روجين كدو في حوار مع الصحيفة الألمانية GN grafschaft bentheim:

 عندما تترجم” روجين” المعنى الحقيقي لاسمها “شمس الحياة” فإنها تغني.. تغوص بأفكارها في عالم آخر…..:
الموسيقا هي مرآة إحساسي..!
الكردية “روجين” تستطيع أن تغني وتعزف في مدينة Nordhorn هاربة من سوريا…
بصوت منخفض وخجول ومنكسر، استطاعت روجين أن ترفع صوتها، ليدوي حانياً، وهي تمسك بأصابع يدها اليمنى أوتار آلتها الموسيقية sazوببطء تبدأ الكوردية ، ابنة ال 38عاماً، بالعزف والغناء..
الكلمات التي تغنيها، يصعب على الجالسين فهمها، لأن الصبية تستعمل لغتها الأم.
ومع أنهم لم يفهموها، وهي تغني، لكنهم اكتشفوا أن الأغنية التي غنتها ملأى بإحساس قوي عن الحب، والعشق، والحزن، وأيضاً عن الأمل وأن النغمات تتحرك..!
“روجين” قادرة أن تغني أمام الألمان بسعادة، فمنذ أربع سنوات وقبل أن تنزح من سوريا إلى ألمانيا لم تتخيل أنها تسطيع يوماً ما الغناء والعزف أمام الجميع. لم يكن زوجي سعيداً بغنائي وعزفي تشرح روجين.. وتقول:
إنه بالنسبة للمجتمع الكوردي من غير المرجح أن تمارس النساء مواهبهن الموسيقية. “لا تعاقب النساء على مواهبهن، ولكنهن تظللن منبوذات أمام المجتمع”!
. مجتمعهن تحت ضغط كبير، فلا أحد يجرؤ أن يقف ضد هذا الشيء.
كان والدها عمدة مسقط رأسها أيد وشجع لفترة طويلة ابنته عندما كانت صغيرة على الغناء، تتذكر ذات ال٣٨سنة هذا الشيء. كان فخوراً دوماً بها، وكان يغني معها.. ولكنها حينما كبرت تغير كل الشيء.
المحيط كان يؤثر على والدها، ليمنعها من الغناء والعزف، بعد أن خضع لهم مكرهاً، وقد لاحظت” روجين” هذا الشيء، ليؤلمها ذلك.
إنها كانت الآن في موقف خاسر.. ما إن تجرأت امرأة بالإقدام على أمر لا يوافق أفكار المجتمع، إذ يعتبرونها سيئة جداً. الغناء وكذلك العزف على وقف على الرجل في ظل العادات والتقاليد التي تهيمن على المجتمع الكردي” الذي هو أكثر انفتاحاً من سواه”.
حتى آلة الsaz التي أملكها تشبه الكيتار، و يعزف عليها الرجال، والنساء ينبغي عليهن ألا يعزفن عليها” أمام الناس”..
هناك فنانة كوردية كبيرة تسمى” عيششان” معروفة جداً، ومع ذلك فقد تم رفضها من قبل عائلتها، عندما توجهت للغناء علناً، نتيجة ثقتها الكبيرة بنفسها، أما بالنسبة ل”روجين” فقد كانت عيششان” مَثَلَها” في الانحياز للفن، ومحبوبة الجماهير، وهو موقف تتبناه الآن روجين الأم لثلاثة أبناء:” ابن وابنتين”..
بعد وصولها إلى ألمانيا سعت للتحرر من القيود الزوجية، وانطلقت منذ بضعة أشهر في حياة مستقلة صارمة، برغم ما في ذلك من حزم ومتاعب، منحازة إلى عالم أغنيتها.
جارتها الألمانية ساعدتها لتتقن اللغة الألمانية وتتكلمها وتكتبها. إنها وعبر آلتها ال”ساز”.. تمارس الآن العزف بانتظام، وتستنبط الملاحظات على أدائها وألحانها، باعتبارها معلومة تلقائية. كانت تتمنى في يوم ما أن يكون لديها معلم أو معلمة في مجال العزف ليساعداها بهذا الشأن، وهوما استغنت عنه لتعتمد على ذاتها. . عندما التقت ” روجين” عازف” قيثارة” جوال أحست في نفسها أنها غدت أكثر قوة وعزماً وإصراراً على شق طريقها بنفسها قائلة” حتى وإن كان مجتمعي ومن حولي وزوجي قد يعتبرون هذا الشيء جريمة.
لقد قمت بجمع” السنت وراء السنت” القرش وراء القرش” لأجمع نقوداً لشراء آلتي الموسيقية ال” ساز.saz “فلم يقم أحد بمساعدتي لشراء هذه الآلة.
كل السنوات التي مضت تعترف روجين بصوت منخفض أنها شعرت بأنها كانت هباء و ضائعة، لأنها كانت دائما قادرة على العيش مع الموسيقا في الخفاء. ولكن هذا الأمر تغير الآن في مهرجان الثقافة والفنون في Grafschaft Bentheim لأنها غنت وعزفت هناك حتى إذا كانت تتلقى الدعوات كانت تقبل. أقوم بإخراجه من خلال الموسيقا. ربما يأتي يوم وأغني أغان مفرحة.
أريد أن أصل إلى ذاك الطريق.
وفي أول خطوة قمت بالعزف والغناء عندما ودعنا Maria Schmitz، Sozialpadagogin ایم vom SKF Nordhorner Frauen haus ومع ذلك كنت أعزف أغنية مفرحة في حفلة الوداع تلك!


شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

غريب ملا زلال

أحمد الصوفي ابن حمص يلخص في تجربته الفنية الخصبة مقولة ‘الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح’، وهو كثير الإنتماء إلى الضوء الذي يحافظ على الحركات الملونة ليزرع اسئلة محاطة بمحاولات إعادة نفسه من جديد.

يقول أحمد الصوفي (حمص 1969) في إحدى مقابلاته : “الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح”، وهذا القول يكاد ينبض في…

عبد الستار نورعلي

في الليلْ

حينَ يداهمُ رأسَك صراعُ الذِّكرياتْ

على فراشٍ مارجٍ مِنْ قلق

تُلقي رحالَكَ

في ميدانِ صراعِ الأضداد

حيث السَّاحةُ حُبلى

بالمعاركِ الدُّونكيشوتيةِ المطبوخة

على نارٍ هادئة

في طواحينِ الهواء التي تدور

بالمقلوبِ (المطلوبِ إثباتُه)

فيومَ قامَ الرَّفيقُ ماوتسي تونغ

بثورةِ الألفِ ميل

كانتِ الإمبرياليةُ نمراً..

(مِنْ ورق)

بأسنانٍ مِنَ القنابلِ الذَّرية

ومخالبَ مِنَ الاستراتيجياتِ الدِّيناميتية

المدروسةِ بعنايةٍ مُركَّزَة،

وليستْ بالعنايةِ المُركَّزة

كما اليوم،

على طاولته (الرفيق ماو) اليوم

يلعبُ بنا الشّطرنج

فوق ذرى…

حاوره: إدريس سالم

إن رواية «هروب نحو القمّة»، إذا قُرِأت بعمق، كشفت أن هذا الهروب ليس مجرّد حركة جسدية، بل هو رحلة وعي. كلّ خطوة في الطريق هي اختبار للذات، تكشف قوّتها وهشاشتها في آنٍ واحد.

 

ليس الحوار مع أحمد الزاويتي وقوفاً عند حدود رواية «هروب نحو القمّة» فحسب، بل هو انفتاح على أسئلة الوجود ذاتها. إذ…

رضوان شيخو
وهذا الوقت يمضي مثل برق
ونحن في ثناياه شظايا
ونسرع كل ناحية خفافا
تلاقينا المصائب والمنايا
أتلعب، يا زمان بنا جميعا
وترمينا بأحضان الزوايا؟
وتجرح، ثم تشفي كل جرح،
تداوينا بمعيار النوايا ؟
وتشعل، ثم تطفئ كل تار
تثار ضمن قلبي والحشايا؟
وهذا من صنيعك، يا زمان:
لقد شيبت شعري والخلايا
فليت العمر كان بلا زمان
وليت العيش كان بلا…