رقية حاجي
… أكانت حياتي لتصير أقل تعقيداً، ويصير الحزن أقلّ فتكاً بقلبي.. إذاً، لولا كل هذا..
سأتحول إلى امرأة عادية، تهتم بوجهها أكثر من اهتمامهم بمخيلتها، وتخصص وقتاً لتمشيط شَعرها بدلاً من نظم شِعرها..
ربما يصير أولادي أكثر امتناناً لي، لأنني أخصص وقتاً أطول في إعداد الحلويات، ورواية القصص الجاهزة قبل النوم، ومشاركتهم اهتماماته، ربما سيحبني زوجي أكثر، لأنني عندما أكون معه لن أفكر بمخلوقاتي الحبرية، ولن أقيس ملامحها على وجهه، ولن أتمنى أن يشاركني إحساس البطل نحو البطلة؛ كما في رواية أقرؤها أو قصيدة..
ربما سأنام دون أحلام، وأستيقظ خفيفة دون آلام، وأتوجه من فوري لتنظيف المرايا وترتيب الأسرّة وإعداد الطعام..
وربما سأستعمل هاتفي في الحديث مع النَّاس أكثر من استخدامه لالتقاط صورة أثارت قريحتي أو تدوين فكرة أخاف من ضياعها..
ماذا لو توقفت عن الكتابة؟
واستعدت قدرتي على العيش بشكل طبيعي، وهجرت الأصوات الداخلية التي تدعوني للتمرد، ورضيت بأن تسقط السماء على رأسي دون اعتراض، وسلّمت برحيل أحبابي دون أن يرحل جزءاً منّي معهم، وتقدمت بالعمر دون جزع من النسيان، وكففت عن مطاردة أحلامي لأنها أسرع منّي، وشاهدت الدنيا وهي تبدّل جلدها كل ساعة دون أن أجمع أديمها المهترئ، وأعيد منه تشكيلّ الماضي وحياكة الأيام..
أكان لحياتي أن تكون كذلك، لولم أكتب؟
وماذا لو.. توقفت عن الكتابة؟
ماذا لو.. توقفت عن الحياة؟
.. كندا