فيروز رشك
كان شيئا جميلا
أن أصرخ صرختي الأولى في بلاد دافئة
يغطي الغبار والخوف والحب شجرها
والبيوت
والقلوب
أستمتع بصفعة أمي وهي تنتشلني من الوحل
أو تبحث عن شوكة في قدمي
فأدمنت الصفعات والأشواك
منذ وقت
أصطاد الفرص للرقص تحت المطر
وأرفض القوانين
الفوضى تسرقني
كثيرا
كأن أمشي وسط الشارع
أو أشعل سيجارتي
في حديقة عامة
أو
أقطع الدرس عن تلاميذي
لأغني معهم أغنية مبتذلة
أو نلعب معا
ثم نصرخ….
الآن، فوضاي الجميلة تأسرني
أنتظر الصبح بعيون متعبة
لأرى العصافير ظنا مني أنها نقرت نافذتك وأتت إلي
لايعنيني أن الخمسين يدق بابي
منذ سنوات ولايدخل
تعنيني الحياة
لكم هي شهية وأنت تقول
كلما كبرت
أحبك أكثر
فأنهض بلهفة عاشق عشريني
أو مراهقة عرفت بابونج طفولتها
لاتعنيني أعداد العابرين من هنا
يعنيني
أين توقف موشور بوصلتي منذ سنوات ملأى بالقطن
يعنيني هذا الرقص رغم الجرح المفتوح في هذه البلاد
هذه الدافئة كسماء مثلجة
هذه المغطاة بالخوف والغبار
كحارس
نائم
في نوبته
مع صورة يقظى في محفظة النقود