ابن اخي خلف
أسرة الراحل الكبير
رفاقه
مدينته التي لا تضيع عناوين بنيها في خرائط الآخرين..!
أستمع إلى صوت محمد شيخو في يوم غيابه وأطلق العبرات في دورتها الكاملة
وأستحضر صور راحلين وأحياء ومدينة
لم أكن لأعلم
أن الحيّ الغربي بقامشلي الثكلى
سوف يودّع جاراً جميلاً آخر لأبي فلك
في ذكرى يوم توقف قلبه عن النبض ذاته
جاراً له على بعد صدى موّال جبليّ شجيّ
وحلم
فحسب
جاراً يجمع بين بيتيهما ضوع شجرة ياسمين
وأذان جامع قاسمو
وشارع الأتاسي الذي تعلق عليه ظلال العصرونيات البليغ
ودوريات الإقلاق .
ومقبرة الهلالية
التي تنتظر أكاليل ورودهذا المساء
دون جدوى
……………………
وحين أذكر اسم ابي خلف
فانا اتذكر مواقف الرجل وشهامته وجرأته
وانا الذي عشت قريباً منه ومن سواه من رجالات يكاد ينكر الناكرون عليهم مآثرهم الجمّة سنوات ليست قليلة
سنوات
أزعم أنني استفدت منها
وأنا أتسقّط الأخبار:
ولادةً ولادةً
حلماً حلماً
آهةً أهةً
اعتقالاً اعتقالاً
كلما سقطت نجمة جميلة
هناك
حيث قلبي معلًق
وأنفاسي مصوّبة بإحكام إلى لوحة مشهد جدّ أثير
مشهد لن يعوّضني العالم كلّه عنه
عالم أثير بمن فيه لي هناك
من أحبّة وخصوم أيضاً
كي أخطّط لكتابة مرثية
لم أفلح
في إتمام حبرها
منذ سنواااات بعيييييدة
……………………
رحمك الله
أيّها الصديق والرفيق
والأخ
وما أعلى وأسمى قامات المناضلين….!
فهلا سمّيناهم منصفين
ولو بعد رحيلهم
بعد أن يكفوا عن منافستنا في أنانياتنا وأوهامنا وأكاذيبنا
تماماً
كما يستحقون….؟
تماماً كما هم…
أم ترى أن كلاً منا
سيظل
يسمّي البطولة
حيث : هو
زائفاً كاذباً
أو ربما منصفاً منفلتاً عن قبضة اليقين
………….
أبا خلف
أعرف أي درس تلقيته في مدرستك
وشارعك
بل قبل كل ذلك في حزبك
خلال عقد سنواتك التي لا تكفي شهماً مقداماً مثلك
ما دمت لم تستأثر بسيارة مارسيدس
وكرسي وثير
وكنت في موقع يخولك من تأمين ذلك وسواه
أعترف
وأنا ألقنك من هنا أنك
لم تهرول لمكسب
بل بعت بيتك
بيتك الذي كان ثمرة غلالة أيامك
وهرولاتك
كي تسدد فاتورة جارك الحانوتي
وديون الأهل و الرفاق المخلصين .
……………………
أبا خلف
لست مديناً لك بدمعة واحدة فقط
بل بكسرة حلم ورغيف ونثار ملح وجرعات ماء واكسير…..
أوّاه….
ما أصعب قراءة الموت
بعيداً عن مسارح الهواء الأول
………………..
أهل الراحل
الجميل
مصابنا واحد
لفقيدنا الرحمة
لأنه طالما استمطر الرحمة والحب لسواه