قصص قصيرة جداً


عمران عزالدين أحمد
Amran-m@scs-net.org

لصوص يحتمون بالمخافر
اللص الذي اتخذ من سطح المخفر مخبئاً له .. عثر عليه أخيراً .. وهو الآن مختبئ تحت السطح تماماً ، يجلس فوق كرسي وثير وأمامه طاولة كبيرة .

استئجار حمير
لإنهاء العمل بالسرعة القصوى قرر أحد الأثرياء أن يستأجر مئة حمار لنقل مواد بناء عمارته الجديدة .. ولكن مالك الحمير طلب منه أجراً باهظاً .. وبعد تفكير عميق عدل الثري عن فكرته الخائبة ، واستأجر خمسين عاملاً وبنصف تلك الأجرة .!

حذاقة
عرف بين أصدقائه في المدرسة عندما كان صغيراً ” بالحذاقة ” ، فكان إذا تغيّب أحدهم عن المدرسة اختلق عذراً ، وأقنع المدير ، وإذا لم يكتب أحدهم الوظيفة أو يحفظ درسه تطوع بتمرير كذبة يذهل بها الأستاذ ، وإذا طالبته الإدارة بإحضار ولي أمره كان يحضر أول رجل يصادفه في الشارع .
بعد سنوات حين تم تعييني في تلك المدرسة بالذات فوجئت بذلك الصديق مديراً لتلك المدرسة .

الحارة المهجورة
احتسى ما لا يحصى من كؤوس الخمر والنبيذ والبيرة ، وعاد ثملاً إلى حارته التي كان يلفها ظلام دامس ، وهو يترنح يمنة ويسرة ، متعثراً تارة ، راكلاً ما تعثر به تارة أخرى ، مدندناً ” فما أطال النوم عمراً ” ثم انقلب فجأة وشتم كل من يقطن تلك الحارة , ضحك وبكى وكسر وصرخ ، وعاد – بعد أن أشعل شمعة في حارته – إلى الحانة التي انطلق منها كي يشرب مع جيرانه وأهل حارته نخب الحارة المهجورة .!

العانس

قررت بعد وفاة والدها أن تزج بنفسها في مغامرة ظلت طوال عمرها تخشى الخوض فيها ، فتعطرت وتغنجت وارتدت أجمل ثيابها وقلدت معصميها ورقبتها مجوهرات والدتها وخرجت مسرعة وصفقت الباب وراءها .
عادت بعد ذلك إلى البيت والدماء تتراقص على وجنتيها . قبّلت أمها وأختها الصغيرة ودخلت إلى غرفتها وهي تدندن ” على بلد المحبوب وديني ” وأخرجت من حقيبتها ساعة كان قد أهداها من كانت معه قبل قليل ، وقبّلتها هي أيضا ً. لكنها كانت معطلة تماماً .!

صباح جديد
 تناقل أهالي قريتنا صباح هذا اليوم خبراً مفاده : أن أرضاً كانت تقطنها الحشرات والديدان، قد اتخذت منها الحيوانات المفترسة وطناً لها..!

عدالة
  في الوقت الذي تقيأ ما في أحشائه للمرة السابعة في هذا اليوم لأنه( دسّم ) سبع مرات، أصيب جاره بتشنج في أمعائه ، لأنه لم يأكل منذ سبعة أيام.

الوصية
جدي أوصى أبي قبل وفاته ببندقيته, وأبي أوصى بها لي, وأنا أوصيت بها لابني، ولكن الذئاب أجهزت على آخر خروف في قطيعنا دون أن يستعمل أحد منا تلك البندقية.!

لماذا تاب..؟
كان يسرق كل ما يقع تحت يده ، وقد اكتسب خبرة كبيرة ، وأصبحت يده خفيفة جداً ، فهذا كاره وقد تربى عليه،ولم يكن ينسى أصدقاءه ، إذ كان يصحبهم معه إلى الحانات والملاهي ويولم لهم . ولكنه في الفترة الأخيرة صدم بمَحافظَ خالية جدباء ، فلعن في سره كل الاختراعات الحديثة والكومبيوتر والبنوك و الحسابات السرية، وشعر بتأنيب الضمير، الأمر الذي دفعه إلى التوبة وارتياد دور العبادة والورع والتقوى..!

ثورة ..!
اشتد نباح الكلاب حين شرع اللحام الموجود في الحارة ببيع العظام إلى الناس الفقراء..!

حرية 
 وقفت وسط الصالة مرتديةً أفخر ثيابها ومجوهراتها، غردت لها البلابل الموجودة في أقفاصها، فسارت نحوها.. وفتحت أقفاصها..لتطير.. حلقت في سماء الصالة..غنت ورقصت مثل فراشةٍ وهي تقول: انظروا إلي … تحرروا مثلي ، فالحرية أثمن ما في الوجود.
 فجأة أدار زوجها المفتاح في قفل الباب.!

 الوطن
 سأل الطفل أمه:ماذا يعني الوطن..؟
 ردت عليه أمه ساهمة وهي تهرش شعره : بيت أكبر من بيتنا  .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حاوره: طه خلو

 

يدخل آلان كيكاني الرواية من منطقة التماس الحاد بين المعرفة والألم، حيث تتحوّل التجربة الإنسانية، كما عاينها طبيباً وكاتباً، إلى سؤال مفتوح على النفس والمجتمع. من هذا الحدّ الفاصل بين ما يُختبر في الممارسة الطبية وما يترسّب في الذاكرة، تتشكّل كتابته بوصفها مسار تأمل طويل في هشاشة الإنسان، وفي التصدّعات التي تتركها الصدمة،…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

لَيْسَ الاستبدادُ حادثةً عابرةً في تاريخِ البَشَرِ ، بَلْ بُنْيَة مُعَقَّدَة تَتكرَّر بأقنعةٍ مُختلفة ، وَتُغَيِّر لُغَتَهَا دُونَ أنْ تُغيِّر جَوْهَرَها . إنَّه مَرَضُ السُّلطةِ حِينَ تنفصلُ عَن الإنسانِ ، وَحِينَ يَتحوَّل الحُكْمُ مِنْ وَظيفةٍ لِخِدمةِ المُجتمعِ إلى آلَةٍ لإخضاعه .

بَيْنَ عبد الرَّحمن الكواكبي (…

عبدالجابر حبيب

 

يا صديقي

بتفصيلٍ ثقيلٍ

شرحتُ لكَ معنى الأزقّةِ،

وكيفَ سرقتْ منّي الرِّياحُ وجهَ بيتِنا الصغيرِ،

لم يكنْ عليَّ أن أُبرِّرَ للسّماءِ

كيفَ ضاعتْ خطواتي بينَ شوارعَ غريبةٍ،

ولم يكنْ عليَّ أن أُبرِّرَ للظِّلالِ

كيفَ تاهتْ ألوانُ المساءِ في عينيَّ،

كان يكفي أن أتركَ للرِّيحِ

منفذاً خفيّاً بينَ ضلوعي،

أو نافذةً مفتوحةً في قلبي،

فهي وحدَها تعرفُ

من أينَ يأتي نسيمُ الحنينِ.

كلُّ ضوءٍ يُذكِّرُني ببيتِنا…

غريب ملا زلال

يتميز عدنان عبدالقادر الرسام بغزارة انتاجه، ويركز في اعماله على الانسان البسيط المحب للحياة. يغرق في الواقعية، يقرأ تعويذة الطريق، ويلون لحظاتها، وهذا ما يجعل الخصوصية تتدافع في عالمه المفتوح.

عدنان عبدالقادر: امازون الانتاج

للوهلة الاولى قد نعتقد بان عدنان عبدالقادر (1971) هو ابن الفنان عبدالقادر الرسام…