إليكِ.

كيفهات أسعد
تعاستي واضحة في جليد هذا الشمال.
تشبه لوحة زيتية فاشلة لفنانة مبتدئة،
وهي تزينها بإطار من ذهب أو خشب الأكاسيا.
تعاستي واضحة مثل ثلج هذا الشمال، 
حين أبحث فيه عن حب أحمر بلون العشق الدافيء،
حين تطقطق لغتي الكسيرة كماء متجمد تحت قدمي، وأنا أكتب عنها. 
تقول لي الحياة لاتبتعد كثيراً في أحلامك الدافئة . 
مضت الأيام بخفةٍ، 
وأنا أراقب انكساراتي، تاركاً خلفي. 
قلبي الطيب، 
وبعض الشيب في ماتبقى من شعري، 
وذكريات لأصحابٍ كانوا معي هنا،
حين كان جيبي الأيسر منتفخاً بالهدايا،
وجيبي الأيمن مرسوم عليه نوع الراتب الذي يحلمون به.
لم ألتفت للذين رحلوا، ولن أفعل كذلك.
لن أندم يوماً لأنني كنتُ سنداً لهم. 
أو كأس خمر 
أو نباح كلب، 
أو عويل ذئب، 
أم حمحمة ثور، 
ولن ألتفت إلى الذين كانوا يأخذوني نداً، أو بوماً، أو حتى صرصوراً. 
لم أفتعل عداواتٍ، وإن جاء من يفتعلها، كنت أؤجلها إلى لاحق الأيام.
تعاستي واضحة، وأنا أحاول أن أخفي من صورة إشعاع (الطبقي المحوري)، اسمها ـ  
وهو موسوم على كل مسامات جسدي،
وحين ارتفع مع السكر في الدم، لم يكُ مرضاً؛ كانت هي تسري في دمي، وتزاحم نبضي، وقبل نهاية العام ستكون نهاية كتاباتي.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

قصة: مشعل تمو
ترجمة: ماهين شيخاني

في تلك الغرفة الواسعة , المترامية الأطراف ، كان الضابط يخطو جيئة وذهابا , ومابين كل خطوتين , بثني ركبته اليمنى ويداه متشابكتان , تهتزان خلف ظهره ، ودون أن ينظر إليَّ قال:
– نعلم ماذا تفعلون و ماذا تكتبون ! إذاكان رأسك صلداً فقد كسرنا روؤس أقسى ! إذاكنت عنيداً فنحن…

فراس حج محمد| فلسطين

هذه الرواية من الروايات القليلة التي لم أندم أنني قرأتها، وأنفقت في الاستمتاع بها يومين كاملين، فعلى الرغم من متنها الممتد لأكثر من (350) صفحة، إلا أنها دفعتني للقراءة دون توقف بنسخة إلكترونية، هذا لم يحدث معي سوى في كتب قليلة جداً، أعادتني “صلاة القلق” إلى نفسي قارئا نهماً، قبل أن تصيبني…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

عِلْمُ المَنْطِقِ هُوَ عِلْمٌ يَبْحَثُ في القواعدِ والأُسُسِ التي تُنظِّم التفكيرَ الصحيح ، وتُميِّز بَيْنَ الاستدلالِ السليمِ والاستدلالِ الخاطئ . وَهَذا العِلْمُ آلةٌ قانونية تَحْمِي الذِّهْنَ مِنَ الخَطأ في الفِكْرِ .

يُعْتَبَرُ الفَيلسوفُ اليوناني أَرِسْطُو طاليس ( 384 ق. م _ 322 ق.م ) مُؤسِّسَ عِلْمِ المَنْطِقِ . وَهُوَ…

ماهين شيخاني

قيل إن المخيم لم يُبنَ على أرضٍ عادية، بل على فراغٍ قديم ابتلع قرى وذاكرات.

من يعبر بوابته لا يعود كما كان؛ فالزمن هناك يسير مكسورا، والساعات المعلقة على جدران الخيم لا تعطي التوقيت ذاته، وكأن كل خيمة تعيش في ساعة مختلفة. بعض الناس فقدوا أسماءهم، وآخرون استعاروا أسماء غيرهم. وفي مساءٍ لم يُعرف تاريخه،…