سنين بعد الضجيج

  فرج بصلو

إنك تبحث عنها في حقول الياسمين
لتقول لها: بقينا نفس الشيء
نحن أناس طيبين
وفي نهاية الأمر
النفاق بعيد عن قلوبنا
 فقط إذا …
وتريدها أن تترك الباب مفتوحاً
لأنك ستجدها
فيما خلف الشروحات
وستحبها
لأنها مثلنا جميعاً مجبولة من أخطاء
ومذلات وفخر وآلام وندم
وأحلام عن غد قد يكون
فقط إذا …

ولتترك الباب مفتوحاً
إنك تذكر عيونها فقط لثانية
خاضت فيها عاصفة ما قبل الربيع
إلى وضوح الليل الأزرق
وهي تحتضن الدنيا بكل ما فيها
من وجود وعدم
فقط إذا …

 

إنك تمرر سكاكين الذاكرة بالذاكرة
لأنك نسيت أن تقول: نامي بأمان
أيتها الطفلة, لقد مر الخيّال
وعبر كالبرق دونما تلحظيه

إنك تحن إلى شبّاكها
سنين بعد الضجيج
لأن الموت يطفيء عيون الزمان
والجمال يبقى كالنور
مرسوماً على فواتير الأيام

إنك تحمل بجيوب فؤادك
رذاذ البلور الملوَّن
إذ لا زلت تسمع
أنين ناي الفراق
وترى الدم والدمع
على كافة سبل الوطن…

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…