اختتامُ فعاليّات يوم الثّقافة الوطنيّة في جَمعيّة السّباط في النّاصرة

آمال عوّاد رضوان
بالتّعاوُنِ معَ وزارةِ الثّقافةِ الفلسطينيّةِ الّذي تُحييهِ وزارةُ الثّقافةِ الفلسطينيّة في 13 آ ذار مِن كلِّ عام، واستمرارًا للنّشاطاتِ الثّقافيّةِ الوطنيّةِ في جَمعيّةِ السّباطِ للحفاظِ على الثّقافةِ والتّراثِ في النّاصرة، اختتمتْ جَمعيّةُ السّباطِ فعاليّاتِها بأمسيةٍ شعريّةٍ، أحيتها الشّاعرتان آمال عوّاد رضوان وهيام مصطفى قبلان اللّتان حلّتا ضيفتيْن على جَمعيّة السّباط بتاريخ 19-3-2021، وقد كانتْ أمسيةً شعريّةً مميّزةً، وسطَ عدد مُحدّدٍ مِن أدباء وفنّانين تشكيليّين ومِن أعضاءِ جَمعيّة السّباط، وذلك تماشيًا معَ تعليماتِ وزارةِ الصّحّةِ حول الكورونا. وقد ازدانتْ زوايا وجدرانُ جمعيّة السّباط بلوحاتٍ تشكيليّة معروضة بشكل جذّاب، وتخلّلَ الأمسيةَ برنامجٌ فنّيٌّ موسيقيٌّ للشّباب من معهد زرياب بمعزوفاتٍ عذبةٍ لعبدِ الوهاب.
    وجاء في كلمةِ الباحثِ خالد عوض مدير جَمعيّة السّباط: إنّ الجَمعيّةَ وخلالَ مسيرتِها الثّقافيّة ومنذ تأسيسها عام 1999، كانتْ وما زالت تُحيي هذا النّشاطَ الوطنيّ، بالتّعاون مع وزارة الثّقافةِ الفلسطينيّة، ممثّلةً بوزير الثّقافة الدكتور عاطف أبو سيف، والكاتب رئيس اللّجنة المنظّمة عبد السلام العطاري، وقد جاءتْ فعاليّاتُ يوم الثّقافة الفلسطينيّة لتُسهمَ في تكامُلِ خارطة الوجود الفلسطينيّ في كلّ أصقاع الأرض، لتَكتملَ مَشهديّةُ الفعل الثّقافيّ الوطنيّ الفلسطينيّ، مع شقي البرتقالة (الدّاخل الفلسطينيّ والضفة الغربيّة وقطاع غزة ) والشّتات الفلسطينيّ، إذ تؤكّد هذه الخارطةُ السّياسيّةُ الثّقافيّة على حقيقةِ أنّ الثّقافةَ الفلسطينيّة واحدةٌ ومُوحّدة، وهي جزءٌ لا يتجزّأ مِن هُويّة الشّعب الفلسطينيّ رغمَ كلِّ القيود، وهو ما تصبو إليهِ إدارةُ جَمعيّة السّباط بمشاريعِها الثقافيّة، للمُساهمةِ في الحفاظ على التّراثِ الشّعبيّ، وإنقاذه من خطر الضّياع، وأن يكونَ عبارة عن مركز يُساهمُ برفع مستوى الوعي، وتعزيز الهُويّة عند الأجيال النّاشئة، ومَعلمًا هامًّا للزوّار المَحلّيّين والأجانب الّذين يزورون النّاصرة والأراضي المقدّسة في البلاد.
     وتحدثت آمال عوّاد رضوان عن تأسيس “نادي الكنعانيّات للإبداع” بإدارتها، وبرئاسة د. روزلاند دعيم، في 13-12-2019، وحول أهدافهِ ونشاطاتهِ الثّقافيّة، والعمل على تشبيكِ النّشاطاتِ الثّقافيّة المشتركة وتوطيد العلاقات مع المُؤسّسات الثّقافيّة في كلّ أرجاء البلاد.
وفي نهاية اللّقاء قامت إدارة جَمعيّة السّباط للحفاظ على الثّقافة والتّراث بتكريم الشّاعرتين آمال عوّاد رضوان وهيام قبلان، والفنّانين التشكيليّين الّذين شاركوا في معرض “أرضي زهرة في آذار”: مبدّا ياسين، زياد أبو السعود الظاهر، علا سالم، منيرة تركمان، عبير زبيدات، حسن طوافرة وإلياس عاقلة. وكذلك كرّمت الشباب العازفين الّذين اضافوا رونقًا موسيقيًّا جميلًا، تفاعلَ معهُ الحضورُ الّذي جاء خصّيصًا لإحياءِ هذا الحدث الهام. 
    وفي نهاية الأمسية قامتْ إدارةُ جمعيّة السباط مع الضيوف بجولةٍ في أرجاء متحف السّباط، والّذي يحوي مجموعةً كبيرةً مِن المعروضاتِ تصل إلى أكثر من 700 قطعة، تُحاكي واقعَنا الفلسطينيّ قبلَ النّكبة، مِن أدواتٍ تراثيّةٍ استخدمَها الفلسطينيّ الّذي يعيش في بلدٍ عاشتْ فيها أقدمُ الحضارات، ونشأتْ فيها الدّياناتُ السّماويّة الثلاث، وبحسب حُقبها التّاريخيّةِ إلى مجموعات:
1- مجموعة أثرية تحوي جرة وبعض صحون كنعانيّة، وقوارير و “ساركوفاج” – تابوت حجري رومانيّ وبعض الحجارة الأثريةّ.
2- مجموعة أواني زينة تعود للفترة المملوكية، 1250 – 1516.
3- مجموعة من الأواني والأدوات والأسلحة التقليدية تعود للفترة العثمانية، 1516- 1916.
4- مجموعة من الأدوات التّراثية الفلسطينيّة إبان الانتداب البريطاني: أدوات الزراعة، أدوات العمل، أدوات المطبخ، الزي الشعبي التقليدي للنساء والرجال، وإكسسوارات وحلي زينة، وادوات انارة وطهي، ومعروضات البيت العربي، وصيدلية تقليدية – الأكزاخانة، ومجموعة من السجلات والكتب الطبية والرسومات الّتي يظهر فيها تاريخ الطب القديم وحتى يومنا هذا، وكتب ومجلات فلسطينيّة قديمة.


شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

 

فراس حج محمد| فلسطين

تتعرّض أفكار الكتّاب أحياناً إلى سوء الفهم، وهذه مشكلة ذات صلة بمقدرة الشخص على إدراك المعاني وتوجيهها. تُعرف وتدرّس وتُلاحظ تحت مفهوم “مهارات فهم المقروء”، وهذه الظاهرة سلبيّة وإيجابيّة؛ لأنّ النصوص الأدبيّة تُبنى على قاعدة من تعدّد الأفهام، لا إغلاق النصّ على فهم أحادي، لكنّ ما هو سلبيّ منها يُدرج…

عمران علي

 

كمن يمشي رفقة ظلّه وإذ به يتفاجئ بنور يبصره الطريق، فيضحك هازئاً من قلة الحيلة وعلى أثرها يتبرم من إيعاقات المبادرة، ويمضي غير مبال إلى ضفاف الكلمات، ليكون الدفق عبر صور مشتهاة ووفق منهج النهر وليس بانتهاء تَدُّرج الجرار إلى مرافق الماء .

 

“لتسكن امرأةً راقيةً ودؤوبةً

تأنَسُ أنتَ بواقعها وتنامُ هي في متخيلك

تأخذُ بعض بداوتكَ…

 

محمد إدريس *

 

في ذلك المشهد الإماراتي الباذخ، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة، يبرز اسم إبراهيم جمعة كأنه موجة قادمة من عمق البحر، أو وترٌ قديم ما زال يلمع في ذاكرة الأغنية الخليجية. ليس مجرد ملحن أو باحث في التراث، بل حالة فنية تفيض حضورًا، وتمنح الفن المحلي روحه المتجددة؛ جذورٌ تمتد في التراب، وأغصانٌ…

 

شيرين الحسن

كانت الأيام تتسرب كحبات الرمل من بين أصابع الزمن، ولكن لحظة الغروب كانت بالنسبة لهما نقطة ثبات، مرسى ترسو فيه كل الأفكار المتعبة. لم يكن لقاؤهما مجرد موعد عادي، بل كان طقسًا مقدسًا يُقام كل مساء على شرفة مقهى صغير يطل على الأفق.

في كل مرة، كانا يجدان مقعديهما المعتادين، مقعدين يحملان آثار…