صدر حديثًا عن دار النخبة العربية للنشر والطباعة والتوزيع، كتاب «صدى المعاني»، للأديب السوري الكردي نصر محمد.
يقع الكتاب في 120 صفحة من القطع الكبير ويضم 13 قراءة لطائفة من الكتاب والشعراء.
صدى المعاني.. قراءات في كتب أدبية
يقول مَحـمــود بـريـمـجـة، في مقدمة الكتاب:
إنَّ الرَّوضةَ السَّاحِرةَ أو الحديقةَ الغَنَّاءَةَ تَهَبُ زائِرَها نوعَيْنِ منَ الجماليَّاتِ؛ أحدُهُما ظاهِرٌ يبدو لهُ منْ بعيدٍ، وتتكاثَفُ أمامَ باصِرَتَيْهِ كُلَّما اقتربَ منها أكثرَ و لامَسَ سِحرَها عنْ كَثَبٍ، والآخَرُ تنجلي لهُ منْ خلالِ تجوُّلِهِ في أرجائِها، و مُلامَسةِ ثَمَراتِ الفِتنةِ والبَهاءِ فيها عنْ قُربٍ أكثرَ.
إنَّ حالَ النَّصِّ الأدبيِّ يُحاكي تِلكَ الرَّوضةَ أو الحديقةَ الجَذَّابةَ، فهوَ لا يجودُ على القارِئِ بكُلِّ جماليَّاتِهِ الأدبيَّةِ والفَنِّيَّةِ والمَعنويَّةِ دُفعةً واحِدةً؛ إنَّما تُقدِّمُ لهُ بعضَها منْ خلالِ قِراءَتِهِ الأولى، وتَجودُ عليهِ أكثرَ في القِراءةِ الثَّانيةِ والثَّالثةِ وهكذا…
أمَّا المعاني الجَماليَّةُ الدَّقيقةُ لِلنَّصِّ الأدبيِّ منْ رُموزٍ تعبيريَّةٍ و ألغازٍ أدبيَّةٍ و صُورٍ شِعريَّةٍ مُركَّبةٍ، تِلكَ الكامِنةُ خلفَ أجسادِ الكلماتِ و الجُمَلِ، فإنَّها لا تنكَشِفُ لِلقارِئِ بسُهولةٍ ، و رُبَّما لا تتوضَّحُ لهُ بعدَ عِدَّةِ قِراءَاتٍ لِلنَّصِّ الأدبيِّ .
وهُنا يبرُزُ دورُ النَّاقِدِ الأدبيِّ الحاذِقِ الذي يتناولُ النَّصَّ برُؤيةٍ مُختلِفةٍ عنِ القارئِ، فهوَ يقبَلُ على النَّصِّ قارِئاً و مُتذَوِّقاً مُتسلِّحاً بأدواتِهِ البيانيةِ و النَّقديَّةِ، فيدرُسُهُ منْ حيثُ بُناهُ المُتعدِّدةِ: المعنويَّةِ و اللُّغويَّةِ و الجَماليَّةِ و غيرِها ، و بذلكَ يستخرِجُ منْ ثنايا النَّصِّ الأدبيِّ كُلَّ ثَمَراتِهِ الجَماليَّةِ و المَعنويَّةِ الكامِنةِ فيهِ ، و قد تكونُ الدِّراسةُ النَّقديَّةُ عميقةً مُطوَّلةً ، تستغرِقُ صفحاتٍ عديدةً لِلنَّصِّ الواحدِ ، أو تقتصِرُ على كشفِ بعضِ الجَماليَّاتِ في النَّصِّ ، و تترُكُ ما تبقَّى لِذائِقةِ القارِئِ ، كي يتقصَّى المَعاني و يكتشِفَها بنفسِهِ ، و هذا ما عمدَ إليهِ الكاتِبُ نَـصْـر مُـحـمَّـد في قِراءَاتِهِ النَّقديَّةِ لِثلاثةَ عشرَ كِتاباً ضَمَّتْ مجموعاتٍ شِعريَّةً وقَصصيَّةً ورِواياتٍ أدبيَّةً.
إبراز مكامن الجمال في أعمال أدبية
سعى الكاتِبُ جاهِداً إلى إبرازِ مَكامِنِ الجَمالِ في كُلِّ عملٍ أدبيٍّ منَ تِلكَ التي تناولَها بالقِراءةِ ، و هيَ كالتَّالي:
١- سُوبارتو ، رِوايةٌ لِلكاتِبُ حَليم يُوسُف .
٢- كانَ القمرُ طِفلاً ، مجموعةٌ شِعرِيَّةٌ لِلشَّاعرةِ دارين زكريَّا .
٣- النَّبضُ المُرهَقُ ، مجموعةٌ شِعرِيَّةٌ لِلشَّاعرةِ نَدوة يُونس .
٤- ليلةُ الهِجرانِ ، رِوايةٌ لِلكاتِبةِ نغوين مُوسى .
٥- كِتابُ اللَّمَحَاتِ ، مجموعةٌ شِعرِيَّةٌ للشَّاعرِ صقر عليشي .
٦- أطلسُ العُزلةِ ، مجموعةٌ شِعرِيَّةٌ لِلشَّاعرِ إبراهيم اليوسُفِ .
٧- بُـعْـدٌ آخَـرُ ، مجموعةٌ قَصصيَّةٌ للكاتبةِ هِـيـڤـي قُـجُّـو .
٨- الحُبُّ كَرنَفالٌ إلٰهيٌّ ، مجموعةٌ شِعرِيَّةٌ للشَّاعرِ إسماعيل أحمد .
٩- ظِلَّانِ يُشبِهانِ وَجْهي ، مجموعةٌ شِعرِيَّةٌ للشَّاعرة رِيما فاضِل مَحفوض .
١٠- ميزوبوتاميا ، مجموعةٌ شِعرِيَّةٌ للشَّاعرة الدُّكتورة مِيديا شيخة .
١١- غَريقُ نهرِ الخِنزيرِ ، مجموعةٌ قَصصيَّةٌ للشَّاعرِ والكاتبِ عبد الرَّحمن عفيف .
١٢-وجهُكَ صارَ وَشْماً غَجَرِيَّاً، مجموعةٌ شِعرِيَّةٌ للشَّاعرةِ ماجدة حسَّان.
١٣- جِداريَّةُ المَنْفى في زمنِ التَّأويلِ ، مجموعةٌ شِعرِيَّةٌ للشَّاعرِ عبد الباري أحمه.
يذكر أن الناقد والشاعر نصر محمد
_ كاتب وشاعر كردي سوري مغترب.
_ مواليد مدينة عامودا عام 1967/سوريا.
_ قضى طفولته وشبابه، بمدينة عامودا، وأنهى دراسته الثانوية بمدارس عامودا.
_ كانت له تجارب في كتابة الشعر منذ المرحلة الثانوية من دراسته.
_ سجل في جامعة بيروت العربية بكلية التجارة والاقتصاد، لكنه لم يستطع استكمال دراسته الجامعية بسبب الظروف المعيشية الرديئة.
_ هاجر إلى ألمانيا مع اشتداد الحرب السورية عام 2015.
_ عمل مسؤولاً في عدة منتديات قدم فيها برامج حوارية، وشكلت بفضله منصات حوارية تفاعلية مع شخصيات ثقافية كردية وعربية وأمازيغية.
_ نشر نصوصه الشعرية في الصحف والمجلات السورية واللبنانية والمصرية، كما نشر العديد من الحوارات والمقالات في المجلات والمواقع الإلكترونية مثل: القلم الجديد /بينوسا نو، ولاتى مه، العربي اليوم المصرية، واحة الفكر، نوس سوسيال، بوير بريس، إيقونة ميزوبوتانيا.. وغيرها.
_ نشر كتابه الشعري الأول «للعشق أحلام مجنحة» عن دار الزمان.
_ صدر الكتاب الثاني «للحبر رائحة الزهر» عن دار النخبة للنشر والتوزيع عام 2023.