عشقتُ التسكعَ في طرقات المضاءةَ في الليل
والمقاهي وقراءةُ الجرائدْ اليومية عنْ الوطنْ
لَكنني أدمنتُ الجلوس على الأرصفة لساعات
لأراقبَ الناس الذين يترفهونَ بالحرية
آما وطني فهو أيضاً مرفه لكن بالعبودية
وأنتظار الحرية
لقد كَثُرت جلساتي أمامَ العتبات ومراقبة الغدْ
ماذا سيحصل هل ستشهد يوم غد شهيدٌ جديد ؟؟
أين طفولتي يا أبي وضحكاتي القديمة على
أشجار الزيتون ؟؟؟
“””””””””””””””
أنا لا أنام يا أبي حياتي أصبحت سواد
وعبودية لغير إله الواحد
وأنتظار خبر الحرية وسقوط الجلادين
أبي متى تستبدل دموعي الحزينة
بالحرية الأبدية ؟؟؟
“””””””””””””””
حبيبتي هناك …
شعرها يطول ويتساقط
أبتسامتها تختفي يوماً بعد يوم
عطشى للحرية والكرامة
دمعتها لاتُفارق خديها
صوتُ الرُصاص وآنينْ الأُمهات الثكالى
وبكاءْ الأطفال اليتامىَ تزرعُ في نفوسِها
الخوفَ والفزع وتأكل من جسدها النحيل
حتى إنها أصبحت على شكل العظام
لاتقلقِ ياحبيبتي موعدنا أقترب فالحرية
تنادينا إنها ليست ببعيدة وها قد أصبحت
على مقربةٌ منا مع اقترابِ اللقاء ..
“””””””””””””””
وطني …
لقد وضعت يدي على أرصفة الشوارع المنفى
الحنونة كأمي للمغتربين والمهجرين
أقسمتُ بليالي الشتاء الطويلة الباردة
إنني سأنتزع فوهة حريتنا من قلوب الجلادين
وأرسمُ على أجسادهم بالسكين خريطةُ بلادي
وإحدى وعشرين شعاعاً التي ترمز لعلم بلادي
( كــــوردستان )
سوف أقتربُ من وطني وأهبُ مع أول عاصفة
تهبُ على الوطن وأصعدُ إلى المعالي
المطلة على التاريخ لأنادي بالحرية والعزة
سوف أجلسُ مثل الشجرة الأبدية وأراقب متى
الحرية ومتى تنبتُ لنا أهدابٌ جديدة
ودموعٌ جديدة الملونة بالأخضر والأحمر والأصفر..
“””””””””””””””
أُمـــيِ …
دعي جمع الحطب من يديكي التي حفرها الزمان
وجمع المعلومات التي تصلكِ عني كل يوم
وتعالِ لملمِ حُطامي وعِظامي مِن الشوارع
المضائة قبل أن تُطمرُني وأذوبَ مع هباتِ الريح.
“””””””””””””””
أبي . أمي . حبيبتي
هذا القلم وهذه الورقة ستقودني إلى حتفي يوماً ما
لأنهُ لم يترك سجناً إلا وقادني إليه
ولا جلاداً إلا ورأيتُ ظلمه
ولا رصيفاً في المنفى إلا وجعلني أكتبُ عليه
سنوات الحرية المسروقة لوطني الحبيب
((( كوردستان )))