و هذا نص كلمة تنسيقية الحسكة الموحدة راعي المهرجان في يوم الصحافة الكردية
الأخوات العزيزات ..
الأخوة الأفاضل ..
يا أحفاد خاني و الجزيري ..
يا تلامذة جلادت ..
نقف اليوم بفخرنا الكردي لنحتفي بولادة سلطتنا الحرة المتسمدة من الحقيقة و العائدة لها إنها سلطة الصحافة.
إن ما مر به وطننا الكوردي من تقسيم و تدمير و سياسات تنكيل و صهر قومي و تغيير ديمغرافي على مدى عقود من الزمن غُبن فيه شعبنا الكوردي و حُرم من أبسط حقوقه الإنسانية في عيش كريم و مُنعت عنه حقوقه القومية في ممارسة هويته التي ولد بها و عاش بها و يموت بها
ورغم ذلك كله لم تستطع هذه السياسات أن تنال منالها و تحقق مبتغاها لأن الإنسان الكوردي وقف قوياً شامخاً مدافعاً عن كل حقوقه المشروعة و لعل الواجب القومي لمثقفينا كان يطرح و بإلحاح ضرورة خلق حالة و وسيلة لنقل حقائق التاريخ و الواقع عما يمارس بحق شعبهم الصامد فكان لزاماً على المثقف الملتزم (ونؤكد هنا على كلمة –ملتزم-) ألا يبخل بجهد وألا يبتعد قيد أنملة عن النهج الوطني القومي المدافع عن وجوده الأزلي رغم ما ناله من عذابات و سجن و اعتقالات وتصفيات وصلت في كثير من الأحيان إلى تصفيتهم الجسدية كما حدث لشهيد الكلمة الحرة (مشعل التمو) .
في 22 نيسان عام 1898 في مدينة القاهرة، أصدر مقداد مدحت بك بدرخان أول صحيفة كوردية باسم “كوردستان” ليضع بذلك اللبنة الأولى للصحافة الكوردية، والتي تواصلت منذ ذلك الحين برغم المحاولات لوأدها، وقد احتلت جريدة كوردستان مكانة بارزة في تاريخ الصحافة الكوردية لا لكونها أول صحيفة كردية فقط، بل كذلك لما تميزت به من طابع ديمقراطي، ولما عالجت من مواضيع حيوية مختلفة بأسلوب سلس رصين، واختيار أسلوب تبادل الآراء في طرح المواضيع ومعالجتها، وكانت تقدر عاليا” قيمة الثقافة، وتدعو الشباب الكورد إلى التعلم أسوة بالشعوب المجاورة، و دفعت الكورد على التعـلم وحب الوطن، لأن التعلم هو أسـاس تقدم الشـعوب
أيها الضيوف الكرام …
ثورة سورية (عربية و كوردية) تجاوزت عامها الأول و أكثر و لايزال النظام مصراً على المضي في غيه و تنكيله بحق شعبنا بكل أطيافه دون استثناء لأحد أو امتياز لأحد إلا من تخوله نفسه المريضة على محاولة قهر إرادة الحرية و نهج الكرامة
إن المحاولات الرامية لتفكيك الثورة و البدء المبكر في قطف ثمار الثورة لا يخدم ثورتنا التي وصلت إلى مراحلها الدقيقة و التي تتطلب فسحة اكبر من إثارة الإيجابيات و الترفع عن إثارة السلبيات بما يخدم قضية سورية ككل في نيل حريتها و كرامتها و التأكيد على خصوصية القضية الكوردية و حلها حلاً عادلاً على اعتبارها قضية أرض و شعب و لعل الوثيقة الوطنية لحل القضية الكوردية في سورية التي جاءت تصحيحاً للعهد الوطني السوري في استنبول و تأكيداً على أن الكورد في سوريا لا يمكن تجاوزهم بما لا يتعارض مع وحدة سورية .
أيها الأعزاء ..
أيتها العزيزات ..
إن الدور الذي قام به الإعلام الثوري كان الأساس في استمرار الثورة و كان له الدور البارز في بث الحقيقة التي تجري على أرض الثورة فكلنا يعلم أنه و على عقود من حكم نظام البعث في سوريا لم يسمح إلا لمن صفق لهذا النظام و من قال قوله بالوجود الإعلامي فلم توجد محطة تلفزيونية حرة مستقلة ولا إذاعة للحقيقة لكن ومع التطور التقني و الثورة التكنيكية التي اجتاحت الأصقاع من فضاءات أنترنيت و شبكات تواصل اجتماعي و هواتف ذكية و محمولة هُزم هذا النظام في سياساته منذ سنوات قليلة مضت توجت عبر الحملة الوطنية المدافعة عن كيان الثورة والناقلة لحقيقة مجرياتها فما كان لهذا النظام إلا أن دفع بكل إمكاناته للنيل من عاملي هذا المجال حطموا أصابع الصحفيين و الرسامين كما فعلوا بالفنان السوري (علي فرزات) و قاموا باعتقال الكتاب و الصحفيين كما فعلوا بالكاتب (حسين عيسو و شبال ابراهيم و ميرآل بروردا) و وصلوا إلى أدنى درجات الخلق البشري عندما اغتالوا المصور الصحفي (جوان قطنة) و غيرهم الكثيرين .
أيها السادة .. أيتها السيدات
لا يسعنا في نهاية كلمتنا هذه إلا أن نحييكم جميعاً و نشد على أيادي شبابنا الثائر و نقف مفتخرين بمعتقلينا ومطالبين بإطلاق سراحهم الفوري و ندين كل أشكال الانتهاك بحق شعبنا و صحفيينا بشكل خاص .
و نخلد ذكرى شهداءنا الأبطال في كل لحظة نعيشها
عاشت سورية حرة أبية ديمقراطية
المجد للقضية الكوردية شعباً و أرضاً
الوفاء للشهداء ..
التحية المبجلة للصحفيين الأبطال
تنسيقية الحسكة الموحدة
26/4/2012