حفل توقيع الكتاب الأول للكاتب الشاعر د. صلاح حدو

بينوسانو- هولير/أربيل
شهدت يوم 16-2-2017 قاعة  الندوات  في فندق-كابيتتول هوتيل أربيل- حفل توقيع باكورة الشاعروالكاتب د. صلاح حدو والمعنون ب” قصة وطن من عفرين إلى خانقين”  والذي حضرته شخصيات سياسية وثقافية عديدة بالإضافة إلى متابعي تجربة الشعروالأدب. قدمت للأمسية التي جاءت كأحد نشاطات الاتحاد العام للكتاب والصحفيين في هولير الشاعرة القديرة آسيا خليل التي قرأت بعض نصوص المجموعة، وقدم رؤية نقدية في فضاءات باكورة الشاعر د. حدو، ابن عفرين الذي يقيم في هولير، وتعرض لضغوطات آلة استبداد النظام السوري نتيجة كتاباته التي كتبها بجرأة، منقطعة النظير، وقد دفعت طفلته حياتها، كشهيدة، ثمناً لموقف أبيها الذي لم تلن له قناة، ولم يرفع يديه.  في مايلي وقائع حفل التوقيع:
توطئة من د. صلاح حدو:
يوم 16/ 2 / 2017 الساعة السابعة مساءً وفي – كابيتول هوتيل  أربيل – بصم نفسه كأحد أسعد أيامي , فقد كنت مع بعضٍ من أصدقاء نجاحي والكثير من المحبين ومتذوقي الكلمة من باشوري  وروج آفاي  كوردستان , على موعد مع حفل توقيع كتابي ” قصة وطن من عفرين إلى خانقين ” , وقد تمّ الأمر بتشجيعٍ من الأخت والمناضلة الغالية الشاعرة آسيا خليل لمقترح السيد عارف رمضان رجل الأعمال المعروف ومدير مؤسسة سما للثقافة , والذي ساهم مشكوراً بتحمل نصف تكاليف الحفل .
و مدينٌ أنا بنجاح حفل التوقيع وبشكل مطلقٍ للشاعرة والمناضلة الكوردية الكبيرة الأخت والصديقة آسيا خليل , التي افتتحت الحفل بتقديم  قراءتها لكتابي بنفسِ شاعرةٍ كبيرة ومناضلة فذّةٍ ومعتقلة سياسية في سجون البعث السوري , فأبدعت وجعلت الحضور يحلق مع الكلمات أولاً ومع حسن إدارتها للقاء ثانياً.
كلمة الشاعرة آسيا خليل :
ديوان قصة وطن
قصة وطن هي قصة انسان اختار القصيدة ليعبر بها عن ألامه وعذاباته ، أحلامه وآماله بوطن حر وانسان حر، مواقفه اتجاه الظلم والاستبداد ومصادرة حق شعبه في العيش، غضبه على ما يحدث في الواقع ورسم حلم بغد افضل… قصة وطن هي نصوص يكتبها الشاعر بأسلوبه الخاص ليعبر عن رفضه للظلم بطريقته ويسرد من خلال معاناته معاناة شعب ذاق الويلات و تعرض للمجازر والانفالات .. ونحن نقرأ نصوص الكتاب نشعر ان الكاتب يرى الشعر بمنظاره الخاص ورؤيته التي ترى ان للشعر رسالة لا بد ان يوصلها للقارئ، وذلك من خلال نصوصه التي تشعر انها توجه رسالة الى شعبه او الى البيشمركة او الى الاحزاب او هذه الجهة وتلك ، فهو في بعض النصوص يدعو الى تكاتف كل القوى الكردستانية من بيشمركة و كل القوات الكردية التي تحارب الارهاب الى التكاتف والتعاضد وفي نصوص اخرى ينتقد هذه الجهة او هذا الحزب بسبب مواقفه واخطائه و تعامله مع ابناء شعبه، وفي نصوص اخرى يحكي قصص الشهداء والشهادة كما في نص عن الشهيد  الدكتور سليمان حيث يقول :  
( ودوداً كضحكة الأطفال… 
 عند نبع جل كانيه بعد ترم الحصاد …
 كبسمة العشاق حول شعلة نوروز الهوية…
 أيقظه العشق باكراً …
 كي يغزل ثلوج يول أتشتي وجودي خيوطاً للوطن ) .
 كما يسرد بعض احداث التاريخ التي مرت على الشعب الكردي، ولا ينسى ان يسرد معاناته الشخصية التي تسببت بفقدانه لطفلته الصغيرة بسبب ملاحقة الامن له ولعائلته وتأثير ذلك عليهم كما في نص عن ابنته الشهيدة جينا :
 ( سأقول في التحقيق : أن جينا طفلة كردية بعام ونصف…
 وعينين زرقاوين، أجمل من البحر.. 
وشعر أشقر ذهبي جميل.. بقامة عصفور ملاك..
 ينتظر الصبح بسمتها كي ينبلج النور). 
 اذاً الكاتب في هذه الحالة لا يهتم بشكل القصيدة ومقوماتها بقدر ما يهتم بقول كلمته وايصال رسالته بطريقته الخاصة حتى لو اقترب النص في بعض الاحيان من حدود القصة، او تغلبت الانفعالات والحس القومي على الحس الجمالي والفني في بعض نصوصه ، حيث نرى في بعض النصوص صورا جميلة وفي نصوص اخرى نجد الشاعر بكلمات واضحة ومباشرة يكشف عن كمِّ القهر الذي لحق بشعبه ، ففي النهاية يحاول الشاعر ان يعبر عما في داخله وعن احاسيسه  و الامه و احلامه ومواقفه اتجاه تاريخ وقضايا شعبه و يشاركنا في ذلك. 
وأتبعت الشاعرة آسيا خليل كلمتها  : لنتعرف على الدكتور صلاح الدين حدو في سطور كما أرسلها إليّ : 
من مواليد 1964/ 11/ 18 م  دمشق , والاصل من قرية شكاتو التابعة  لناحية شيه في منطقة عفرين 
انتقلنا بسبب ظروف والدي الوظيفية إلى اللاذقية ودرست حتى الصف الرابع  فيها , ثم  انتقلنا الى  حمص وأكملت الابتدائيه و الاعدادية والثانوية فيها . ثم درست طب الاسنان في جامعة حلب وتخرجت سنة  1987 م . وهذه التنقلات بين المدن العربية مكنتني من اتقان اللغة العربية مع لهجاتها , وأذكر مرة قول استاذ اللغة العربية علناً كيف لا تخجلون على حالكم وهذا الكوردي ينال اعلى علامة بالعربية عليكم . وهذا القول جعلني أحرص أن أكون مجداً ومتميزاً كنوع من النضال لاثبات كورديتي بتميز , حتى كان لقبي في حمص “نيوتن ” لتميزي الكبير في الرياضيات والفيزياء على مستوى المحافظة حينها .
كان لوالدي المرحوم الشيخ أحمد بن الشيخ بحري حدو الفضل الأول في تربيتي ونشأتي القومية وخاصة أن التحدث بغير الكوردية كان جريمة عند والدي , وكان لصداقته مع المرحوم جيكرخوين وأوسمان صبري الأثر الأكبر في حسه القومي العالي , وكان بيتنا هو المركز السري الذي تخبأ فيه الكتب والمنشورات الكوردية القادمة من لبنان  قبل توزيعها للمناطق الكوردية في الشمال وكثيراً ما دفعني الفضول الطفولي لفتح الكراتين لاطلع على المنشورات والكتب  خفية من أهلي . 
اعتقلت المرة الأولى من قبل المخابرات العسكرية في حمص وكنت حينها في الصف العاشر سنة 1980 بسبب طول لساني و تحقيري  للخميني حينها بسبب قمعه وخيانته  للكورد , وذلك في أجواء أحداث الاخوان المسلمين حينها , وبقيت في زنزنات الامن العسكري والسجن البولوني لمدة عشر أيام .
اعتقلت للمرة الثانية عرفياً في 9/1/204م  لرفضي الانصياع لمغريات وتهديدات رئيس المخابرات الجوية  لدى استدعائي الى دمشق , وغلفوا اعتقالي بتهمة الصيد ولكن أطلق سراح المتهمين بالصيد حينها  من السجن , وبقيت لوحدي متنقلاً بين في سجن عدرا وزنزانات ادارة الامن الجنائي بدمشق. وبقيت لفترة 35 يوماً  . وقال الأمن حينها لقد اعتقلنا طاووس عفرين , 
قالها  رجال الأمن لي بصراحة اخرج من عفرين وسترتاح من مراقبة الامن وملاحقتهم الدائمة , وكنت ارفض .
كنت  مسؤول القسم العربي في مجلة ثقافة الشعب حتى توقف اصدارها عام 1993 م 
شاركت في تأسيس الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني عام 2006 م مع ابراهيم اليوسف ولافا خالد من سوريا و شكري برواري وهشام عقراوي ودانا جلال ومنيرة أوميد وبلقيس فؤاد و…………….. للدفاع عن القضية الكوردية في فضاء النت الحديث حينها .
انتخبت عضواً اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا البارتي عام 2007 
تعرضت لمحاولة الاغتيال في 6/ 6/ 2007 م , استشهدت فيها ابنتي شهيدة الطفولة الكوردية جينا وتعرضت كل عائلتي لدخول العناية المشددة وشلل الطرف الايمن لابنتي هارين .
كتبت المئات من المقالات السياسية في جرائد النهار والحياة والمواقع والمجلات الكوردية ” الصوت الآخر – هيفي – …
– لي كتاب واحد مطبوع  بعنوان  “قصة وطن من عفرين إلى خانقين ” يتضمن ديواني الأول والذي بعنوان : ” عفرين بين أوراق الزمن ” وديواني الثاني الذي يحمل عنوان الكتاب .
– كتابي الثاني قيد الانجاز بعنوان ” الأمن الاستراتيجي الكوردستاني ” وهو في مرحلة التحضير للطباعة , كتاب سياسي فلسفي على شكل دراسة تحليلية موثقة لبناء الغد الكوردستاني .
ثم توجه  الشاعرد. حدو لمنصة الإلقاء قائلاً : باسمي و باسم الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكورد في سوريا الذي أفتخر أنا بعضويته والمساهمة في تأسيسه بالمشاركة مع العديد من الأقلام الحرة  و سأخص هنا بالذكر الصديق الكاتب الكبير ابراهيم اليوسف , الذي كان لي شرف كتابته لمقدمة كتابي هذا , والصديق الإعلامي والفنان عنايت ديكو مصمم غلاف الكتاب . (وعرض لوغو الاتحاد العام للجمهور ) . ثم قرأ عدداً من القصائد. من قراءاته  :
 1 – طُقوسٌ لِصلاةٍ كوردية
نحنُ الكوردُ 
شجعانٌ
 رائعون 
غَيارى 
وكُرماء
يكرهُنا  المُحيط
وتَعشقُ  فِراشنا كُلُّ النِساء 
ولكنّا  يا سيدي 
لا نُحسِن عِشق السوسنِ 
ولا ترويضَ الحجل 
نفرُّ إلى الجبالِ  بحثاً عن  إلهٍ حر 
نركَعُ جِسراً لِظَبيٍ يَمرَح
نُمازِح العشب 
ونشعل النَّار 
نحتمي بجدرانِ الكهفِ من المطر 
وننفث دخان تبغنا المُهرّب
ليزداد عددُ الغيومُ في السماء 
نختصِرُ إطلاقَ الرصاص 
فلا آلهةَ  لنا في المجلس
نربِّت على جبين الشهيد  ونبتسم 
ثم نبكي  خلفَ تِلك الصخرة البعيدة 
كي لا يُسمع نواحنا 
نُغلِّفه بحفيفِ أوراق الشجر 
ولكنّا يا سيدي 
 نأكل سوسنَ عِشقنا
و نُقلّد الحجل  
بعد هبوطِنا 
وننسى لماذا صعدنا الجبل 
************
وعداً
سنغسِلُ أشرعةَ الليلِ
ونوقظ  شمسَ الصباح 
سنضعُ حقائبنا في دُرج المقاعد بانتظامٍ
ونكتبُ كل الواجبات 
سنتعلم أتكيت الصالونات
 وأدبَ المائدة 
وخرائطَ الشوكةِ والسكين 
وتدرُّج أطباقِ الطعام 
وكل أنواع الإنحناءات 
سنتدرب طويلاً على رقصاتِ الفالس والتانغو 
ونقبّل بإقتدارٍ أيادي الحسناوات 
ولكن دعونا  اليوم نحتفي سويةً
بدمٍ طال سيلانه 
ونخجل على دمنا مرةً في العمر
نوحِّد طقوس صلاتنا 
للحظةٍ حانت على طبَق من ذهب 
لاستقلال كوردستان 
++++++++++++++++++++
2 –  قَبلَ انطفاءِ المطر
 النومُ جافاني مع المرض 
 وما زال الثلج يهطل 
في ذاك الركنِ البعيد 
قُبَيلَ انطفاءِ الليل
آه يا سيدتي
كم نحتاجُ  لكلماتٍ  تنبُشنا 
وتعيدُ ترتيبَ الحروف  
كم يشتهيني البكاءُ في ذاك الوادي العميق
 من كلِّ جزيرةٍ نائية 
أنا من يُحسِن الاستسلام 
لطقوسِ غسلِ الدموع
على ضفاف دوّامة برمودا 
سأفِرد  ذراعيّ صليباً
في قعرِ  المُحيطِ
  وسأصرُخُ  عالياً 
علّيَّ أهربُ من جبروتٍ تَلَبَسَني  …  مرةً في العمر 
************
آه يا سيدتي
 لو كنا نستطيع استعارةَ كَتِفٍ نبكي عليه مرة واحدة 
 لو نستطيع استعارة شَعْرٍ يُخفي دموعَنا الحارقة 
 لو نستطيع محاسبة الآلهة
************
ألا يحقُّ للقوي ان يختالَ بِضَعفه مرةً كل عمرٍ
 أنْ يجدَ من يُمسّدُ له قلبه المُتعَب 
 ويمسحُ بمنديلٍ حريريٍ أبيضَ هُطولاتِ المطر 
ويُحوِّل مجرى السيول  إن فاضت 
 ويُشعِل في ثنايا الليل الحَطَب 
************
كل الرجال الأقوياء يا سيدتي أطفالٌ
ضاقَ المهدُ عليهم يوماً
و تاه نُعاسهم 
فهاموا بحثاً
لهَدهَدَةِ حُضنٍ
ليدٍ تمسحُ غبارَ المعارك 
عن شعرهم الأبيض
لعلَّ الليلَ يعودُ الى نُطفة 
وينعسِ الهدهدُ بعدَ الغروب 
فالعشقُ يا سيدتي
هو حضنٌ
تنشُرُ ضَعفَكَ فيه بلا خجلٍ 
لتنامَ بعمقٍ مع السنونو
 قبلَ انطفاءِ المطر 
++++++++++++++++++++
3 –   صقيعُ العمر
أحبك لأن الإله لم يقل عكس ذلك 
ففي الخارج 
صقيع مصيف صلاح الدين 
نكهة الشوارع باردة
صمتٌ يُشبِه  أروقَة الأمن الطويلة 
في مُهشَّمٍ   لجواز السفر 
لم يعشقني وكذلك  أنا
يتيم الوطن مَرَّ العُمرُ
كل المدن تتشابه في الضباب 
فقط لتلك الجبال المنسية كان الولاء
نشراتُ الاخبارِ  ترصدُنا
 احتياطيُّ المعادنِ عظيمٌ
لست مستغرباً
فكلُّ ماركات القنابل سقطتْ هناك 
************
أضواء الداخل خافتة 
وحدها نار المِدفأة 
تتراقصُ كفاتنةٍ  غجريةٍ  تُلوِّحُ  بذيل تنورتِها  الفضفاضة 
ترفَعُ وتيرة العِشق 
كلما اعتلت صهوة الركبة  
يثور البركان خلف جدران القماش 
كلما لاح طيف الوادي تحت القماش
فبرد الشتاء يا سيدتي
أعظم دعاة البحث عن حضن دافئ
************
أحبك فالإله يعجبه ذلك
سلسلة جبال عمري عامرة
حرصت كثيراً أن أجعل الله يبتسم  
فتحت ذراعيَّ له في القمة
عانقني هو في الوادي
وطوال الطريق  لازمني نباح الكلاب 
++++++++++++++++++++
 4 –    آهَةُ لاجئ
يوماً ككل كوردِ روجافا
عَبَرتْ  دُنيايَ خِرمَ إبرة 
 وحطّ الجبل رِحالَهُ على الصدرِ 
فأشعلتُ سيكارتي وسحبت نفسَاً طويلاً 
يااااه  … كم استهلكنيَ الزمن
صهوةُ  تلافيفِ الدُخانِ  مغريةٌ
قفزةٌ على السرجِ 
و تِجوالٌ في ذاكرةٍ هرِمة
عن نديمٍ للهمّ 
   مِرآةُ  الغربة  ليست سِحريةً 
انعكاسُ صورةٍ  لي
قلتُ لها لاحاجةَ للكلامِ 
فأنت تعلمينَ البيرَ وغطاه 
وأطفأتُ  سيكارتي
لعلّ الزمنَ  يتوقف
++++++++++++++++++++
5 – السلام عليّ وعليك السلام
( بحرإيجة الخائن )
صيفُ الخمسينَ يا صديقي
بِضعَةُ خَيباتٍ وجُعبَةُ أدويةٍ
 وكثيرٌ من الأمل 
مفاصِلٌ أتعبَها الصَدأ
افتحْ بابَ عِشقِك المُقفل
 دعِ الياسمينَ ينشرُ عِطره للريح
فالهواءُ المُعتَّق ليس نبيذاً
إقدح حجراً بحجر 
أو خشباً مُسِنّاً
وأوقدِ النارَ
هو العمرُ الباقي يا صديقي 
يُفتشُ عن ربيعٍ فَلَتْ 
رُبما هناك خطأٌ 
أو مورِّثةٌ غَلَطْ
لستُ أنا من تَهزِمُه الريحُ
ولم أكنْ  للجلّاد يوماً … نشوة 
أنا من هزَمَتْ عينُهُ المَخرَز 
” أمُّك عاهرةٌ يا وزير الداخلية ” *
في أقبيةِ الزنازينِ الرَطبة 
وتحتَ كاميراتِ المُراقَبَة  
أنا من حَطّمَ ساديتك يا ابن القَحبة 
************
 تباشيرُ الشتاءِ  عاصفةٌ
لن أتوهَ في الجبال
  فذئبُ جَدّي  طليقٌ
ويتذكرُ أني أَطعمتُه مَرةً
أبحثُ عن  كهفٍ شامخٍ 
 بلا تصوُّف 
سأتمرَّغُ بياسمينِ  بارزان 
إلى الفجرِ 
حتى تنبتَ السنابلُ الأربع
وسأحتفي بالنَّشْء أكثر 
تشهدُ الآلهة أنّي ما قصّرت يوماً
ولكنَّ عِشقي لكوردستانَ كان أكبرْ
************
يا ابنةَ شُعاعِ الشمسِ 
تمَرّغي في حنايا قلبيَ المُتعَب 
واسبحي عَبْرَ الحُجُرات 
استلقي بأمانٍ على الظهرِ 
واسترخي 
فأمواجُ الحنانِ دافئهٌ لديَّ
لا تقلبُ بَلَماً
وتحنو على  آلان الكوردي إن غفا 
 و قد تردُّ له الأمانة 
************
سيدتي 
يا سيدةَ العِشقِ الأجمَل 
يا ظِلَّ البرنو على الجبل
 و يا قبقبة الحجل  
أوقدي نارَ الحياةِ فيّ
فقد أرهقني الليلُ 
وقيّدت مُستعمَراتُ الطحالبِ قلبي
أوقديني ناراً في هذا الشتاءِ البائسِ 
لأحرِق ستائرَ الليل  
  و أتحرر 
************
سيدتي 
يا سيدة عِشقيَ الأجمل  
و ياسمينَ فنجان قهوتيَ الصباحي
أمواجُ الحنانِ حنونةٌ لديّ
فاعصريني ورداً
ذات نوروزٍ أخضر
وارسمي على البحر
خارطةً بحجمِ الوطن 
علّها تُلملِمُ جِراحَ الغُربةِ واللجوءِ
وألَمَ النُكرانِ فيَّ
وتُلقِمُ أولاد قحّاب الليل حَجراً  
فحتى كلابُ الشوارع يا سيدتي 
  باتت تتمقطعُ فينا 
فقط لأننا … كورد روج آفا
************
سيدتي 
يا سيدةَ العِشقِ الأجمل 
طقوسُ الحُبِّ لديَّ زُهدٌ 
كزهرِ صُبحٍ بالندى تبلل
أبحثُ عن فُسحَةٍ هجَرَها الريح
عشبٌ أخضرٌ وياسمينة 
ورداتُ فلٍّ وقرنفلٍ على الطرفين 
نافورةٌ نِصفُ ممتلئة
مَنقلُ حطبٍ في هزيعهِ الأخير
وكأسُ عَرَقٍ عفريني
أو نبيذٌ درزي  
 لأمارسَ طقوسَ بُكائي الحارِق 
وأغسلُ روحيَ بماءِ ثَلجِ الغُربَةِ  
أو بدموعِ المُغتَرَبِ
آهٍ سيدتي …
كم باتَ سهلاً غِوايتي في شِبَاكِ الدُموعِ 
************
هو الريحُ الأسوَدُ
يُلملِمُ مَوسِمَ حصادِهِ
عِطرُ الياسمينِ  لديكِ سيدتي
 يوازنِ  الميزانَ
 دعيهِ ينسابُ بِحرفنةٍ خلف شحمَةِ الأُذن 
 إلى أسفلِ الجيدِ
 وفي رِئتيّ يتغلغَل
عَلّهُ يُلملِمُ آهاتِ وطنٍ تبعثَر
لشظايا عائلةٍ بين الأمواج
  سبحَتْ بعيداً هناكَ ….
نحو ضوءٍ في نهايةِ النفقِ
وتاهت عن ثغرٍ جميلٍ بسمَة 
ذاتَ موجةٍ ظالمةٍ
هرباً من برميلٍ طائر
شعبان يا ابن عمي  
 محمد – روها – عبد الله القولي وأمهم
شظاياكَ
شهداءٌ مظلومونَ لكراسيِّ الحمقى
ذاتَ يَختٍ وصخرة
************
بحرُ إيجه يا ابن الكلبِ
ما أحقركَ من بحرٍ 
آلان وغالب الكوردي وأمهمَا
روها ومحمد وعبدالله القولي وأمُهم 
……….. و  …………….
أرواحٌ مظلومةٌ بعيونٍ تائهةٍ
ابتساماتٌ جفَّفَها البحرُ 
مُقَلٌ تحرِقُها الدموعُ 
و قلوبٌ ثكلى تجترُّ الألمَ صَباح مَساء
سَعْيُ بَحثٍ بيزنطي  
 عن شطآنِ مَرفئٍ تائه
لحدٍ  لشهيدٍ 
غرِقَ
باحثاً عن سلامٍ
عن حريةٍ بحجمِ الوطنِ 
عن ربٍّ يَليقُ ببسمةِ طِفلٍ
قبلَ الشهقةِ الأخيرةِ 
************
يا شهداءَ  بحرِ إيجه
أيها القِديسون سلاماً
عندَكُم يصمُتُ الحَرْفُ 
ويعجزُ الكلامُ  
 فسلامٌ عليكم وعليَّ السلامُ 
هذه بعض ما ألقي في الأمسية , ثم تم شكر الحضور مع قراءة أسماء شركاء نجاحي والطلب من الموجودين منهم الخروج أمام المنصة لتعريف الجمهور بهم , وارسال التحية للغائبين منهم في بلاد المغترب  قائلاً : شكراً من القلب لكل من ساهم في طباعة وإخراج كتابي الأول إلى النور(قصة وطن من عفرين إلى خانقين ) , من مطبعة خاني في دهوك . وأخص بالشكر : المهندس الصديق كاك سفر طيب أحمد , والصديق المخترع مزكين خليل سليمان , والمسؤول في مطبعة خاني كاك كوهدار مزوري . و الديزاينر البيشمركة سام شيرواني , ومصمم الغلاف العزيز عنايت ديكو, و الرائع كاني آلان بإهدائي العديد من اللوحات , والصديق والكاتب الكبير إبراهيم اليوسف الذي شرفني في كتابة المقدمة . والشاعرة الجميلة آسيا خليل, والكاتب العفريني الكبير مروان بركات السباق لتجميع ديواني الأول . 
أيها الرائعون جميعاً , سعيدٌ بكم شركاء نجاحي , شكراً لكم من القلب .
و شكراً لكل الحضور الرائع وعلى رأسهم ضيوف الشرف : جناب الشيخ ابراهيم عبد الواحد البارزاني – السيد كايو ابن الشاعر الكبير جيكرخوين وعائلته  – والسيد نعمت عبد الله بيرداود رئيس اتحاد برلماني كوردستان – والبروفيسور قادر مجيد قه شوري – والبروفيسور موسى خليل – والصديق البروفيسور رضوان باديني – كاك سيروان ابن الشهيد القائد حسو ميرخان البارزاني – مدير كهرباء دهوك الصديق والمهندس سفر طيب أحمد – العميد محمد رجب بيشمركة روج آفا .الدكتور الحقوقي ابن عفرين محمد حسن . وكوما آرمانج العفرينية . والمخترع مزكين خليل سليمان . الأخ المترجم شورش بوطاني , و المصورد الديناميكي دلشاد جاويش ومصور الفيديو أديب علو , و إدارات المكتبة العامة والمشافي في مصيف صلاح الدين . 
والبقية كلهم من أهل البيت ومن عضام الرقبة وأفتخر فيهم فرداً فرداً .
– وقد وردني اليوم كتاب شكر من جناب المستشار كاكا مسرور مسعود البارزاني , مرفقاً صورة عنه 
رد د. صلاح حدو على رسالة جناب المستشار مسرور مسعود البارزاني
“وأنا بدوري أشكر جناب المستشار : كاكا مسرور مسعود البارزاني على رده اللطيف على إهداءِ كتابي لجنابه , وأشارك جنابة الأمل : بأن ” يكون الكتاب نافعاً وأن يملأ فراغاً “. متمنياً لجنابه النجاح والعمر المديد كما تمناهم لي . بأمل إعلان دولة كوردستان المستقلة , بإذن الله وبعزم البيشمركة الأبطال . أُشارك شكر جنابه مع شركاء نجاحي كالعادة . ومع المساهمين في حفل التوقيع . الدكتور صلاح الدين حدو”

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ألمانيا- إيسن – في حدث أدبي يثري المكتبة الكردية، صدرت حديثاً رواية “Piştî Çi? (بعد.. ماذا؟)” للكاتب الكردي عباس عباس، أحد أصحاب الأقلام في مجال الأدب الكردي منذ السبعينيات. الرواية صدرت في قامشلي وهي مكتوبة باللغة الكردية الأم، تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وبطباعة أنيقة وغلاف جميل وسميك، وقدّم لها الناقد برزو محمود بمقدمة…

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…