زهرة أحمد
المطرُ برفقٍ يلامس عطرَ النّرحس
يرسمُ على صفحاتِها سيمفونيةَ اللّقاء
والشّفقُ يركعُ في محرابِ ألوانِها
يترفَّعُ على جروح التَّاريخ
يقبل روح الشَّمس في رحلتها الأزلية
ليرسمَ همساتِ الّنرجس بصمت خجول
ويعنْونَ الحكاياتِ بندى من رحيق الذِّكريات
ذاكرةُ أسرارِها الشَّاردة في حضن الجبال
أسطورة أحلامي وقمر في اللَّيالي التَّائهة
الألوانُ في نقائها مسافاتٌ للغياب
وأجنحةٌ تاهَت عن الطَّيران
قصيدتي المكللة بأنين النّرجس
تنزفُ جروحاً وأشواقاً صامتة
أشعارُ ترتعشُ لسرّ الخلود
تغفو على آلحان أبجديتِها حالمةً يائسة
أصواتُ الخريف تغتال همساتِها
تغسل دواوينَ الحزن في قصائدها
لتنسجَ من أبجديةِ النّرجس ملحمةَ الغياب
وأنشودةً صماء لأحلامي المنسية
النّرجس التي هاجرت أبجديتها
وأضاعَت أمتعة ألوانها
تتوهُ عن خرائط الرّبيع
تنشد للمنفى أسرارَها
تحنُّ لهمساتٍ غائبة
تبحثُ عن بقايا الدّفء في حروف الشّتاء
لتطوي ملحمة الخيال
وتتبعثرُ أبجدية النّرجس