قصتي مع قانون التوازن

م عثمان محمود 
اعتقد اننا في الحياة لوحدنا مسؤولين عن عالمنا الخاص و بإتقان قانون التوازن وكيف نعيه ونجعله يعمل في صالحنا 
اولا – اتذكر يوم كنت طفلا ومن الصخرة المركونة بجانب بيتنا في القرية اخذت و وضعت عليها عامودا طويلا وبدأت التأرجح عليها مع بعض رفاقي ..لم نكن يومها نعرف الفيزياء والرياضيات ولا الكيمياء حينها عرفت سر نقطة التوازن وما هي مفاعيلها ؟؟
– وايضا يوم كنت اعمر الأحجار فوق بعضها بإتقان مع قليل من الصبر ، وهدوء النفس و بمراعاة التوازنات بينها ، واحيانا ادخل السباقات بعدد الأحجار المبنية وكما هي بالصورة المرفقة 
من يومها عرفت ماذا تعني مفهوم التوازن ؟؟
نعم اتذكر وتتذكرون معي الكثير الكثير من هذه الالعاب و القصص….بصدق مرة أتينا ب ابرة ومعلقة طعام ….
وبعد تثبيت الإبرة بالأرض قمت بوضع المعلقة فوقها وجعلتها تدور كالمروحة و كان شيئا رائعا ….
وثانيا – اشعر ب شيء من الراحة ….عندما أشاهد بعض البشر يستطيعون الوقوف على الحبال باعتماد مبدأ التوازن لا مبدأ الثقة .
وثالثا – من أيام سألت المهندس الزراعي أثناء شراءنا الرمان عن سبب تشقق ثمرة المذكورة قال لي بالحرف الواحد ( اي خلل في توازنات داخل ثمرة الرمان يؤدي إلى تشققها ….‏)
ويقال ايضا اذا فقد النسر ريشة في احد جناحيه فإنه يقوم بنتف او نزع ريشة اخرى في الجانب الآخر حتى يتمكن من الطيران بشكل متوازن .
كل هذه دروس يفيدنا الالتزام ب التوازن و الحدود دوما وخصوصا مع الآخرين في المزح والعتب وطرح الأفكار و فهم بأن البشر ينقلب مزاجهم من حال إلى حال وقد يكون التوقيت خاطىء فنحاول دوما أن نتمسك بمعادلة التوازن !
وهكذا كل شيء ب توازن ..
و ما أود القول أننا ك بشر إذا ساءت ظروفنا لاي سبب بوجود ( معرفة أو جهل ) أو كنا لا نعرف الحلول او لم يتوفر لنا سبل نهل العلوم من دراسات وجامعات والتخصص ممكن ان نستفيد من تجربة العمود و الأحجار والأبرة والحبل ….وهي تقدم لنا الحلول والرؤى العملية لمفهوم كيف نحافظ على توازن أنفسنا ذاتيا وبالتالي نعيش حياتنا المتوازنة مع اهم قانون في الكون اسمه قانون التوازن في كل شيء في الأكل والملبس والسكن و كورونا ، والكلام والاخذ والعطاء والعقل والقلب، والمادة والروح، والدنيا والآخرة، ومصالح الفرد و المجتمع . 
لذا كل الأشياء تأتي على 
هيئة ثنائيات : 
الحياة والموت ، الحزن والفرح الملح والسكّر ، أنا وأنت…. ومن هنا سر توازن الكون من خلال وسطيّة متوازنة ، وهي تنسحب لعالم الأفكار ايضا لذا يقال : 
‏لا تكن عقلاني لحد القسوه … ولا تكن عاطفي لحد الهشاشه ويجب أن توازن بين عقلك وقلبك …
لترى الأمور بشكل أفضل ! 
فكلاهما يحتاج الآخر ..
بمعنى أن نضع قليلاً من العاطفة على عقلنا حتى يلين ..أو نضع قليلاً من العقل على قلبنا لكي يستقيم .. 
إنها قصة توازنات لا أكثر بين القضية المركزية والهامشية 
ومهما تعثرنا في سبيل الوصول لهدفنا ،‏ ومهما واجهتنا الصعوبات نجد الحلول دوما في أعماقنا في توازننا ولا ننسى المقولة التي تقول : 
كل الشيء اذا زاد عن حده انقلب إلى ضده ، اي علينا أن نفهم التوازن اولا وعاشرا واخيرا 
فالتوازن سبب كل سلام من حولنا سواء الروحي أو المادي و ايضا سبب الحياة الكريمة التي هي بالنهاية مطلب كل إنسان واعي ، ومن هنا فالتوازن دوما مطلوب بوعي أو بدون وعي وإلا تزحلقنا في كل مرة إلى عالم الفشل والفوضى …! 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…