حتى ننصف المرأة من اتهامات الرجل
– هل تؤمن بالحظ وقراءة الكف والفنجان وتؤمن بالفلك ؟
وهل توفقت في أمر كان للحظ دورا فيها؟ بينك ونفسك كم مرة ندبت حظك وقلت ليت الذي كان ما كان ‘ إنه الحظ السيئ ؟ الرجل يتهم المرأة بأنها من تؤمن بهذه المسائل في نفس الوقت الذي نشاهد برامجا كثيرا عن الأبراج والحظ والفلك مقدموها رجال وأكثر المتصلين أيضا رجال مثل برنامج الآلوسي وفضائية شهرزاد المختصة بذلك وأمثال الآلوسي كثيرون ممن توقعوا أحداثا مهمة على صعيد العالم بعضها حدث وبعضها الآخر كان ضحكاً على الذقون ؟ هل يدخل الحظ في السياسة كما في الواقع الاجتماعي ؟ أم مسالة الحظ جملة وتفصيلاً مسالة مرتبطة بذهنية كل فرد وثقافته وتربيته الاجتماعية على حدا ؟ إن كنت ممن لا يؤمنون بالحظ ماذا تقول لرجال يروجون لهذه المسائل ؟ هل تؤمن بلغة الأرقام وخطوط الكف في اليد كيف تعاملت مع تلك الخطوط وكيف تفسر حقيقتها ؟ما السر وراء التزايد المفرط في قنوات الحظ التي يديرها ويمولها الرجال لا بل المذيعين فيها من الرجال أيضا ناهيكم إن قارئ الحظ أيضا رجال في اغلي الأحيان ؟ توجهنا بالأسئلة للكثير من الناس أردنا أن تكون البداية مع النخبة المثقفة ومن مناطق مختلفة كون قراءة الحظ باتت تخصص له منابر إعلامية وبنفقات مكلفة يديرها مستثمرون كبار لنفهم معاً ما الذي يحدث؟ وتعاطي الرجل مع هذه الظواهر أين تكمن خلفياتها؟ وهل حقيقة يؤمن بها الرجل ؟ ولمن موجهة تلك القنوات بالدرجة الأولى وما سر الإقبال الشديد من الجنسين على الاتصال المباشر والغير المباشر لقراءة الحظ ؟ وما رأي الشرع في ذلك
إبراهيم ابراهيم
التجارة الرابحة والتعاطي
كثيراً ما يندب المرء حظه، كتعبير عن استياء من الواقع أو كذريعة لتبرير فشله في حياته اليومية، شخصياً لا أتعامل مع هذه الظاهرة من مفهوم أنني رجل بل أتعامل معها من كوني إنسان يعايش واقع بعينه يتأثر به بشكل أو بآخر، وتالياً لا أسير انطلاقا من حسن أو سوء حظي بل وفق آلية أحددها قد يلعب الحظ دوره في هذا الجانب أو ذاك دون أن يؤثر ذلك على صيرورة حياتي أؤمن بقراءة الكف ولكن ليس بالمطلق، ولا أهتم كثيراً بمسألة اتهام الرجل للمرأة بأنها تؤمن بهذه الظواهر بل لا أتوقف عند هكذا أمور طالما أن هذه الظاهرة لم تعد حكراً على فئة أو شريحة معينة ومن المغالطة أن نقول بأن مقدمي برامج على الفضائيات أغلبهم من الرجال أو نساء بعد أن باتت تجارة رابحة لمروجيها ومسوقيها ولا أتابع مثل هذه البرامج البتة. كما قلت سابقاً للحظ دوره النسبي سواء في السياسة أو في الواقع الاجتماعي
هفال زاخولي
الحظ ليس أكثر من كونها خزعبلات في فضائنا الهلامي
كرجل لا أؤمن مطلقاً بالحظ، هناك منظومة قيمية ندور ضمن فلكها وهذه المنظومة المتأثرة وعبر قرون وعقود بالأعراف والتقاليد والأديان هي التي تتحكم بنا سواء وعينا ذلك أم لم نعي إذ أن الأمر هذا مرتبط بعملية اللاوعي وبذلك الغلاف الذي يحيط بأذهاننا وأدمغتنا المشوهة وهي ليست من قبيل الحظ وقراءة الكف والتنجيم في معتقدي هي مجرد شعوذة ومن ثم ضعف في الإرادة وكذلك عامل الفراغ يلعب لعبته لتخلق لدينا هذه التفاهات أنا مؤمن بقول ذلك الشاعر الذي يقول السيف اصدق أنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب رغم أن هذا الشاعر يذكر السيف وأنا ضد السيف جملة وتفصيلا لكن الرجل يفكر بواقعية نحن عندما نؤمن بهذه الأمور فإننا نحلق في عالم الخيال المشكلة أننا كلنا عندما نحقق شيئاً جيدا نتبجح ونقول ها أنا الذي حققت الشيء الفلاني لكن عندما نفشل نبرر الفشل بالحظ، والموضوع لا يتعدى كونه خزعبلات
امجد إبراهيم
مخلفات الرجل الفكرية في سلة النساء ؟
إذا وضعتك أمام ثلاثة صناديق مغلقة أحدها يحتوي على مبلغ نقدي معين أو سبيكة من الذهب أو أي شيء آخر ذو قيمة, والصندوقين الآخرين فارغين, وطلبت منك أن تختاري بين أحد الصناديق الثلاثة, فاخترتِ صندوقاً فارغاً أو اخترتِ الصندوق الذي يحوي الذهب, عندها ماذا تسمين فوزك أو خسارتك؟ في الحقيقة ليس هناك خسارة! وإنما هناك فوز أو لا فوز, فالحظ ليس هو أن تحظي أو تفوزي بشيء قيّم وإنما برأيي هو الآلية التي فزنا من خلالها.
للمنجمين ؟ متى تنتهي صراعات العالم ؟
الرجل لا يستخدم مساحيق التجميل لكنه يقوم ببيعها للنساء! كذلك بالنسبة لهذه البرامج التلفزيونية, أعتقد أنكِ كإعلامية تدركين جيداً أنها برامج ربحية أولاً وموجهة لشريحة محددة من جمهور الشاشات, أما عن محاولة ربط توقعات المنجمين بسير مجريات السياسة فلا أتفق مع هذا التوجه, فكل التوقعات التي وصلتني من المنجمين كانت تتحدث عن موت زعماء وحكام هم على حافة الموت أصلاً, وهنا يبرز ذكاء المنجم والذي يعرف كيف يختار توقعاته ويدرك جيداً أن الحديث عن موت “ياسر عرفات” مثلاً سيكون عنواناً مثيراً يحتل الصفحات الأولى في بعض الصحف وقد يؤدي هذا العنوان إلى بيع عدد كبير من تلك النسخ, ودعيني هنا أسأل من خلالك هؤلاء المنجمين : متى -حسب توقعاتهم- ستنتهي المجاعات في إفريقيا؟ ومتى ستنتهي مشكلة البطالة في سوريا؟ ومتى سنشهد قيام أنظمة ديمقراطية حقيقة في الشرق الأوسط؟ المنجمون لا يتحدثون عن السياسة في الحقيقة وإنما يستثمرون بعض العناوين التي تجذب الناس إليهم وتحقق لهم ولبرامجهم أكبر قدر من الجمهور.
أحمد الزاويتي
الحظ والوقت الضائع
الحظ الذي افهمه هو توفيق من الله للإنسان إذا كان هذا هو الحظ فنعم أنا محظوظ جدا وفي كثير من مراحل حياتي، وإذا كان الحظ يقصد به الصدفة وله علاقة بأمور اعتباطية فلا أؤمن به، لم اندب حظي أبداً مع إن في كثير من الأحيان اشعر بأنني لم أكن موفقا في بعض الأشياء وذلك لتقصير في نفسي ولم انظر إلى القضية كون للحظ دور فيه أنا انظر للرجال وللنساء الذي يؤمنون بقراءة الكف والفنجان والحظ وما إلى ذلك أنهم يخسرون وقتا يقضونه في لاشيئ شخصيا لا أومن بقراءة الكف والفنجان
دانا جلال
بتقديري إن قراءة الكف أو الفلك أو قراءة الماء هي ضمن ظواهر ما يسمى بالباراسايكولوجيا أو الحاسة السادسة وهي ظواهر موجودة ضمن اطارها العلمي الحظ موجودة ضمن الضرورة أي ليست بعيدة عن الضرورة كقانون، فعلى سبيل المثال الشهب والنيازك قانون طبيعي ولكن سقوطها على رأس إنسان معين وليس على رأس إنسان آخر في السياسة يوجد شيء اسمه الحظ أو الصدفة ولكن ليس بالمطلق طبعاً فعلى سبيل المثال حينما اعتقل والدي عام 1963 على خلفية انتماءه لليسار العراقي تلا السجان مجموعة أسماء لمعتقلين من احد الأحزاب الكوردية التي دخلت المفاوضات مع الانقلابيين وصادف أن يكون بين الأسماء شخص بنفس اسم والدي الثلاثي وكان حين قراءة الأسماء في الحمام فاستغل والدي الفرصة ليخرج ضمن القائمة بعد أن ابرز هويته، التحق الوالد بالأنصار أما جلال احمد الآخر فقد أفرج عنه بعد أسابيع من اكتشاف التشابه إنها الصدفة والحظ لذا فهنالك عدد من علماء الاجتماع يدرسون إمكانية إيجاد قانون للصدفة وقالوا قديما (إن الصدفة ترتب الأشياء بشكل منتظم).
جورج كتن
كل ما يتعرض له في حياته نتيجة لهذه العوامل المتداخلة ولقراراته التي يتخذها ولا مجال للحظ فيها قراءة الفنجان والكف والأبراج لا تعني شيئاً في الحقيقة وهي تفيد أكثر في الفكاهة والتندر والتسلية ، ليأتي أناس يقدمون أنفسهم كقارئين وعالمين بهذا القدر أو مفسرين له للاسترزاق، مستغلين القدرية والجهل المتفشي في مجتمعاتنا
الحظ والسياسة خطوط لا تلتقي
أي وضع سياسي هو نتيجة لتضافر عوامل متداخلة اقتصادية واجتماعية وثقافية لا تترك مجالاً للحظ ولو أنها لا تخلو من بعض الصدف التي لا يمكن لأحد أن يتنبأ بها. أحياناً يستطيع الضالعون في معرفة المجتمع وقواه وسياساته وتفاعلاته وتطوراته المحتملة المجتمع وقواه وسياساته وتفاعلاته وتطوراته المحتملة، أن يقتربوا بعض الشيء من توقع ما يمكن أن يحدث في مستقبل قريب في خطوطه الأكثر عمومية وليس في تفاصيله المتعددة لم ألمس تفريقاً بين الرجل والمرأة في الإيمان بالقدر (الحظ)، إذ أنهما سواء في الاعتقاد بالغيبيات والمستقبل المكتوب سلفاً لكل إنسان! ربما في قطاعات المجتمع الأكثر تخلفاً يكون بعض الرجال بحكم ما تقدمه لهم طريقة المعيشة السائدة من مجالات للتعلم والخبرة مميزون عن المرأة في مجتمعات لا تسمح لها بالاختلاط
رأي الشرع
الملا علاء الدين جنكو
لا وجود للحظ إنما المسألة قضاء وقدر
لا يوجد في العقيدة الإسلامية شيء اسمه الحظ بمصطلحه الدارج: أي مسؤولية الحظ بكونه خيرا أو شرا على صاحبه.
أما ما يقابل الحظ في معتقد المسلم هو مصطلح القضاء والقدر ، فالحظ السيء الذي يتصوره الإنسان قد لا يكون شرا محضا وبالتأكيد كما في الأدلة القاطعة والثابتة أن المسلم يثاب على قدره السيئ ، وأدل حديث على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : عجبا لأمر المؤمن فإن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر.
أما وقوع بعض الأحداث حسب ما توقعه بعض الشخصيات فهذا ثابت في العقيدة الإسلامية، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا فراسة المؤمن. أما لغة الأرقام وقراءة الكف والأبراج التي في الصحف والمجلات كلها من الخرافات والخزعبلات التي جاء الإسلام ليحرر عقل البشرية منها.
وأما الرجال الذين يروجون لمثل هذه الخرافات بتصوري ، يصطادون بها أصحاب الإيمان الضعيف بقضاء الله وقدره ، لذلك تتعجب عندما ترى امرأة مثقفة تحمل شهادة عليا وتبحث عن حظها عند هؤلاء المشعوذين ، وعندما تسأل عن حالها تراها امرأة غير ملتزمة إن كانت مؤمنه !!