حاوره عادل بشتاوي
إصدار موسوعي جديد للشاعر إبراهيم اليوسف تبنته مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر في القاهرة في بناء من ثلاثة مجلدات تحتوي المجموعات الشعرية التي صدرت للشاعر منذ العام 1986 شاملة المجموعة الأخيرة «أطلس العزلة ديوان العائلة والبيت».
بين دفتي المجلدات عشر مجموعات شعرية تمثل الخط البياني لمسيرة اليوسف الشعرية، بما فيها من تضاريس ومحطات. هي المجموعات التي يعتبرها الشاعر حصاد عقود من الوقوع في شباك هوى الشعر، وهيامه. كل سلسلة الأعمال هذه قريبة له، إلا إنه، وبروح النقد الحيي والمتواري، يمتلك إمكانات تقييم ما أنتج ويقول في ذلك: «كل هذا وذاك أنا إبراهيم اليوسف».
ثمة أكثر من مجموعة غير مطبوعة وجدت نصوصها طريقها في هذا الإصدار، بعدما افتقد أعمالاً كثيرة غير مطبوعة بسبب ضعف حيلته التقنية، وتعرض كمبيوتراتراته للإفساد، وتوقف مواقع إلكترونية كثيرة نشر فيها إنتاجه الشعري ، ناهيك عن غياب وافتقاد أرشيفه الورقي والإلكتروني.
عدد صفحات المجلدات الثلاثة يزيد على ألف صفحة، وهناك مجلد رابع مخطوط آثر، بالاتفاق مع المؤسسة إرجاء نشره لأسباب عدة.
هذه الأعمال – مجتمعة – تمثل تجربة اليوسف الشعرية، بتفاصيلها، بإضاءاتها وما يُسجل عليها، وإن كان يعترف فبأمرين أحدهما انهماكه في الهم العام اليومي والانشغال بالسياسة وكلاهما حالا دون مواصلة تجربته الشعرية برفدها بما هو مأمول من الإنجاز، وكان بريق الصحافة أكثر من أوقعه في شباكه فابتعد عن تقديم المزيد في هذا العالم.
الانشغال بالكتابة السردية متضمنة القصة والمقال والنقد ثم الرواية أثر بدوره في تقليص اهتمامه بتوسيع دائرة إنتاجه الشعري، ولا يعني هنا، كما يقول، ما تعلق بقيمة النص فهو يقع ضمن إطار تقويم آخر، منفصل.
الرابط
نص الحوار:
○ كنتَ في الإمارات والآن، في ألمانيا، لماذا هذا الانتقال وأسبابه؟
● إنه قدر السوريين، لقد سبقنا إلى الهجرة الملايين من أبناء هذا المكان، ولم يكن في بالي يوماً ما أترك بلدي، ولما اشتد الخطر على بعض أفراد أسرتي وأمام خياري: الهجرة إلى أوربا أو الخليج، ارتأيت ضرورة أن يسافروا إلى دولة الإمارات للعمل فيها، كمحطة مؤقتة، مدفوعاً بيقين أن تتغير الأوضاع في بلدي ليعودوا إليه عما قريب. ولما ضاقت علىَ دائرة الخطر فقد وجدتني مكرهاً للهجرة بنفسي إلى هذا المكان، وأنا أقول: لن أهاجر وأسرتي إلى أوربا. ظل عدد من أبناء وبنات أسرتي في الداخل في ظل ما يجري، ولما باتوا بدورهم في دائرة الخطر التحقوا بنا في الإمارات، وسارت الأمور، هناك، بشكل طبيعي إلى أن أوشكت جوازات سفرنا على الانتهاء، ما اضطرنا للتفكير بمغادرة مهجرنا الأول، لا سيما أن ما كنت أحصل عليه من أجر شهري، لقاء عملي الصحفي لم يكن يستطيع تغطية نفقات الأسرة، حيث: مرض الزوجة، ودراسة الأبناء والبنات. إذ ظل عدد منهم غير قادرين على متابعة دراستهم، رغم أني نتيجة حرصي على دراستهم فقد أدخلت أكثرهم إلى المدرسة قبل سن الخامسة من أعمارهم …!
مرور أربع سنوات عليهم دون دراسة، كان جد مؤلم بالنسبة لي، ناهيك عن عدم توافر الضمان الصحي لي ولأسرتي ما جعل متابعة علاج الزوجة جد صعب، إلى أن تفهمت الخارجية الألمانية ظروفنا البيتية وأمنت لنا ميزة الإقامة، ضمن أحد برامجها.
بعد أن استقرَّت أسرتي في ألمانيا، وجدت نفسي رغم صعوبة فراق الأسرة الذي بدأ تقريبا منذ العام 2007، لا أستطيع التأقلم في هذا المكان الجديد، كما كنت تنبأت بذلك من قبل، ما جعلني أواصل عملي في دولة الإمارات إلى اللحظات الأخيرة قبيل انتهاء جواز سفري، على أمل العودة بوساطة جواز السفر الألماني الذي لم يشفع لي بالعودة، على رغم استمرارية إقامتي الإماراتية.
وللمفارقة، فإنه وبعد أيام فقط من استقالتي من العمل إذ استغل مسؤولي المباشر في العمل غيابي وسعى إلى تعيين بديل عني خلافاً للوعد الذي أبداه لي باعتباره رئيس القسم الثقافي في جريدة الخليج التي أعمل بها – وذلك لأسباب خاصة به قد أتناولها يوماً ما – فإن “الجامعة العربية” وضعت حلاً مؤقتاً لأمثالي ممن انتهت صلاحية جوازات سفرهم، كما أن الائتلاف السوري والنظام قد أوجد كل منهما من جانبه، الحل النهائي، ولكن بعد ساعات -فحسب- من “نكبتي الشخصية” بوظيفتي، ولا يزال البيت الذي استأجرته، ومكتبتي، وأرشيفي هناك في الشارقة، المدينة التي أحببتها من كل قلبي، وكانت خير ملاذ لي.
إن منع منحي “جواز السفر” ومن ثم: “منوعات السفر” بأشكالها الكثيرة، ثم” منع تمديد صلاحية جواز السفر” كانت كلها من وسائل ضغط النظام على أمثالي، داخل الوطن، وخارجه، ويشرفني أن ذلك لم يكن إلا نتيجة “موقف” مبدئي منه، وهو أعظم ثروة لي.
○ العودة إلى سوريا في اقتراب أم ابتعاد، وفي الحالتين لماذا؟
● ثمة ما أرويه دوماً أنه منذ تعرضي لضغوطات أجهزة أمن النظام منذ العام 1986، بعيد طباعة مجموعتي الشعرية “للعشق للقبرات والمسافة” التي فتحت على عش دبابير كتاب التقارير الأمنية وسادتهم، ومحاولة الضغط على “لقمة معيشتي” عبر نقلي التعسفي، وعدم قبولي في “مسابقات انتقاء المدرسين” حوالي عشرين عاماً، ومن ثم نقلي خارج مدينتي وغير ذلك، كنت أردد في نفسي: قريباً سأقهقه منكم أيها الأوغاد، بيد أن ما حدث أن الثورة المحلوم بها باتت تجهض، وساعة الخلاص باتت تبتعد، ليكون في ذلك منجاة لهؤلاء المستبدين، والقتلة.
دمشق مهما سورها الدكتاتور المجنون بالبراميل والبارود والخوف إلا أنها أحد أهم العناوين التي لا تفارق الروح، فقد كانت مهاد قصائدنا الأولى، والكتب التي اقتنيناها من مكتباتها، والحوارات الساخنة التي شاركنا فيها على طاولات مقاهيها، وفضاء أنفاسنا الحري ونحن في حضرة عطور حبيباتنا، في الجامعة، والشوارع، والغرف القصية. واثق أن دورة الزمن التي جعلتنا نبتعد عن عناوين كثيرة لنا ستحقق لنا معانقتنا لها، لأعيد ترتيب كتب مكتبتي، وأواصل نفض الغبار عن أرشيفي، وأستكمل ضخ الدم في مخطوطاتي الحبيسة بعد أن انقطعت مروحة الأصابع عن توفير أوكسجين حياتها.
○ أنت شاعر وكاتب وصحافي، لو شئت أو تمنيت فماذا تريد أن تكون؟
● أنا إنسان، وأسعى دوما لاستكمال شروط إنسانيتي، من خلال عكوفي الدائم على ترجمة فيوضات أحلامي، وإن كنت أرى في مثل هذا التعدُّد نتاج مواجهة لحالة القهر، إن أول ما كتبته في الصحافة جاء ليكون عبارة عن أطروحة دفاع بدائية عمن حولي، وهو ما التزمت به طويلاً.
الشاعر في أول من قدم نفسه، كقرين لطفولتي الأولى، وأنا أكتب بواكير أسجاعي في من حولي، منطلقاً من أسمائهم، كي يستظهرها من حولي، ويذكرني بأبعاضها عدد من أبناء ذلك المحيط الجميل.
○ تجربتك في الإمارات طويلة، لخصها إن سمحت؟
● بعد أن ازدادت الخطورة على حياتي في الوطن، يممت وجهي شطر دولة قطر في العام 2007 بعد أن أمن لي أحد الأصدقاء العمل في مجال التدريس، بيد أنني صدمت ب”صورة المعلم” في مكان عملي-في أقل تقدير- هذا البلد، وكان ذلك نتيجة تهافت بعض العاملين العرب في حقل التربية، وعلى حساب شخصية هذا المربي، ما دفعني أن أقدم استقالتي بعد أقل من شهرين على عملي براتب مغر، لم أقبل به مادام أنه على حساب كرامتي الشخصية، قفلت عائداً إلى “قامشلي” لأكون أمام مرحلة أخرى من الضغوطات، والتهديدات، كي أتأكد حقاً من صحة المقولة التي طالما وجهت إلي “لم يبق لك خبز في هذا الوطن” وهو ترجمة بتصرف لمثل كردي معروف، لذلك يممت وجهي صوب دولة الإمارات. في البداية عملت في مجال التعليم، واستمررت نصف عام، وفي العطلة الانتصافية ما إن وصلت مطار حلب حتى تمت مصادرة جواز سفري لأعلم أني ممنوع من السفر من قبل جهة أخرى هي “الأمن القومي” إضافة إلى “الأمن السياسي”، فلم أتمكن من العودة إلا بعد بضعة أشهر وبعد وشوك العام الدراسي على الانتهاء، ففقدت وظيفتي، لأعمل بعدها في مجال الصحافة في “جريدة الخليج” التي أحسست بأنها “بيتي الثاني”، ولقيت فيها من الاحترام الكثير، رغم محاولات بعض أصحاب السطوة المقربين من النظام السوري عبر الضغط علي.
خلال سنوات عملي في جريدة” الخليج” كتبت الكثير في مجالات النقد والإبداع، إلى جانب مهمتي الصحفية، وقد وفر العمل لي-هنا- الكثير من الراحة النفسية التي افتقدتها في مسقط رأسي، لاسيما في السنوات الأخيرة، عندما كان مجرد قرع باب بيتي -ليلاً- يدفعني لأتخيل أن- إحدى دوريات الليل جاءت لتلقي القبض علي- ولقد نمت ليالي كثيرة بلباسي الكامل، وفي جيبي بعض ما يلزم من مصاريف، تحسباً لذلك، وظللت حتى بعد أن وصلت إلى الإمارات التي لم يسألني أحد فيها عن “بطاقتي الشخصية” أتخيل -لأول وهلة- حين أرى سيارة ما واقفة أمام شقتي أن هناك من يترصدني، ليلقي القبض علي.
لقد أتيح لي في دولة الإمارات أن أحافظ على عزة نفسي التي كانت سبباً في هجرتي، وألا أرضخ لإداري متسلط تربى على الإذعان، وكيل المديح لمن هو أعلى منه، أو تقبل الشتيمة – أحياناً- ليحافظ على كرسيه، وكان ذلك نتيجة كرم وسماحة الروح العامة لدى أبناء المكان، ومثقفيه، الذين كنت أتواصل معهم. الآن، أنظر إلى-الإمارات- كفردوس مفقود، كأندلس إبراهيمية، أتحين الفرصة لأعود إليها، على أن تكون كما تصورتها بوابتي إلى الوطن، كما توسمته فيها.
○ مشاريعك في ألمانيا: ما هي؟
● كمن هو سجين، أحاول أن أعمل أي شيء، ثمة أرشيف انشغلت عنه نتيجة انخراطي في مهمة الدفاع عن أهلي وبلدي ووطني، عبر المساهمة في الكتابة الصحفية، أو تأسيس بعض منظمات المجتمع المدني بسبب الحاجة إليها في مجتمعنا وعلى سبيل المثال فإنني استطعت عبر “منظمة حقوق الإنسان – ماف” أو “رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا” رصد الانتهاكات التي كانت تتم، ولعبت هذه المنظمات دوراً جد مهم.
لقد آثرت المصلحة العامة على مصلحتي ومصلحة أسرتي إلى اللحظة الأخيرة، وكان أن غامرت حتى بـ “مشاريعي الثقافية” فهناك مخطوطات كثيرة لي في مجال: الشعر-القص-النقد أو حتى الرواية ركنتها في بيتي، ولا أنسى أهم مخطوط لم يكن بحاجة إلى اللمسات الأخيرة وهو “ثنائية المثقف والسلطة: وئام أم خصام؟” الذي لا تزال فصوله مرمية في ملفات أرشيفي المودع لدى أحد أصدقائي المقربين، وبدأت أحاول الاستعاضة عنه بكتابات أخرى ضمن هذا الفضاء.
الوقت هنا في ألمانيا كسيح، لأن قوائم اللغة الجديدة لم أتمكن من الاتكاء عليها، وتوظيفها، واستخدامها، ولو ضمن الحد اليومي الشفاهي، وهو ما يجعلني أعيش زمني ما قبل الألماني، وبتعبير آخر أن أكون دخيلاً على هذا المكان، أحس باغتراب حقيق عنه، منذ أيام، وأنا أعد بعض أرشيفي الإلكتروني الذي لحق في دورة الضياع، بسبب الإهمال، بأرشيفي الورقي، وهما في عمومهما كل إرثي الذي عملت عليه أربعين عاماً، دخلت ذبابة الصالة التي تستضيف كمبيوتري الدسكتوب وكالعادة هرولت صوب أقرب أداة اتخذها مذبة لأواجهها، فتولد عندي إحساس كبحني عن الإقدام على هذه الجريمة، ما دامت الذبابة بِنتْ المكان بينما أنا دخيل عليه فما هو ذنبها؟
○ احتراف الكتابة ليس أمراً هيناً أم أنك استطعت تحقيق معادلة بين مطالب الحياة ومطالب الروح؟
● الكتابة ولدت لدي مع حليبي الأول، كانت في بيتنا مكتبة كبيرة لأبي ورثها عن أبيه وأجداده، فيها كتب الدين، كما فيها شعر المتصوفة، وسط هذا الجو فتحت عيني، عندما كبرت أراني أبي وعم لي -خربشاتي- الأولى على بعض كتبهما ووثائقهما المهمة، منها إجازة تخرج عمي الدينية، ولطالما روت أمي لي أن أكثر ما شدني وأنا طفل هو الكتابة، حيث كنت أمسك بأي قلم يقع بين يدي وأكتب على كل ما يقع بين يدي، وهو ما شكل إحراجاً لها في حماية كتب المكتبة من بين يدي. ويبدو أن المدرسة التي دخلتها وتعلمت فيها الكتابة- بعد أن تعلمت تلاوة جزء عم وبعض السور القرآنية في البيت- أبناء قريتي عندما شببت عن الطوق كما يقال صاروا يذكرونني أنني كنت ألتقط الأوراق في أي مكان لأقرأها، وأترك خطي في كل مكان يغويني، فور انتقالي إلى مدينة الحسكة لمتابعة دراسة-المتوسطة- كتبت عبارة على مفرق “تل حجر-المدينة”، كان بعضهم يعرفها، ولعل رحلة الكتابة المراعية لشروط لم تستطع تشذيب فوضاي، وأنا أترك كتاباتي، أعبر حالها عن موقفي الحياتي، أواجه بها آلة الخطأ، ولعل من يعد إلى سيرة مكاني الأول يجد أني أحد من وظفوا الكتابة لتبني هموم العامة. هذا الهاجس كان يروي حاجة روحية عميقة، حيث كنت أشعر بالطمأنينة أنى مد حبري لسانه للمخطئ، وقال له: لا. أعترف كانت الضريبة-باهظة- أثناء رحلة المواجهة بيد أني كنت أشعر بمتعة عالية إزاء كل ذلك. لم أسمع طوال حياتي أية مظلمة، إلا وكان لي موقفي مهما، ضمن أدوات ووسائل كل مرحلة، فلم أطأطئ رأسي لمستبد، بكل ما أوتيت من، وهو مبعث فخار بالنسبة إلي. هذا الانشغال بأسئلة محيطي العام جاء كثيراً على حساب التفرغ للإبداع، إذ كان تحقيق صحفي-ما-يستغرق مني مدة كتابة قصيدة، ورغم أني أتحسس الآن مدى خسارتي، بيد أني لست نادماً لأني، وعبر الكتابة، أديت ما ترتب على من واجب أخلاقي.
○ في رأيك، ما هي الديمقراطية، هل تتحقق بلا ديمقراطيين؟
● الديمقراطية هي أن يعيش المرء ما يحقق معادلة سعادته ومحيطه العام، من دون أي خلل بين الطرفين، وأن ينشر كل أمرئ مفردات رؤيته، لتتفاعل مع أطروحات سواه، مادامت جميعها عبارة عن مفاصل في مشروع “وتوبي” محلوم به منذ أول استقراء واع للمستقبل الاجتماعي، والعام، لاسيما في ظل هيمنة القمع، بحيث أن منسوب الظمأ إلى الديمقراطية يصعد كلما كانت قبضة آلة الاستبداد أقوى. ولكن، لا يمكن ترجمة الفهم الديمقراطي كنتاج حالة وعي فردي-عادة- لتنداح ضمن فضاء أوسع، من دون أن يكون هناك طلاب هذه الضالة. ولعلنا، إذا عدنا-الآن- إلى ما يجري من حولنا من خراب ودمار وقتل وإبادة إلخ، فإننا ندرك درجة أهمية الديمقراطية التي أشعلت ثورات المنطقة، واسترخص لها عشاقها أرواحهم، كي يوقدوا شعلتها المقدسة التي لا يمكن لها أن تنطفئ البتة، رغم كل أفانين أعداء الديمقراطية.
○ خمسون سنة من القهر والاستبداد نقلت القهر والاستبداد إلى العقول، أم ترى أن سالم العقل لا يزال سالماً؟
● إن نصف القرن الأخير من تاريخ البلاد ترك تأثيره العميق في الحياة العامة، لتكون له بصماته، وإن على نحو متدرج على ثقافة وسيكولوجيا مواطننا، فهناك من كان نتاج هذه الثقافة، سواء أكان مع المستبد أو في مواجهته، ليغدو بديلاً عنه، وهناك من كان في منجى غير نهائي من هذه الثقافة، وإلا فإن هناك من ينظر إلى الحالة الديمقراطية، وحقوق الإنسان بشكل منقوص، متعاملاً على نحو كيفي، انتقائي مع ما انطلقت الثورة، من أجله، أصلاً. ثمة مستبد في أعماق النسبة الغالبة منا، مادام هناك رفض أحدنا للآخر، ضمن فضاء طلبة الحرية، بيد أن حجم هذا المستبد ودرجة سطوته هما اللذان يختلفان بين أحدنا والآخر، ونكاد، باستثناء قلة قليلة منا، لسنا خارج هذه العدوى/ العداء. وإن أي سبر لسيكولوجيا الكثيرين ممن يعارضون النظام تبين مثل هذا الأمر، وإلا فلم كل هذا الفساد المستشري بيننا، ولم كل هذا التفكك والتمييع، ونبذ بعضنا بعضاً، بل والهرولة صوب بريق المكاسب، تاركين أهلنا في الوطن، تحت رحمة براميل النظام، وطائراته، ناهيك عن استعداد الكثيرين لنقل البارودة من كتف إلى أخرى، أو الاستعداد ليكون حاضنة لحالة ما بعد الإرهاب، في تسميته الداعشية، أو حتى الجبهة نصرية، وأضرابهما……!؟
○ ما هي خصوصيات الكتابة السورية؟
● استطاع المبدع السوري -وهنا لا أقصد الدائرين في فلك النظام- وعلى صعد: الشعر-القصة- الرواية-النقد، بل وحتى الفكر أن ينتج نصه الذي استمده من أسئلة واقعه، لذلك فإننا نجد مئات الأسماء التي أسست للحالة الثقافية في هذا المكان، عبر عقود، ليكون بعضها من عداد كوكبة الأسماء التي سجلت حضورها: العربي والعالمي، وما أكثر هؤلاء..!، وأغلب هؤلاء كان يحاول أن يوجد لنفسه فضاءه الخاص، بعيداً عن سطوة النظام الذي طالما حاولت آلته تلويث أسماء البارزين في مجال الإبداع، من خلال استمالتهم عبر ثنائيتي: الترغيب والترهيب.
لقد آثر كثيرون من هؤلاء المبدعين أن يبتعد عن- مائدة النظام- ليكون أميناً إلى رؤيته، رغم أن تأثيرات الثقافة العامة ظلت مهيمنة حتى على أبعاض من اتخذوا مواقف مبدئية من النظام، لا سيما في ما يخص العلاقة بـ”الآخر” بـ”الشريك” في فضاء الوطن السوري العام، ولا تزال سطوة بعض مما نشره من أفكار مهيمنة، ويحتاج التخلص منها إلى بعض من الوقت. وإن كنا نجد من تحرر من هذه الآثار أيضاً. أتذكر أنني وكل من إبراهيم محمود وعبد الإله الباشا ومحمد الجزاع أوفدنا من قبل مجموع أحزاب الحركة الكردية الوطنية إلى دمشق للالتقاء بالمثقفين السوريين، وتفاجأنا أن هناك من لا يعرف عن شركاء المكان القليل، ومن كان يردد مقولات النظام المؤسسة على مبدأ قاعدة “فرق تسد …!”.
من يعد إلى الأدب السوري، منذ الرادة الأوَّل وحتى الآن يجد تلك الروح السمحاء، وذلك التفاعل مع القيم النبيلة، ورصد المكان وكائنه، والانفتاح على الثقافات الأخرى التي كانت تصل عبر منافذ محددة، ومن هنا، فإننا نجد سر تمايز أسماء عالية، لا أريد أن أقدم ببليوغرافيا عنها، لأنها لن تكون نهائية.
○ أنت من المؤسسين لرابطة الكتاب السوريين وأذكر أنك سألتني إن كنت سأعود إلى دمشق عندما تتحرر. أنا لا أعرف وأريد الانتظار. النظام سيرحل، مثله مثل أنظمة كثيرة سبقت، لكن أخشى أن يبقى النظام في العقول، وأنت؟
● عندما طرح مشروع الرابطة، وكان وراءه عدد من الزملاء ممن يعدون أقل من أصابع اليد الواحدة، تحمست للفكرة، وقدمت حوالي أكثر من خمسة وعشرين اسماً من أصل حوالي مئة اسم، ولم أتردد من جهتي في اعتبار هذا المشروع جزءاً من آليات الثورة، وسوريا الجديدة، وكانت لي آرائي التي تفردت بها، ضمن اجتماع الأمانة العامة، في ما يخص الموقف من إحدى “عضويات الشرف” أو “كودات المكون الكردي السوري”، وإن كنت تفاجأت بأن زملاءنا في المكتب التنفيذي، رغم الاختلاف مع بعضهم في بداية الأمر متجاوزين حتى للسقف الذي كنت قد طالبت به، وهي حقيقة أشهد لهم بها، وهو ما تم بعد الانطلاقة الفعلية للرابطة بعيد محطة القاهرة، وترؤس البروفسيور صادق العظم لها.
وفي ما يتعلق بالجزء الثاني من سؤالك، فإنني أندهش لذاكرتك القوية، فقد مرت سنوات على سؤالي ذاك، وهو يأتي نتيجة تعلقي بكل من عاشوا في الفضاء السوري، لأنني أريد للفلسطيني الذي وجد في سوريا وطناً ثانياً له أن تكون عنوانه الروحي، بل وعنوانه الواقعي، كما اختاره، بعد تحررها من ِربقة النظام، إلى أن يعود إلى وطنه الأول، ومهاده الأول: فلسطين. ولقد آلمني أن أجد “قلة” من هؤلاء، في عناوين جديدة وهم ينسون المحطة الأولى في رحلتهم. إن سؤالي هو ترجمة لموقفي ممن فتحت عيني ووجدتهم في بلدي، هو ما أوجهه للأرمني الذي اضطر لمغادرة بلدنا، وأقوله للسرياني أو الآشوري اللذين اضطرا لترك وطننا، كما أقوله للكردي والعربي من شركاء المكان، كي أحس بصورة سوريا التي رسمها مخيلي.
○ تفعيل رابطة الكتاب السوريين ماذا يحتاج؟
● ربما على خلاف توقعات بعضهم، فإنني أرى أن الرابطة، وضمن ظروف مرحلة الثورة، بل الحرب، في أفضل حال، ألا ترى معي أن الحياة التنظيمية متوافرة؟، ألا ترى أن مجرد اجتماعنا- كمكتب تنفيذي- على امتداد السنوات الماضية، وبروح المسؤولية العالية، نقرأ المشهد الوطني، ونعاين أوضاع زملائنا، وإن كانت ظروفنا بسبب عدم وجود مركز واقعي لنا، بل وعدم تقبلنا بوصاية أحد تحد من ممارسة دورنا النقابي، في ما يتعلق بالرعاية الصحية، وتقديم المعونة لكل محتاج. حيث أن حالة الحرب، و”احتلال” الوطن من قبل السفاح السوري وزبانيته يحدان من دورنا، بيد أننا نضع الآن حجر الأساس لحالة نقابية صحية، لاسيما بعد أن بات دور اتحاد الكتاب العرب عبارة عن مسوغ لدور النظام القاتل. ولقد وزع وفد النظام في أحد اجتماعات المكتب الدائم والمنعقد في أبوظبي بياناً من بين ما فيه من أضاليل “أنه لا يوجد في سوريا كاتب معتقل بسبب الرأي” وعندما عارضناهم أنا وزميلنا إسلام أبو شكير وواجهتاه، كل من جهته، ببعض أسماء المعتقلين، والشهداء من أمثال: محمد رشيد الرويلي وإبراهيم الخريط ومحمد مروان المصري من الشهداء، وكل من حسين عيسو وجهاد الأسعد إلخ وغيرهما من المعتقلين فك الله أسرهم، راحوا يسوغون كل ذلك، ففلان قتل لأنه حمل السلاح وفلان قتل من قبل لصوص وليس من قبل الفرع المخابراتي في بلده وهلمجرا …
○ أنتم من دعاة الديمقراطية، هل أنتم في المكتب التنفيذي لرابطة الكتاب السوريين ديمقراطيون؟
● لم يتولد مشروع رابطة الكتاب السوريين إلا كنتيجة انهمام من كانوا وراء المشروع، ومن شاركوا في إطلاقه عليه، مخلصين له، وهم المهووسون بضالة الديمقراطية، كامتداد لروح الثورة السورية التي بدأت-من جهة- وكقطيعة مع الماضي النقابي التسلطي في البلاد، من جهة أخرى، لاسيما أن قائمة كل مكتب تنفيذي … بل وقائمة أغلب أعضاء الأمانة العامة…كانتا وعلى امتداد عقود تقدم قبل بدء “انتخابات” كل دورة، على إيقاع مهازل استفتاءات الولاء. حالياً، نعد أنفسنا حملة لواء الرؤى المغايرة، هذه الرؤى التي تعد “الديمقراطية” نواتها، وجوهرها، ودعاماتها الرئيسة. ربما أننا لما نجد بعد الفضاء اللازم لترجمة كل ذلك عبر انتخابات واقعية، نتيجة لامركزية حضورنا الافتراضي، وتوزعنا بين الوطن والشتات المترامي، وعدم انضوائنا تحت راية أية جهة، بما يكفل استقلاليتنا، ولا تبعيتنا لأحد، وهنا أبرز شروط توفير مناخ الديمقراطية. وسأدلي إليك بمثال بسيط وهو أن الرابطة مددت فترة الترشيحات للأمانة العامة شهراً إضافياً، من أجل تهيئة الظروف لكل من لديه خدمة زملائه في هذا الصرح النقابي المزمع. طبعاً، رأيي ذاك في الرابطة كان عن مرحلة بداياتها. الأمور تغيرت الآن، وأنا غادرت الرابطة من دون ضجيج.
○ المرأة، ماذا تعني؟ وما هو مكانها في الحياة والكتابة؟
● المرأة – وضمن شرطها الطبيعي- أعظم كتابات الحياة، وأجمل قصائدها، وأعذب إيقاعاتها، وأسمى ألوان لوحتها، ولن أن نسأل: هل كانت الكتابة -أصلاً- موجودة لولا المرأة؟، بل وهل ما نكهة “الحياة” كلها من دون المرأة؟ المرأة أوكسجين العالم، المرأة شجرة الجمال ودستوره الأزليان؛ ولولاها لما كنا غير مجرد قتلة، سفاكين، لا صوت جمال يدعوهم للتبصر، وهي نداء الحرية، بحكمتها توقف الحروب، فهي لم تصنع أية أداة قتل. وأمام غوايتي جمال الواقع والافتراض اختارت الأول، ودفعت ولا تزال تدفع ضريبتها بعد أن ارتكب أحد ولديها قتل الآخر، لتكتب أول مرثية في ابنها، رمز نصف العالم الذي لما يزل يقتل، من دون أن تنسى وظيفة صناعة الجمال، وتصديره-إلهاماً- ودوماً أردد: إن من يقف صباحاً أمام المرآة ويمشط شعره، يذهب إلى مدرسته، أو عمله، ويبني، ويذود عن بيته وعالمه، ما كان له أن يفعل ذلك لو لم تكن المرأة، إنها مولدة الأحلام في أنفسنا، ومجنحة مخيالنا، وموقدة الحب، والدفء، في نفوسنا، مادام هناك كائن وكون.
○ هل في التصنيف كتاب سوريون في الداخل وكتاب سوريون في الخارج؟
● ثمة خيوط وهمية باتت توضع ضمن حدود الجسد الواحد، نتيجة سطوة السياسة، والعزل الميكانيكي الذي يتم من دون أية حكمة أو مسؤولية، فصحيح أن لكل بيئة ظروفها، وأن المبدع ابن بيئته، بيد أن الكاتب الذي عاش حتى الأمس في وطنه، وهو يتلظى بجمر أسئلته الكاوية، وما زال يتحرك في الجهات كلها تحت لفح ذلك اللظى، بأي حق يمكننا سلخ روح مكانه وأهله عن روحه؟ نحن -هنا- أمام جناية عظيمة، باتت تدرج في”أدبيات” العبث، كما كانت تدرج في “أدبيات” البعث، إنه تصنيف من لدن النظام الذي هجر العقول، وعندما أصبحت في مأمن من سجونه، ودماره، بات يطلق عليه رصاصاته الأخيرة، لإعدام “وطنيته” و”إنسانيته”. في الأمس كان الحديث عن معارضتين إحداهما في الداخل والخارج، رغم أنه-في الواقع- ليست هناك إلا معارضة واحدة حقيقية، سواء اضطرت للهجرة إلى الخارج أم ظلت في الداخل، لتعمل كل منها وفق ظروفها، وأدواتها، وإمكاناتها، وهكذا بالنسبة إلى الكتاب، حيث هناك كتاب-فحسب- لا يمكن تقسيمهم ضمن الثنائية الافتراضية: الداخل-الخارج، مادام أن هناك التزام من قبل هؤلاء بأسئلة أهلهم، وقضيتهم.
○ سورية إلى أين؟؛ ما هو مستقبلها؟
● الحديث عن تشخيص اللحظة السورية لا يحتاج إلى المزيد من البهلنة، ولابد من الاعتراف أننا جميعاً، كمتناولين للشأن السوري لم نخطئ في استشراف ما آلت إليه أوضاع البلاد، لقد كانت قراءاتنا للثورة على ضوء مسارات حركة التاريخ، وكنا مصيبين فيما ذهبنا إليه، رغم أن ما وقع نقيض للمتوقع، حيث أن ما جرى في الفضاء السوري -طفرة- لا علاقة لها بمختبرات التحليل السياسي، أو المنطقي، أو الفكري.
إن تغيير مسار الثورة تم ضمن شروط خارج مفرداتها، ولهذا فقد أعطت نتائج عكسية، لا ملامة على المثقف الذي أوقع المشهد بالغ الدرامية بين يديه، نتيجة وجود لعبة خارج المسرح المرئي، ولئلا نخدع أنفسنا، فإن علينا الإقرار بأن ما جرى أثر إلى حد بعيد في المشهد الوطني العام، بعد اكتراء كثيرين من الأجراء ليكونوا بيادق للعبة ذاتها، وتم كل هذا الدمار، بل كل هذه الإبادة للذاكرة والبصر والبصيرة، في آن.
● هل سألتني: سوريا إلى أين؟؛ ما هو مستقبلها؟
○ نعم.
● أجل، لأقل لك يا صديقي: ثمة مركبة في عرض البحر، صارت طوع إرادة العواصف واللجج التي تتقاذفها، وباتت أطرافها كلها رهن التصدع والهيار؟، هل ستهدأ هاتيك العواصف واللجج؟ هل ستهتدي إلى شاطئ أمان، ولم يبق راكب فيها لم يصبه الأذى، ولا مناص من رائحة ضحاياها التي باتت تملأ المكان بعد أن بات أوكسجينها يشرف على النهاية. لن نكون-في المستقبل القريب- أمام مركبة معافاة، لأن آثار ضحايانا باقية، وتصدعات المركبة ستظل كندوب في أرواح كل من عني بها، بعد انكشاف أمر ربابنتها الذين كانوا أميين في فقه قيادتها، بل شركاء في هدر أرواح الضحايا، كل على قدر صنيعه.
إبراهيم اليوسف
من هو
۞ ولد 25–12–1960؛
۞ سوري الجنسية مقيم حالياً في ألمانيا؛
۞ عمل في سلك التعليم مدرساً للأدب العربي حوالي ثلاثين سنة؛
۞ عمل في حقل الصحافة؛
۞ عمل مدرساً للعربية في الشارقة – مدرسة المعرفة؛
۞ شغل منصب رئيس تحرير مجلة مواسم؛
۞ عضو سابق في أسرة تنسيق مجلة كراس للأدب المختلف؛
۞مؤسس منتدى الثلاثاء الثقافي في الجزيرة 1982– 2004؛
۞عضو مكتب تنفيذي سابق في رابطة الكتاب السوريين؛
۞ عضو مؤسس في رابطة الصحفيين السوريين؛
۞ عضو سابق في هيئة تحرير مجلة أوراق؛
۞ عضو استشاري سابق في أكثر من دار نشر؛
۞ نشر في كبريات الصحف والمجلات العربية: العربي (الكويت)؛ البيان (القاهرة)؛ الحياة (لندن)؛ الشرق الأوسط (لندن)،
۞ عمل في جريدة الخليج (القسم الثقافي) حتى أوائل 2015؛
۞ مؤسس جائزتي “جكرخوين” و “حامد بدرخان” الأدبيتين؛
۞ عضو أمانة عامة في المجلس الوطني السوري حتى عام 2012؛
۞ عضو مكتب تنفيذي سابق في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا؛
إبراهيم اليوسف
إنجازات وإصدارات
من إصدارات إبراهيم اليوسف:
في الشعر:
1– للعشق للقبرات والمسافة: (دمشق 1986)؛
2– هكذا تصل القصيدة: (قامشلي – مكتبة دار اللواء – 1988)
3– عويل رسول الممالك: (قامشلي– منشورات مجلة زانين – 1992)؛
4– الإدكارات: إصدارات دار الينابيع (دمشق – 1995)؛
5– الرَّسيس: اتحاد الكتاب العرب في سوريا (2000)؛
6– ساعة دمشق “نصوص” (دار أوراق القاهرة 2016)؛
7– أستعيد أبي (دار أوراق القاهرة – 2016)؛
8– مدائح البياض (دار القلم الجديد بيروت – 2016)؛
9– مزامير السبع العجاف (2020)؛
10– أطلس الدار “ديوان الأسرة” (دار الدليل2020)؛ أطلس الدار [طبعة ثالثة]، (دار الدليل 2020)؛
11– الأعمال الشعرية في ثلاثة مجلدات (دار أروقة للنشر والتوزيع 2022)؛
في مجال السيرة:
֍ ممحاة المسافة [أسرودة ذاتية] – (دار أوراق، القاهرة – 2016)؛
֍ هكذا أكتب قصيدتي: الشاعر والنص في مهبِّ النظرية – آراء في الشعر (دار أوراق القاهرة، 2017)؛
֍ خارج سور الصين العظيم: من الفكاهة إلى المأساة – خطوط وظلال – (عمان، الأردن 2021)؛
في مجال القصة والرواية:
● شجرة الكينا بخير [مجموعة قصصية] – (دار سبيريز – دهوك – كردستان – 2004)؛
● شارع الحرية [رواية] – صدرت طبعتها الأولى في ألمانيا (دار أوراق 2017)؛ الطبعة الثانية (أوراق – القاهرة 2017)؛
● شنكالنامة [رواية؛ خمس طبعات]: الطبعة الأولى: (دار أوراق للطباعة والنشر والتوزيع أيار، 2018)؛ الطبعة الثانية: (أمازون – أوائل 2019)؛ الطبعة الثالثة: (أوراق للطباعة والنشر والتوزيع 2019)؛ الطبعة الرابعة: (الجزائر – دار خيال 2022)؛ الطبعة الخامسة: (مركز لالش الثقافي الاجتماعي [إقليم كردستان] 2019)؛
جمهورية الكلب [رواية] (دار خطوط وظلال؛ عمّان، الأردن)؛
جرس إنذار [رواية]؛ (دار أروقة؛ القاهرة 2022)؛
● كتب نقدية:
شعرية النص الفيسبوكي؛ (مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر؛ القاهرة 2019)؛
الأثر والموشور [نقد]؛ (اتحاد كتاب وأدباء الامارات 2016)؛
تحولات النص الشعري [نقد]؛ (اتحاد كتاب الإمارات 2016)؛
● بحوث ودراسات
مخاض المصطلح الجديد – استشرافات على عتبة التحول (صدر عن دار جريدة الرياض السعودية 2016)؛
استعادة قابيل – نحو أدب جديد دراسة (دار أوراق القاهرة – 2017)؛
استراتيجيا المثقف تكتيك السلطة [ثلاثة أجزاء]؛ (مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشرو2019)؛
جماليات العزلة – في أسئلة الرعب والبقاء؛ (دار الدليل 2020)؛
مدارج الحبر الأبيض “مقدّمات في أصدقاء وكتب!”؛ (دار الدليل؛ برلين 2020)؛
● كتب عن شخصيات
الملا عبد الله الغرزي؛ (دار سما، أربيل 2008)؛
الشهيد محمد معشوق الخزنوي؛ (الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد 2016)؛
الشهيد مشعل التمو؛ (الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد؛ 2016)؛
● كتب مشتركة مع آخرين منها:
(1) ديوان محمد الدرة (ثمانينات القرن الماضي)؛
(2) إحسان عباس بعيون معاصرة؛ إعداد فايز سارة (2020)؛
(3) ذكرى طائر الشمال؛ (رابطة الكتاب الكويتيين، بالاشتراك مع نقاد وكتاب آخرين 2013)؛
(4) دراسة نقدية عن الشاعر الراحل حبيب الصايغ، رحمه الله.
للاتصال:
Ibrahim al Youssef Tel: 004917634230418 – 00491773468966.
روابط