إليكِ.

كيفهات أسعد
تعاستي واضحة في جليد هذا الشمال.
تشبه لوحة زيتية فاشلة لفنانة مبتدئة،
وهي تزينها بإطار من ذهب أو خشب الأكاسيا.
تعاستي واضحة مثل ثلج هذا الشمال، 
حين أبحث فيه عن حب أحمر بلون العشق الدافيء،
حين تطقطق لغتي الكسيرة كماء متجمد تحت قدمي، وأنا أكتب عنها. 
تقول لي الحياة لاتبتعد كثيراً في أحلامك الدافئة . 
مضت الأيام بخفةٍ، 
وأنا أراقب انكساراتي، تاركاً خلفي. 
قلبي الطيب، 
وبعض الشيب في ماتبقى من شعري، 
وذكريات لأصحابٍ كانوا معي هنا،
حين كان جيبي الأيسر منتفخاً بالهدايا،
وجيبي الأيمن مرسوم عليه نوع الراتب الذي يحلمون به.
لم ألتفت للذين رحلوا، ولن أفعل كذلك.
لن أندم يوماً لأنني كنتُ سنداً لهم. 
أو كأس خمر 
أو نباح كلب، 
أو عويل ذئب، 
أم حمحمة ثور، 
ولن ألتفت إلى الذين كانوا يأخذوني نداً، أو بوماً، أو حتى صرصوراً. 
لم أفتعل عداواتٍ، وإن جاء من يفتعلها، كنت أؤجلها إلى لاحق الأيام.
تعاستي واضحة، وأنا أحاول أن أخفي من صورة إشعاع (الطبقي المحوري)، اسمها ـ  
وهو موسوم على كل مسامات جسدي،
وحين ارتفع مع السكر في الدم، لم يكُ مرضاً؛ كانت هي تسري في دمي، وتزاحم نبضي، وقبل نهاية العام ستكون نهاية كتاباتي.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…