صدور كتاب «الأسرار تحت جمر الغواية» للكاتبة السورية هند زيتوني

تقرير: فراس حج محمد

صدر عن مكتبة طرابلس العلمية العالمية في ليبيا كتاب “الأسرار تحت جمر الغواية” للشاعرة والروائية السورية هند زيتوني. يقع الكتاب في حوالي (200) صفحة. احتل الغلاف الذي صممه أمين حرب لوحة للفنان السوري صبري يوسف، وراجع الكتاب لغويا شادي الشايب.
قدم الشاعر الليبي عمر عبد الدايم للكتاب واصفا إياه بقوله: “شيءٌ جميلٌ سيلاحظه القارئ الحصيف في هذا الكتاب؛ وهو التداخل السلس بين ما اقتبسته الكاتبة من جُمَلٍ وأبيات شِعرية، وأقوال وحِكَمٍ، تطول مرةً وتقصر مرات، لكتّاب وفلاسفة وشعراء قدماء ومعاصرين، دون أن تنُكِر الكاتبة ذلك أو تدّعيه لنفسها، وبين كتاباتها هي في ذات الشأن، وبذلك استطاعت بمهارة أن تلعب على أصابع بيانو التلاقح المعرفي ليجدَ المتلقي نفسه في حالة تماهٍ تام مع الكتاب وكأنما يؤدي وإياه رقصة باليه بارعة دون نشاز أو تشويه”.
توضح المؤلفة الفلسفة التي قام عليها كتابها بقولها: “أحببت- في هذا الكتاب- أن أشركَ الآخر في تجربتي ورؤاي عن الحياة من جوانب فكرية متعددة شاملة اقتباسات؛ خواطر، ورسائل لكتّابٍ مشهورين خاضوا غمار معركة الكتابة باحتراف، وكشفوا عن مكنوناتهم الفكرية المكتنزة وعيا وإضافة نوعية إلى المسلّة الإنسانية”.
عرضت الكاتبة وجهة نظرها في موضوعات كثيرة، واختلط رأيها بآراء الكتاب الآخرين، سواء أكانوا متفقين معها أم مختلفين، إذ كانت تريد أن تقدم تلكم الأفكار- كما سبقت وقالت في مقدمتها- بتنوعها البشري والفكري، فناقشت مسائل الكتابة والقراءة، والحب والموت والحياة، والحرية، والصداقة، والخير والشر، والوطن والمنفى والهوية والانتماء، كما ناقشت أفكارا كالسعادة والحزن والفرح والأمل والتأمل، ولتحقيق غرضها في عرض تلك المسائل أثبتت لنفسها نصوصا، واقتبست مجموعة أخرى من النصوص الشعرية والسردية لمختلف الكتاب من الشرق والغرب، فاشتمل الكتاب على سبيل التمثيل نصوصا للدكتور أحمد خالد توفيق، ومحمود درويش وفرانز كافكا، ولوركا، وجلال الدين الرومي، وقيصر عفيف، وغيرهم.
كما أظهرت الكاتبة عنايتها بفن الرسائل، فأثبت مجموعة من الرسائل كتبها شعراء وروائيون وقادة وسياسيون، من أمثال: جبران خليل جبران، وغسان كنفاني، وأمل دنقل، وبتهوفن، وجوني كاش، وتشرشل، وسارتر ونابليون، وآخرين.
يدل الكتاب على تنوع ثقافة الكاتبة وتمددها المعرفي، واطلاعها على مصادر ثقافية متعددة، ويقدم للقارئ صورة بانورامية لقارئة نهمة، تتفاعل مع ما تقرأ، وتختار منه ما يروق لها، جريا على عادة كتاب كثيرين، فقد قامت كثير من كتب التراث على هذا الشكل من الاقتباسات ككتاب العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي، وكتاب الفوائد لابن القيم الجوزية، كما تحفل حركة التأليف المعاصر بكتب مشابهة تحمل وجهة نظر كاتبها فيما يقرأ، ككتاب “دولة النساء” للكاتب عبد الرحمن البرقوقي، وكتاب “فستق أدبي” للشاعر حنا أبو حنا، وغير هذا وذاك الكثير من المؤلفات.
ومن الجدير بالذكر، فإن كتاب “الأسرار تحت جمر الغواية” يأتي بعد أربعة من الدواوين الشعرية: “كلمات وحفنة من حنين”، و”أنثى بنكهة البنفسج”، و”غواية الدانتيل”، و”وحدي أتمدد في فقاعة”، وثلاث روايات: “أنثى بطعم النبيذ”، و”بوح النساء”، و”إيلينا”. 
ترجمت الكاتبة التي تعيش حاليا في أمريكا مجموعتين؛ شعرية وقصصية لعدة شعراء وكتاب من الوطن العربي إلى اللغة الإنكليزية، وتُرجمت بعض أعمالها إلى اللغة الإنجليزية والإسبانية والفرنسية، وقدمت الباحثة الفلسطينية هالة اللوح رسالة ماجستير بأعمال زيتوني الروائية تحت عنوان: “تقنيات السرد في روايات هند زيتوني”.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

 

فراس حج محمد| فلسطين

تتعرّض أفكار الكتّاب أحياناً إلى سوء الفهم، وهذه مشكلة ذات صلة بمقدرة الشخص على إدراك المعاني وتوجيهها. تُعرف وتدرّس وتُلاحظ تحت مفهوم “مهارات فهم المقروء”، وهذه الظاهرة سلبيّة وإيجابيّة؛ لأنّ النصوص الأدبيّة تُبنى على قاعدة من تعدّد الأفهام، لا إغلاق النصّ على فهم أحادي، لكنّ ما هو سلبيّ منها يُدرج…

عمران علي

 

كمن يمشي رفقة ظلّه وإذ به يتفاجئ بنور يبصره الطريق، فيضحك هازئاً من قلة الحيلة وعلى أثرها يتبرم من إيعاقات المبادرة، ويمضي غير مبال إلى ضفاف الكلمات، ليكون الدفق عبر صور مشتهاة ووفق منهج النهر وليس بانتهاء تَدُّرج الجرار إلى مرافق الماء .

 

“لتسكن امرأةً راقيةً ودؤوبةً

تأنَسُ أنتَ بواقعها وتنامُ هي في متخيلك

تأخذُ بعض بداوتكَ…

 

محمد إدريس *

 

في ذلك المشهد الإماراتي الباذخ، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة، يبرز اسم إبراهيم جمعة كأنه موجة قادمة من عمق البحر، أو وترٌ قديم ما زال يلمع في ذاكرة الأغنية الخليجية. ليس مجرد ملحن أو باحث في التراث، بل حالة فنية تفيض حضورًا، وتمنح الفن المحلي روحه المتجددة؛ جذورٌ تمتد في التراب، وأغصانٌ…

 

شيرين الحسن

كانت الأيام تتسرب كحبات الرمل من بين أصابع الزمن، ولكن لحظة الغروب كانت بالنسبة لهما نقطة ثبات، مرسى ترسو فيه كل الأفكار المتعبة. لم يكن لقاؤهما مجرد موعد عادي، بل كان طقسًا مقدسًا يُقام كل مساء على شرفة مقهى صغير يطل على الأفق.

في كل مرة، كانا يجدان مقعديهما المعتادين، مقعدين يحملان آثار…