لقاء مع الفنان المسرحي أحمد عرب (بيبيكو)

  حاوره: هوزان كركوندي

الفنان أحمد عرب (بيبيكو) من الأشخاص الذين يطبعون في ذاكرتك دون إرادة منك أو أستئذان وهو من النوع الذي لم يلقى الاهتمام الكافي بالرغم أعماله الفنية المميزة وروحه المرحة التي تصاحبه أينما كان بالرغم من ظروفه المعيشية الصعبة، فلن نطيل في المقدمة لأن فناننا يعبر عن نفسه بنفسه وبكل بساطة وصدق
من هو أحمد عرب وما هي بدايتك الفنية ؟

أحمد عرب خريج معهد صناعي … بدايتي الفنية عام 1983 مع فرقة الشعب (Gel) بمسرحية الكابوس وقد اقتبستها من فلم يحمل نفس الاسم للمخرج الكردي العالمي (يلماز غوني) وساعدني في أخراجها الأخ شكري حسين وشاركت بنفس العام بمسرحية (الماء والغربال) وهي من تأليف وإخراج (كريم باقستاني) وبمشاركة فرقة الشعب وكانت أهم أدواري دور بيبيكو والذي عرفني بالجمهوربه.

كيف تكونت لديك شخصية (بيبيكو) ؟

تكونت لدي شخصية (بيبيكو) عندما كنت أدرس المعهد الصناعي بحلب هناك تعرفت على فنان من فرقة (خلات) من القامشلي ، وهو الذي أعطاني هذه الشخصية. وفي  تلك الفترة كانت الأعراس عند أكراد عفرين تقام في الصالات وتقدم عليها فقرات فنية ومنها مسرحية فقدمت في إحدى الأعراس مسرحية (بيبيكو).
فنالت أعجاب الجمهور وبعد التخرج من المعهد قدمت شخصية (بيبيكو) في احتفال    
بمناسبة عيد ميلاد لينين قائد الثورة البلشفية في روسيا كان يقيمها ذاك الحزب الشيوعي السوري.
فشخصية بيبيكو شخصية كوميدية ناقدة وأحلم بأن أجعل هذه الشخصية عالمية مثل
(شارلي شابل) وغوار وإسماعيل ياسين ومستربين…
لأن شخصية (بيبيكو) شخصية متنوعة يمكن أن تكون شخصية سياسية – ثقافية- اجتماعية. فـ(بيبيكوالصفارة) تهدف إلى الإشارة إلى الغلط كصفارة الحكم عندما
يصفر لاحتساب أخطاء فهناك اخطاء الفول – التماس –الركنية – ضربة جزاء….

 هل عملت مع فرق غير فرقة الشعب ؟

نعم – لقد قدمت مع فرقة (ميتان) بسري كانية (رأس العين) مسرحية (الجرس) (ZenGil ) وهي من نوع (مينودراما ) التي يؤديها ممثل الواحد ومسرحية (الجهنم)
وهي من أخراج الفنان عادل وبمشاركة فرقة (ميتان) وقدمت مع الفرقة أيضاً مسرحية (بيبيكو) وفي الآونة الأخيرة قدمت مع فرقة (خابور) بسري كانية (رأس العين) مسرحية (الدرويش ) وهي من تأليف الكاتب (أراس بيراني)…وقدمت أيضاً مع فرقة (خابور) مسرحية (تجريد) وساعدني في كتابتة أيضاً الكاتب (أراس بيراني) والمسرحيات من
نوع (مينودراما)……..

هل توجد مقومات المسرح في عيد نوروز أم لديك طموحات أكثر؟

المسرح في عيد نوروز له السلبيات وله ايجابيات فالشيء الايجابي هناك شريحة واسعة من الجمهور تتابع الإعمال المسرحية وعنصر الفرجة متوفر وقد
لا يتوفر هكذا جمهور بذلك التنوع الفكري والعمري بأطبائه ومهندسيه ومعلميه وفلاحيه وعماليه ورجاله ونشأته وأطفاله الخ……. في أي مسرح في العالم ويجب
استفادة من تلك النقطة المهمة لتقديم مسرح واعد وجاد في المستقبل ….            pêşeroj أما السلبيات . لا توجد منصات ملائمة للعرض المسرحي في أعياد نوروز…. أما طموحاتي احلم أن أكون فرقة مسرحية أقدم عروض – في القرى والمدن الكردية…….

 ما هو دور المسرح في توعية المجتمع ؟

دور المسرح في التوعية المجتمع كدور المدرسة أو البيت فالمسرح هو الفن الأمتع لارتباط المباشر مع الجمهور، فلذلك فأن المسرح أذا لم يتناول قضايا شعبه بالجدية
فأن الجمهور لن يتجاوب مع المسرح……..

كيف تقسم المسرح  كردية في سوريا ؟

لا توجد فرق مسرحية  كردية في سورية إلا باستثناء فرق تابعة لفرق الفلكلورية تقدم عروضها بأعياد نوروز ورحلات الترفيهية للفرق وتكون غالباً عروضها المسرحية بعيدة عن الواقع ، لأنهم يقدمون المسرحيات بدون دراسة مسرحية لها وتكون كشعارات فالمسرح ليس شعارات. بل يجب على الفنان المسرحي أن يحس بعامل التغير في مجتمعه ويحاول تغييره نحو الأفضل فانه أن لم يكون من هذا النوع فان عرضه يكون مجرد استعراض..

نريد منك أن تعرف لنا الفن بشكل عام؟

الفن يجب أن يكون تعبيراً صادقاً عن الناس عن الناس عن نبضهم .. أحلامهم .. أمانيهم . فظاهرة الفن وجدت عبر التاريخ لتحيق التوازن المفقود في المجتمعات الإنسان والى كافة الصعد الاجتماعية- السياسية- الاقتصادية ولا أعتقد أن الفن قادر على أن يغير – هو يستطيع أن يشير إلى مواضع الخلل – يظهرها يسلط الضوء عليها – هذا هو الفن الحقيقي النابع من ضمير المبدعين المنتمي حقيقة إلى مجتمعاتهم ويحسون بأوجاع هذه المجتمعات ليكونوا بالتالي ممثلين حقيقيين لنبض هذه المجتمعات هكذا أرى الفن ولكنه أصبح نوعاً من الترف –

 أخيراً ماذا تود أن تقول ؟

 أتوقف عند حديقة الورود أنتزع أشواك ورودها لأهديكم ربيعها علها تعبق
في هذا اللقاء فيفوح عطرها بين الأحبة القراء..
شكراً لكم لأنني أصبحت اليوم في ذاكرتكم
  
  hozan.gk@gmail.com

              

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…