ثلاثةُ مشاهدٍ تائهة

ريوان ميراني
المشهد الأول
مُتخماً بالغياب
أجلس القرفصاء أمام النهر الشارد
هزيز الريح يُراقص أشجار اللوز إغتصاباً
والشمس تنتحر خلف التلال البعيدة
تبدأ السماء بحشرجتها اليومية
فوق المدينة الصاخبة
تفنى الغيوم في البكاء الزاخر
أعمدة الكهرباء المصلبة
تحمل على أسلاكها
أسراب حمائمٍ بأجنحة متكسرة
معلقة بين لا مكانٍ، وزمنين
ألسنة اللهب تأكل سنابل العمر
والغصة المتعششة في القلب
توقفت عقارب الساعة في معصمي
وأنا أثرتُ الصمت الحكيم
أمام كل شيءٍ يتكلم من وحيي
المشهد الثاني 
في كل صباح أمشي إلى الناس
وفي كل مساءٍ أرجع
كل شيء يبقى على حالهِ
ولا أحد يرى القصائد المذبوحة في قلبي
المشهد الثالث 
كل يوم أموت
فلا شيء جديد إذاً

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…