على المغترب ان يربي اطفاله وفق القوانين والأنظمة الأوروبية

خالد بهلوي 

 هل نربي أطفالنا في أوروبا حسب ما تعلمناه في مجتمعاتنا؟ ام حسب القوانين والأنظمة النافذة في بلدانهم:  لكل دولة أنظمة وقوانين تطبق على شعبها وعلى المهاجرين المغتربين الذين اختاروا العيش  في بلدانها قسرا: ولكل شعب عادات وتقاليد يعتقد مواطنها انها كلها جيدة وخاصة التربية بدءا من تربية الطفل في الاسرة انتهاء بتربية المدرسة والمجتمع.
   في بلدنا عادات وتقاليد وقيم إنسانية رائعة متل قيم الأسرة واحترام الكبير والعطف على الصغير، واحترام الوالدين، والترابط الاسري، والمجتمعي. ويوجد عادات وتقاليد عنيفة لا يصلح للحياة الحديثة لا ندركها الا بعد الاختلاط بالمجتمع الأوروبي. خاصة أسلوب وطريقة تربية الطفل. 
مثلا شحاطة طايرة، جلد بالقشاط، شد شعر الطفل ورفسه…ضرب الطفل لاي غلط وتوبيخه عالطالع والنازل: تخويفه بالجن ويعتبر حسب تقاليدنا القسوة والضرب ضرورة وحكمة لا بد منها لتهذيب نفسيه الطفل ومنعه من ارتكاب أخطاء في الشارع او في المدرسة. 
 لهذا المهاجرين يظنون ان عليهم الحفاظ على هذه التقاليد في التربية من ضرب وتعنيف وتوبيخ الطفل فينصطدمو بالسلطات التي لا تتردد تأت لسحب الأطفال منهم حسب قانون ونظام متعامل فيه منذ ثلاثون عاما: يطبق على جميع الأطفال بدون استثناء أي كان. بما ان الاوربيين ملتزمين بالطرق الحديثة لتربية الطفل (عدم ضربه او توبيخه او شتمه بألفاظ نابية) لهذا لا تأت المنظمات ولا تسحب أطفالهم.
  اما المهجرين والمغتربين الذين يريدون ان يستمروا بالعيش وفق انظمة وقوانين بلدهم ووفق أصول التربية التي تعلموها من ابائهم واجدادهم ويطبقوها في أوروبا هنا تكمن المصيبة وهي سحب الطفل من ذويه. مجرد ان يشتكي الطفل في المدرسة لمرتين او ثلاث يوضع الاسرة والطفل تحت الرقابة وإذا ثبت ان بقاء الطفل في هذه العائلة سيشكل تأثيرا سلبيا على حياته لا يترددوا في سحب الطفل او الأطفال. خاصة إذا تعرض الطفل للضرب. او في شجار مستمر بين الوالدين او شجار بين الأطفال أنفسهم او اهمال او غياب المؤهلات العقلية للوالدين: بمعنى ان جو البيت غير صحي دائما مشحون بالخلافات والعراك والصراخ.
وان ذلك سيؤثر نفسيا على مستقبله لذلك يسحبوا الاطفال من الاسرة ويتم تسليمها لعائلات تتعهد بالتربية الصحيحة والسليمة للأطفال. 
في أوروبا يحظر العنف الجسدي والنفسي ضد الأطفال منذ 1979 قبل قدوم موجات الهجرة واللجوء بسنوات، وهذه القوانين ملزم لكل من يعيش في بلادهم.
يحاول البعض التصريح ان سحب الأطفال جريمة بحق الاسرة دون ان يعترفوا ان اسلوب تربيتهم القاسية هي السبب في سحب الأطفال منهم. والهدف تربية أطفالهم تربية سليمة وصحية. 
-على الاغلب القوانين والأنظمة لا تعترف ولا تفهم نفسيات وعقليات مهاجرين قدموا من مجتمعات متخلفة اجتماعيا وعلمياً وحضارياً. 
الدول الأوروبية دولة المواطنة والقانون فتحت أبوابها للهجرة واللاجئين وما نصبت خيمة لمغترب، بل بالعكس قدمت كل ما يحتاجه الاسرة المهاجرة. مع ذلك البعض يطلب منهم اصدار قوانين وتشريعات تناسب عقلياتهم وعاداتهم وتقاليدهم مثل شعار التربوي السليم يقطع عمرك ولاك، بدي كسّر راسك، والله لأذبحك… انقلع يا….. 
يقول البعض: نحنا انضربنا بطفولتنا وكبرنا لا تعقدت نفسياتنا ولاشي. هيك تربينا وهيك رح نربي ولادنا ونحنا “أحرار” بتربيتهم. 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ألمانيا- إيسن – في حدث أدبي يثري المكتبة الكردية، صدرت حديثاً رواية “Piştî Çi? (بعد.. ماذا؟)” للكاتب الكردي عباس عباس، أحد أصحاب الأقلام في مجال الأدب الكردي منذ السبعينيات. الرواية صدرت في قامشلي وهي مكتوبة باللغة الكردية الأم، تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وبطباعة أنيقة وغلاف جميل وسميك، وقدّم لها الناقد برزو محمود بمقدمة…

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…