الأديبة اللبنانية إيمان غطاس و كتاباتها في الشعر و القصة والرواية. تسعد بها النفوس

انيس ميرو
 الأديبة اللبنانية  ( إيمان غطاس) تكتب بإيقاع يلامس الروح وتعزف دوما بها وبمهنية على أوتار قلوب المحبين في كل مكان. 
ولدى متذوقي هذا الفن الإنساني الأصيل و الذي كان له مريديه في حقب زمنية متعددة في الجاهلية ورما بعد الإسلام ورقي مجالي الأمراء و الملوك و الحكام و الأدباء و كانت هناك لقاءات و تجمعات في سوق عكاظ وغيرها حينما كانوا يجتمعون فيها من الشعراء من كل صوب و كانوا يلقون بما جادت بهم قريحتهم من إبداعات متنوعة وتناقلتها الأجيال. فهذه النماذج خلدتها الدهور وعبرت هذه السنين 
وظلت كتابة الشعر عبر هذه الأزمنة تتغير وتخلع عنها التشدد والبحور. و ولدت صيغ مبسطة لكتابة الشعر الحر عن طريق روادها ( بدر شاكر السياب و فدوى طوقان و نازك الملائكة و نزار القباني ) و أسماء لامعة متعددة رغم إن البدايات لم تكن مستحبة لدى متذوقي النمط التقليدي القديم فتم محاربتهم و إلصاق مختلف التسميات عليهم. ولكن دوما كما يقال ( لا يصح إلا الصحيح  )ولكن للضرورة أحكام في كل عصر و مكان
وهناك متغيرات في القالب و الميزان و الصيغ الجمالية المتجددة. وتبدل بالأذواق و النفوس و الاهتمامات. 
ولكل مرحلة أجوائها ومريديها من القراء و محبي الشعر بصيغ مختلفة. أساسه اختيار الألفاظ والعزف بها على أوتار قلوب المحبين و أصحاب الأحاسيس اللطيفة. بعد سنوات القحط و التوجه نحوا الشعارات و المعارك و الاقتتال الذي ولد الانكسارات وبحور من الدماء و هتك للقيم الإنسانية كلها. 
هنا في هذه الحقبة الزمنية المتلاطمة ظهر المرحوم و المبدع نزار قباني في و كوكبة من الأسماء اللامعة في العراق و فلسطين.وسوريا و لبنان و في مصر ومناطق أخرى من العالم العربي ولكن دوما يكون البقاء للأفضل فقد غنت هذه القصائد الجديدة بلونها و صياغاتها من قبل عمالقة الفنانين في عالم الغناء العربي كالسيدة أم كلثوم وعندليب الغناء العربي عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة و القصير العراقي كاظم الساهر وغبرهم و ها نحن الآن أمام أديبة و شاعرة قديرة ورهبة الأديبة ( إيمان غطاس) وما تكتبه يكون بلسماً لقلوب المحبين بعد تجاوز المحذورات و الطلاسم الأخرى وتجاوزها من اجل الإبداع الفكري و الأدبي 
دوما أتابع قصائدها عبر صفحتها المتواضعة للاطلاع على نماذج جديدة لما تكتبه باستمرار. و ما تكتبه هذه الأديبة و الشاعرة المتمكنة من قصائد مختلفة تدخل القلوب بدون فيزا 
وان كتاباتها دوماً تترك أثراً إيجابياً عند جمهورها و متابعيها من الجنسين و لديها نصوص تعرف بقيمة جمالية متنوعة
إن ( إيمان غطاس) ناثرة من لبنان الأخضر. صدر لها ديوان
( أنا عشقتك )والثاني ( مراحل إلى عينيك ) و الثالث ( وما تبقى مني  ) تم طبعها في دار السكرية في مصر العربية و لها ثلاث روايات
 ( الحب المستحيل  ( و ( خريف الحب ) و ( عودة الأمس ) لقد شاركت بمهرجانات في بغداد و سامراء ومصر
وهذه إحدى قصائدها 
لململي يا روح حنينكِ
وعصري الشوق بمدامعكِ
اصرخي في القلب ألمكِ
وطوقي في العروق رنين هجر عشقكِ
لململي يا روح أحلامكِ
وأعيدي وضعها في صندوق أمانيكِ
فهجر الحب من صومعتك ِ
أدمى القلب 
آه ايها العشق الخالد في عروقي
في أنفاسي في رقرقات المقلِ
في النبض في كلي 
أضئ لغيري 
وأمضي وعانق المقلِ
وألمس جسد العشق
ارسم زهرات الحب فوق المبسم 
أضئ لغيري 
وسأمضي في غيهب عينيك َ
سأمضي في قهقهات الزمان 
أرسو سفينة عشقي في مكان 
وظل صدى أنفاسك تمتلكني
سأمضي بهواكَ ورعشة الفؤاد 
في صمت تكلم حنيني
سأمضي وخيال نظراتكَ تأسرني 
وذكريات اللقاء أرتشفها بشوقي 
يا حبيبي يا أنتَ
أحقاً نسيت اللقاء؟
أحقاً انطفأت شعلة الحب ؟
هل خبتْ رجفة الثغر 
عند أنفاسك الحنونة ؟
ما كان الهوى ؟ 
أكان حلم ليلة 
رسمت أشواق عمر
أم أشواق قلب وشم عشق في قلب القَدْر؟
سأمضي وألوان حبك يلون أحلامي 
سأمضي ورجفة أنفاسك تطفو في تنهيدة عيني
سأمضي وطيفك في خاطري 
يرتج له الفؤاد ويظل يهمس اسمك بخشوع
وقصيدة أخرى ….
دعوتُهُ لِعناقيْ
في فجرِ أحلاميَ همسَ لي احبكِ
في فجرِ أشواقيَ تنفست ِالهمسةُ في عمقٍ
فقال: اشتاقُ لاشتياقُكِ 
فتعاليْ نعانِقُ فجرَ أحلامُناْ
ولنغني أشواقَناْ 
تعاليْ لنَغمُسَ همساتَناْ في عمقِ الدجىْ 
تعاليْ ففجرُ عمرَناْ وحبَناْ في 
انتظارِناْ

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…

غريب ملا زلال

رسم ستار علي ( 1957_2023 ) لوحة كوباني في ديار بكر /آمد عام 2015 ضمن مهرجان فني تشكيلي كردي كبير شارك فيه أكثر من مائتين فنانة و فنان ، و كان ستار علي من بينهم ، و كتبت هذه المادة حينها ، أنشرها الآن و نحن ندخل الذكرى الثانية على رحيله .

أهي حماسة…

عِصْمَتْ شَاهِينَ الدُّوسَكِي

أعْتَذِرُ

لِمَنْ وَضَعَ الطَّعَامَ أَمَامَ أَبِي

أَكَلَ وَابْتَسَمَ وَشَكَرَ رَبِّي

أَعْتَذِرُ

لِمَنْ قَدَّمَ الْخُبْزَ

لِأُمِّي وَطَرَقَ بَابِي

لِمَنْ سَأَلَ عَنِّي

كَيْفَ كَانَ يَوْمِي وَمَا…

ماهين شيخاني

هناك لحظات في حياة الإنسان يشعر فيها وكأنّه يسير على خيط رفيع مشدود بين الحياة واللاجدوى. في مثل هذه اللحظات، لا نبحث عن إجابات نهائية بقدر ما نبحث عن انعكاس صادق يعيد إلينا شيئاً من ملامحنا الداخلية. بالنسبة لي، وجدتُ ذلك الانعكاس في كتابات الفيلسوف والكاتب الفرنسي ألبير كامو (1913-1960).

ليس كامو مجرد فيلسوف عبثي…