شهداء موسيقى وغناء الكورد .. اردوان زاخويي و اياز زاخويي

ا . د . قاسم المندلاوي  .
هذه نبذة مختصرة عن فنانين شهداء راحلوا عن عالمنا ( الشهيد اردوان زاخويي و  الشهيد اياز زاخويي ) وهما من  مدينة زاخو ” محافظة دهوك ” الجميلة .. منبع الفن الموسيقي و غناء الفلكلور الكوردي الاصيل  و بركان الثورة  و النضال .. لقد ضحى الشهيدين بروحهما ودمائهما لاجل حرية و استقلال كوردستان ، و قدما  اروع نتاج موسيقي وغنائي وطني وثوري … يقول السيد جمال بروازي ( اصبح اياز زاخوي واردوان زاخويي اللذان تم اغتيالهما قبل 37 عاما صوتين لا يمكن نسيانهما باغانيهما و نضالهما من اجل حرية الشعب الكوردي في منطقة بهدينان واحتلال مكانهما في تاريخ كوردستان .. انتهى الاقتباس ..) .
 الفنان الشهيد ” اردوان زاخويي ” اسمه الكامل ” اردوان علي محمد طه  ” ملحن و موسيقي و مغني  ولد في مدينة زاخو يوم 1 / 7 /  1957 وبين اسرة وطنية محب للفن الموسيقي … اكمل المرحلة الابتدائية في زاخو ، ولم يستطيع اكمال الدراسة بسبب ظروفه المعيشية الصعبة ..
بدا مشواره الفني الغنائي منذ ان كان تلميذا وكان يغني في الحفلات المدرسية  ، وفي عام 1977 اشترك مع بعض المغنين في تاسيس فرقة موسيقية باسم ( فرقة شباب زاخو الفنية ) وسجل بعض اغاني فلكلورية … عام 1978 سجل شريط غنائي تحت عنوان ” دوريت زاخو ري دوخوينن ” و انتشر هذا الشريط في مناطق كثيرة جنوب كوردستان .ثم سافر الى بغداد ، وبعد نجاحه امام لجنة اختبار الاصوات في اذاعة بغداد – القسم الكوردي تم قبوله مطربا . وفي عام 1980 وعندما اندلعت الحرب العراقية الايرانية تم استدعائه للخدمة العسكرية الا انه التحق في صفوف البيشمركة نظرا لايمانه الراسخ بقضية شعبه المظلوم ، ومع حمل السلاح استمر بالغناء في اذاعة ” صوت كوردستان – صوت ثورة جنوب كوردستان ” وهناك في عام 1983 انضم الى ” فرقة كولان الفنية ” وقدم العديد من الاغاني الوطنية و الاناشيد الثورية ومولات حزينة منها اغنية ” داي نرو ئه ز بيشمركة مه – اي امي انا بيشمركة اليوم ” و اغنية ” كوردستان كوردستان باري كران – اي كوردستان حملك ثقيل ” وغيرها  ،  و خلال  الاعوام  1970 —  1986 سجل اكثر من 200 اغنية منوعة ” اغلبها فلكلورية و ثورية ووطنية وعن الطبيعة الجميلة في كوردستان مثل اغنية ” بزي بيشمه ركه ” واغنية ” دل هيلا سه ر ” و اغنية ” ئاخ زده ردي هه ويس ” واغنية ” هاتن هاتن ” وغيرها ..  وفي منتصف الثمانينيات انسحب الراحل اردوان مع مقاتلي البيشمركة الى شرق كوردستان وهناك تم اعتقاله من قبل جلاوزة ايران و ظل في السجن لعدة اشهر وبعد اطلق سراحه ذهب الى شمال كوردستان والتقى بمناضلي و مقاتلي حزب العمال الكوردستاني وغنى لهم من جبهات القتال ، وقرر ان يهاجر الى اوربا وبسبب عدم امتلاكه جوازسفر عراقي اضطر الرجوع عام 1985 الى زاخو ، واعتقل من قبل مخابرات الطاغية صدام  وبعد تعذيبه تم الافراج عنه لشموله عفو عام ، وفي 28 / 1 /  1986 وجه له دعوة للمجيئ الى بغداد لتقديم اغاني في ذكرى اذاعة بغداد  – القسم الكوردي وجاء الى بغداد  وشارك في حفلة الاذاعة ، وبالرغم من الرقابة الشديدة من قبل المخابرات البعثية قدم اغاني وطنية و ثورية ، وبعد انتهاء الحفلة  ورجوعه الى الفندق الذي كان يقيم فيه تم القبض عليه من قبل جلاوزة الطاغية صدام بتهمة معاداة الحكومة و تم سجنه وتعذيبه في زنزانات بغداد حتى فارق الحياة في يوم 29 / 1 / 1986  .. وفي  زاخو اقيم له  تمثال في احدى ساحات المدينة ..  كان الشهيد  ”  اردوان زاخويي ”  فنانا مبدعا ومناضلا و مقاتلا  بيشمركة  شجاعا  ” ، وكان يتقن اللغة العربية و الفارسية و التركيىة الى جانب لغة الام الكوردية  و رغم حياته القصيرة والحزينة ترك ارثا غنائيا فلكلوريا واناشيد وطنية وثورية ينير الطريق امام الاجيال القادمة … رحمه الله .
الفنان الشهيد  ” اياز زاخويي ”  اسمه الكامل  ” اياز يوسف احمد ” مغني و ملحن  و كاتب الاغاني ولد في 20 /  شباط / عام 1960 او 1961 ” حسب بعض المصادر ” في مدينة زاخو – محافظة دهوك .. اكمل المرحلة الابتدائية و اعدادية الزراعة او  ” المرحلة الثانوية –  حسب المصادر ” في زاخو و التحق بالمدرسة العسكرية للجيش العراقي وتخرج برتبة ” ضابط ” ، وعندما تعرضت الثورة الكوردية لهجمات الجيش العراقي المتوحشة ، وبدلا من ان يكون جنديا في صفوف الجيش ويحارب شعبه المظلوم اتجه نحو الاعمال الفنية.. كان الراحل موهوبا بالطرب وحب الموسيقى منذ ان كان صغيرا حيث تربى بين عائلة محبة للموسيقى و الغناء .. وعندما كان طالبا يدرس قدم الاغاني في حفلات مدرسية و حفلات الاعراس .. وفي عام  1976 بدا يتعلم العزف على الة الطنبور و العود .. ثم اخذ يعمل مع الفرقة الموسيقية الذي شكلها عام 1977  باسم ” فرقة  شبيبة دهوك ” واصبحت هذه الفرقة الاولى في كوردستان و العراق  ، وفي عام 1980 سجل اغنية وطنية على كاسيت و وزعه  بين الناس  وكان هذا عاملا مهما في شهرته في  كوردستان و خصوصا بعد اغنيته الشهيرة ” جبكه م ئه ز ” و اغنية  ” نوروز هات وبكل و ريحان ” فضلا عن تلحينه العديد من الاغاني الثورية و الوطنية باسلوبه وابداعه الجديد ،  فاصبح نجما من نجوم الفن الموسيقي و الغنائي الكوردي ، ولم يقتصر اعماله الفنية في مدينة زاخو فحسب بل وذهب الى بغداد عام 1984 و شارك في الكثير من الحفلات و الامسيات وسجل  العديد من اغانيه على اشرطة كاسيت بالمشاركة مع الفنان الشهيد ” اردوان زاخويي ” وفنانين اخرين من الكورد  ، وسجل في اذاعة بغداد – القسم الكوردي ما يقارب  13 اغنية وطنية و فلكلورية وعن جمال الطبيعة في كوردستان .. ثم عاد الى مدينة زاخو عام 1985  وسجل مع ” فرقة دهوك الفنية الوطنية ” العديد من الاغاني الوطنية والثورية ، و اشتهراغانيه حتى لدى الجالية الكوردية في اوربا وخاصة  اغنيته  المشهورة  ( كوردم .. خلق كوردستانم .. زبانم كوردي ) واغنية  ( به شيمان نيم ) .. واغنية  ” ولاتي من بخج يه  كولانه – وطني حديقة الورود ” وخلال 29 سنة من العمل الفني المستمر استطاع تسجيل 20 كاسيت ، فضلا عن كتاابة وتلحين عشرات الاغاني و مقامات كوردية .. لقد تعرض الفنان الراحل ” اياز زاخويي ” ايام نظام البعث وخصوصا خلال حكم الطاغية صدام الى مضايقات و ضغوطات شديدة و استهدف من قبل المخابرات حتى ايام كان يعالج من مرض السل الرئوي في مستشفى العسكري في الموصل وقد تم تسميمه حتى توفي  يوم 20 / 1/   1986 ونقل جثمانه الى مدينة زاخو ودفن بجوار قبر ابيه .. و اقيم له في مدينة زاخو  تمثال في احدى ساحاتها .. رحمه الله
——————–
 المصادر :
1  — صوتان من اجل حرية الشعب الكوردي في منطقة بهدينان 29  /  1  / 2023 يوتيوب   2  – هوزان امين ” لنتذكر مبدعينا … اردوان زاخوي ( 1957 – 1986 ) ” 3 / 3 / 2016  سيما كورد  – يوتيوب  3 – اردوان زاخويي – ويكيبيديا – الموسوعة الحرة  28 / 9 / 2023   4 –  جمال بروازي ” محطات من ذاكرتي في ذكرى رحيلهم  الفنان الشهيد اردوان زاخويي … الفنان الراحل اياز زاخويي  9 / 4 / 2023  الكاردينيا – يوتيوب  5  – قصة اختفاء الفنان الكردي اردوان زاخوي لا تزال لغزا 27   / 1  / 2023 التلفزيون العربي  – يوتيوب  6  –  جمال بروازي ” محطات من ذاكرتي …  في ذكرى الثامنة و الثلاثين  لرحيل الفنان اياز زاخويي ” 22  / 1/ 2024  كولان –  يوتيوب  7  – غسان خضر ”  بعد حفلة اخيرة  في بغداد اختفى منذ عام 1986  ” العربية – زاخو  يوتيوب   8  – اياز زاخويي  2  / 2 / 2023  ويكيبيديا – الموسوعة الحرة   9   – زكريا مصطفى  ” ذكرى رحيل الفنان اردوان زاخوي .. والذي توفي وهو في ريعان شبابه ” 29 عاما ” في سجون بغداد  29  / 1 /  2021  فيسبوك  10  — جواد ملكشاهي ”  في ذكرى الثامن و الثلاثون لرحيل الفنان اياز زاخويي  21 / 1 / 2024  جريدة التاخي .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ألمانيا- إيسن – في حدث أدبي يثري المكتبة الكردية، صدرت حديثاً رواية “Piştî Çi? (بعد.. ماذا؟)” للكاتب الكردي عباس عباس، أحد أصحاب الأقلام في مجال الأدب الكردي منذ السبعينيات. الرواية صدرت في قامشلي وهي مكتوبة باللغة الكردية الأم، تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وبطباعة أنيقة وغلاف جميل وسميك، وقدّم لها الناقد برزو محمود بمقدمة…

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…