لو لم تكوني الحزن لأسميتك الحزن

فتح الله حسيني

نارك ماء على جسدي
وماؤك نار على جسدي
وأنت تابوت مقدس..
يعنيني الله في ملكوته
وتعنيني فتاة مثلك
شجنك كعينيك
وطن..
تاريخك ملعون
ككفن..

تظلين مياه راكدة، في آثامي
وأنا شبح
تاريخ ملطخ بحزن عينيك..
فستانك،
الملوث بخطايي
وأنت ليل هادئ
لساهر في أتون شغف شمال لا يفقه إلا لغتي
ولغة اليباب..

هل تسألين عن عينيك؟
ما هي أخبارهما؟
لتكوني لعنة الربّ
آخر لعنة
على بشر باذخين
أنا أولهم
قائدهم
على مشارف الموت
وسط أبواب المدينة التي تتقاذف خطواتنا
كرجال ملامين..
لتكوني آخر فتاة
آخر قناة
أخر رقصة لساهر مثلي..
والمدينة تلوح بمناديلها لهوامشها
لمجانينها
لأوراح ما عادت ترى
بأم عينيها
ماذا يخبئ الله بتلاوين المدينة
التي تربت على كتفي فتاة
تغوص في عينيّ
كأني

قدر.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

كاوا عبد الرحمن درويش

 

شهرٌ كاملٌ مرَّ اليوم على اجرائي عملية استئصال المرارة، شهرٌ مرَّ على مفارقة جسدي لقطعةٍ صغيرةٍ في حجمها، جبارةٍ عظيمةٍ في عملها.

عشت قبل توديعها صراعاً مريراً مع الألم الذي اعتدت على زياراته الثقيلة كضيفٍ غير مرغوبٍ فيه، لا يطرق أبواب مضيفه إلا بعد انتصاف الليل على مدار سنواتٍ عديدةٍ بلا رحمة ولاهوادة.

كنت…

أصدر الكاتب والشاعر والمترجم الكردي السوري عبدالرحمن عفيف مجموعة قصصية جديدة بعنوان “جمال العالم الموجود”، عن دار نشر “سامح” في السويد 2025، بتصميم غلاف من إبداع الفنان الكردي لقمان أحمد. المجموعة، التي تضم أكثر من ٣٠ قصة قصيرة، تأخذ القارئ في رحلة عبر تفاصيل الحياة اليومية في بلدة عامودا السورية ومحيطها، حيث تلتقي الشخصيات العادية…

عبدالوهاب پيراني

 

(عتيقة انت

كأنك رصيف في مدينة مهجورة

تركه المطر ليجف وحده

وترك لك خطوات الراحلين مثل آثار نوم

حين كتبتك

نزف القلم عطرا

وغصت الورقة بأسمائك القديمة

كان الزمان واقفا

يراجع ذاكرته

 

اعترف

لم اعد احتاجك

لكنني اشتاقك كما يشتاق الباب صوت الطرق

وكما تشتاق المرايا

ملامح من رحلوا

تظنينني نسيت

لكنني ما زلت اخبئك

في درج السرير

بين تذكرة قديمة)

 

في عالم تغلفه أنسجة الغربة والشتات، يخاطبنا لوركا پيراني بنص…

عبدالوهاب پيراني

 

تعد نضال سواس إحدى الوجوه السورية الفنية المبدعة التي رسمت بجرأة ملامح الألم والأمل في آن واحد، المعتزة بجذورها، حيث ولدت وعاشت ورسمت وكتبت، وازدادت قلقاً في ظل معاناة الوطن من الحرب والدمار، التي تركت بصمات لا تمحى ،وارهقت ذاكراتها البصرية واللونية، وحملتها الظروف إلى دروب الاغتراب، حيث فرض الواقع البارد للصقيع الاجتماعي…