الدكتور علاء الدين جنكو
عندما يقع المحب في عشق وغرام محبوبته ينشغل قلبه تجاهها بشكل لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، ويبقى قلبه معلقاً بالصورة التي رُسمت في قلبه لحبيبته التي أقل ما يصفها به ، أن يقول عنها : إنها رائعة الجمال !!
أي جمال سحر قلب هذا المحب الغارق في بحر الغرام ؟!!
وهل حقا محبوبته بهذا الوصف من الجمال ؟!!
للجمال أثره :
لو رأى المحب حبيبته فجأة يرتاع ويضطرب ويصفر لونه ، وينطق التاء ثاء والخاء حاء !! ولو عدت إلى عرف العشاق والمحبين وسألتهم : ماذا وراء هذا الاضطراب والاختلال ؟ سيكون جوابهم : إنه تأثير جمال المحبوبة المنطبع في قلب هذا العاشق الولهان !!
عندما يقع المحب في عشق وغرام محبوبته ينشغل قلبه تجاهها بشكل لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، ويبقى قلبه معلقاً بالصورة التي رُسمت في قلبه لحبيبته التي أقل ما يصفها به ، أن يقول عنها : إنها رائعة الجمال !!
أي جمال سحر قلب هذا المحب الغارق في بحر الغرام ؟!!
وهل حقا محبوبته بهذا الوصف من الجمال ؟!!
للجمال أثره :
لو رأى المحب حبيبته فجأة يرتاع ويضطرب ويصفر لونه ، وينطق التاء ثاء والخاء حاء !! ولو عدت إلى عرف العشاق والمحبين وسألتهم : ماذا وراء هذا الاضطراب والاختلال ؟ سيكون جوابهم : إنه تأثير جمال المحبوبة المنطبع في قلب هذا العاشق الولهان !!
سبحان الله الجميل وخالق الجمال ..
نعم .. الجمال سلطان القلوب إذا ظهر وبدا راع القلب وفزع بسلطانه ، كما أن للملك سلطان على الأبدان . وهذا ما أقره ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في روضة المحبين ، فأحببت أن أضمه إلى ألحان الورد ؛ لأنها في حقيقتها لحن جميل ، ولو لم أكن أنا العازف!!
ومن أسباب اضطراب المحب عند سماعه أو رؤيته لمحبوبته : أن الجمال يسيطر على القلوب، ويجعله أسيرا !!
إذن هذا هو اعتراف المحب يقولها بأعلى نبراته في معركته مع الحب العذري الحقيقي : اخترتها لأنها جميلة … طبعا جميلة في نظره !!
الجميع يبحث عنها :
وللوقوف على العلاقة بين الحب والجمال أنقل لحنا جميلا آخر عزفه الكاتب خالد جميل محمد في كتابه الجزري شاعر الحب والجمال فيقول : ( أكد الجزري على العلاقة بين الحب والجمال ، حيث يشترط لمعرفة المعنى الحقيقي الدقيق للحب معرفة علامات الجمال، كما جعل الجمال سببا للحب ) ص/65.
صفة الجمال جُبل الإنسان على البحث عنها ؛ لذا أقرها الإسلام وشرعها ، وجعلها من حق أي محب تجاه من يحب .
فعقد الزواج قائم أصلا على ركائز تؤثر فيها متانة وهشاشة ، ومنها : صفة الجمال التي تهز الفحول ، وبها تصيد النساء قلوب الرجال ، وصدق جرير حين قال :
يصرعن ذا اللب حتى حراك به * * * وهن أضعف خلق الله أركانا
ومن هنا يكون إعجاب الرجل بالمرأة وإعجاب المرأة بالرجل ؛ لذا طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن يرى من المرأة ما يدعوه إلى زواجه منها ، وقال : ( أبصرها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) أخرجه النسائي الترمذي وقال : حديث حسن .
وكلام سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم رد على كل الأعراف البالية التي تنافي شريعة الله الكاملة المتكاملة ، فكيف يتصور الإنسان حالة عروسين لم يلتقيا إلا على فراش الزوجية ليلة الدخلة ؟!!
كما وضع الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام مسألة الجمال بين المعايير السائدة التي يبحث عنها الأزواج غالبا في النساء اللاتي يرغبون في الاقتران بهن ، فقال : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها وحسبها وجمالها ودينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ، رواه أصحاب الكتب الستة .
وبكل صراحة ، مهما كان الإنسان متدينا يرتاح إلى ذات الدين الجميلة ، على الأقل هذه مشاعري أنا ؛ لأنها الأكثر جذبا لقلوب الرجال والأكثر استحواذاً على جماهير العرسان .
ومع كل أسف أن الجميلة فقط هي المقدمة على ذات الدين في واقعنا الحالي ، لذلك نبه الرسول صلى الله عليه وسلم على عكس ذلك ، لأن الجمال بمفرده لا يصمد أمام الدين في البقاء والاستمرار ..
أعود للجمال ..
لأستفسر كل قارئ لألحان الورد وكل متمكن من عزفها : يدهشني رؤية امرأة ليست جميلة – شكلا – مع شاب كان يدعي أنه ملك الجمال ، والبارع في اختيار الجميلات وصيدهن من حيث لا يشعرن !! بل ويوسم نفسه أنه الداهية في ذلك !!
كيف حدث هذا ؟!! كيف وقع هذا الواثق من نفسه إلى درجة جنون العظمة في فخ هذه المرأة ، العادية على أقل تقدير ؟!!
وعندما تسأله ، سيجيب من أعماق قلبه : نعم ، أنا كذلك ، وزوجتي هذه هي أجمل ما في هذه الدنيا !!! أعلن يدي استسلاما ، فأنا لا أعرف معيارك للجمال يا صائد الجميلات .
فهذا الإنسان وأمثاله لهم حالات ومعايير للجمال تختلط فيها المفاهيم .
وهذا ما يستوقفنا عند مسألة في غاية الأهمية ، وهي : عدمية ثبات معيار الجمال ، وكونه أمر نسبي يختلط فيه الجمال الظاهري بالباطني ..
كما أن لعالم الأرواح أسراره ، وللأرواح تآلفها واستئناسها ببعضها ، كل ذلك له تأثيره على وضع معايير الجمال في فكر الإنسان وقلبه !! ورسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول : ( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها اتلف وما تناكر منها اختلف ).
لذا : كم من شخصية جميلة المظهر والأناقة غير مقبول للاقتران بها ، وكم من شخصية حدث معه العكس ؟!!
وأختم هذا اللحن :
بخبر فتاة زوَّجوها من ابن عم لها وكانت تنافس القمر في جمالها !! راح بعض قريناتها يشوشن عليها بقولهن : كيف قبلت به ولم تريه ، قد يكون غير جميل ، قد يكون أعرجا ، أحولا ، أطرشا … ؟
ومن أسباب اضطراب المحب عند سماعه أو رؤيته لمحبوبته : أن الجمال يسيطر على القلوب، ويجعله أسيرا !!
إذن هذا هو اعتراف المحب يقولها بأعلى نبراته في معركته مع الحب العذري الحقيقي : اخترتها لأنها جميلة … طبعا جميلة في نظره !!
الجميع يبحث عنها :
وللوقوف على العلاقة بين الحب والجمال أنقل لحنا جميلا آخر عزفه الكاتب خالد جميل محمد في كتابه الجزري شاعر الحب والجمال فيقول : ( أكد الجزري على العلاقة بين الحب والجمال ، حيث يشترط لمعرفة المعنى الحقيقي الدقيق للحب معرفة علامات الجمال، كما جعل الجمال سببا للحب ) ص/65.
صفة الجمال جُبل الإنسان على البحث عنها ؛ لذا أقرها الإسلام وشرعها ، وجعلها من حق أي محب تجاه من يحب .
فعقد الزواج قائم أصلا على ركائز تؤثر فيها متانة وهشاشة ، ومنها : صفة الجمال التي تهز الفحول ، وبها تصيد النساء قلوب الرجال ، وصدق جرير حين قال :
يصرعن ذا اللب حتى حراك به * * * وهن أضعف خلق الله أركانا
ومن هنا يكون إعجاب الرجل بالمرأة وإعجاب المرأة بالرجل ؛ لذا طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن يرى من المرأة ما يدعوه إلى زواجه منها ، وقال : ( أبصرها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) أخرجه النسائي الترمذي وقال : حديث حسن .
وكلام سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم رد على كل الأعراف البالية التي تنافي شريعة الله الكاملة المتكاملة ، فكيف يتصور الإنسان حالة عروسين لم يلتقيا إلا على فراش الزوجية ليلة الدخلة ؟!!
كما وضع الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام مسألة الجمال بين المعايير السائدة التي يبحث عنها الأزواج غالبا في النساء اللاتي يرغبون في الاقتران بهن ، فقال : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها وحسبها وجمالها ودينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ، رواه أصحاب الكتب الستة .
وبكل صراحة ، مهما كان الإنسان متدينا يرتاح إلى ذات الدين الجميلة ، على الأقل هذه مشاعري أنا ؛ لأنها الأكثر جذبا لقلوب الرجال والأكثر استحواذاً على جماهير العرسان .
ومع كل أسف أن الجميلة فقط هي المقدمة على ذات الدين في واقعنا الحالي ، لذلك نبه الرسول صلى الله عليه وسلم على عكس ذلك ، لأن الجمال بمفرده لا يصمد أمام الدين في البقاء والاستمرار ..
أعود للجمال ..
لأستفسر كل قارئ لألحان الورد وكل متمكن من عزفها : يدهشني رؤية امرأة ليست جميلة – شكلا – مع شاب كان يدعي أنه ملك الجمال ، والبارع في اختيار الجميلات وصيدهن من حيث لا يشعرن !! بل ويوسم نفسه أنه الداهية في ذلك !!
كيف حدث هذا ؟!! كيف وقع هذا الواثق من نفسه إلى درجة جنون العظمة في فخ هذه المرأة ، العادية على أقل تقدير ؟!!
وعندما تسأله ، سيجيب من أعماق قلبه : نعم ، أنا كذلك ، وزوجتي هذه هي أجمل ما في هذه الدنيا !!! أعلن يدي استسلاما ، فأنا لا أعرف معيارك للجمال يا صائد الجميلات .
فهذا الإنسان وأمثاله لهم حالات ومعايير للجمال تختلط فيها المفاهيم .
وهذا ما يستوقفنا عند مسألة في غاية الأهمية ، وهي : عدمية ثبات معيار الجمال ، وكونه أمر نسبي يختلط فيه الجمال الظاهري بالباطني ..
كما أن لعالم الأرواح أسراره ، وللأرواح تآلفها واستئناسها ببعضها ، كل ذلك له تأثيره على وضع معايير الجمال في فكر الإنسان وقلبه !! ورسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول : ( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها اتلف وما تناكر منها اختلف ).
لذا : كم من شخصية جميلة المظهر والأناقة غير مقبول للاقتران بها ، وكم من شخصية حدث معه العكس ؟!!
وأختم هذا اللحن :
بخبر فتاة زوَّجوها من ابن عم لها وكانت تنافس القمر في جمالها !! راح بعض قريناتها يشوشن عليها بقولهن : كيف قبلت به ولم تريه ، قد يكون غير جميل ، قد يكون أعرجا ، أحولا ، أطرشا … ؟
ردت قائلة : إن كان ابن عمي كما تصفون ، من سترضى به لو رفضته ، وأنا ابنة عمه ، لكنه ليس كذلك ، فأنا أعلم أن له روحا هي الأجمل في هذه الدنيا .. ثم التقيا لقاءَ الشمس والقمر ، فكانا آيتين من آيات السحر والجمال !!