د. آزاد أحمد علي
كاتب وباحث-سوريا
pesar@hotmail.com
كاتب وباحث-سوريا
pesar@hotmail.com
إن العنوان الطويل لهذا الكتاب يشكل مؤشرا لشرح مضمونه الواسع، فعنوان الكتاب مركب كمضمونه: اللغة السيكولوجية في العمارة، المدخل في علم النفس المعماري.
الكتاب جديد بمحتواه، إشكالي في تصنيفه. بل هو في المقام الأول محاولة لتجميع كم كبير من المعارف في مجالي علم النفس والعمارة للوصول الى صيغة مقبولة من الاختصاصين لتأسيس منهج دراسي لطلاب الجامعة. وقد سعى الباحث لوضع الخطوط العامة لمقرر دراسي قبل أن يهدف لتأليف كتاب علمي عام. بدأت فكرة التأليف عند المؤلف من تجربته في التدريس بالجامعة التكنولوجية بالعراق، خاصة في قسم الهندسة المعمارية، وكون المؤلف طبيب فقد أسهب في مجالي الطب النفسي والتشريح وعلم النفس كمعارف يجدها ضرورية للطالب والمعماري لتفهم واكتشاف سر العلاقة بين علم النفس والإبداع المعماري. وأشار بهذا الصدد إلى أن أي نموذج معماري لا يمكن له النجاح، ولا يستطيع أن يحقق غاياته إلا من خلال صفتين مهمتين هما الخيال والواقع. ص 25
يقع الكتاب في عشرة فصول، خصص معظمها للاستفاضة في مجال علم النفس والمعرفة النفسية ـ التشريحية. فجاءت فصول الكتاب على الشكل الآتي.
الفصل الأول: علم النفس والعمارة، المفاهيم والأسس. في هذا الفصل يتم التركيز على شرح مفهوم علم النفس ومفهوم العمارة وبالتالي شرح مصطلح علم النفس المعماري الذي رسخه في البحث.
ومن ثم يبدأ في الفصل الثاني بالمدخل الى علم النفس وتاريخه، وقد أسهب فيه للتعرف على تطور علم النفس واهم مدارسه عبر التاريخ.
في الفصل الثالث نجد إن الكتاب يعالج العمليات المعرفية، من وجهة نظر عامة. تم تناول علم النفس المعرفي ومن ثم تم الانتقال الى التعرف الى وظيفة الدماغ فيزيائياً وكذلك الجهاز القصبي ومجمل وظائف الدماغ المعرفية عبر الحواس التي تشكل نافذة على العالم الحسي خارج دماغ الإنسان.
الفصل الرابع مخصص للعمليات المعرفية وخاصة الإدراك، والنظريات الإدراكية.
أما الفصل الخامس فيتناول الذاكرة والتذكير من حيث تصنيف أنماط الذاكرة والعمليات العقلية في الذاكرة وأهميتها في الحياة اليومية.
ينتقل الباحث في الفصل السادس لمعالجة موضوع التفكير وانبثاق الأفكار وإيصالها عن طريق اللغة، وكذلك توظيف الأفكار في حل المشكلات.
أما في الفصل السابع فيستعرض مسألة الوعي وحالاته المتغيرة.
ينتقل الباحث من هذه التفاصيل الطبية والنفسية والمعرفية الضرورية للدارس الى صلب موضوع الكتاب الذي يتناوله في الفصل الثامن تحت عنوان: سيكولوجية الشخصية المعمارية. ويبدو المؤلف في هذا الفصل اقرب الى الباحث التجريبي والسريري منه الى المنظر، حيث يتناول نظريات الشخصية تقيما وقياسا.
وبشكل أكثر تخصيصا لموضوع الكتاب يعالج مسألة الشخصية المعمارية والطابع المعماري وبالتالي الهوية المعمارية.
في الفصل التاسع يستكمل مابدأه في الفصل الثامن فيتناول سيكولوجية الإبداع في العمارة عن طريق البحث في سر العملية الإبداعية بصفة مجردة وعامة، لذلك يستعرض مختلف النظريات الإبداعية التي تعالج مراحل العملية الإبداعية ومن ثم علاقاتها بالخيال وصولاً الى الإبداع في العمارة وخاصة في مجال التصميم والابتكار المعماريين.
الفصل الأخير في الكتاب مخصص لتنمية الإبداع والتدريب عليه، بوصف الإبداع تعلما وليس عبقرية متوارثة. ونتعرف على طرق تنمية الإبداع خارج حقل العمارة وخاصة مسائل التجسير الخيالي وتنمية المواهب بشكل عام، ومن ثم تنمية الإبداع من داخل حقل العمارة عن طريق الرسم اليدوي. وأخيرا يتطرق إلى الإبداع المعماري وعلاقته بالحاسب الالكتروني في السنوات الأخيرة.
لقد كانت مهمة تأليف هذا الكتاب صعبة ومادتها مفككة نظرا لخصوصية الموضوع وعدم ترابطه أصلا، فلقد حاول الكاتب أن يؤسس لمعرفة جديدة، ولعلم جديد، وهي مهمة صعبة، تحتاج لمرحلة تحضريه ولتمهيد مطول نسبيا، وكذلك لقدرة فائقة للربط بين المعارف المتشعبة في مجال علم النفس من جهة والعمارة كظاهرة إبداعية – هندسية فيزيائية متجسدة ومستمرة في تحولاتها من جهة أخرى.
يقول الكاتب بهذا الخصوص:(والآن نشرف على نهاية الرحلة الطويلة التي بدأناها مع هذا الكتاب، محاولين إرساء قواعد رصينة ومتينة لما سميناه اللغة السيكولوجية في العمارة، فضلا على التأسيس لمكونات مادة علمية جديدة وجديرة بالقراءة والدراسة والبحث، أطلقنا عليها علم النفس المعماري، والذي يعنى بالدراسة العلمية لتطبيقات علم النفس المعرفي في مجالات الهندسة المعمارية.
لقد مرت مراحل هذا الكتاب بالعديد من المحطات،وانطوت على العديد من الحوارات والمناقشات مع المختصين والمحترفين بمجالي الهندسة المعمارية وعلم النفس، وخضعت مادة الكتاب وحواؤه المعرفي لعديد من التغيرات والتصحيحات والإضافات وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات، كانت حصيلتها الخروج بهذا الكتاب التي نعتقد بتواضع إنها تمثل مدخلا صحيحا لمادة علم النفس المعماري، وإضاءة سليمة ومفيدة لصياغة لغة سيكولوجية في العمارة وفنها.) ص 431
لكن الكاتب الدكتور الحارث عبد الحميد حسن لم يتمكن من متابعة تأثير كتابه العلمي الفريد هذا على القارئ، ولم يتمكن في الوقت نفسه من مواصلة الحوار والتواصل بشأنه مع المهتمين، حيث اغتيل بكل أسف في بغداد نهاية عام 2006. وسيبقى كتابه هذا دليلاً وشاهدا على اجتهاده وعطاءه الكبير، ووثيقة إدانة للقتلة أعداء العلم والإنسان.
ـــــــــــ
· الكتاب: اللغة السيكولوجية في العمارة، المدخل إلى علم النفس المعماري
· المؤلف: د. الحارث عبد الحميد حسن
· الإصدار: دمشق ـ 2007 ــ عن دار صفحات
الفصل الأول: علم النفس والعمارة، المفاهيم والأسس. في هذا الفصل يتم التركيز على شرح مفهوم علم النفس ومفهوم العمارة وبالتالي شرح مصطلح علم النفس المعماري الذي رسخه في البحث.
ومن ثم يبدأ في الفصل الثاني بالمدخل الى علم النفس وتاريخه، وقد أسهب فيه للتعرف على تطور علم النفس واهم مدارسه عبر التاريخ.
في الفصل الثالث نجد إن الكتاب يعالج العمليات المعرفية، من وجهة نظر عامة. تم تناول علم النفس المعرفي ومن ثم تم الانتقال الى التعرف الى وظيفة الدماغ فيزيائياً وكذلك الجهاز القصبي ومجمل وظائف الدماغ المعرفية عبر الحواس التي تشكل نافذة على العالم الحسي خارج دماغ الإنسان.
الفصل الرابع مخصص للعمليات المعرفية وخاصة الإدراك، والنظريات الإدراكية.
أما الفصل الخامس فيتناول الذاكرة والتذكير من حيث تصنيف أنماط الذاكرة والعمليات العقلية في الذاكرة وأهميتها في الحياة اليومية.
ينتقل الباحث في الفصل السادس لمعالجة موضوع التفكير وانبثاق الأفكار وإيصالها عن طريق اللغة، وكذلك توظيف الأفكار في حل المشكلات.
أما في الفصل السابع فيستعرض مسألة الوعي وحالاته المتغيرة.
ينتقل الباحث من هذه التفاصيل الطبية والنفسية والمعرفية الضرورية للدارس الى صلب موضوع الكتاب الذي يتناوله في الفصل الثامن تحت عنوان: سيكولوجية الشخصية المعمارية. ويبدو المؤلف في هذا الفصل اقرب الى الباحث التجريبي والسريري منه الى المنظر، حيث يتناول نظريات الشخصية تقيما وقياسا.
وبشكل أكثر تخصيصا لموضوع الكتاب يعالج مسألة الشخصية المعمارية والطابع المعماري وبالتالي الهوية المعمارية.
في الفصل التاسع يستكمل مابدأه في الفصل الثامن فيتناول سيكولوجية الإبداع في العمارة عن طريق البحث في سر العملية الإبداعية بصفة مجردة وعامة، لذلك يستعرض مختلف النظريات الإبداعية التي تعالج مراحل العملية الإبداعية ومن ثم علاقاتها بالخيال وصولاً الى الإبداع في العمارة وخاصة في مجال التصميم والابتكار المعماريين.
الفصل الأخير في الكتاب مخصص لتنمية الإبداع والتدريب عليه، بوصف الإبداع تعلما وليس عبقرية متوارثة. ونتعرف على طرق تنمية الإبداع خارج حقل العمارة وخاصة مسائل التجسير الخيالي وتنمية المواهب بشكل عام، ومن ثم تنمية الإبداع من داخل حقل العمارة عن طريق الرسم اليدوي. وأخيرا يتطرق إلى الإبداع المعماري وعلاقته بالحاسب الالكتروني في السنوات الأخيرة.
لقد كانت مهمة تأليف هذا الكتاب صعبة ومادتها مفككة نظرا لخصوصية الموضوع وعدم ترابطه أصلا، فلقد حاول الكاتب أن يؤسس لمعرفة جديدة، ولعلم جديد، وهي مهمة صعبة، تحتاج لمرحلة تحضريه ولتمهيد مطول نسبيا، وكذلك لقدرة فائقة للربط بين المعارف المتشعبة في مجال علم النفس من جهة والعمارة كظاهرة إبداعية – هندسية فيزيائية متجسدة ومستمرة في تحولاتها من جهة أخرى.
يقول الكاتب بهذا الخصوص:(والآن نشرف على نهاية الرحلة الطويلة التي بدأناها مع هذا الكتاب، محاولين إرساء قواعد رصينة ومتينة لما سميناه اللغة السيكولوجية في العمارة، فضلا على التأسيس لمكونات مادة علمية جديدة وجديرة بالقراءة والدراسة والبحث، أطلقنا عليها علم النفس المعماري، والذي يعنى بالدراسة العلمية لتطبيقات علم النفس المعرفي في مجالات الهندسة المعمارية.
لقد مرت مراحل هذا الكتاب بالعديد من المحطات،وانطوت على العديد من الحوارات والمناقشات مع المختصين والمحترفين بمجالي الهندسة المعمارية وعلم النفس، وخضعت مادة الكتاب وحواؤه المعرفي لعديد من التغيرات والتصحيحات والإضافات وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات، كانت حصيلتها الخروج بهذا الكتاب التي نعتقد بتواضع إنها تمثل مدخلا صحيحا لمادة علم النفس المعماري، وإضاءة سليمة ومفيدة لصياغة لغة سيكولوجية في العمارة وفنها.) ص 431
لكن الكاتب الدكتور الحارث عبد الحميد حسن لم يتمكن من متابعة تأثير كتابه العلمي الفريد هذا على القارئ، ولم يتمكن في الوقت نفسه من مواصلة الحوار والتواصل بشأنه مع المهتمين، حيث اغتيل بكل أسف في بغداد نهاية عام 2006. وسيبقى كتابه هذا دليلاً وشاهدا على اجتهاده وعطاءه الكبير، ووثيقة إدانة للقتلة أعداء العلم والإنسان.
ـــــــــــ
· الكتاب: اللغة السيكولوجية في العمارة، المدخل إلى علم النفس المعماري
· المؤلف: د. الحارث عبد الحميد حسن
· الإصدار: دمشق ـ 2007 ــ عن دار صفحات
· عدد الصفحات 446