الآثار الإسلامية في الجزيرة العليا في ندوة لجمعية سوبارتو في قامشلو

عرض وتقديم: سيامند إبراهيم

بحضور لفيف من المثقفين والسياسيين شارك الأستاذين  فهد حسين وياسر عبدو في تقديم محاضرة عن تاريخ الجزيرة في قاعة المجلس الوطني الكردي السوري في قامشلو. في البداية عرف الجزيرة بأنها واحدة من الأقاليم الجغرافية التي استوطنها الإنسان منذ العصور القديمة, وهي تشكل قسماً من الجزء الشمالي من بلاد الرافدين / ميزوبوتاميا/ أي الأراضي الواقعة بين نهري دجلة والفرات. وقال : يطلق عليها بالرغم من أنها ليست جزيرة بالمعنى الجغرافي وقد ورد ذكرها في المراجع الجغرافية والتاريخية تحت اسم إقليم الجزيرة في أعمال المقدسي وياقوت الحموي .. وعرج على الجغرافيين الذين ذكروا الجزيرة في رحلاتهم كياقوت الحموي الذي قال عنها: هي التي بين دجلة والفرات ومجاورة الشام وهي واسعة الخيرات بها مدن جليلة وحصون وقلاع كثيرة… ومن أهم مدنها حران, الرها, الرقة, رأس العين, نصيبين, ماردين .
وبين أنه مما سبق أن الجزيرة موزعة بين ثلاث دول هي (سوريا, العراق, تركيا) ونوه أنه ما يهمنا في هذا البحث هو محافظة الحسكة التي تبلغ مساحتها300 23 كم مربع… وعرج على ذكر تلال الجزيرة التي اكتشفت مثل ( تل حلف, تل بيدر, تل موزان, وجاغر بازار وليلان وتل بري وتل حمدي. ثم دخل في تاريخ الجزيرة في العصور الإسلامية حيث قال :” إن الإسلام دخل فيها سنة 17 – 638 م على يد عياض بن غنم خلال خلافة عمر بن الخطاب, ثم عرج على الجزيرة في العصر العباسي وقال :بأنها كانت تتبع الرقة كان جل حكماها من العباسيين ثم ضعفت وتحولت إلى إمارات  استقلت عن الدولة العباسية  (السلاجقة, الزنكيين, الأيوبيين) وهي التي تنتسب إليها العمائر التي هي مبحثنا.

وأهمها قلعة سكر, والجسر الروماني وموقع تننيير, وشرح مواقع العديد من التلال منها قلعة سكرة التي تقع إلى الغرب من الحسكة, ويتم الوصول إلى هذه القلعة عن طريق مغلوجة .
وتوجد في القلعة آثار وبقايا أبراج من الأحجار المحلية. ثم قدم لمحة عن تل تننير الذي يقع على بعد عشرين كليو متراً جنوب شرق الحسكة, هذا وقد عملت بعثة أمريكية في هذا الموقع,  وقد تم التعرف على أثريات تعود إلى تل حلف  أما الفترة المهمة فهي تعود إلى الفترة الإسلامية (الأيوبية)
وذهبا في بحثهما “إلى جسر عين ديوار الأثري أو ما يسمى بالجسر الروماني نسبة إلى طرازها المعماري ذو الأقواس التي كانت معروفة في العصور السابقة للإسلام كالرومانية والبيزنطية حيث استطاع المسلمين بطبيعة الحال اقتباس فن العمارة العديد من الجسور المقوسة الدقيقة, كما شيدوا باستخدام الحجارة والآجر الكثير من الجسور ( باطمان, حصن كيف, وتقع بقايا آثار جسر عين ديوار, وجسر عين ديوار على بعد 7 كم شمال قرية عين ديوار, وهو يبعد عن  نهر دجلة جنوباً 100 متر, وحسب المصادر التاريخية فقد بناه جمال الدين محمد بن علي الأصفهاني وزير قطب الدين صاحب الموصل في عام 559 هجري- 1164 م / الفترة الزنكية”
وشرح عن الركائز الأساسية للجسر, الركيزة الشمالية الجنوبية وذكر بأن القوس الباقي الوحيد هو جميل مستند على ركيزتين شمالية وجنوبية..
وأما الأبراج الفلكية فإنها وزعت على الركيزة الجنوبية للقوس ومن جهة الشرق وعلى الأضلاع الثمانية فقد تم توزيع منحوتات الأبراج الفلكية بمعدل منحوتة لكل ضلع, وهي متسلسلة من اليمين إلى اليسار: وسمى أبراجها (الميزان, السرطان, الجدي المريخ, الأسد الشمس, برج الحوت الزهرة, برج الجوزاء عطارد, الثور القمر, برج القوس,
وفي نهاية المحاضرة أجاب الأستاذان على العديد من الأسئلة التي تعود إلى هذه الموضوع .

 

 


 
 

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إلى أنيس حنا مديواية، ذي المئة سنة، صاحب أقدم مكتبة في الجزيرة
إبراهيم اليوسف

ننتمي إلى ذلك الجيل الذي كانت فيه الكتابة أمضى من السيف، لا، بل كانت السيف ذاته. لم تكن ترفًا، ولا وسيلة للتسلية، بل كانت فعلًا وجوديًا، حاسمًا، مزلزلًا. فما إن يُنشر كتاب، أو بحث، أو مقال مهم لأحد الأسماء، حتى نبادر إلى قراءته،…

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “مزامير التجانيّ” للجزائريّ محمد فتيلينه الذي يقدّم عملاً سردياً معقّداً وشاسعاً يتوزّع على خمسة أجزاء، تحمل عناوين دالّة: “مرزوق بن حمو، العتمة والنور، الزبد والبحر، الليل والنهار، عودٌ على بدء. “.

في رحلة البحث عن الملاذ وعن طريق الحرية، تتقاطع مصائر العديد من الشخوص الروائية داخل عوالم رواية “مزامير التجاني”،…

الترجمة عن الكردية : إبراهيم محمود

تقديم : البارحة اتحاد الكتاب الكُرد- دهوك، الثلاثاء، 8-4- 2025، والساعة الخامسة، كانت أربعينية الكاتبة والشاعرة الكردية ” ديا جوان ” التي رحلت في ” 26 شباط 2025 ” حيث احتفي بها رسمياً وشعبياً، وبهذه المناسبة وزّع ديوانها: زكاة الحب Zikata evînê، الصادر عن مركز ” خاني “للثقافة والإعلام، دهوك،…

فواز عبدي

 

في نقّارة، قريتي العالقة في زاوية القلب كقصيدة تنتظر إنهاء قافيتها، لم يكن العيد يأتي… بل كان يستيقظ. ينفض الغبار عن روحه، يتسلل من التنّور، من رائحة الطحين والرماد، من ضحكةٍ انبعثت ذات فجرٍ دافئ ولم تعد ، من ذاكرة عمّتي نوره التي كانت كلما نفخت على الجمر اشتعلت معها الذكريات..

تنّورها الطيني الكبير، ذاك…