تحتفل المراة الكردية في الأقبية في عيدها (العالمي)

 ابن الجزيرة
 ibneljezire@maktoob.com 

كان المنظر يبعث على الكآبة على الرغم من الجهد المبذول في إظهار المكان في شكل مناسب.
قبو تحت الأرض معد لأعمال تجارية بشكل بدائي ومتواضع، قسم إلى قسمين عرضت في قسم بعض اللوحات المتواضعة ثم اتخذ مكانا لأداء بعض الأنشطة المتواضعة :كلمات تحدث عن المرأة ومعاناتها وخاصة الأجنبية ،المرأة الكردية تعاني من اضطهاد مزدوج، من الرجل عموما، ومن السلطة باعتبارها كردية.

مر في خاطري أفكار وتصورات ومعان.. السلطة تستولي على وسائل الإعلام تسخرها صباح مساء في الزعم بالاهتمام بالمرأة وتحريرها وتأمين حقوقها..وهي تعلم الجهد والزمن المبذولين في فبركة الأحاديث – بما فيها تلك التي يجهد بعض المنتفعين من ذوي الشهادات والمراتب في إخراجها في إطار يجهد أن يبدو  كعلمي ولكنه إخراج يظهر رديئا، وربما ارتدت الرداءة على معانيهم كبشر.
 وتأتي بعض النساء المنتفعات تتشدقن بما أنجز للمرأة من حقوق، وهن يملأن المكان صخبا،ويتلاعبن بنبرات أصواتهن، لتبدو مؤثرة وربما مقنعة وهن أول من يعرفن أنهن يمارسن زيفا..!
كلام يبعث على الأسى و الضحك ((شر البلية ما يضحك)).
في الإعلام ضجيج حول الاحتفال بعيد المرأة وما قدمته السلطة لها من عطاءات،وفي الأقبية المظلمة تحتفل المرأة  بعيدها (العالمي).في جو من الطوبة والعتمة..!
فلا السلطة تتساءل كيف يستقيم لها أن تحتفل بعيد المرأة في التلفزيون وفي قاعات المراكز الثقافية أو المخصصة.. فيما هناك القسم الأكبر من النساء إما مهملات أو يحتفلن على طريقتهن في الأقبية وجلات من عيون أجهزة القمع التي لها وحدها أن تقرر ما تفعل..!  إن شاءت حاسبت بغلظة على هذا الاحتفال المتواضع باعتباره (خطر على أمن الدولة) أو تكرمت فتجاهلته تمننا.
ولا تلك النساء اللواتي يلعلع أصواتهن من على المنابر الرسمية بتعدد  الإنجازات المحققة للمرأة في ظل السلطة يتساءلن:ما لذي نمثله في وقت تحتضن الأقبية احتفالات النساء معظمهن ،إضافة إلى حرمانهن من حقوق المواطنة من الجنسية ومن الحقوق التي كفلها الأمم المتحدة  والدساتير نظريا(والتطبيق دائما متخلف عن النظري وخاصة في بلدان،ترى السلطة نفسها فيها وصية على الشعب، لا ممثلة له. لذا تلجأ إلى جميع وسائل التزوير مرورا بالترهيب لاحتكار المقاعد الأولى في الدولة في مختلف مستوياتها السياسية والإدارية.في إطار ما تسميه ((انتخابات حرة نزيهة..))
يا لكآبة التفكير…!
ويا لكآبة الشعارات…!
ويا لكآبة السلوك…!
وإني لأتساءل كيف يتقدم مجتمع، كل زاده هذه الأحوال والمعطيات الكئيبة..؟
فالتقدم قرين الحرية والديمقراطية لا القمع والتنظير من طرف واحد ،وعلى أساس سياسي (مصلحي) لا علمي.
هذا ليس تنظيرا بل حقيقة علمية يعرفها الكل ما لم يتجاهلها حذلقة..!!
ولا ننسى ان نشكر الداعين إلى احتفال كهذا،والذي مهما كان متواضعا، فقد كان معبرا.
كما نهنئ كل امرأة ورجل بيوم يتذكران فيه بعضهما بمراجعة نأمل أن تكون مفيدة للجميع.
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…