على هامش صدور روايته «شارع الحرية»: إبراهيم اليوسف: كتبت مسرحية عن فلسطين فمنعتها الرقابة واعتبرتها عن كردستان

حاورته: سامية لاوند
 
ربما كان صدور رواية ك”شارع الحرية” لإبراهيم اليوسف مؤخراً لم يكن يدعو للانتباه كثيراً لولا أن من كتبها شاعر، ولولا أنها تناولت مجزرة إرهابية تمت في مدينته”قامشلي” مستهدفة شارعه. شارع بيته. لقد كنت محظوظة جداً إذ إنني من عداد أوائل من قرؤوا الرواية بعد كتابتها مباشرة، وأرسلت له بموقفي منها، بعيد قراءتي الأولى لها، وقد شد انتباهي أنها لم تعتمد القاعدة التقليدية لكتابة فن الرواية، كما أنها في الوقت نفسه: رواية. حاولت أن أكتب رأيي في هذه الرواية، بعد أن وقعت نسختها المطبوعة بين يدي، ورأيت أن لا شيء يجيب عن أسئلتي إلا إجراء حوار مع مؤلفها، ضمن مشروع كتاب لي عن تجربته. حاولت قدر الإمكان أن أكون استفزازية في طرح أسئلتي التي أجاب عنها اليوسف  واحداً واحداً، فكان بالتالي هذا الحوار:
-إصدار روايتك”شارع الحرية” بعد عقود من علاقتك بالشعر، ألا يعني أن الشعر قد انحسر كما يروج لذلك؟.
 
*لست مع التخصص في الكتابة. كتبت الشعر في طفولتي،  كما أني ألفت أكثر من مسرحية وأنا في بداية المرحلة الثانوية. ألفت”استرنا الله يسترك”، و”الطبيب الأمي” وقبلها”الندامة”” والحق بين أشواك الموت”. الأولى أخرجها فاضل  بدرو، والثانية أخرجتها أنا، أما الندامة  فظلت مشروعاً على الورق كما “استرنا الله يسترك” التي اشتغل عليها الصديق أحمد عجة قبل دراسته الإخراج، إلا أن الجهات المعنية لم توافق عليها، بالرغم من أنها كانت تتحدث عن قضية” فلسطين”.إذ رأوها عن” كردستان”.
كما أنني كتبت المقال الصحفي منذ يفاعتي، وما زلت مستمراً في كتابته، ناهيك عن أنني كتبت النقد منذ وقت مبكر. للشعر حالته، كما أن للسرد فضاءه. لقد تضمنت مجموعتاي”ساعة دمشق” و”أستعيد أبي” اللتان صدرتا في العام2016 ما كتبته منذ بدايات الثورة السورية2011 وحتى العام2014. كانت النصوص والقصائد المنشورة فيها تتناول يوميات الثورة. فيها أسماء المعتقلين، والشهداء. كان فيها موقفي من الثورة الحقيقية التي بدأت سلمية في شوارع المدن السورية، إلا أنني وجدت كما سواي أن ما يجري أكبر مما تصورت، لذلك لجأت إلى السرد. لجأت إلى الرواية، بالرغم من أنني كنت أكتب المقال السياسي بحسب أحداثيات ما يجري في البلاد. لجوئي إلى الرواية جاء لأقول أمراً آخر. ما زلت أفكر بقصيدتي، وكيف علي أن أطورها، ومازال ثمة من يقرؤونها أكثر من قبل.
 
-والشعر، ما هو واقعه الآن؟
*استطاع الشعر أن يتناول الحدث الكبير في حياة إنساننا. ثمة قدر كبير واجهناه، وإن كنت أعترف بأن ما يجري لهو كبير. لم يعد الشاعر يواجه حالة حرب بالسيوف والرماح، ولا بالبنادق التقليدية. ثمة حرب شاملة، من مفرداتها الحداثية وما بعد الحداثية: الكيمياء، والتي إن تي والطائرات والصواريخ عابرة القارات إلخ، بما يزيل خلال ومضات أعين عمارات، وأحياء، وأحياء، تمضي بهم إلى دورة المحو والزوال. من هنا كان على الشاعر. على الكاتب. على الإعلامي. على المثقف، أياً كانوا، أن يرتقوا إلى مستوى المرحلة، لاسيما إذا علمنا أنه مقابل تلك الأسلحة الفتاكة إعلام ما بعد حداثي، فيه الكثير من التضليل والتزوير.
تلك هي المعادلة التي يجب أن يفهمها الشاعر وهو يكتب قصيدته. القصيدة تتطور، وثمة ما يكتب الآن يبز ما كتب في ما سبق. الشعر يحقق إنجازاته، لكن مواجهاته اللحظية كبيرة. هات الآن بأبي الطيب المتنبي ودعه يقرأ اللوحة، فماذا عساه أن يفعل؟.
مهمة المثقف الآن أكبر من مهمته حتى في الألفية الماضية. اللوحة تتعقد. دائرة الشر تتوسع. ثمة ألغام كثيرة باتت تتفجر، وما علينا جميعاً إلا وعي اللحظة المعيشة، في ظل سيادة، بل هيمنة ثقافة الكراهية. ثقافة الحقد التي جعلت ممن كان الأقرب إليك، يخطط للفتك بك، بعد أن انفلتت الوحوش المسعورة من نفوس كثيرين، إلى الدرجة التي لم يعد المثقف نفسه في منأى عما يتم.
فما الذي يمكن لقصيدة أن تفعله
الخط البياني للشعر في صعود
وفق دورته الطبيعية
إلا أن الخط البياني للكراهية يتصاعد بشكل جنوني
هنا مأزق الشعر
وسط هذا الضجيج والفوضى الرهيبين
-والشعر: اذاً ماذا عن علاقتك به؟
*ما زلت أستيقظ كل صباح، وأبحث عن القصيدة التي تتوافر فيها شروط القراءة. كثيراً ما لا تخيب صنارتي وأنا ألقيها في اليم الافتراضي. كثيراً ما تعود الصنارة بالصيد الوفير، من قبل أسماء جديدة، أو معروفة، لا تفتأ تكتب قصيدته. وما زلت مشغولاً بهذا الحب للشعر، أتوضأ في فضائه، وأبدأ صلواتي، على أمل أن أكتب القصيدة التي أنتظر.
 
 
لنعد إلى روايتك هذه: تكاد تكون قصيدة لولا بعض السرد الذي ظهر في بعض فصولها مهيمناً، ماذا تقول؟ 
لقد حاولت جاهداً أن أخلص روايتي من هيمنة الشعرية عليها. صحيح أن في الرواية التشكيل، والمسرح، والسينما، والموسيقا، والسرد، والشعر، وحتى السحر بمعنى  جمالي ما ..إلخ، إلا أني أؤثر أن تكون هناك معادلة فلا يتغلب أحد مكونات هذا الفضاء على الآخر. كلما وجدت أن لغة الشعر تسطح بي رحت ألجأ إلى عالم السرد الصرف، بما يذكر بالتقريرية، لأوازن بين هاتين الكفتين، في ميزان الأدوات الكتابية، لئلا يتغلب أحدهما على الآخر، لأن الرواية هي حالة مكثفة لأصناف وأشكال فنية عديدة، وليست ابنة واحد منها- فحسب- ولا مسوغ البتة للمجازفة بما هو دلالي، ومن يرد أن يغلب عنصراً واحداً على سواه، فليذهب إلى خانة ذلك العنصر ويكتب ضمن إطاره.
-على الكاتب أن يطرح القضية لا أن يكون طرفاً، لكنك بدوت على خلاف ذلك؟ 
*أوافقك، ولكن: أمام وجود قاتل وضحية، أي كاتب أو فنان بإمكانهما المساواة بينهما؟. إن أي خلل هنا لصالح القاتل، يعني مشاركته، وأنا لا أعني بتسرة الشخصيات، فلكل شخصية- مهما كانت- أن تتحرك كما تشاء، ضمن شروطها الطبيعية، من دون أي تدخل في تحديد مساراتها.
كنت أتصور أن مجزرة التفجير الإرهابي ستكون نواة روايتك، لكنك أثرت قضايا كثيرة؟
بلى. لقد تطرقت لها. المجزرة لا يمكن تأطيرها في عمل واحد. ما جرى في مجزرة تقاطع-شارع الحرية مع الشارع العام- في الحي الغربي في قامشلي يمكن تناوله في مئات الأفلام، والمسلسلات، والقصائد، والروايات. شأن أية مجزرة يروح ضحيتها أبرياء. لم أجزىء الحدث الرهيب عن إطاره التاريخي، لأن نظام البعث الدكتاتوري الذي كانت الطفرة الأسدية أبشع أشكال صعودها لا يمكن تناسي شروره وآثاره الرهيبة على المكان وسوريا بل والمنطقة كلها. كما أن في إخراج المجزرة من سياقها عسفاً لتأريخ اللحظة.
-لماذا السيرة الذاتية مهيمنة على عملك السردي هذا؟
*ربما لأنني فتحت عيني في شارع الحرية على الحياة. فيه كانت قصة حبي الأولى، وعندما حدثت الجزرة الرهيبة، فإن بركاناً من المشاعر والأحاسيس اندلع، فجأة. فأنا ابتعدت عن قامشلي منذ أن أُعطيت”لامانع” من السفر لمرة واحدة، بعد أن تم الحجز على جواز سفري، وبعد وساطة كبرى من قبل شاعر صديق لدى د. نجاح العطارنفسها..!، عندما رأى أن حياتي باتت مهددة، بسبب المضايقات التي كانت تجري لي، بعد إصدارقرار من” الأمن القومي” يقتضي بمنعي من السفر إثر قرار جهة أمنية سابقة. أجل. لقد أبعدت عن مكاني، وهوائي، وإنساني، وبت أحس بحنين عارم إليه، لأن منفاي إلزامي، وما يجري الآن في هذا المكان هو امتداد لما أسس له نظام البعث الاستبدادي. كل هذا أدى إلى الكتابة عبر حالة فشل أمام تواري الذات. لذلك، فقد تركت الأمور كما كانت، وراحت الرواية تكتب نفسها في فترة جد وجيزة.
 
-ألم يكن من الأفضل أن يكون البطل غير المؤلف؟
*جاءت الرواية بعد انتهائي من عملي السردي- السيروي- ممحاة المسافة- لذلك فقد رسمت شخصية البطل ملامحها الأولى، و تداخلت الشخصيتان: شخصية الراوي وشخصية المؤلف، إلى حد الإشكال، كما وصف ذلك بعض الأصدقاء الذين اطلعوا على النسخة الأولى من النص. ما حدث، وبعيداً عن هذه المقدمة الافتراضية هو أن المقتضيات الفنية فرضت نفسها. ماتم خدم تقنية النص، ودلالاته.
 
-هناك أسماء كثيرة وردت في الرواية وهي حقيقية؟
*نعم. فقد كانت الرواية في أحد جوانبها توثيقية، كما أن جانبها الفني دعا إلى اللجوء إلى شخصيات غير واقعية. الرواية ملتقى الواقع باللاواقع لخدمة الواقع نفسه.
-والمكان؟
*المكان هو كما حددته، هو: قامشلي، في رئتها، في قلبها، في خاصرتها، في نبضها، في رأسها. في حيها الذي جرت فيه الوقائع. في شارع الحرية الذي كان هو نفسه مستهدفاً وقد تمت المجزرة في رأسه. في مطلعه، بحق أناس هم جيراني المسمين، بالإضافة إلى غيرهم.
-لكن هناك أمكنة أخرى؟.
*هناك أمكنة أخرى، أمر بها سريعاً، أو أتوقف عندها قليلاً، كلها في خدمة مكان واحد، رؤية واحدة، استراتيجية واحدة كانت وراء هذا العمل الفني.
-بدا المكان مشغولاً عليه، لاسيما في مسرحه الرئيسي؟
*هو ما حاولت أن أحققه، وإن كانت مناخات الحدث الرهيب تستدعي عدم الاستغراق في الإيغال في رسم المكان الفني أكثر. كان المكان يستنهض في ذاكرتي بعد سنوات طويلة من ابتعادي عنه، فرحت أقدمه مساماً مساماً، كما لو أنه أمام عيني. آخذ منه ما يدخل في إطار رسمه الفني، لئلا يكون مجرد خريطة جغرافية.
-طريقة عرضك للتاريخ بدت مختلفة، مع أنني أسميها رواية تاريخية. تاريخية لمرحلة ما، بم تعلق على هذا الرأي؟
*ثمة تناول لمفصل تاريخي. لمحطة تاريخية. لكني وإن اعتمدت على الأرقام أحياناً، تدخلاً “خارجياً” من لدني، إلا أنني أصررت عليها، إمعاناً في تكريس وثائقيتها، وتاريخيتها، انطلاقاً من مهمتي ككاتب، مطالب أمام مجتمعي، وأمام محاكم التاريخ. صحيح، أنه من الممكن تناول أحداث تاريخية بعيداً عن هذه الأرقام، لكن حسبي أني كنت أرصد فضاء غير مؤرخ له إلا من قبل مزوري التاريخ والجغرافيا والسياسة والضمائر. من هنا، حاولت أن أقدم عملاً فنياً بهذه التوصيفات.
 
-يلاحظ قارىء روايتك أنك أتبعت طريقة مختلفة في السرد. ما سبب ذلك؟
*حقيقة، النص كتب بتلقائية، وإن كانت المسارات مرتسمة أمام عيني، أثناء تناميها الكتابي الفني، وأنا مدرك ما الذي أريده، وما الذي أقوله، لاسيما إن الرواية أتت في حدود فضاء حدوث الصدمة، وكانت تفاصيل المجزرة ماثلة أمام عيني، باعتباري ابن هذا المكان، الذي يعرف أكثر وجوه الضحايا، وبيوتهم. علاقتي بالسرد- بأشكاله- ليست طارئة، فقد كتبت أكثر من شكل سردي، منذ وقت مبكر من حياتي، محاولاً أثناء عملية الكتابة الانقطاع عن كل الأساليب السابقة، وإعادة صياغتها من أجل كتابة محددة. كتابة نص مختلف، وفق محاكماتي الخاصة.
 
-لماذا قصة الحب في رواية كهذه في زمن الحرب؟
*لم يكن ثمة ما هو مفتعل. متطلبات الرواية كانت وراء ذلك. القصة متخيلة، ولكن، من خلالها تحدثت عن جذور علاقة المنفي والمهاجر بمكانه، إذ مهما نأى جغرافياً، فثمة ما يربطه بذلك المهاد، وأهله، وإن كان من بين ذلك: قبر أب أو أم أو طفل أوجد، أو وجه حبيبة افتراضية.
  
-هناك سؤال ساذج  خطر لي وأنا أقرأ الرواية وهو هل حقاً زرت قامشلي  عبر كردستان؟
*كثيرون ممن قرؤوا الرواية سألوني: هل حقاً زرت كردستان؟ حقيقة الزيارة هنا خيالية، فهي لم تتم، ولم أزر قامشلي منذ أن خرجت منها آخر مرة، بأعجوبة قبل الثورة السورية.
 
-مرت فترة طويلة ولم نعد نقرأ لك مقالات سياسية تتابع فيها شأن الثورة السورية؟ 
*ما زلت أكتب المقال السياسي، كلما دعت الحاجة إلى ذلك. ما يدور يتم وكأنه يجري في-مستنقع- محدد، لذلك كل ما يمكن أن يقال عبر المقال السياسي، إنما يكرر نفسه، لأن المأساة السورية تتكرر. سنوات طويلة نواجه النظام السوري بالمقال، والقصيدة، فقد اكتشفت أن هناك إمكانيات أخرى يمكن استغلالها، لكتابة شكل كتابي آخر، لفضح ممارساته، ورصد خريطة الدم والألم، بعد أن غدا كل شخص قادراً على أن يكون له ما لانهاية لها من البروفايلات- الصفحات الفيسبوكية، وينشر ما يريد، بعد أن باتت الكتابة غير مكلفة، وغير مجهدة، لاسيما بعد سقوط آلة الخوف وظهور دونكيشوتيين جدد يحاربون طواحين الهواء ..!؟.
 
-كيف تنظر إلى واقع الثورة السورية، الآن، بعد كل هذه التحولات الخطيرة؟.
*لنكن واقعيين، فإن تحولات مرعبة قد تمت على مسار الثورة، ولكنني أرى أن النظام السوري هو السبب الرئيس في ذلك، هومن أخرجها من سلميتها، وهومن جعل البلاد مسرحاً لتدخلات الآخرين،  وهومن كان وراء عسكرتها، هذه العسكرة التي خدمته، بعد أن تدخلت جهات شتى، كل منها لأجل غرض محدد، دون التفكير بمصلحة السوريين وسورياهم، بل على حساب  دمائهم، وبيوتهم، ومؤسساتهم. ما زلت مؤمناً أن الثورة الأولى التي انطلقت في آذار2011 قد انتصرت، وأن النظام قد هزم، وإنه يعيش بسندات كفالة مختلفة الأمهار، والتواقيع، والأختام.
  
-قرأنا أخباراً عن رواية لك بعنوان” شنكالنامة” هل تحدثنا قليلاً عنها؟
*شنكالنامة تبدومختلفة، إنها تتناول غزو داعش، والفظائع الرهيبة التي ارتكبها هؤلاء الجناة بحق الإيزيديين، وسبي نسائهم، إلا أن لها هي الأخرى مسارها المكاني، في أكثر من مسرح: سنجار-الإمارات- ألمانيا- تربسبي/ قبورالبيض، ولقد تمت ترجمتها من قبل صديقي الروائي جميل إبراهيم إلى الكردية، وهناك من يعمل على ترجمتها الآن للغة أوربية أخرى.
  
-ماذا عن الشعر وهل ما زلت تكتب قصيدتك؟ 
*الشعر رئتي الأولى للتواصل مع الحياة. عرفت الشعر منذ طفولتي، ورحت أنحاز إلى جبهته، لذلك أرى في كتابته أحد أهم مسوغات استمراري الحياتي. من خلاله قلت كلمتي. موقفي الجمالي مما حولي، لذلك فهو من يعيد إلي توازني، في مواجهة المتاعب التي لا حصر لها.
-ما مشاريع إبراهيم اليوسف بعد إصدار روايته هذه؟
*أمامي أرشيف ضخم. أرشيف من كتاباتي. كتابات ارتكبت في عصر ما قبل الإلكترون، أو في عصر الإلكترون، غير أن عجزي التقني دعاني لخسارة الكثير منه. صحيح أن الكتابة عبر الكمبيوتر بت أدمنها، بعد أن كنت لا أستسيغها، إلا أنها تكاد تنسيني الكتابة بالقلم، ومع هذا فإن جمع الحصيد الإلكتروني، وتبويبه، يحتاجان إلى روح محددة، لا تتوافر في. من هنا، وبعد أن أضعت الكثير من إرشيفي بسبب تنقلي الاضطراري من مهادي، إلى الخليج، إلى أوربا، فقد فقدت الكثير من إرشيفي الورقي والإلكتروني، كما أن العم غوغل بدا أكبر مخادع لي، فقد نقض معاهدته الافتراضية بالحفاظ على ما كان يحتفظ به، وها أجد الآن أن ما نشر لي في العام2000-على سبيل المثال- قد ضاعه أكثره، بعد تعرض موقعين إلكترونيين شخصيين لي للهكرز، شأن حاسوبي، كما هو شأن عدد من المواقع الإلكترونية التي نشرت فيها الكثير من نتاجاتي، لذلك فأنا أعيش معاناة كبيرة في كيفية جمع ذلك النتاج، وترتيبه، لاسيما إنني كنت  أحد من تناولوا أحداثاً معينة تخص مكاني وكائني، إلى جانب ماكنت أكتبه عن سوريا كلها.
————- 
القدس العربي

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…