حين يرثي النّثر سيّده… إلى سيدايي كلش


 إبراهيم اليوسف

كأنّك تمرّ
كأنّك تمرّ للتوّ
التلويحة الزّرقاء
لا ترتمي  برنينها في الشّارع الطويل
يوازيه اللّهاث مختصراً
الكلام المتأهّب في دورة الكوكب
معلّقاً فاكهته على مشجب النّار
عقد الصور

تفوح برائحة الذّروة
ضحكة الأنثى على باب القصيدة
بين يديّ شاعرها
كأنّه يمرّ
حيث دأبه في حيرة الاسم
حباريه في الحبر
لاتقرأ خبر الصباح
أوّاه…….
لما لا تصدّق الأذن’
لا تصدّق القصيدة’ 
لا أصدّق
كانت المدينة
تواظب على ثمالة الحزن في فنجانها…
تستشير الهواء في أمور لا تحتمل
خبر ليس أكيداً
توقظ مهاميزه الأشجار
تفكّ جدائلها الخضراء
على كتف الهواء
تستعيد القصيدة
لم تكتمل
مفتوحة على وجه أنثى
ينبوع
وخطى وسفح
أوّاه…….كأنّه يمرّ سريعاً
ولا وقت لأستحضر أثافي الرّثاء
لا وقت لأعلّق صورة أخرى
على حائط القلب
كأنّه الشّاعر نفسه
البيت الطينيّ نفسه
يفوح برائحة أصابعك
الأوراق
الرّيشة
الدكتيلو
الكمبيوتر
الأوراق
رسالة الأنثى
 القصيدة تنفخ فيها الرّوح
الجريدة الحزبيّة
المسجّل الصغير و صوت المغني
كلّ ذلك يمرّ …يمرّ
صورة هولير و الإغماضة الأخيرة
الدّيوان المخبّأ تحت المخدّة
تلك الضّفيرة الذّهبية
الحنان المغتال في مظانه
عريّ الطفولة
رائحة الخبز في استدارته
واللّعاب الكثير
قطيع الخراف
أوتار الطنبور
البرد الذي يحتال على الموقد الحطبيّ
حيث سياطه الأكيدة
صور القادة
الشعراء و أوسمتهم
واحداً.. واحداً..
يكسرون وحدة الغرفة
طفلة الشهيد واقفة أمام صورته
العسس الذين تتتالى خفاراتهم
رنين المكالمة الأخيرة
وعتاب أخفّ من عتاب أب
 كي تستوي أباً من حنوّ وريحان…
قرى الغضار
هساري
قامشلو
آمد
هولير والإ غماضة الأخيرة
كأنّني لن أرثيك
كأن النثر يخذل الشعر
كأنك تمرّ.. ترمح في اللّحظة أبهى
تغذّ الخطا إلى
رافلاً في الأبجدية الممنوعة
تسوّي مرايا الطفولة
 تلثغ بالوميض السريّ
اقرأ
كي تردّد الجمهرة
تلك لغتك وديعة الشّاعر
تلقيها على برودة الطاولة
حين لا يسهو المخبرون
حين لا تنام المدينة
حين لا يخفت العويل
حين لا يختصر الليل في صحن صغير
حين تترك الظلّ في خزانة البيت
القصيدة في ماء الحلم
رائحة أصابعك في أصابعي—-!
………………………………….

كأنّك تستغرق في القصيدة أكثر
كأنّك لا تروح بعيداً
كأنّك تجلس قبالة هذي الدّموع
لا تكتفي بباقة يتيمة
لتكمل عنّي ما لا أبوح
تساررني عن أشياء كثيرة
وطن مع وقف الهواء.. والرّاية
بوّابة في مهبّ خطا الخوف
أفق تحرسه مواعد أكيدة
فرح مغميّ عليه
شاعر مع وقف الكلام..
ربيع في أوج أشجاره
نوروز أخير في أوج القبلات
يقين ينهض عن إزاره الغبار
يسنّ شرائعه الجّديدة
لا بدّ لنا من حصة
 يرتفع صوت الشاعر
ما أشسع الخريطة…..!
وذراعاي تحزّمان ما أمكن من أفق
كأنّما استعرت  في مرجلي القصيدة
هوذا قرب أساه
 وأسمائه…..!
قرب حلمه لا يغمض العينين
لا يغمض الأسئلة
هو ذا أنا
 تذوب المسافة في المسافة
الحبر قرب القصيدة
ألتقط الصّوت من الأرومة
تتناهبه المرايا عارمةً
لا تخطأ الخريطة
كحل عينيّ الحبيبة
في قبلتها قبل قليل
سكّر الملّذة
الجهات المبعثرة
كأنّك لا تهدأ في الصّورة
يدلي بها الجدار
تقود وعول وقتك إلى القصيدة
كأنّك لا تضلّ إلى الأصدقاء
في عناوينهم الناقصة
عربات اللهاث
فأل الحبر وأزيز الشّهوة
يغزل قميص الأوقات
هكذا الشاعر في موجز خطاه وخطئه..
يترك كلّ ذلك
التلويحة والأهلين
الوردة المترمّلة
ماء الصلاة الفاره
كرز القبلة المنتظر
نون الأوان
كي تبقى واقفاً
واقفاً
في أعلى ذراري القصيدة………….!

*كتب النص بمناسبة أربعين رحيل الشاعر ولم تتم قراءته آنذاك.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبد الستار نورعلي

أصدر الأديب والباحث د. مؤيد عبد الستار المقيم في السويد قصة (تسفير) تحت مسمى ((قصة))، وقد نشرت أول مرة ضمن مجموعة قصصية تحمل هذا العنوان عن دار فيشون ميديا/السويد/ضمن منشورات المركز الثقافي العراقي في السويد التابع لوزارة الثقافة العراقية عام 2014 بـحوالي 50 صفحة، وأعاد طبعها منفردة في كتاب خاص من منشورات دار…

فدوى كيلاني

ليس صحيحًا أن مدينتنا هي الأجمل على وجه الأرض، ولا أن شوارعها هي الأوسع وأهلها هم الألطف والأنبل. الحقيقة أن كل منا يشعر بوطنه وكأنه الأعظم والأجمل لأنه يحمل بداخله ذكريات لا يمكن محوها. كل واحد منا يرى وطنه من خلال عدسة مشاعره، كما يرى ابن السهول الخضراء قريته كأنها قطعة من الجنة، وكما…

إبراهيم سمو

فتحت عيوني على وجه شفوق، على عواطف دافئة مدرارة، ومدارك مستوعبة رحيبة مدارية.

كل شيء في هذي ال “جميلة”؛ طيبةُ قلبها، بهاء حديثها، حبها لمن حولها، ترفعها عن الدخول في مهاترات باهتة، وسائر قيامها وقعودها في العمل والقول والسلوك، كان جميلا لا يقود سوى الى مآثر إنسانية حميدة.

جميلتنا جميلة؛ اعني جموكي، غابت قبيل أسابيع بهدوء،…

عن دار النخبة العربية للطباعة والتوزيع والنشر في القاهرة بمصر صدرت حديثا “وردة لخصلة الحُب” المجموعة الشعرية الحادية عشرة للشاعر السوري كمال جمال بك، متوجة بلوحة غلاف من الفنان خليل عبد القادر المقيم في ألمانيا.

وعلى 111 توزعت 46 قصيدة متنوعة التشكيلات الفنية والجمالية، ومتعددة المعاني والدلالات، بخيط الحب الذي انسحب من عنوان المجموعة مرورا بعتبة…