حديث متميز مع نجم الدراما السورية: الفنان خالد تاجا

أجرى الحوار: لافا خالد

فنان مثقف  وجرئ من الطراز الرفيع , ممثل متواضع جدا ,يمتلك حس الفراسة التي تدفعه للأفضل , تجربته ممتدة لأكثر من أربعة عقود ولا يزال يطمح للأكثر والأفضل  , صارحنا بلحظات الضعف والإخفاقات والنجاحات الكثيرة , يتكلم في الدين والسياسة  وهو واثق الخطى , يؤمن بفلسفة النملة والنحلة ,ويدعوا للثورات الداخلية لتعيش الشعوب بكرامة ,  يرى انه استعجل المجيء للحياة , كان بطلا في غزلان في غابة الذئاب , ولعب أهم أدواره في ملوك الطوائف , وحقق حلمه الشكسبيري في الزير سالم , وعشرات المسلسلات والمسرحيات والتجارب السينمائية التي أوصلته لمصافي نجوم العالم , رجل مزواج قادر على إظهار الحب في التلفزيون , رومانسي في حياته اليومية , عجوز وسيم كما يعترف ويبحث عن عروس وهو في سن 67 , الحوار كله مختلف , فالضيف فنان ثقيل من عيار نجوم الصف الأول في الدراما السورية  والعربية هو الفنان خالد تاجا الذي التقيناه في حوار متميز في التالي:  

لافا خالد: وصفوك ب “انطوني كوين “العرب و” أنور وجدي”  الدراما السورية ماذا تعني لك هذه الألقاب ؟

ج: انطوني كوين العرب اسم أطلقه علي الشاعر العظيم الراحل “محمود درويش ” ربما لأنه رآني أشبه به في مواقف معينة , مع أنني لا أحب مبدأ أن يقارن أحد بآخر , انطوني رجل عالمي عظيم , لكن خالد تاجا فنان معروف على مستوى العالم العربي
 ثانيا : لست بأنور وجدي الدراما السورية أنا عجوز وسيم ربما هذا اللقب أتى مستقيا من كون أنه يمكن تركيب عدة شخصيات في شخصيتي بمعنى  رجل يحب أن يتزوج حتى ولو كانفي سن متقدمة ,  أو كوني رجل قادر على إظهار الحب في التلفزيون بشكل تلقائي وأحاول دائما أن أكون صادقا في أدائي ومؤمن بما أقدمه , أنا رجل عاطفي ورومانسي إلى حد ما وتؤرقني رومانسيتي أحيانا كثيرة لأن الواقع غير الرومانسية.

لافا خالد: يقال أنك صاحب الأرقام القياسية في عدد  مسلسلاته  التي تعرض خلال العام ألا تخشى الحضور المستمر ,؟

ج: لا ابد… هذا الموضوع يعطيني مساحة أكبر وفسحة حتى اخرج كل مخزوني الثقافي والمعرفي واستحضر ثقافتي في التمثيل, أنا اتلون مع شخصياتي المكتوبة , عادة أضيف من عندي للشخصية إذا كانت غامضة المعالم لتتكامل الشخصية.

لافا خالد: ولكن هل يسمح لك المخرج والكاتب بالارتجال والخروج عن النص لصالح الشخصية ؟

ج: يجوز أن يسمحوا لخالد تاجا أو فنان آخر له باع في المهنة وصاحب تجربة , معظم الكتاب في الدراما السورية ينسجون شخصياتهم بشكل متشابه وعلى لسانهم تنطق هذه الشخصيات , ويستخدمون نفس المفردات وهذا خطا في التركيبة الدرامية , لاننسى أن لكل شخصية البيئة التي تنتمي اليها دوما احاول ان اقرب الشخصية لحياتنا المعاصرة فانبش في تاريخها لتبدوا حياتية اكثر وهذه المساحة من الارتجال يسمح بها لقلة من النجوم , كذلك قلة من الكتاب السوريين المتميزين يجيدون النص المتكامل بحبكة درامية وحس درامي واعي ومؤثر

أزمة الدراما السورية ..مخرجين لازالوا في الخلف

لافا خالد : هل وجدت من رسم لك الشخصية التي كنت تبحث عنها لتمثيلها ؟

ج: نعم ثمة كتاب موهوبين ومتميزين مثل وليد سيف والراحل ممدوح عدوان وحسن م يوسف ونهاد سيريس وفؤاد حميرة وآخرين متميزين

لافا خالد :  هل تؤكد إن الدراما السورية تعاني أزمة كتاب ؟

ج: نعم :  يوجد عندنا أزمة كتاب وكذلك أزمة في الإخراج أيضا القليل من مخرجينا صنع الدراما الحقيقية وقلة هم قادرين على القيادة في الإخراج.

لافا خالد: هل هم من الجيل المخضرم ؟

ج: لا ..هم من الجيل الوسط , بكل أسف الجيل المخضرم لم يطور أدواته كانوا يجب أن يكونوا في القيادة لأنهم أصحاب تجارب هامة , الآن يوجد جيل جديد مثل هيثم حقي نقل السينما للتلفزيون وصولا ل نجدت أنزور إلى حاتم علي والليث حجو وباسل الخطيب  هؤلاء استطاعوا أن يوصلوا الصورة الصحيحة والجميلة القابلة للفهم والاستيعاب
 
لافا خالد: ألا تخشى المغامرة في التمثيل مع مخرجين جدد ؟

ج:عملت مع مخرجين جدد , ومعروف عني أنني أغامر في هذا الاتجاه , وكوني ممثل وامتلك حس الفراسة وهو جزء هام في تركيب شخصيتي وفراستي تدفعني لأميز بين المخرج المتميز من المخرج الذي لا يجيد  إتقان عمله جيدا , هناك العشرات ممن لم اعمل معهم لأنهم غير قادرين على قيادة خالد تاجا واستيعاب مخزوني والعمل معهم خسارة وليس ربحا لي والدراما عمل جماعي , في لحظة ما عملت مع مخرجين جدد أثرت عليّ في لحظة ما.

لحظات الاعتراف

لافا خالد: هل تعتبرها اعمالا فاشلة ؟

ج: هي مرحلة يمر بها أي فنان حينما يبحث عن الشهرة والانتشار

لافا خالد : من تستشير من المقربين في اختيار أعمالك ؟

 استشير خبرتي فقط  اقرأ النص واسأل عن الشركة والمخرج والممثلين والكادر وهذا مهم بالنسبة لي وان لم تعجبني الفكرة اعتذر

لافا خالد :تتقن أداء أدوارك هل يصل بك الإتقان لحالة التقمص ؟

ج:حالما يصل الفنان للاحتراف سيفهم اللعبة تماما أنا لازلت هاويا , وخلال مسيرتي الطويلة مع الكاميرا لا انسي إنني امثل وخارج النص أنا فقط خالد تاجا , حدث معي حالة تقمص لمرة واحدة في السينما أصبت بعدها بحالة عصابية لقيت صعوبة كبيرة ولم تتكرر معي أبدا

لافا خالد: لما تميل لأدوار الشر ؟

ج: حقيقة لست أنا من يقرر ذلك

لافا خالد : ولكن الجمهور لا يحب هذه الأدوار دائما ؟

ج: ليس عندي برنامج  ما يطلبه الجمهور, أنا امثل الشخصية التي تضيف لرصيدي شيئا , ولا ننسى أن الشر موجود أكثر من الخير في هذا العالم الممتد طولا وعرضا , وربما لان تقاسيم وجهي تساعدني على تمثيل هذه الأدوار

لافا خالد :  ألا توافق أن معظم الكتاب متوجهين إلى ما يطلبه الجمهور وهي محاكاة الطبقة الفقيرة ؟

ج: لا الأمر ليس بهذه الصورة , لان الطبقة الفقيرة هي الطبقة العامة في كل مجتمعات العالم

لافا خالد : ماذا عن تجربتك في الشعر والكتابة هل تفيدك في مجال التمثيل ؟

ج: كنت اكتب الشعر وأنا في سن صغيرة, توقفت  عن كتابة الشعر في سن 25 وكنت ارسم وتوقفت سنة 1983 , حقيقة التلفزيون خطفني كليا من كل شيء, بحيث لم يبقى عندي متسع وقت لأراجع نفسي , اشعر بغصة لأنني بعيد عن ذاتي احتاج لوقت قليل لأحاكي نفسي واحلل الأشياء التي أمر بها ولكن الوقت لا يسمح أبدا

دراما الرفق بالحيوان وتجربة غزلان في غابة الذئاب

لافا خالد: هل تتابع المسلسلات الأوربية , ما أوجه التشابه بين الدراما عندهم وفي مجتمعاتنا ؟

ج: القضايا مختلفة تماما ربما يكتبون مسلسلا عن جمعية الرفق بالحيوان , نحن لم نصل لمستوى أن نؤسس جمعية الرفق بالإنسان

لافا خالد: في  مسلسل غزلان  في غابة الذئاب هل نقلتم الصورة  التي يعيشها السوريون عموما ؟

ج:هذه الدراما الحقيقية هي صورة واحدة من عشرات الصور التي يعيشها العالم المعاصر وخاصة في العالم الثالث الذي يعيش الممارسات الخاطئة في كل شيء , قدمنا في هذا المسلسل المسئول النظيف والمحيط الفاسد والابن المسيء هذه الصورة موجودة وتعايشها وطرح هكذا إشكال هام جدا, قدمت مداخلة في التلفزيون السوري حول حادثتين تستوقفني كثيرا
الأولى :  قلت إن عبد الناصر وبخ ابنه لأنه ذهب بسيارة القصر للجامعة  وطلب منه  أن يكون كما كل الناس
والثانية : شكري القوتلي حينما جاءه ضيف وقرر استقباله في مطار المزة تعطلت سيارته وحين طلبوا شراء سيارة للقصر جلس البرلمان لسنة كاملة يناقش هل نشتري سيارة لرئيس الجمهورية أم لا ؟ الآن نشاهد بأم أعيننا أولاد المسئولين يركبون سيارات بألوان ملابسهم , كراجات سياراتهم لا تعد ولا تحصى , وطرح هذه القضايا هامة جدا وجريئة , ثمة أعمال هامة تطرقت لقضايا حساسا بعضها رأى النور وبعضها الآخر بقي يصارع مقص الرقيب

الرقابة وصناعة النجم : مصريون على الطريقة الأمريكية 

لافا خالد: إلى أي مدى تمررون أعمالكم من بين يدي الرقابة ؟

ج: أحيانا نلجأ للتاريخ ونعمل عليها إسقاطا للواقع المعاصر والتاريخ يعيد نفسه , مثلا في ملوك الطوائف أبدع الكاتب في تصوير حالة التمزق والفساد وهزيمة العرب والصراعات الداخلية وهي تتشابه بما نعيشه اليوم , والعالم بات قرية صغيرة , وصور المعاناة تتشابه والعولمة قربت البعيد وبعدت القريب لم يعد بالإمكان إخفاء أي شيء كل شيء بات على المكشوف , والأنظمة التي تكثف من مقص الرقيب هي ليست ديمقراطية ولم تأتي نتيجة انتخاب ديمقراطي

لافا خالد: هل ما تقدمه الدراما السورية  تعتبره تنفيسا ؟

ج: بعض الدول تسمح بهذا التنفيس , أنا لست مع التنفيس أنا مع الغضب والاحتجاج لإظهار الصورة الأصح , حتى في أمريكا هناك لعب بالديمقراطية , في الدول الديمقراطية مواطنيها حذرون من الوقوع في الأخطاء عندهم القانون فوق الجميع, أما عندنا المسئول فوق القانون , الدراما السورية نجحت في نقل الصورة بقالب كوميدي على عكس مصر المتوجهين نحو التهريج  بهدف الإضحاك   , سوريا تعتمد الكوميديا السوداء الذكية ووصلت إلى صلب قضايا هامة ومررت نفسها بشكل أو بآخر

لافا خالد : لما يتوجه الفنان السوري للدراما المصرية ؟

ج: هم يتوجهون بحثا عن المال , مصر تدفع للنجوم المال الكثير والفنانين الآخرين رواتبهم زيرو , النجم يأكل الرأس ويترك للآخرين الذيل , والسبب أنهم لازالوا على الطريقة الكلاسيكية القديمة ورثها الأمريكيون هذه حقا ثقافة أمريكية وهي ” صناعة النجم ” ثمة ممثلين يأخذون 40 مليون دولار وتستخدمهم أمريكا كصناعة رابحة في سوق العرض والطلب , الحمد لله سوريا لم تدخل هذا النفق وهذا مبشر خير

نقد مغيب .. وأغاني من عهد الانحطاط .. ودعوة للانفتاح

لافا خالد: ماذا عن الحركة النقدية في سورية ؟

ج: أتمنى لو يواكب النقد حركة الدراما السورية أكيد سيثري الدراما

لافا خالد: هل تتابع الموسيقا المصورة  في كليبات ؟

ج: أولا لا أتابعه ,  ولكني لن أقول عنه أنها أغاني منحطة أو هي أغاني من عهد الانحطاط , هذا تعبير واضح عن حالة الانحطاط في الفكر السياسي في المنطقة والفن متأثر بالسياسة ثمة سياسيون يديرون الوضع وبدقة,   يوجد تردي ثقافي واضح وبالتالي مشهد غنائي متلبد الملامح
 
لافا خالد: هل هي السياسة التي دفعت الفنانين السوريين لدبلجة المسلسلات التركية ؟

ج: شخصيا أنا مع الانفتاح على مختلف الثقافات وأنا مؤمن بمقولة طاغور ” أريد أن تكون نوافذي مشرعة وان تهب على نوافذي ثقافات كل الأمم بكل ما أمكن من حريات لكني أنكر على أية منها أن تقتلعني من ذاتي , طالما أننا نعيش على كوكب واحد وفي قرية صغيرة علينا استيعاب مختلف الثقافات لأنها بالمحصلة ثقافة إنسانية , أنا ضد الحواجز..ضد جوازات السفر.. ضد اللغات المتعددة .. أتمنى أن يتوحد العالم بلغة واحدة هذا حلم بعيد المنال

لافا خالد: هل تعانون كفنانين سوريين مشكلة الأجور ؟

ج:لا يوجد لعب في الموضوع ,  النجم الموهوب يفرض نفسه على شركات الإنتاج

على عتبة خمسين عاما من العطاء  نجاحات وإخفاقات وأشياء أخرى

لافا خالد: كيف تقييم تجربة خالد تاجا لخمسين سنة مضت ؟

ج: أنا أسير في طريقي بشكل طبيعي , ولا أتصنع في شيء, أتعلم من كل أخطائي,  مسيرتي فيها النجاحات والإخفاقات المهم أن نستمر أنا مؤمن بفلسفة النملة والنحلة ,لا أؤمن بشيء مستحيل , ليس عندي مبدأ ” ستوب”  لازال أمامي الكثير مما لم أحققه أتمنى أن يساعدني العمر بذلك  , أنا مؤمن بالعلم وعلماني في طريقتي وقادر على استيعاب كل شيء جديد

لافا خالد: هل تتمنى أن يعود بك الزمن للوراء ؟

ج:لا أبدا.. أتمنى لو أنني أتيت بعد مئة سنة,  أنا استعجلت بالمجيء للحياة ربما  لكنت أتيت في ظروف أفضل وربما أسوا , الحياة عبثية , لم نأتي للدنيا بمشيئتنا , واختاروا لنا أبوين بغير مشيئتنا ,وأسمائنا ليس بمشيئتنا,  ونموت ولا نختار الموت بمشيئتنا , ليتني درست الفلك لأعرف أشياء كثيرة , تربيت في بيت لم يعرف اللوحات ولم يتواجد فيه غير القران الكريم , أهلي بسطاء والدتي امرأة ذكية جدا كان ينقصها العلم الأكاديمي لو كان والدها باشا في اسطنبول لربما كانت في وضع مختلف

لافا خالد: لكونك من بيئة فقيرة هل كان سببا لإبداعك ونجاحك  لاحقا ؟

ج: في يوم ما لم انتمي لأصل معين , اعتز بعائلتي الرائعة ولكني اعمل ما يريحني , تعلمت من والدتي علم الفراسة ومشيت على ذاك الخط واجتهدت ووصلت لما أنا فيه الآن

لافا خالد: هل من ادوار لا تحب تمثيلها ؟

ج:لا أحب تمثيل الأدوار المكتوبة بشكل سيئ , أحب تمثيل مختلف الأدوار المكتوبة حتى المركبة الصعبة

لافا خالد: متى شعرت بالملل من الكاميرا ؟

ج:  لم ينتابني الملل لحين اللحظة ,  بيننا مصالحة , فقط تعبت جسديا إلى حد ما ولكن لم أفكر بالاعتزال وترك الكاميرا خلفي

لافا خالد: كيف تقضي أوقاتك بعيدا عن التمثيل ؟

ج: لا اعمل شيئا محددا , أساسا لا يوجد عندي الوقت لأي شيء

لافا خالد: لما تأثرت بشخصية الحارث بن عباد ووصفتها ب الحالة الشكسبيرية ماذا عنيت بذلك ؟

ج: شكسبير شخصية عبقرية ينسج قصصه بصورة تراجيدية مؤثرة , وشخصية الحارث بن عباد كتبها المبدع ممدوح عدوان ببراعة وشغف ونسج خيوطها  بصورة مأساوية مؤلمة  , الحارث كان رجلا عجوزا وتم قتل ابنه الوحيد في حياته في لحظة صعبة كان أحوج ما يكون لوجود ابنه بجانبه, حينما قرأت رواية الزير سالم لم احذف أو أضيف عليها حرفا لأنها جاءت متكاملة

لافا خالد: ماذا عن قصة قبرك ؟

ج:نعم هذا صحيح , اشتريت قبرا باسمي ف  لكل محطة نهاية , مكتوب على حافة القبر :  مسيرتي حلم من الجنون كومضة شهاب زرع النور بقلب من راها لحظة ثم مضت ” منزل الفنان محمد خالد ابن عمر تاجا من مواليد 1940 توفي ومتروك هذا التاريخ إلى الأجل ……….

لافا خالد: ماذا تعني لك الحياة ؟

ج:  مشوار من محطة لأخرى .

المشهد السياسي العربي.. دكتاتوريات ومسؤلين فوق القانون

لافا خالد: وقف الجميع مع غزة ولم نسمع لهم صوتا في مجازر أخرى كما في الصومال والسودان والعراق وغيرها ؟

ج: ثقي أن الكل يعيش حالة العراق على سبيل المثال , هي السياسة ودهاليزها التي عتمت على حجم الفظا عات التي ارتكبت بحق هذا الشعب , ما كان يصلنا من العراق في عهد الدكتاتور صدام كان اقل بقليل من حجم الدمار الحاصل حينها , الآن بفضل الفضائيات والتكنولوجيا تصلنا الصورة والمأساة لحظة حدوثها , ما يجري في العراق هي مصالح الأطراف المختلفة , للسعودية مصلحة مختلفة ولسورية مصلحة مختلفة وكذلك إيران وروسيا  وأمريكا كلها ذات مصالح مختلف على ارض الرافدين  , العراق قضية عالمية , هذه الدولة صاحبة التاريخ والحضارة  تعيش التمزق المدروس ضمن مخطط تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ , الآن ثمة مخطط على شعوب كثيرة فلسطين والسودان والصومال ………..

لافا خالد: ألا تساهم الديكتاتوريات في تكريس سياسة التفرقة والتقسيم ؟

ج:نعم صدام كان دكتاتوراوعبث بأرض العراق وشعبها  , ولكن  ليست الدكتاتوريات لوحدها تساهم في صنع مخطط التقسيم , ثمة دكتاتوريات صنعت حضارات ” ايفان الرهيب ” وحد الاتحاد السوفيتي هو دكتاتور قاتل ” هولاكو ” صنع إمبراطورية عظيمة وكان دكتاتورا , أمريكا دكتاتورية عالمية تحاول أن تبني إمبراطوريتها على حساب شعوب العالم

لافا خالد: هل تتوقع في عهد اوباما تغييرا للأفضل ؟

ج: دعينا نتفق أن أمريكا ليست قائمة على شخص الرئيس وحده هناك نظام كامل يحكم هذا البلد ويخطط سياساته , بوش استغل هذه السياسات وبنى رأسمالية قاتلة , وازدهرت في عهده صناعة الأسلحة وطور المصانع الكبرى في بلاده , على خلفية نظام قام على النهب والسرقة ل خيرات الشعوب , كثيرة هي الأمور المعقدة التي يعيشها النظام الأمريكي بوش بتسلطه وعقله المريض  رحل بحذاءين , كان رجل رديئا بكل شيء  أما أمريكا فهي بلد متطور يعتني برفاهية شعبه مهتم بالأبحاث العلمية ولكنها على حسابنا أيضا حيث تسرق كفاءاتنا إلى بلادها

لافا خالد: ما الفرق بين الحكام العرب الذين يظلمون شعوبهم وبين حاكم على شاكلة بوش ؟

ج: انتبهي حكام أمريكا لا يظلمون شعوبهم هم يستبدون بالشعوب الأخرى , أما الحكام العرب فهم يظلمون على قدم وساق,  وهذه الشعوب لم تختار قياداتها ’ هي أنظمة تسللت من السطوح والشعوب دوما تختار الأصلح , هم فاسدين بأغلبيتهم فرضوا وجودهم بقوة السلاح والعدو الإسرائيلي موجود ليحميهم , انظري يسلحون أنفسهم ضد شعوبهم ولم يتجرأو الوقوف بوجه إسرائيل ذات مرة

لافا خالد: كيف يمكن لهذه الدكتاتوريات أن تنتهي ؟

ج: أنا دعيت إلى ثورة ضد هذه الدكتاتوريات بثورات داخلية , قبل أن نحارب إسرائيل فلنرتب بيتنا الداخلي

لافا خالد : ألا تخشى الاعتقال بهكذا تصريحات ؟

ج:لا أخشى أحدا , لا احد يستطيع اعتقال احد,  النظام الذي يعتقل الحق هو نظام مقهور

 تصريحات مثيرة في متناقضات الحياة

لافا خالد: هل تؤمن بالحياة بعد الموت ؟

ج: لم يذهب احد ورجع وقال لي ماذا حدث هناك , لم أفكر بهذا الأمر كثيرا عقلي متجه نحو العقل الكوني

لافا خالد: لما لم تتوجه للفكر الديني على خلفية خط العائلة ؟

ج:لأني لم انفتح على أي فكر غير أحاسيسي ومشاعري

لافا خالد: ولكنك بذلك تعارض ما نزله الله من كتب سماوية ؟

ج: لا اعرف إن كان الله هو من نزلها أم احد آخر كتبها ؟ الديانات هي نتيجة تراكمية مأخوذة من بعضها,  والإنسان دوما يبحث في ثقافة الطبيعة والموت القاهر الذي يأتي رغما هو يحاول أن يبحث عن الإله الأوحد في لحظات ضعفه , يبحث عن هذه القوة الخارقة التي تتحكم به

لافا خالد: هل من الممكن أن تراجع نفسك بهذه القناعات وتغيرها في وقت ما ؟

ج: عندي استعداد  لتقبل أي فكر قائم على المنطق والحقيقة , اتفق تماما أن الأديان هي رادع أخلاقي لئلا ينهش الإنسان بنزعته الحيوانية  أخاه الإنسان

لافا خالد: ألا تؤمن بهذه القوة الإلهية الخارقة التي تضعنا أما مفترق طرق مسير أو مخير ؟

ج: كل شيء اكبر منا , وبما لأننا لم نختار أي شيء كالموت والحياة فعلينا أن نرضى بما هو موروث لنا

لافا خالد : هل أنت متفائل ؟

ج: أنا متشائل !

ابحث عن عروس وهذه مواصفاتها

لافا خالد: هل من أحداث عشتها و غيرت مجرى حياتك وأثرت فيك كثيرا ؟

ج: على الصعيد الشخصي كل ما تكلمته وما مثلته هي أشياء أثرت فيني وبتكويني الشخصي,  أنا مررت بكل المحطات فيها الصعود والهبوط والفرح والمرارة والصدمات والنكبات , لا أحب الظلم والقهر والخنوع أحب أن يكون الإنسان سليما معافى,  كرامته محفوظة , أحبه أن يكون شريفا شجاعا لا يخاف قول الحق يكره الكذب أحب الشجاع الذي يقدم نفسه حتى لو ذهب للجحيم والشعوب التي وصلت للقمة مرت بمجازر كثيرة و التاريخ يشهد  بأحداث كثيرة ,وحتى يحرر الإنسان نفسه ويمتلك مقدراته عليه أن يضحي

لافا خالد: هل تقول للناس انك كردي ؟

ج: نعم أنا كردي واعتز بنسبي , الكرد شعب عريق له لغته وثقافته وله حضارة ولغة وتعرض لمظالم عبر التاريخ ومن حقه أن يحيا بحرية وكرامة

لافا خالد: هل لديك أولاد ؟

ج: نعم لدي صبية تعيش في هولندا اسمها ” ليزا”

لافا خالد: ماذا عن حياتك الأسرية ؟

ج: أنا رجل تزوج بهولندية و ثلاث سوريات واحدة ماتت بحادث سيارة واثنتين انتهت  بالانفصال  وزوجتي الأخيرة طلقتها بعد زواج استمر 18 عاما آلمتني كثيرا تلك التجربة التي أضاعت زمنا من عمري هدرا , كان زواجا أشبه بشجرة يابسة لو زرعت من حينها شجرة لكنت أثمرت

لافا خالد: هل تفكر بالزواج مرة أخرى ؟

ج: نعم أفكر بجدية

لافا خالد: هل من مواصفات تبحث عنها ؟

ج: لا يوجد عندي مقياس وشروط معينة , لا يهمني لونها ودينها وعرقها , المهم أن اقبلها وتقبلني

كلمة لجمهورك

أقول لهم:  شكرا لكل من أحب خالد تاجا واعتذر لكل من لم استطع بان اجعله يحبني

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ألمانيا- إيسن – في حدث أدبي يثري المكتبة الكردية، صدرت حديثاً رواية “Piştî Çi? (بعد.. ماذا؟)” للكاتب الكردي عباس عباس، أحد أصحاب الأقلام في مجال الأدب الكردي منذ السبعينيات. الرواية صدرت في قامشلي وهي مكتوبة باللغة الكردية الأم، تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وبطباعة أنيقة وغلاف جميل وسميك، وقدّم لها الناقد برزو محمود بمقدمة…

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…