زمن الأحياء الأموات

فواز أوسي
إذا رأيت َ الناس يسيرون في الشوارع
شاردِ الأذهان……..
وإذا أصبح رغيف الخبز 
ليس بالإمكان……
ولم يعد الأطفال يسمعون
من الجدات قصص
كان يا مكان…
فاعلم أنك في زمن ؟!
الأحياء الأموات
إذا رأيت البراءة تحمل السلاح
وتشرب الأزهار دماً..
مِلءْ الأقداح
ويحتار المفكر بين المباح واللامباح 
فاعلم أنك في زمن .. 
الأحياء الأموات
إذا رأيت طفلاً ينظر 
إلى حقيبة سفر أبيه …
ويقول لا تسافر.. مِلءْ فيه
ويعدد أنواع الأسلحة أكثر 
من الواجب
فاعلم أنك في عالم 
الأحياء الأموات ………
إذا غزا الشيبُ رأس الشباب
وأصبح للمنزل الواحد ألف باب
وكثرت عند أولياء الأمور أساليب العذاب
فاعلم أنك في زمن الأحياء الأموات
إذا باع الشباب أحلام أعراسهم 
وأخذوا بها ثمن سفينة تشحنهم
لقبورهم…
وإلى حيث هوانهم
فاعلم أنك في زمن 
الأحياء الأموات ؟!
 قامشلو 15/10/2014

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف

إلى أنيس حنا مديواية ذي المئة سنة صاحب أقدم مكتبة في الجزيرة

 

ننتمي إلى ذلك الجيل الذي كانت فيه الكتابة أمضى من السيف، لا بل كانت السيف ذاته. لم تكن ترفاً، ولا وسيلة للتسلية، بل كانت فعلاً وجودياً، حاسماً، مزلزلاً. فما إن يُنشر كتاب، أو بحث، أو مقال مهم لأحد الأسماء، حتى نبادر إلى قراءته، ونتناقش فيه…

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “مزامير التجانيّ” للجزائريّ محمد فتيلينه الذي يقدّم عملاً سردياً معقّداً وشاسعاً يتوزّع على خمسة أجزاء، تحمل عناوين دالّة: “مرزوق بن حمو، العتمة والنور، الزبد والبحر، الليل والنهار، عودٌ على بدء. “.

في رحلة البحث عن الملاذ وعن طريق الحرية، تتقاطع مصائر العديد من الشخوص الروائية داخل عوالم رواية “مزامير التجاني”،…

الترجمة عن الكردية : إبراهيم محمود

تقديم : البارحة اتحاد الكتاب الكُرد- دهوك، الثلاثاء، 8-4- 2025، والساعة الخامسة، كانت أربعينية الكاتبة والشاعرة الكردية ” ديا جوان ” التي رحلت في ” 26 شباط 2025 ” حيث احتفي بها رسمياً وشعبياً، وبهذه المناسبة وزّع ديوانها: زكاة الحب Zikata evînê، الصادر عن مركز ” خاني “للثقافة والإعلام، دهوك،…

فواز عبدي

 

في نقّارة، قريتي العالقة في زاوية القلب كقصيدة تنتظر إنهاء قافيتها، لم يكن العيد يأتي… بل كان يستيقظ. ينفض الغبار عن روحه، يتسلل من التنّور، من رائحة الطحين والرماد، من ضحكةٍ انبعثت ذات فجرٍ دافئ ولم تعد ، من ذاكرة عمّتي نوره التي كانت كلما نفخت على الجمر اشتعلت معها الذكريات..

تنّورها الطيني الكبير، ذاك…