانات.

حدثني عن أول خطواتك في دخولك عالم السينما وعن أول تجربة لك .

عملت أفلام قصيرة  أثناء دراستي في أمريكا وكندا , و أول فيلم لي مدته 45 دقيقة أنتجته في كندا . وكان كوميدي  وتعلمت الكثير من خلال هذه التجربة الأولى هناك , بعدها انتقلت إلى السيناريو وحولت بعض القصص التي كانت  مخزونة في مخيلتي إلى سيناريو مشاريع أفلام . وكان لي همي دائم كشخص كوردي أن أحمل معاناتي المتعددة الأشكال والصور من بلا وطن ولا جواز سفر واغتراب دائم , قضيتي الوطنية تدفعني إلى الخوض  في تفاصيل  هويتي وشخصيتي وطرح معاناتي للعالم الخارجي وساعدني  ذلك تنقلي في عدة بلدان في الشرق الأوسط وأفريقيا والمكسيك وأمريكا وكندا وأوروبا لأبحث عن نفسي , ولدي الكثير من المواضيع التي ستكون محور أعمالي  التي أفكر بها في المستقبل .

س : هل تشعر  اليوم انك امتلكت كل مفاتيح  العمل والإخراج السينمائي  .

أنا الآن أعمل كمخرج سينمائي ولكنني لم أصل بعد إلى نقطة  أنني حققت فيها كل أمنياتي واعتبر نفسي في خطواتي الأولى ولي طموح كبير وهذا السؤال هاجسي الدائم وقائم  في أعماق عالمي الداخلي .

متى ولد لديك هاجس السينما .

عندما كنت صغير السن وكنت حيينها في ألمانيا  كنت أتفرج إلى السينما ولكنني لم أشعر يوما أنني ساصبح مخرجا وعندما شد عودي أردت أن أجرب نفسي في التمثيل اثناء وجودي في مدينة ( ايزلون ) الالمانية كانت لي تجربة  في التمثيل على المسرح ومن هنا أحببت الفن وأحببت السينما ,  وقررت دخول هذا العالم وقتها. وحيينها  قررت أن  أمثل وكان هناك سؤال دائم يدور في مخيلتي , كيف يتم خلق الممثل وبدأت بالبحث عن ما يجري خلف الكاميرا وكانت البداية  لأولى لي كمخرج سينمائي , وقد درست في أمريكا وكندا الإخراج , وفي كندا كانت لي تجارب  جدية في العمل السينمائي وتعرفت على آليات  التسويق وهذا مهم جدا لأي عمل كي يحقق  انتشار له  .

هل لديك علاقات تعاون  مع الجيل الجديد من المخرجين في كوردستان .
 
بصراحة السينما في كوردستان تخطو خطوته المتعثرة الأولى , والمحيط السينمائي لم يتبلور بعد وما زال يتعرض العمل السينمائي للكثير من المعوقات وينقصه الدعم  والإمكانيات والصالات لتسريع خطواته ولكن رغم ذلك  هناك خطوات مهمة في هذا الأطار ,  واصبح لدي صداقات  مع بعض الشباب الذين يفهمو السينما بمنظار جديد وشامل واتفق معهم بكثير من الأمور وتربطنا أفكار متقاربة .

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ألمانيا- إيسن – في حدث أدبي يثري المكتبة الكردية، صدرت حديثاً رواية “Piştî Çi? (بعد.. ماذا؟)” للكاتب الكردي عباس عباس، أحد أصحاب الأقلام في مجال الأدب الكردي منذ السبعينيات. الرواية صدرت في قامشلي وهي مكتوبة باللغة الكردية الأم، تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وبطباعة أنيقة وغلاف جميل وسميك، وقدّم لها الناقد برزو محمود بمقدمة…

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…