زهرة برية

زهرة أحمد
أزقةٌ ضريرة
تزحف على عكازة الزمن
أساور الليل الفضية
تلوح من بعيد
في مدينة نائمة في مدافن النيام
تحت حجارة بائدة
تشرق عليها عباد الشمس
تضيء أنفاق الظلام
أوسمة الضحايا
المعلقة على الساحات الحمراء
زهرة برية
تطلع
من بين الأنقاص بأناقة عبيرها
ينابيع
حكايات
تتدفق بين أصابعها
وتحت سياط هؤلاء
ثمة زهرة برية
هي نفسها
وسرب من رسائل السلام
على متن الرماد
وساحات القمح المحروق
من بين ابتسامته تنبت
سنبلة
شجرة الزيتون
زهرة جبلية
كلتاهما زهرتاي
ورغيف محمر بقبلة أمي
من هنا مرت دبابة
دبابات
وآثار أقدام الغزاة
على إثر عبثيتهم
تنتفض
تصمد
تنبت أزهار كثيرة
على كراسات الأطفال
تلون ظلال ابتساماتهم
ومدينة لقوس القزح
تؤرخ لغدٍ
يحمل في حقيبته
أزهاراً حرة
كل الأشياء هكذا
ستبدو أنيقة
مع رواية المكان
مكانهم
مكاني
مكان هجرتهم الأولى
في سجلات لالش
وموسيقا الروح
في عبق القهوة
وتراتيل الصباحات
عندئذٍ
سأجتاز هزائم الشتاء
وأنتظر ابتسامة الشفق
على أزهاري الكثيرة

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

قصة: مشعل تمو
ترجمة: ماهين شيخاني

في تلك الغرفة الواسعة , المترامية الأطراف ، كان الضابط يخطو جيئة وذهابا , ومابين كل خطوتين , بثني ركبته اليمنى ويداه متشابكتان , تهتزان خلف ظهره ، ودون أن ينظر إليَّ قال:
– نعلم ماذا تفعلون و ماذا تكتبون ! إذاكان رأسك صلداً فقد كسرنا روؤس أقسى ! إذاكنت عنيداً فنحن…

فراس حج محمد| فلسطين

هذه الرواية من الروايات القليلة التي لم أندم أنني قرأتها، وأنفقت في الاستمتاع بها يومين كاملين، فعلى الرغم من متنها الممتد لأكثر من (350) صفحة، إلا أنها دفعتني للقراءة دون توقف بنسخة إلكترونية، هذا لم يحدث معي سوى في كتب قليلة جداً، أعادتني “صلاة القلق” إلى نفسي قارئا نهماً، قبل أن تصيبني…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

عِلْمُ المَنْطِقِ هُوَ عِلْمٌ يَبْحَثُ في القواعدِ والأُسُسِ التي تُنظِّم التفكيرَ الصحيح ، وتُميِّز بَيْنَ الاستدلالِ السليمِ والاستدلالِ الخاطئ . وَهَذا العِلْمُ آلةٌ قانونية تَحْمِي الذِّهْنَ مِنَ الخَطأ في الفِكْرِ .

يُعْتَبَرُ الفَيلسوفُ اليوناني أَرِسْطُو طاليس ( 384 ق. م _ 322 ق.م ) مُؤسِّسَ عِلْمِ المَنْطِقِ . وَهُوَ…

ماهين شيخاني

قيل إن المخيم لم يُبنَ على أرضٍ عادية، بل على فراغٍ قديم ابتلع قرى وذاكرات.

من يعبر بوابته لا يعود كما كان؛ فالزمن هناك يسير مكسورا، والساعات المعلقة على جدران الخيم لا تعطي التوقيت ذاته، وكأن كل خيمة تعيش في ساعة مختلفة. بعض الناس فقدوا أسماءهم، وآخرون استعاروا أسماء غيرهم. وفي مساءٍ لم يُعرف تاريخه،…