الكُردي بين الشيء واللاشيء

 ابراهيم محمود  

  
إلى د. أحمد خليل : المقاومة نثراً، المقاومة
شعراً 
  
الشيء شيءٌ إن أريدَ به دقيقَ مساره ومضائه 
ومثال ذلك حينما يتألق الكردي في أنحائه 
والشيء شيء إن تناهى عالياً بوضوحه 
ومثال ذلك عندما يتنور الكردي ملء فضائه 
والشيء شيء في امتزاج جلائه وخفائه 
ومثال ذلك في لقا الكردي حد جلائه وخفائه
والشيء شيء إن أطل بسرّه المكنون في مضمونه 
ومثال ذلك ساعة الكردي يشرق طوع جغرافْيائه 
والشيء شيء إن تراءى الشيء كشفاً للحساب
وصحوة 
ومثال ذلك لحظة الكردي يولد من حريق فنائه 
والشيء شيء ليس يرجو غيره في منتهى حالاته 
والشيء شيء إن أحيط به بكامل مده ومداده ونقائه 
ومثال ذلك إن مضى الكردي مأخوذاً بوثبة روحه 
ومثال ذلك إن مضى الكردي صحبة أرضه وسمائه 
ومثال ذلك إن نأى الكردي عما تزدريه روحه 
ومثال ذلك إن سما الكردي ملتحفاً بظل لوائه 
والشيء فلسفة لشيء ليس كلَّ الشيء فيما
يُحتذى 
ومثال ذلك إن رأى الكردي ذاته وهْو دون كسائه 
والشيء شيء إن جلاه العلْم في المفهوم ثم مضى
به 
فالشيء أكبر من جلاء العلم  نخب نمائه 
ومثال ذلك لحظة الكردي يمضي باسمه 
لكنَّ لاسمه فتنة تقصيه عن سيمائه 
والشيء شيء  في مدار الروح شيء لا يكف عن الحضور 
وليس وجه غيابه إلا تجلي الروح في عليائه 
ومثال ذلك حينما الكردي يغفو في خضمّ جراحه 
ومثال ذلك حينما الكردي يضحك وهو نهب عرائه 
والشيء ليس كأي شيء من وجوه عدة 
ومثال ذلك حينما الكردي  يسبح في وجوه هبائه 
والشيء شيء إن تسامى معْلماً 
ومثال ذلك عندما يتوهج الكردي في إنشائه 
والشيء شيء إن تجذر ظله 
ومثال ذلك حينما الكردي يصبح مرتقى عليائه 
الشيء معنى أولاً: 
يتوسل المعنى إليه، وثانياً: 
لا شيء كالمعنى يهز شباكه المفتوح صبح مسائه 
والشيء حالات وأحوال وهيئات لأرواح وأرواحٍ 
تسمّي ذاتها عبر احتدام الوقت في أنحائه 
والشيء بدءٌ افتراضيٌّ ومختتمٌ يؤاسي الحرف 
في صولاته كي يُسمِع الموجود بعض ندائه 
الشيء يعلِم ثم يفهِم ثم يبرِم عقده 
ومثال ذلك عندما الكردي يصعد في زلال غنائه 
من ها هنا في الوسع تهجئة المدى المجديّ 
حيث الشيء أصل للوجود وملتقى أضوائه 
والشيء أصل عبر أصل الشيء تشتبك المعاني 
مثلما الكردي يمضي دافق الخطوات مشدوداً إلى
أسمائه 
والشيء يحدث أن يكون خلافه، الشيء نفي الشيء
لوناً في أصول أصوله 
ومثال ذلك إن بدا الكردي مفجوعاً ومشدوداً
إلى أشلائه 
والشيء عكس الشيء إن عصفت به لغةٌ وأضحى
ضاوياً 
ومثال ذلك الكردي وهو أسير كل جهاته معطوفاً
على أنوائه 
والشيء نهي الشيء إن لفظته مرآة وبات يتيم
لفظه ذاهلاً عن شيئه 
ومثال ذلك الكردي وهو طريد حدوده وحدوده
تلفظه إلى أعدائه 
والشيء كيد الشيء إن عبثت به أرجاؤه 
ونظيره الكردي وهو رهينة روحه فالروح سمْت
شقائه 
والاسم بين الشيء واللاشيء معضلة اللغات وجورها 
والاسم معضلة بمفردها إذا الكردي سمّى حده في
العصف من ظلمائه 
والحد مختلَف عليه لدى سواه في امتداد علومه 
لا حد للكردي بين الشيء واللاشيء فهو طريدة
ناره وهوائه 
ما أفجع الكردي بين الشيء واللاشيء فيما كانه
ويكونه 
في الفسحة الصماء بين الشيء واللاشيء نهر
دمائه 
الشيء أبعد من نطاق الشيء أقرب في المثال
الحي 
حين يبارَك الكردي بالكردي حيث الشيء يسطع في
مدى أصدائه 
والشيء يدرَك عكس ما يدنيه أو يرجوه في
مستَله 
 فيما
إذا الكردي يخفق في رواية اسمه وأدائه 
ويجاهد الكردي بين الشيء واللاشيء منقسم
المدى 
ويتيه في المعنى ويأخذه المدى نفياً إلى
بيدائه 
وتمزق الكردي بين الشيء واللاشيء طعنة مائه 
ويشده قحط إلى موت زؤام إذ يضام بمائه 
وتروّع الكردي بين واللاشيء حيرة صوته 
ويغور فيه الصوت ألسنة اللظى تمتد في أحشائه 
ما أشكل الكردي بين الشيء واللاشيء حيلة أعصر 
أمم تقاضيه لغات تستعين ببعضها سعياً إلى
إنهائه 
ما أفجع الكردي بين الشيء واللاشيء حياً أو
فميتاً 
لا مكان يضمه ليظل في متتاليات حروبه كالتائه 
من ها هنا الكردي  بؤس الاسم في متحصَّل 
ما بين سخْف الشيء واللاشيء حامل دائه 
  
دهوك 5 تشرين الثاني 2014 
  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

كانت الورشة ساكنة، تشبه لحظة ما قبل العاصفة.

الضوء الأصفر المنبعث من المصباح الوحيد ينساب بخجل على ملامح رجلٍ أنهكه الشغف أكثر مما أنهكته الحياة. أمامه قالب معدني ينتظر أن يُسكب فيه الحلم، وأكواب وأدوات تتناثر كأنها جنود في معركة صامتة.

مدّ يده إلى البيدون الأول، حمله على كتفه بقوة، وسكبه في القالب كمن يسكب روحه…

صدر حديثاً عن منشورات رامينا في لندن كتاب “كلّ الأشياء تخلو من الفلسفة” للكاتب والباحث العراقيّ مشهد العلّاف الذي يستعيد معنى الفلسفة في أصلها الأعمق، باعتبارها يقظةً داخل العيش، واصغاءً إلى ما يتسرّب من صمت الوجود.

في هذا الكتاب تتقدّم الفلسفة كأثرٍ للحياة أكثر مما هي تأمّل فيها، وكأنّ الكاتب يعيد تعريفها من خلال تجربته الشخصية…

غريب ملا زلال

بعد إنقطاع طويل دام عقدين من الزمن تقريباً عاد التشكيلي إبراهيم بريمو إلى الساحة الفنية، ولكن هذه المرة بلغة مغايرة تماماً.

ولعل سبب غيابه يعود إلى أمرين كما يقول في أحد أحاديثه، الأول كونه إتجه إلى التصميم الإعلاني وغرق فيه، والثاني كون الساحة التشكيلية السورية كانت ممتلئة بالكثير من اللغط الفني.

وبعد صيام دام طويلاً…

ياسر بادلي

في عمله الروائي “قلعة الملح”، يسلّط الكاتب السوري ثائر الناشف الضوء على واحدة من أعقد الإشكاليات التي تواجه اللاجئ الشرق أوسطي في أوروبا: الهوية، والاندماج، وصراع الانتماء. بأسلوب سردي يزاوج بين التوثيق والرمزية، يغوص الناشف في تفاصيل الاغتراب النفسي والوجودي للاجئ، واضعًا القارئ أمام مرآة تعكس هشاشة الإنسان في مواجهة مجتمعات جديدة بثقافات مغايرة،…