حوار هادئ مع خطاب صاخب.. بخصوص ما قاله السيد جمال حمي في الشاعر جكرخوين


 المحور الخامس ـ هل كان جكرخوين
بلا تأثير في الوعي القومي الكوردي؟ وهل هاجم الخالد الملا مصطفى البارزاني وقادة الثورات
الكوردية؟!


د.
ولات محمد

يحاول الكاتب جمال حمي في هذا القسم إسقاط
صورة جكرخوين من النواحي الثقافية والقومية والثورية في عيون الكورد، إذ ينفي عنه
أي دور توعوي تنويري قومي في الوسط الكوردي، بل يرى أنه بسبب فكره الماركسي قد
ألحق ضرراً كبيراً بالكورد، ووقف ضد الثورات الكوردية وحارب قادتها لأنهم كانوا
رجال دين. 
  

1 ـ
لا دور لجكرخوين في الوعي القومي الكوردي
 

في مقال له بعنوان “من هم دُعاةُ
القومية في غرب كوردستان؟ وهل حقًا خدموا القضية الكوردية كما يزعمون؟
يقول
الكاتب جمال حمي ما يلي: 
 “لا
تُصدقوا أن زيدًا من الناس أو عمرًا قد أيقظ حب القومية الكوردية في قلوب الكورد،
فكل هذا كذب ودجل وضحك على الذقون واغتصابٌ للعقل، لأن حب القومية هو أساسًا أمر
فطري خلقه الله تعالى وأودعه في قلوب البشر جميعهم، وبواعثه في قلب ووجدان الإنسان
إنما يأتي بسبب حبه لأمه وأبيه، ولجده وجدته (….) وجميع أهله وأقاربه، (…) ولا
يحتاج حب القومية إلى فلسفة وتنظير وثرثرة وقصائد وأشعار وأغاني وشعارات براقة…
“.
 
 يريد الكاتب من هذا الكلام أن يقول للناس: إن من أخبركم بأن جكرخوين لعب دوراً في إيقاظ الشعور القومي أو تنميته لديكم قد كذب عليكم لأن حب القومية شعور فطري لا دور لأحد في تشكيله. ويهدف من ذلك طبعاً أن يسقط من الذهنية الكوردية صورة جكرخوين بوصفه شاعراً مثقفاً تنويرياً أسهم في توعية الناس اجتماعياً وأدبياً وتاريخياً وقومياً. الكاتب هنا يخلط بين الشعور القومي والوعي القومي؛ فالأول مرتبط بالعاطفة وهو أمر غريزي موجود بالفطرة، أما الوعي القومي فهو عملية عقلية ذهنية فكرية ثقافية تحتاج إلى معرفة وتوعية وشرح وتحريض وطرح أسئلة ومناقشة وجدل ومقارنة وغير ذلك مما يفتح أمام العقل آفاق التفكير فيتحقق الوعي القومي؛ فالإنسان يحب انتماءه القومي بالفطرة، ولكنه يحتاج إلى توعية بشخصيته القومية وبتاريخه وبلغته وبتراثه وبفولكلوره وكذلك بحقوقه القومية. وهذا ما يقوم المثقفون التنويريون من أبناء قومية معينة. وهذا ما حصل ويحصل لدى كل الشعوب.
من هنا إذا أراد الإنسان أن يحقق تمايزه القومي ويحصل على حقوقه لا يكفيه شعوره القومي الفطري، بل يحتاج إلى وعي قومي، وهذا ما كان يقوم به جكرخوين، إذ عرّف الكورد بثقافتهم وفولكلورهم وأدبهم وهويتهم وتاريخهم ولغتهم التي كتب بها وحببهم بها وجعلهم من خلال شعره يتعلمونها في ظل الجهل وغياب المدارس الكوردية. كل هذا سيجعل الكوردي يدرك (وليس يشعر) أن له هويته القومية وتمايزه وأن له الحق مثل كل شعوب العالم في تحقيق هذه الهوية.
هذا هو فضل جكرخون وغيره في التوعية القومية. وما يزيد من فضل جكرخوين في هذا الإطار أنه قبل مائة عام تحدى كل عوامل الجهل والأمية والمنع والملاحقة وراح يكتب بلغته الكوردية وأنه استمر على هذا ستين عاماً رغم أنه دفع من حياته وحياة وأسرته أثماناً باهظة. وما يبرز قيمة عمله آنذاك أن معظم الكورد (ومنهم أنا والسيد جمال حمي) بعده بمائة عام وفي زمن الممكن والمسموح والمتوفر ما زلنا نكتب بغير الكوردية. لذلك لو لم يفعل جكرخوين آنذاك غير الكتابة باللغة الكوردية لكان ذلك كافياً كي يعترف الكوردي بفضله ويجعله رمزاً قوماً ثقافياً يفتخر به.
يتابع السيد حمي محاولاته إسقاط أي فضل أو دور لأي أحد في التوعية القومية الكوردية بغية إلغاء أي دور لجكرخوين نفسه في هذا الإطار فيقول: “أما من يسمون أنفسهم بأنهم من أيقظوا مارد القومية في قلوب الكورد في غرب كوردستان (…) وعلى رأسهم الشاعر الكوردي جكرخوين، إنما هم أسسوا لفكر قومجي شوفيني إقصائي وتخويني وإلحادي مُشوَّه، ولم يخدموا الكورد، ولا القومية الكوردية، ولا القضية الكوردية، بل أفسدوا كل شيء جميل في حياة الكورد…”
 نقطة أولى: هنا يأتي السيد حمي إلى “الوعي القومي” الذي كنت أتحدث عنه ويسميه هو “مارد القومية”، ولهذه المفردة دلالتها الخاصة في خطاب الكاتب وأفكاره؛ فالوعي القومي عنده بمثابة “مارد” لأنه يشكل خطراً على نهجه وأهدافه ويقلل من دوره الثقافي الاجتماعي. ولهذا أيضاً يشن حملته على جكرخوين لأنه واحد ممن أطلق ذلك “المارد” في عقول الناس، ما أدى آنذاك إلى تراجع السلطة الاجتماعية لرجال الدين في الوسط الكوردي. وهذا كان أساس صراع جكرخوين مع فئة من رجال الدين ومعهم فئة الآغوات والبكوات والملاكين والمخاتير الذين كانوا يحسبون أن توعية الناس قومياً واجتماعياً ودينياً يُخرج من دواخلهم “مارد” السؤال عن الحق والتمرد على سياسة التجهيل والظلم. لذلك يسميه السيد حمي “مارد القومية”، لأنه أخرج الكوردي الجاهل والمسكين والفقير من قمقمه وبدأ يقلق راحة الملا والصوفي والمختار والآغا والإقطاعي آنذاك.
نقطة ثانية: هل حقاً كان القوميون الكورد إقصائيين وتخوينيين وضارين بالقضية الكوردية، أم كانوا ضحايا الشوفينيين والتخوينيين من الأقوام الأخرى؟ هل تستطيع يا سيد حمي أن تحترم عقول قرائك وتسمي لهم ضحايا القوميين الكورد؟ لا يستطيع أحد ممارسة كل هذا الذي تقوله إلا إذا كان صاحب سلطة، ولم يكن القوميون الكورد يوماً أصحاب سلطة. أما إذا كنت تقصد إقصاء رجال الدين أو الإسلام السياسي فليس القوميون الكورد هم الذين أقصوهم (وهم بلا سلطة)، بل تراجع دورهم عكساً مع زيادة الوعي القومي والاجتماعي (الذي كان جكرخوين أحد عوامله) من جهة، وبحكم التطور الطبيعي للتاريخ والمجتمع وتغير الأشياء من جهة ثانية. 

 2 ـ هل هاجم جكرخوين القائد الخالد ملا مصطفى البارزاني وقادة الثورات الكوردية؟! 
عن موقف جكرخوين من الخالد الملا مصطفى البارزاني وقادة الثورات الكوردية يقول الكاتب: “كان يهاجمه دومًا ويسخر من كوفيته وتدينه (…) لأنه كان يتعاطى مع زعماء الثورات الكوردية ليس من منطلق قومي، وإنما من منطلق آحقاد الإيديولجية الماركسية الإلحادية المعادية للأديان كلها، (…) وقد كان يقول عن زعماء الثورات الكوردية وعن الرموز الكوردية التاريخية بأنهم كانوا خونة شعبهم!”. 
أولاً، يبقى كل هذا الكلام في إطار الادعاء يا سيد حمي ما لم تأت عليه بأدلة من كتابة جكرخوين نفسه؛ فعلى العكس مما تدعيه هناك شهادات وأحداث وصور تثبت وجود علاقة طيبة ووثيقة أساسها الاحترام والتقدير بين الخالد ملا مصطفى بارزاني والراحل جكرخوين، وإليك بعضها:
 1ـ عام 1959 هاجر جكرخوين رفقة عائلته إلى بغداد وعمل في جامعتها مدرساً في قسم الأدب الكوردي وكذلك في القسم الكوردي من إذاعة بغداد. في برنامج حواري بعنوان “سيدايي جكرخوين بعد 40 سنة من الرحيل” بث بتاريخ 10/ 5/ 2024 على شاشة قناة peyv TV يتحدث الدكتور آزاد جكرخوين (نجل الشاعر الراحل) عن تلك الفترة فيقول: “عندما كنا في بغداد كان جكرخوين يقوم بزيارات أسبوعية لعائلة البارزاني التي كانت تقيم في بغداد أيضاً. وقد رافقته في عدد من تلك الزيارات. وفي إحدى المرات طلب الخالد البارزاني من سائقه أن يوصلنا بسيارته إلى المنزل”. 
 2ـ في البرنامج ذاته يقول الدكتور آزاد جكرخوين: “أراد والدي أن يرسل أولاده للانضمام إلى الثورة الكوردية، لكن الخالد الملا مصطفى البارزاني رفض ذلك وقال لجكرخوين: أسرتك كبيرة ويجب أن تعتني بها. حاجة الشعب الكوردي إليك كشاعر وكاتب أكبر من حاجة الثورة إليك كبيشمركة مقاتل”. 
 3ـ في فيلم وثائقي بعنوان “من هساري إلى السويد” بثته قناة KTV (كوردستان تي في) يقول كيو جكرخوين (نجل الراحل) إن والده التحق بالثورة الكوردية في جنوب كوردستان عام 1969 وإنه بقي هناك لمدة عام. وفي حوار أجراه الشاعر والروائي إبراهيم اليوسف (منشور في جريدة بينوسا نو ـ القلم الجديد، وكذلك على موقع الحوار المتمدن) تقول الشاعرة والكاتبة بونيه جكرخوين (كريمة الراحل) عن الحدث ذاته: “التحق والدي بالثورة الكوردية التي كان يقودها الملا مصطفى البارزاني في سنة 1969، وبقي هناك ما يقارب السنة يكتب للثورة ويعمل للحث على النضال والتضحية”. 
 الراحل جكرخوين بزي البيشمركة مع أربعة من عناصر البيشمركة في جنوب كوردستان (تحت الصورة مكتوب: كوردستانا عراقي) 
 صورة أخرى للراحل جكرخوين مع اثنين من عناصر البيشمركة 
 4 ـ في الفيلم الوثائقي نفسه الذي بثته قناة KTV يقول كيو جكرخوين (نجل الراحل) إن “حكومة إقليم كوردستان أقامت احتفالية بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل جكرخوين (عام 2009) وإنها تعهدت بطباعة دواوينه”. 
 من احتفالية قناة KTV (كوردستان تي في) بالشاعر جكرخوين. الفرقة تغني بعض أشعاره الملحنة 
 5 ـ عام 2021 في الذكرى السابعة والثلاثين لرحيل جكرخوين قامت راديو/ قناة رووداو ببث برنامج خاص بتلك المناسبة باستضافة المغني والملحن حسين طوفو. 
6 ـ القناتان KTV ورووداو اللتان احتفلتا بجكرخوين (حسب الصور) تابعتان للحزب الديمقراطي الكوردستاني (حزب الخالد ملا مصطفى البارزاني والرئيس مسعود بارزاني): الأولى ناطقة باسم الحزب والثانية تتبع لأحد قادته المحترمين؛ فمن يصدق أن القناتين التابعتين للحزب الديمقراطي تحتفلان بشاعر كان “يهاجم ملا مصطفى البارزاني ويسخر من كوفيته وتدينه” كما تدعي يا سيد؟!!!. 
 7 ـ ديوان جكرخوين الأول (خوشخوان) الذي لم يطبعه في حياته وعثرت عائلته على مخطوطه بعد رحيله تمت طباعته في دهوك عام 2016. 
     شاعر كان يقوم بزيارات أسبوعية لعائلة الخالد البارزاني في بغداد وأراد إرسال أولاده للانضمام للثورة، ثم قام بنفسه بالمشاركة فيها لاحقاً، وله صور بأزياء البيشمركة، كيف نصدق أن الشخص ذاته قد “هاجم البارزاني وسخر من كوفيته وتدينه” كما تدعي؟؟!! ثم بماذا تفسر احتفاء الحزب الديمقراطي وإعلامه بجكرخوين كل هذا الاحتفاء وتواصلهما مع عائلته من أجل التنسيق والقيام بأعمال تخدم الشاعر الراحل والثقافة الكوردية عموماً؟ هل تريد أن تقول لقرائك إن الحزب الديمقراطي وإعلامه يقومان بتكريم شاعر كان يهاجم الخالد البارزاني ويسخر منه؟؟!! 
ثانياً ـ أنت تحاول أن تصور الثورات الكوردية التي قادها شيوخ وملالي كورد أفاضل بأنها كانت ثورات دينية إسلامية وأن القوميين الكورد ومنهم جكرخوين حاربوها وأنكروا فضل قادتها لأنهم كانوا مسلمين. وهذا تلفيق وتشويه كبير وخطير للوعي الكوردي؛ فهؤلاء الأبطال (شيخ سعيد، محمود حفيد، قاضي محمد، ملا مصطفى بارزاني وغيرهم) كانوا رجال دين بالأساس، لكنهم لم يقوموا بثورات دينية إسلامية حتى تفتخر بهم أنت ويقف ضدهم جكرخوين، بل قاموا بثورات من أجل الحقوق القومية للكورد، وهذا يعني أنهم يلتقون مع جكرخوين في الهدف أكثر مما يلتقون معك؛ فحربهم لم تكن ضد الكفار والملحدين والمرتدين، بل ضد مسلمين من أقوام أخرى أنكروا الحقوق القومية للكورد، فكيف ستقنع الناس بأن جكرخوين وقف ضد ثورات كانت من أجل إقامة كوردستان لأن قادتها كانوا شيوخاً أو رجال دين. 
جكرخوين كان خير مَن يعلم أن تلك الثورات قومية وليست دينية، وأن المشاركين فيها من قيادات ومقاتلين كانوا من كافة شرائح المجتمع الكوردي آنذاك: الفقير والغني، المتدين والعلماني، الأمي والمتعلم، حتى المرأة كان لها فيها نصيب من المساهمة، فكيف يمكن أن نصدق أن مثقفاً وطنياً مثل جكرخوين يعلم ببواطن الأمور ويحلم بإقامة كوردستان كان معادياً لتلك الثورات، فقط لأن قادتها كانوا يصلون ويصومون ويقرؤون القرآن؟؟!! 
 “البينة على من ادعى”، ولكنك لم تقدم للقارئ أي دليل على ادعائك هذا. أما شعر جكرخوين (المدعى عليه) فإنه يقدم ما يثبت زيف هذا الادعاء؛ ففي قصيدته الشهيرة kime ez يفتخر جكرخوين بانتمائه إلى صلاح الدين الأيوبي عندما يقول: “أنا الذي كان الباشا يمسك بلجام حصاني/ أنا ذلك البطل صلاح الدين/ اسألْ دمياط واسألْ حطين”. جكرخوين يفتخر بصلاح الدين وبما فعله في موقعتي دمياط وحطين، ولم ينظر إلى كونه قائداً إسلامياً، بل إلى كونه قائداً كوردياً عظيماً، فكيف له أن يعادي أشخاصاً قادوا ثورات قومية كان هدفهم منها (مثل هدف جكرخوين) إقامة دولة كوردية؟!! هذا مخالف للعقل والمنطق تماماً. أما إذا كان جكرخوين قد انتقد بعضاً من قرارات أولئك القادة أو خططهم أو تحالفاتهم التي أدت إلى فشل تلك الثورات، فذلك لأنهم أخطأوا من جهة نظره وليس لأنهم مسلمون. ومثل هذه القراءة للتاريخ والأحداث أمر طبيعي، بل مطلوب وضروري يا عزيزي.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبد الستار نورعلي

أصدر الأديب والباحث د. مؤيد عبد الستار المقيم في السويد قصة (تسفير) تحت مسمى ((قصة))، وقد نشرت أول مرة ضمن مجموعة قصصية تحمل هذا العنوان عن دار فيشون ميديا/السويد/ضمن منشورات المركز الثقافي العراقي في السويد التابع لوزارة الثقافة العراقية عام 2014 بـحوالي 50 صفحة، وأعاد طبعها منفردة في كتاب خاص من منشورات دار…

فدوى كيلاني

ليس صحيحًا أن مدينتنا هي الأجمل على وجه الأرض، ولا أن شوارعها هي الأوسع وأهلها هم الألطف والأنبل. الحقيقة أن كل منا يشعر بوطنه وكأنه الأعظم والأجمل لأنه يحمل بداخله ذكريات لا يمكن محوها. كل واحد منا يرى وطنه من خلال عدسة مشاعره، كما يرى ابن السهول الخضراء قريته كأنها قطعة من الجنة، وكما…

إبراهيم سمو

فتحت عيوني على وجه شفوق، على عواطف دافئة مدرارة، ومدارك مستوعبة رحيبة مدارية.

كل شيء في هذي ال “جميلة”؛ طيبةُ قلبها، بهاء حديثها، حبها لمن حولها، ترفعها عن الدخول في مهاترات باهتة، وسائر قيامها وقعودها في العمل والقول والسلوك، كان جميلا لا يقود سوى الى مآثر إنسانية حميدة.

جميلتنا جميلة؛ اعني جموكي، غابت قبيل أسابيع بهدوء،…

عن دار النخبة العربية للطباعة والتوزيع والنشر في القاهرة بمصر صدرت حديثا “وردة لخصلة الحُب” المجموعة الشعرية الحادية عشرة للشاعر السوري كمال جمال بك، متوجة بلوحة غلاف من الفنان خليل عبد القادر المقيم في ألمانيا.

وعلى 111 توزعت 46 قصيدة متنوعة التشكيلات الفنية والجمالية، ومتعددة المعاني والدلالات، بخيط الحب الذي انسحب من عنوان المجموعة مرورا بعتبة…