ولكن التمتع بمثل هذه ” المواهب ” تستلزم دربة ومعايشة ومتابعة ثقافية وغيرها خاصة خاصة! لا أشك أن ابراهيم يوسف بأكاذيبه التي لا تتوقف ولن تتوقف، لأن ابراهيم يوسف هو ابراهيم يوسف، ولعله سيبقى ابراهيم يوسف وهو المتنقل بين الأمكنة برغبة ومن دون رغبة، ولا يعلَم أحد الآن تماماً، أي أكاذيب ستضاف إلى أكاذيبه المنشورة وتلك التي تنتظر النشر، أو تكون قيد النشر” على الدور “، خصوصاً بعد انتقاله ” هجرته ” إلى المانيا ” في مدينة إيسن المتهضبة التي أعرفها جيداً نسبياً “، ووعوده مع نفسه ومخططه الداخل في حمَى أكاذيب لا أحد يعلم بحدودها وفي نطاق أوربي وأكثر راهناً، لا شك أنه في كل ما تقدم، يثير وسيثير حفيظة الكثيرين، حتى وهو يأتي على مدحهم أحياناً، أو على ذكرهم بود معين، لأن الذي يرد في السياق هو أن ابراهيم يوسف لديه ما ليس لدى غيره، وأن ما يكتبه على الورق الضوئي يقلق و” يزعج ” كثيرين من كرده وربما غيرهم ..
من جهتي وأنا أتوقف عند هذه الأكاذيب ولو على سبيل الإشارة، أقول: لقد بات ابراهيم يوسف” رغم كل ما يمكن إثارته بصدد ” أكاذيبه ” هذه “، بات علامة في الثقافة الكردية وفي التاريخ الكردي وهو بهذا التنوع الأكاذيبي، وأن ما يثيره في كتاباته يمثّل علامة حية ومؤثرة يفتَقد إليها بأكثر من معنى في الثقافة الكردية، وأن الرجل فيما عاناه ويعانيه، من الطبيعي جداً أن يختصم معه كثيرون أو يشقون عنه لا بل ويثيرون حوله لغطاً، وهو في هذا التنوع الذي لا أعتقده حلية أي كان، أي كان دون استثناء، ولعله دفع ولا زال يدفع الثمن غالياً في صحته وفيما عرِف به شاعراً وكاتباً وصحفياً خاصاً، ولا ينفك يذكّر أنه مستمر في الطريق الذي سلكه منذ أكثر من أربعة عقود زمنية، وكونه يميط اللثام عن أمور كثيرة وأشخاص أحياء وآخرين رحلوا أو ماتوا.
لكم أستمتع بقراءة أكاذيب ابراهيم يوسف، فاحرصوا يا كرد السياسة والثقافة والالتفافات الخاصة والاجتماعات الخاصة، احرصوا على رجل لا يكف عن سرد الأكاذيب التي يصعب الرد عليها باعتبارها أكاذيب دامغة، احرصوا عليه ليستمر في أكاذيبه، إذ مهما كان الخلاف أو الاختلاف معه، يستحيل ومنذ سنوات وسنوات تصور الكردية قبل كل شيء دون التفكير في رجل لما يزل ينام واقفاً، ويحترق واقفاً ويستقطب الكردي وغير الكردي، تصوروا الكردية كثقافة وكعلاقات تجمع بين النقيض ونقيضه بهذه القدرة والجلَد والمجابهة والمعاندة من خلاله، وهو في تعدد أدوائه، وهي من خصال خاصة جداً، هو: ابراهيم يوسف فقط .
م: لا أظن أنني مدحت ابراهيم يوسف، ولن أمدحه، هو أو غيره، فيما ذكرت ونوّهت إليه، سوى أن الذي سطّرته يخص واقعة تاريخية واجتماعية وسياسية وثقافية كردية قبل كل شيء، وما قام ويقوم به ابراهيم يوسف ويدونه ربما يختلَف على صيغته، سوى أن الأمر الوحيد الذي يستحيل نفيه هو أن المأتي على ذكره ينتمي إلى ما كان وما يمكن أن يكون، وقد أشرت إليه بطريقتي هذه التي لا بد أنها ستثير حفيظة وربما ” متعة ” كثيرين، سوى أنني أطالب هؤلاء قائلاً: إذا كان لديكم ما لدى ابراهيم يوسف من أكاذيب مماثلة فهاتوها خدمة لثقافة لما تزل تبحث عن مستقر أغنى لها، تفضلوا، فالطريق سالك ولكنه ” مراقَب “، فهو غير متاح لأي كان، هاتوها كي نتداوى قليلاً بعقاركم الأكاذيبي ونخفف وطأة ” الصّدْقات ” المطحلبة والنافقة ….!