عاشق الحرية والكرامة….. أحمد فرمان بونجق

بقلم :روني زنكي

    رسالةٌ  أوجهها إليك..  شهيدي وأعرف أن رسالتي لن تصلك، ولكني آمل أن تصل إلى شعبي الكوردي بشكل خاص،…
وها أنا أخبرك آسفاً بأن الكثير من نخوتنا دفن مع دمائك، والثورة توقفت لحظة استشهادك، ولا زالت عالقة بين تلك الرصاصات التي اخترقت جسدك الطاهر،  وإن العبيد في تزايد ويعملون بإخلاص على خلق المزيد من الزعماء والأصنام، ويزدادون عشقاً لعبوديتهم وتمسكاً بهم…!.
عزيزي الشهيد..
لقد أصبحنا لمطعونين في كرامتنا التي عملنا معاً من أجل استردادها، لقد صرنا مسروقين منهوبين جائعين كما تركتنا وأكثر, وأبداننا تكوى كل يوم بنيران من قتلوك..!..
عزيزي “أحمد”.. فحتى الوجوه لم تتغير، والمتهمون بقتلك والمأجورون.. وأصبحت الثورة بنظرهم غوغاء، والثائر خارج عن القانون..وعميل ..
   والقتلة ليسوا في السجون، وإنما تجدهم في الشوارع يسرحون ويمرحون،  وسياراتهم تسير في الطرقات بجانب سيارات ميليشيات الأسد، و شبيحته في مهمات مدفوعة الثمن.
 وحدهم سجناء الثورة خلف القضبان ومنهم رفيقنا “جفان علي” الذي لم نجد له باكٍ ولانصير.
       لقد قتلوك، ليكون استشهادك إضعافاً لنا وتعزيزاً لقوة النظام الأسدي الذي أسميناه بالساقط ، هذا النظام الذي يعمل على إذلالنا حتى بلقمة عيشنا فهانت علينا كرامتنا وانكسرنا أكثر من أي وقت مضى..
عزيزي أحمد بونجق.. رغم الألم الذي يعتصر قلبي وقلوب الكثيرين من أبناء شعبي على جنازتك المتواضعة والتي كان الكثيرون ينظرون لجنازتك من شبابيك الخوف من المثل …
      شهيدنا الغالي دعني ونيابة عنك أن أوجه رسالة مقتضبة  لمن أصدر قرار قتلك، لأنني أرى قلبه سوداوياً أكثر من السواد, يملأه الحقد والضغينة على شعبه أكثر ممّن أطلق الرصاص عليك.
قتلتموني…… نعم
أحرقتم قلب أمي….. نعم
أنهيتم حياتي….  نعم
زرعتم الخوف في قلوب الناس لأن لا يخرجوا في جنازتي….. نعم
ولكن لن تستطيعوا بقتلي أن تقتلوا عشق الحرية في قلبي 
فأنا أرى أن قدر الكوردي أن يقتل على يد من يسميه البعض بالأخ، بشكل أبشع من مقتله على يدي انظام، إلا إن كل هذا لايمنعنا ومن الوصول للحرية، رغماً عنهم جميعاً…….

ملاحظة :
بتاريخ 1-9-2013
 مجموعة مسلحة تقل سيارة من فئة التكسي سوداء اللون اقدمت على اغتيال الناشط احمد فرمان بونجق امام مدرسة عبدالأحد يونان في حي الاشورية في مدينة القامشلي .

حيث اكد شهود عيان أن ثلاث طلقات كانت أطلقت عليه اثنان منهما في رأسه و الثالثة في صدره .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…