في مزرعة قريبة من مدينة القامشلي، وبمناسبة يوم المرأة العالمي، أقام الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) احتفالاً كبيراً يوم 13/3/2008 حضرته جماهير غفيرة من النساء الكرديات.
وبعد استعراض قيم وموجز من قبل مقدمة الحفل لأفضال المرأة الكثيرة ودورها الحساس في تربية الأولاد وبناء المجتمعات ، لكونها تشكل قطاعاً هاماً في مجتمعنا لا يمكن إهماله وتجاهله فهي الأم والأخت والعاملة والمعلمة والطبيبة والمحامية ، والمربية ، بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت عل أرواح شهداء الوطن ، وشهداء الكرد وكردستان ، وشهداء الانتفاضة.
كان برنامج الاحتفال غنياً بالفقرات المتنوعة من أغنيات معبرة لفرقة نارين الفولكلورية ، وبعض الدبكات الحلوة ، ولقطات مسرحية جميلة استحوذت على إعجاب الحضور ، ثم مسابقات اشتملت على أسئلة هامة تتعلق بنضال المرأة عبر العصور والذي تكلل في نهاية المطاف باليوم العالمي لعيدها ، ووزعت في هذه المسابقة هدايا كثيرة ومتنوعة على اللواتي تمكن من الإجابة على الأسئلة المطروحة ، وعلى مجموعة أخرى من النساء الكرديات اللواتي لم يبخلن على البارتي بتقديم شتى الخدمات ، وكان أجمل اللقطات عرض واستعراض للزي الكردي في مختلف ِأجزاء كردستان ، والزي الكردي المختلف في الجزء الواحد بحسب مكونات الشعب الكردي في ذلك الجزء، مثل الزي الكيكاني والصوراني والكوجري والكردي السوري وزي منطقة آليان ، ولم تنس مقدمة الحفل أن تسرد النكتة الكردية بين بعض الوصلات لتضفي على الجو النشاط والحيوية ، وتشد أنظار الحضور إلى فقرات الحفل ، ثم وزعت الحلوى على الضيوف، واختتم الاحتفال بأغنية معبرة لفرقة نارين.
وكانت كلمة الحزب هي الكلمة الوحيدة التي ألقيت في الحفل من قبل إحدى الرفيقات وهذا نصها
الأخوات الحضور
الرفيقات العزيزات
في الثامن من آذار من كل عام تحتفل معظم شعوب العالم بعيد المرأة العالمي وكل على طريقته الخاصة مع الإقرار بأن الأنظمة الشمولية والاستبدادية ، والتخلف الاجتماعي الناجم عنها قد حجب عن الكثير من النساء من مجتمعات العالم الثالث حتى معرفتها بهذا العيد العالمي ، والبعض الآخر بمعرفة سطحية وشكلية له دون الاقتراب من مفهومه ومضمونه الحقيقي ، فهذا العيد جاء تتويجاً لكفاح المرأة ونضالها على مدى قرون من الزمن لتنتزع ولو جزءاً من حقوقها في المجتمعات التي غلب عليها الطابع الذكوري .
ويعتبر تحرر المرأة الكامل ومساواتها بالرجل أحد القرائن الأساسية لتطور المجتمعات ، وفي الوقت نفسه فإن المرأة تلعب دورا محورياً في تطور المجتمع وازدهاره ، واليوم ونحن نحيي هذه الذكرى في ظل تفاوت كبير لواقع المرأة على المستوى العالمي ، ففي الدول التي تنعم بالديمقراطية قطعت المرأة أشواطا كبيرة جداً في مجال مساواتها مع الرجل وحصولها على قدر كبير من حقوقها واستقلاليتها في ظل قوانين ودساتير تضمن لها ممارسة هذه الحقوق وحمايتها وتعزيزها وتطويرها. وإن الاحتفال بهذه المناسبة هو إحياء لدور المرأة وتكريماً لها من جهة وللعمل من أجل سد الثغرات التي تنتقص من قيمتها ودورها كإنسانة مساوية للرجل من حيث الحقوق والواجبات من جهة أخرى.
أما في العالم الثالث ورغم الهوة الكبيرة بين وضع المرأة فيه وبين مثيلاتها في الدول الديمقراطية ، ففي نفس المجتمعات أيضاً هناك هوة واسعة بين نساء البلد الواحد من حيث التمتع بالحقوق وذلك بسبب الاضطهاد والتمييز المتعدد الأوجه الذي تمارسه أنظمة العالم الثالث بحق شعوبها عامة والمرأة خاصة ، ويعتبر واقع النساء الكرديات أسطع مثال على هذا التمييز ، فبلدنا سوريا ورغم العديد من القوانين المجحفة بحق المرأة والعديد من العادات الاجتماعية المتخلفة والتي تحولت مع الزمن إلى أعراف ، باتت بمثابة قوانين تصادر من المرأة قدراً كبيراً من حريتها الشخصية ، فإن معاناة المرأة الكردية تبدو مضاعفة ، معاناة عامة تشاطر قريناتها السوريات ، ومعاناة خاصة كونها كردية ، فهي محرومة من التمتع بخصوصيتها القومية ومن التعلم بلغتها الأم ، ومن ممارسة عاداتها وتقاليدها بشكل دستوري ، بل إن العديد منهن محرومات حتى من الجنسية السورية ، وبالتالي محرومات من حق الملكية الخاصة وحق تسجيل أطفالهن على أسمائهن (والذي يعتبر من أقدس الحقوق حسب جميع المواثيق الدولية) إن الواقع الصعب والمعاناة العميقة والشاملة التي تعيشها المرأة الكردية لا يحتاج إلى سرد لأبعاده ، فهي تعايش هذه المعاناة يومياً ، وتكاد تكون شاملة لجميع تفاصيل حياتها حتى الصغيرة منها وبشكل متصاعد ، ولكن هذا لم يمنع النساء الكرديات والكردستانيات من الدفاع عن قضايا شعوبهن وتقديم كل التضحيات الممكنة ، وتعتبر كل من ليلى قاسم وليلى زانا من أسطع الأمثلة على ذلك ، كما أن انخراط العديد من النساء الكرديات في سوريا في صفوف الحركة والحزب ، وإصرارهن على العلم والعمل إلا مؤشرات إيجابية على مدى تفتح الوعي لدى المرأة الكردية ، ولكن يبدو أن الحاجة ماسة إلى مزيد من الحوار والنقاش بين النساء أنفسهن ، وبينهن وبين المتنورين من الرجال للبحث عن السبل الكفيلة لتجاوز المرأة هذه المعاناة والتخفيف من وطأتها ، وهذا يتطلب منها نضالاً متصاعداً ، وجهوداً استثنائية وإصراراً متزايداً ، وإرادة صلبة للدفاع عن حقوقها ، والسعي إلى تجاوز العادات الاجتماعية المتخلفة والعمل على الاستقلال الاقتصادي ، والذي يشكل الركيزة الأساسية لتحررها الاجتماعي ، وكذلك في الدفاع عن حقوقها القومية المشروعة ، ولتدرك المرأة تمام الإدراك أنها لم ولن تحصل على حقوقها بدون كد وتعب وعمل دؤؤب، وبدون تضحيات قد تكون جسيمة في بعض المحطات وبعض مفاصل حياتها.
ومن هنا فإن الحاجة ماسة إلى تكاتف جهود المرأة الكردية عبر أطر وروابط تنظيمية قادرة على تنظيم وتوحيد جهود المرأة وإلى تكاتفها مع الرجل من أجل الدفاع عن حقوقها الاجتماعية والقومية إلى جانب حاجتها إلى توثيق صلاتها وروابطها مع المرأة السورية فيما يخص القضايا التي تتعلق بواقع المرأة بشكل عام .
ويجب أن تنطلق المرأة من كل ذلك بحقها في المساواة مع الرجل من حيث الحقوق والواجبات وبما يتضمن الاستقلال الاقتصادي وحق التعلم والتعليم والميراث والحرية الشخصية ، ويجب أن تنطلق المرأة الكردية من ذاتها من خلال عمل منظم وممنهج ومترابط يمنحها دوراً أساسيا في التحرر الاجتماعي والقومي
عاشت المرأة الكردية في اليوم العالمي لعيدها
عاش العيد العالمي لكل نساء العالم في ظل المساواة والعدالة
في 7 آذار 2008
وكانت كلمة الحزب هي الكلمة الوحيدة التي ألقيت في الحفل من قبل إحدى الرفيقات وهذا نصها
الأخوات الحضور
الرفيقات العزيزات
في الثامن من آذار من كل عام تحتفل معظم شعوب العالم بعيد المرأة العالمي وكل على طريقته الخاصة مع الإقرار بأن الأنظمة الشمولية والاستبدادية ، والتخلف الاجتماعي الناجم عنها قد حجب عن الكثير من النساء من مجتمعات العالم الثالث حتى معرفتها بهذا العيد العالمي ، والبعض الآخر بمعرفة سطحية وشكلية له دون الاقتراب من مفهومه ومضمونه الحقيقي ، فهذا العيد جاء تتويجاً لكفاح المرأة ونضالها على مدى قرون من الزمن لتنتزع ولو جزءاً من حقوقها في المجتمعات التي غلب عليها الطابع الذكوري .
ويعتبر تحرر المرأة الكامل ومساواتها بالرجل أحد القرائن الأساسية لتطور المجتمعات ، وفي الوقت نفسه فإن المرأة تلعب دورا محورياً في تطور المجتمع وازدهاره ، واليوم ونحن نحيي هذه الذكرى في ظل تفاوت كبير لواقع المرأة على المستوى العالمي ، ففي الدول التي تنعم بالديمقراطية قطعت المرأة أشواطا كبيرة جداً في مجال مساواتها مع الرجل وحصولها على قدر كبير من حقوقها واستقلاليتها في ظل قوانين ودساتير تضمن لها ممارسة هذه الحقوق وحمايتها وتعزيزها وتطويرها. وإن الاحتفال بهذه المناسبة هو إحياء لدور المرأة وتكريماً لها من جهة وللعمل من أجل سد الثغرات التي تنتقص من قيمتها ودورها كإنسانة مساوية للرجل من حيث الحقوق والواجبات من جهة أخرى.
أما في العالم الثالث ورغم الهوة الكبيرة بين وضع المرأة فيه وبين مثيلاتها في الدول الديمقراطية ، ففي نفس المجتمعات أيضاً هناك هوة واسعة بين نساء البلد الواحد من حيث التمتع بالحقوق وذلك بسبب الاضطهاد والتمييز المتعدد الأوجه الذي تمارسه أنظمة العالم الثالث بحق شعوبها عامة والمرأة خاصة ، ويعتبر واقع النساء الكرديات أسطع مثال على هذا التمييز ، فبلدنا سوريا ورغم العديد من القوانين المجحفة بحق المرأة والعديد من العادات الاجتماعية المتخلفة والتي تحولت مع الزمن إلى أعراف ، باتت بمثابة قوانين تصادر من المرأة قدراً كبيراً من حريتها الشخصية ، فإن معاناة المرأة الكردية تبدو مضاعفة ، معاناة عامة تشاطر قريناتها السوريات ، ومعاناة خاصة كونها كردية ، فهي محرومة من التمتع بخصوصيتها القومية ومن التعلم بلغتها الأم ، ومن ممارسة عاداتها وتقاليدها بشكل دستوري ، بل إن العديد منهن محرومات حتى من الجنسية السورية ، وبالتالي محرومات من حق الملكية الخاصة وحق تسجيل أطفالهن على أسمائهن (والذي يعتبر من أقدس الحقوق حسب جميع المواثيق الدولية) إن الواقع الصعب والمعاناة العميقة والشاملة التي تعيشها المرأة الكردية لا يحتاج إلى سرد لأبعاده ، فهي تعايش هذه المعاناة يومياً ، وتكاد تكون شاملة لجميع تفاصيل حياتها حتى الصغيرة منها وبشكل متصاعد ، ولكن هذا لم يمنع النساء الكرديات والكردستانيات من الدفاع عن قضايا شعوبهن وتقديم كل التضحيات الممكنة ، وتعتبر كل من ليلى قاسم وليلى زانا من أسطع الأمثلة على ذلك ، كما أن انخراط العديد من النساء الكرديات في سوريا في صفوف الحركة والحزب ، وإصرارهن على العلم والعمل إلا مؤشرات إيجابية على مدى تفتح الوعي لدى المرأة الكردية ، ولكن يبدو أن الحاجة ماسة إلى مزيد من الحوار والنقاش بين النساء أنفسهن ، وبينهن وبين المتنورين من الرجال للبحث عن السبل الكفيلة لتجاوز المرأة هذه المعاناة والتخفيف من وطأتها ، وهذا يتطلب منها نضالاً متصاعداً ، وجهوداً استثنائية وإصراراً متزايداً ، وإرادة صلبة للدفاع عن حقوقها ، والسعي إلى تجاوز العادات الاجتماعية المتخلفة والعمل على الاستقلال الاقتصادي ، والذي يشكل الركيزة الأساسية لتحررها الاجتماعي ، وكذلك في الدفاع عن حقوقها القومية المشروعة ، ولتدرك المرأة تمام الإدراك أنها لم ولن تحصل على حقوقها بدون كد وتعب وعمل دؤؤب، وبدون تضحيات قد تكون جسيمة في بعض المحطات وبعض مفاصل حياتها.
ومن هنا فإن الحاجة ماسة إلى تكاتف جهود المرأة الكردية عبر أطر وروابط تنظيمية قادرة على تنظيم وتوحيد جهود المرأة وإلى تكاتفها مع الرجل من أجل الدفاع عن حقوقها الاجتماعية والقومية إلى جانب حاجتها إلى توثيق صلاتها وروابطها مع المرأة السورية فيما يخص القضايا التي تتعلق بواقع المرأة بشكل عام .
ويجب أن تنطلق المرأة من كل ذلك بحقها في المساواة مع الرجل من حيث الحقوق والواجبات وبما يتضمن الاستقلال الاقتصادي وحق التعلم والتعليم والميراث والحرية الشخصية ، ويجب أن تنطلق المرأة الكردية من ذاتها من خلال عمل منظم وممنهج ومترابط يمنحها دوراً أساسيا في التحرر الاجتماعي والقومي
عاشت المرأة الكردية في اليوم العالمي لعيدها
عاش العيد العالمي لكل نساء العالم في ظل المساواة والعدالة
في 7 آذار 2008
المكتب السياسي للحزب الديقراطي الكردي في سوريا – البارتي