نعوه غير معتادة

حسن برو

اليوم توفي الشاعر الكردي (يوسف برازي “بي بهار”) عن عمر ناهز السابعة والسبعون ، وعلى الغالب سيتم دفنه في مقبرة مدينة رأس العين غداً بحسب نعوه صادرة عن ا لحزب الديمقراطي الكردي في سورية، باعتبار شاعرنا كان أحد رفاق هذا الحزب، وسيتجمع الناس والأحزاب الكردية في المدينة وتلقى الكلمات والأشعار وستتلى البرقيات الواردة…. ومن ثم يعودوا إلى بيوتهم وربما يروي كل شخص ما عرفه قصة عنه (إلا أنني ومن باب معرفتي به والقرابة بعيدة لأننا من نفس العشيرة) فقد حضرت له عدة أحاديث سأوردها مترجمة عن الكردية
(الحديث الأول عن المرأة: كنّا في مجلس عزاء خاطبه أحد الأشخاص أبو خسرو: ليش ماتتجوز مرة ثانية، الله سمح لنا بأربع نسوان ….. وأردف قائلاً : الحرمة مثل الصرماية كل ما عتقت الواحدة منهن نزتها …فرد شاعرنا صحيح مثل ماتقول أن الحرمة مثل الصرماية بس  (لاتنسى بالليل ماتبوس الصرماية)

الحديث الثاني عن الشيب: في مجلس عزاء أخر “المكان رأس العين” قال أحد الأشخاص من جيله …أبو خسرو شوفني لساتني شباب ولا شيبة واحدة في رأسي أو ذقني، وشوف حالك بالمراية (مختّير أنت) فرد عليه شاعرنا … بحديث كل البعد عن ما قاله: فقال: الحمير لما بتولد ….. إذا كان له لون أسود أو أبيض يبقى هذا اللون يلازمه إلى مماته، أما الإنسان فهي حالة طبيعية عندما يخلق له جلد ناعم وشعر ناعم وربما يكون أشقراً ومع الأيام يكبر ويتغير لون شعره، وعندما يمر به العمر أكثر أما أن يصبح أصلعاً أو تشيب شعرات رأسه مثلي (فضحك الحاضرون)
الحديث الثالث: باعتبار أن الشاعر يوسف برازي أعتقل لمرات عديدة بسبب ممارسته للسياسة، وكان هناك رئيس مفرزة في مدينة رأس العين يدعى أبو حكمت، وفي كل مرة يقف أمام محل  (يوسف برازي) ويخاطبه أبو خسرو ماتركت السياسة ….ثم يتركه وفي إحدى المرات وقف عنده لسبب ما وخاطبه أبو خسرو (ما بتستحي أنت أصبحت رجلاً مسناً وشعرك أبيض لسة ملاحق السياسة …..فرد عليه يوسف برازي معناها الرئيس حافظ الأسد لازم يترك السياسة كمان …..فشفط أبو حكمت بسيارته البيجو 504 ورحل)
الحديث الرابع: سأله أحد الجامعيين الغير مهتمين بالشأن العام أبو خسرو ما درست إلا الابتدائية وأنت عبقري …وكيف إن كنت خريج جامعة فرد عليه أبو خسرو (كنت سأكون حماراً مثلك)
هذه الأحاديث رواه حتى قبل فترة قصيرة من وفاته، تغمد الله الفقيد يوسف برازي بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته إن لله وأن إليه راجعون .
كلمات عامية:

 1- الحرمة: المرأة 2- صرماية: حذاء 3- المراية: المرأة 4- مختير: رجل عجوز 5- بتستحي : ألا تخجل من نفسك

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

Ebdilkerîm Resul

 

ديرك لها بصمات لامعة في سجلها الأدبي والوطني وشخصية اليوم هو المربي الفاضل الأستاذ القدير عدنان بشير الرسول تولد ديرك 1961 نشأ وترعرع في كنف أسرة عريقة

درس الابتدائية بمدرستي خولة بنت الازور ومدرسة المأمون الريفية بديرك

والاعدادية والثانوية بثانوية يوسف العظمة وحصل على الثانوية الأدبية ١٩٨٠

ودخل كلية الحقوق بدمشق وتركها وهو بالسنة الثالثة

تعين معلما وكيلا…

خالد حسو

الذي ينهض فينا مع كل خيبة، ويصفعنا مع كل تكرارٍ للماضي:
هل نحن مؤمنون حقًا بالتغيير والتطوير؟
أم أننا نكتفي بترديد شعاراته في العلن، ثم نغلق عليه الأبواب في دواخلنا؟

التغيير ليس رفاهية فكرية، ولا نزهة في ممرّات القوة،
ولا يُقاس بسلطة الحاكم ولا بعدد الواقفين في الصف.
هو في جوهره موقف،
صرخة أولى تُقال قبل أن تتجسّد،
وثقة جريئة في…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

يُعْتَبَر الشاعرُ السوري نِزار قَبَّاني ( 1923 دِمَشْق _ 1998 لندن ) أَحَدَ أبرز وأشهر الشُّعَراء العرب في القرن العشرين ، وَهُوَ أكثرُ شُعراء العربية إنتاجًا وشُهرةً ومَبِيعًا وجَمَاهيرية ، بسبب أُسلوبه السَّهْل المُمْتَنِع ، وشَفَافيةِ شِعْرِه ، وغِنائيته ، وبساطته ، وسُهولة الوُصول إلى الجُمهور ، مِمَّا جَعَلَه…

ماهين شيخاني

 

في قلب الجزيرة السورية، وعلى تخوم الخابور والحدود، نشأت بلدة الدرباسية في ثلاثينيات القرن الماضي لتكون أكثر من مجرد نقطة على الخريطة. فقد تحوّلت خلال العقود التالية إلى ملتقى اجتماعي نابض بالحياة، بفضل ما عُرف بـ”المضافات” – تلك المؤسسات الشعبية التي جمعت بين الضيافة، والحوار، والمكانة الاجتماعية.

المضافة: أكثر من مجلس ضيافة

في التقاليد الكوردية، لم…