دبلوماسية النذالة

ماجد ع  محمد
يهمس القميءُ بأذن قميءٍ على مقاس هواجسه
اشتمني
اغسل عرضي بلا استحياءٍ
وانشر عُريَّ
في التقاويمِ
في الصّحفِ والدوريات
في الحوليات
ولا بأس بأن توسّع مدار التعرية
كأن تنشر مثلاً فداحتي على الجدران
أو تلوّح بها على الأسطح ككشاش الحمام 
أو تبثها على الشاشات 
وبكل ما نهلتَه من علوم دبلوماسية النذالة
دوِّن عاريَ بكامل قُبحه على الشاخصات 
حتى يُقنعَ الأبلهُ سقيماً مثلهُ 
بأننا أعداءٌ ألدّاء
من عتبة الخيمة حتى سياج مرابع السماء
وإلاّ فكيف ستحلّق هواجسهم كالأرياشِ 
فرحاً من حولنا
وتخفق أفئدتهم من الإيمان تودُّداً إلينا
وهي ترفّرف نشوى من فيض الاحتفاءِ بنا 
نحنُ الأوباشُ المجرّدون من كسوة النُّبلِ
فتحمينا أوبار جلودهم 
مِن قيظ الحياة وزمهريرها
وكلَّما تهارشوا أكثر 
منحتنا أرياشهم المتطايرة المزيدَ من النشوةِ
وفرصةً أخرى للنجاة.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

مسلم عبدالله علي

قبل يومين، كنا عائدين من العمل. وقبل أن ننطلق، أوقفنا شابٌ مصريّ كان يعمل معنا في نفس البناء، فأردنا أن نوصله في طريقنا.

ما إن صعد السيارة، حتى انهالت عليه الأسئلة من كل حدبٍ وصوب:

ـ أين تقع الأهرامات؟

وقبل أن يجيب، أضاف أحدهم: هل زرتها؟

ابتسم وقال: ليست بعيدة تبعد ساعة فقط عن منزلي، أمرّ بها…

أحمد جويل

طفل تاه في قلبي

يبحث عن أرجوحة

صنعت له أمه

هزّازة من أكياس الخيش القديمة…

ومصاصة حليب فارغة

مدهونة بلون الحليب

ليسكت جوعه بكذبة بيضاء.

 

شبل بعمر الورد

يخرج كل يوم…

حاملًا كتبه المدرسية

في كيس من النايلون

كان يجمع فيها سكاكر العيد

ويحمل بيده الأخرى

علب الكبريت…

يبيعها في الطريق

ليشتري قلم الرصاص

وربطة خبز لأمه الأرملة.

 

شاب في مقتبل العمر،

بدر جميل،

يترك المدارس…

بحثًا عن عمل

يُجنّبه الحاجة إلى الآخرين

ويختلس بعض النقود

من…

إدريس سالم

تتّخذ قصيدة «حينما يزهر غصن الألم»، موقعاً خاصّاً، في الحقل النثري الوجداني المعاصر؛ لما تنطوي عليها من إعادة تعريف للعلاقة بين الذات والأنوثة والحياة؛ إذ تقدّم الشاعرة والمدوّنة الكوردية، ديلان تمّي، نصّاً يتأسّس على ثنائية الاعتراف والتمرّد، ويتراوح بين الحنين والجرأة. ليغدو الألم في تجربتها هذه مادّة جمالية قابلة للتشكّل، وغصناً يُزهر بدلاً من…

إبراهيم محمود

“الذاكرة هي أولاً وقبل كل شيء عملية انتقاء حيوية بين الذكريات والنسيان ، بين ما يجب أن يحتفظ به الوعي وما سوف يتجاهله أو يُعاد قسريًا بشكل مؤقت أو نهائي”. إنه “يؤسس انتقال الأجيال ، بنى البنوة ، الروابط الأسرية والاجتماعية لأنها جزء من جماعة”

هنري روسو

تحرّكٌ

في الذهاب إلى الكتاب، نمضي إلى التاريخ بكل تأكيد،…