يتلاطم الأصفر

غريب ملا زلال

بمشهد شيّده كاهن عاشق 
والحواس في معترك 
على حضن يُرْسم بالأنامل 
والأبيض غريب و مؤثر 
يراود الحضور
 بين غزو و غزو 
هي ذي إشارة الريح 
و ما تفعله بها 
حتى يذريها 
قبلة قبلة 
بعيداً عن قدر
 راحت تحتدم بين أصابعه 
فصوتها إضاءة شفيفة 
ونقاط من نبيذ 
والبني 
لم يكن يستسلم للهزيمة 
و إن كان الطهاة 
يجيدون فن الطبخ و أسراره 
و الأخضر في مداخل الروح
 غيوم و أمطار 
حقاً 
كان الطقس ملائماً 
للتضرع للرب 
وإشعال شموع في معبد
 تنوب عن تقديم النذور 
يشدني الأصفر
 كناي من قصب 
بين شفاه راع 
و هو ينفث فيه حزنه الساخن 
يحملني الأبيض
 إلى دفء صدرها 
أنا المسكون بها 
نتجول معاً بأصابع عارية 
تروي حكايتنا 
ويبقى الأخضر
 مورقاً في عشبها و عشها 
تعانقت البني 
في تمرين عشق و إنتظار
….
العمل الفني لدلير محمد شريف

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ا. د. قاسم المندلاوي

في هذه الحلقة نقدم للقارئ الكريم نبذة مختصرة عن فنانين من تركيا مدينتهم الجميلة (قامشلو) بسبب الاوضاع العنصرية والشوفينية في سوريا ابان نظام البعث الفاشي والجماعات الارهابية التكفيرية الظالمة. وعلى الرغم من الظروف القاسية استمرا في العطاء الفني خارج البلاد وتحديدا في المانيا واسبانيا واستطاعا المزج بين (الموسيقى…

في مثل هذا اليوم، 31 آب، تمر الذكرى السنوية لرحيل الفنانة التشكيلية الكوردية المبدعة سمر عبد الرحمن دريعي، التي رحلت عن عالمنا في ألمانيا عام 2023، لكنها بقيت حاضرة في وجداننا وذاكرتنا كإحدى أبرز الأصوات الفنية النسوية في تاريخ شعبنا.

لقد كانت الراحلة أيقونة فنية وإنسانية، حملت بألوانها وقوة ريشـتها قضايا المرأة الكوردية وآمالها، وجعلت من…

غريب ملا زلال

تعرفت عليه في اواسط الثمانينات من القرن الفائت عن طريق صديق فنان / رحيمو / قمنا معا بزيارته في بيته في مدينة الحسكة ، صعدنا الى سطح الدار على ما اذكر حيث مرسمه ودار حديث عذب ونحن نطوف بين اعماله ، ومن حينه كنت ادرك بان بشير…

إدريس سالم

«من زياد الرحباني إلى مچو كندش: أصوات تكتب الذاكرة مقابل أغنيات تُستهلك في ثوانٍ».

في العقود الماضية، كان الفنّ يمرّ عبر قنوات محدودة: المذياع، الكاسيت، التلفزيون. وكان بقاء العمل أو زواله محكوماً بقدرة لحنه على الصمود أمام الزمن، وبقيمة كلماته في قلوب الناس. النقّاد والجمهور معاً كانوا حرّاس الذائقة. أما اليوم، فقد صارت فيه الشاشة…