إبراهيم محمود
ساءلتُ عيني عن سورة
تحنُّ إليها الصخرة
استدعيتُ مستفسِراً عن صخرة
تتنفس بسورة لا تنام في الهواء الطلق
استنفرتْ جهاتُ قصيدتي
كي تصل ما بين السورة والصخرة
كي تأتي القابلةُ الشعلةُ
وتلحّ على العتمة بتهذيب أنْ حِلّي
وبلسان الصخرة الذي يضاء بالنجوم
فترتلتْ هولير
حينها امتزج ظلي بظل الصخرة
وكبّرتُ.. كبرت.. كبرت:
هي ذي الصخرة العنوان
فغمرتني هولير بسهلها
وعمّمت روحي بخيالات قلعتها
وأطعمتني من إكسيرها الكردي المخضرم
ووهبَت رؤيتي ثراء روح صخرتها
وأطلقتْ القصيدة باسمي سماواتها العلى
صخرة هولير تحفظها الجهات وأبعد عن ظهر قلب
ينبت الورد فيها ضليعاً في استدراج القلوب إليها
يتمطى الماء النمير على شرفتها منعشاً لامرئيات الهواء
تتقافز الأيائل على جنباتها مروّحة عن السياح دون مقابل
تلازمها الشمس مذ كانت أرضها الماضية في صبوتها
وما هولير قصب الماء في روح القصيدة
ما قصيدة هولير إلا وديعة لوحها المحفوظ
ما أطفال هولير إلا وعود فصيحة يمثّلون على مسرح البراءة
ليعلّموا كبار الروح كيف يصالحون ظلالهم
ليوحوا إلى أخواتهم كيف يبادلن عناقيد خيالاتهن النشطة
ما يبقي ذاكرة غدهن وشماً محفوراً على صدورهن
ليحسنّ تعليم رضَّعهن كيف يحبّبون إلى إلههم لغتهم مباشرة
ليشيروا بطلاقة نظراتهم إلى صخرتهم التليدة
وأن الأرض تستجم على مشارفها ولا نملة شاردة تقرصها بغتة
أي ميكروب عابر سوَّلت له نفسه في أن ينغص على الصخرة رحابتها
أي يد تنغمس في مروق لتعقّم راحتها بهواء صخرة هولير
أي عين تسوقها رغبة سافرة لتستثير صخرة هولير
أي صدى رياح فاقدة رشدها يتردد في استهواء على تخوم صخرة هولير
ماالذي يسعّر الحدود في وداعتها وراء سعلة لا تخفي شبهتها
ما هولير إلا رتبة متاخمة لسرير رب مكلف بحماية صوت الكردي من البلل
بتجنيب لغة الكردي خروجاً عن المألوف
برفد قلب الكردي ما يكفيه ليطرب هواء المكان
ما هولير إلا اليد التي تحمل صورة الصخرة بامتداد أناملها
ما هولير إلا القلب الذي يضفي على الصخرة بهجة والغريب عليها الامتلاء بالسكينة
ما هولير إلا الروح التي تعرف كرديتها مذ وجِدت، وتجيد التكلم باللغات كافة دون تلكؤ
وأنا أجدني على صخرة هولير، وصخرة هولير تشدني إلى طلاقتها، لأقول قولي:
أُعطِيتُ من هولير فاها فشممتُ من فمها شذاها
ونظرت فـــي قسماتها فرأيت في دمهـــا الإلها
ما بالها هولير تشكـو غصَّــــــــــــة واهاً وواها؟
ما نبضها السامي وأغنيتي بهــــــا علَت الشفاها؟
وأمد في ظلّي لأبلــــــــغ ظلها في مبتــــــــــلاها
هولير تحملني إليـــــــــــها خافقاً مــَن لي سواها
هولير تودِعني ثراءً مــــــــــا مداي سوى ثراها
هولير تُقرئني كتاباً إذ يعمّــــــــــــــــــدني هواها
هولير تسمِعني نشيداً كـــــــــــي أعانق مشتهـاها
هولير تُبصرني حـــــــــــدوداً إذ تلبّسني حمـاها
هولير ترفدني امتداداً كــــــــــي أراها في علاها
ما سهلهــــــا يا خلْــدها فيها ارتقى وبها تباهى
هولير ترسم للغريب صفاءه وبــــــــــــــه يراها
هولير كانت أو تكون تشــــــــــــدُّ للعالي خطاها
أممٌ، شعوبٌ عانقت فيها هداهــــــــــــا في ذراها
وأقول هولير صخرة لا تنفك توسّع في فنون ضيافتها وقيافتها
وأقرأ في المنحوت في صخرتها ما يبقيها أيقونة المنشود:
إذاً أقبلوا بأنوفكم تجدوا الفواح المؤثر في وردها
ولكم أن يحن وردنا إلى أنوفكم
ولنا أن يبث وردنا شوقه إلى أنوفكم
إذاً أقبلوا بعيونكم تروا المطمئن في ساحاتها وخارجها
ولكم أن تحن ساحات هولير وخارجها إلى عيونكم
ولنا أن تبثكم ساحاتنا وخارجها حنينها إلى ملاقاة عيونكم
إذاً أقبلوا بقلوبكم تلمسوا في سماحتها حيوات غير مسبوقة
ولكم أن تمنح حيوات هولير دعَة لقلوبكم
ولنا أن نبقي قلوبكم في جوع دائم إلى حيويات هولير
إذاً أقبلوا بأيديكم تلامسوا في محيطها أشجاراً تهبْكم اخضرار مسامات إضافية
ولكم ولنا أن نجعل الأشجار أدلاء لنا لتكون الأرض أكثر طرباً
إذاً أقبلوا بأحلامكم المطمئنة في عرائها تنعموا بأعمار خالية من الكوابيس
ولنا ولكم أن نمنح الحياة حضوراً أبهج في غدها
فدعوا أوزار الخيالات الملبدة بالخرائب وأدواءها
وانعموا بمعايشة هولير وصخرتها، حيث الأرض تستقر إليها فادخلوها بسلام
والسلام