أبو عكيد كما عرفته

  محمد قاسم

عرفته منذ زمن طويل..منذ لا اقل من ثلاثين عاما..
كان يرتاد قريتنا (رميلان الشيخ) لوجود أقرباء له..وفيما أصدقاء أيضا..كان يتمتع بخصائص تحببه إلى النفس حينئذ..:حيوية الحركة..نشاط الذهن  السياسي والاجتماعي ..اعتمد على نفسه فتعلم القراءة والكتابة..وكان يحب مطالعة الكتب المختلفة..باختصار كان يحاول ان يثقف نفسه بأدواته البسيطة المتوفرة.

وقد شجعته في مرحلة على الكتابة-كما كان يفعل هو و المرحوم احمد عباس دائما معي أيضا- جمع عددا من الكتب لا تزال في مكتبته ومنها الكتب الأدبية والتاريخية والدينية والفولكلورية..الخ.
انتسب إلى الحزب الديمقراطي الكردي-البارتي- منذ البدايات..وقد انضم إلى “حركة المعارضة” والتي يدعي أكثر من واحد بانبثاق فكرتها من لدنه..ولكن الذي برز وكأنه يقودها، كان المرحوم –المناضل كنعان عكيد- ولا اعلم بالضبط ظروف انتمائه الحزبي  قبيل وفاته…ولكنه كان عضوا في “كروب ديرك للثقافة الكردية”
يحضر أنشطتها ويساهم بقراءة بعض شعره ..باللغة الكردية..وقد نشر منها البعض في مطبوعات كردية منها مجلة”الحياة – زين”.
كان يجهد لأن يكون مثقفا ..ويمكن القول انه كان سائرا في طريق التثقف..رغم انه تجاوز من العمر سبعين عاما. وكان لا يزال يدفع المال من اجل شراء الكتب وربما كان آخر كتاب اقتناه ،كتاب “أفستا” من إعداد الدكتور عبد الرحمن خليل على الرغم من ثمنه الكبير بالنسبة إلى وضعه”1000 ل.س” وطبيعة الكتاب الاختصاصية نوعا. وعلى الرغم من أدواته البسيطة ثقافيا فقد كان يحاول اقتحام القضايا الثقافية ذات الشأن-وقد يوفق وقد لا يوفق- ولكنه كان حيويا في ذلك.
في صباح هذا اليوم 20/9/2008 الموافق لـ 20 من شهر رمضان المبارك نادى الملا في ميكروفون الجامع –كما هي العادة في مدينتا في هذه الحالة- :
((سبحان الحي الذي لا يموت-انتقل إلى رحمة الله تعالى محمد أمين درويش”أبو عكيد” ترحموا عليه يرحمكم الله)).
ووري جثمانه الثرى في مقبرة ديرك الكائنة على طريق “عين ديوار” وسط حشد من أهله وذويه وأصدقائه وجيران ومعارفه..وزملائه أعضاء كروب ديرك للثقافة الكردية.
وقد اكتفى الكروب بكلمة ألقاها السيد هوشنك مصطفى -مشكورا- أشار إلى بعض ملامح حياته باختصار سياسيا وثقافيا وكونه عضو في الكروب الثقافي الكردي في ديرك.
نعزي –ككروب ثقافي- أنفسنا وذويه وأصدقائه ومحبيه…. راجين المولى ان يغفر الله  ويجعل الجنة مأواه.
ملاحظة: لمن شاء ان يرسل ايميلا للتعزية بوفاته يمكنه الارسال الى الايميل التالي:
m.qasim@hotmail.com
نرجو الله أن يجعل أيام الجميع سلاما وطمأنينة..

“كروب ديرك للثقافة الكردية”.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…