هلبين

عصمت شاهين الدوسكي
طلت صباحا كصباح الياسمين
طلت كالندى على أوراق الرياحين
أنارت في طلتها فرحا
رقة بلسما داوت  جرحا
أشرقت شمسا ، نورا هلبين
تمشي الهوينا بين ، بين
تمشي خجلا من العيون
أميرة تحمل تاج النسرين
هلبين سيدة الوجه القمري
سيدة النور السرمدي
لا يفل نورها كالآفلين
مهما دارت حولها الأزهار
مهما دارت حولها الأقمار
تبقى شعلة بين الناظرين
تهاب لو طلت بنظرة
تهاب لو طلت ملكة
في كوكب بين الزائرين
******************
بسمتها في الحديث دامعة
غرتها في الحب واسعة
وذاك ديدنها بين المحبين
كردية الهوى جنتها وطن
رقصتها  حركاتها شجن
رغم غربتها بين المهجرين
سماؤها زرقاء صافية
جبالها شماء عالية
كسور متين على الغاصبين
شعرها السارح الوهاب
شعرها كأغصان اللبلاب
على كتفيها يرسو بحنين
سبحان الله الصانع
جبينها ربيع ناصع
نعمة لا تحصى بين المنعمين
**************
عيناها جوهرتين لامعتين
عيناها جنتين ناظرتين
عيون ماء زلالا صافيتين
خداها وردتين وردية
خداها روابي عسلية
من الحسن تراها حسنين
أما صروف شفتاها
شهد من الشهد رؤاها
لذة من حلاوة كرزتين
من رٱها يشيب بنظرة
يحتار يخف النظر بنظرة
يقينا تكشف ما هو يقين
أمر على أماكنها شوقا
أتأمل صورها متشوقا
كأني أمر على جمال البساتين
***************
أتخيل ملامحها الأنثوية
أتخيل قامتها الزاهية
كغصن البان تتجلى للآخرين
ليس مثلها تحمل الأمل
ليس مثلها أنثى تخجل
يخجل منها النسرين والياسمين
امرأة مداها الجروح
عروسة زينتها الروح
تاجها الحب والجمال والرياحين
هلبين وجهك الطفولي عشقا
كأسطورة مه مو زين ألقا
كعشق الأولين والآخرين
كعشق فرهاد وشيرين
عذرا سيدتي الجميلة هلبين
احتار الوصف بين شك ويقين
أغلقت قرطاسي لملمت
حروفي أمام الحاسدين
كوني كما أنت مشرقة
كما أنت أمام العالمين

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

 

فراس حج محمد| فلسطين

تتعرّض أفكار الكتّاب أحياناً إلى سوء الفهم، وهذه مشكلة ذات صلة بمقدرة الشخص على إدراك المعاني وتوجيهها. تُعرف وتدرّس وتُلاحظ تحت مفهوم “مهارات فهم المقروء”، وهذه الظاهرة سلبيّة وإيجابيّة؛ لأنّ النصوص الأدبيّة تُبنى على قاعدة من تعدّد الأفهام، لا إغلاق النصّ على فهم أحادي، لكنّ ما هو سلبيّ منها يُدرج…

عمران علي

 

كمن يمشي رفقة ظلّه وإذ به يتفاجئ بنور يبصره الطريق، فيضحك هازئاً من قلة الحيلة وعلى أثرها يتبرم من إيعاقات المبادرة، ويمضي غير مبال إلى ضفاف الكلمات، ليكون الدفق عبر صور مشتهاة ووفق منهج النهر وليس بانتهاء تَدُّرج الجرار إلى مرافق الماء .

 

“لتسكن امرأةً راقيةً ودؤوبةً

تأنَسُ أنتَ بواقعها وتنامُ هي في متخيلك

تأخذُ بعض بداوتكَ…

 

محمد إدريس *

 

في ذلك المشهد الإماراتي الباذخ، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة، يبرز اسم إبراهيم جمعة كأنه موجة قادمة من عمق البحر، أو وترٌ قديم ما زال يلمع في ذاكرة الأغنية الخليجية. ليس مجرد ملحن أو باحث في التراث، بل حالة فنية تفيض حضورًا، وتمنح الفن المحلي روحه المتجددة؛ جذورٌ تمتد في التراب، وأغصانٌ…

 

شيرين الحسن

كانت الأيام تتسرب كحبات الرمل من بين أصابع الزمن، ولكن لحظة الغروب كانت بالنسبة لهما نقطة ثبات، مرسى ترسو فيه كل الأفكار المتعبة. لم يكن لقاؤهما مجرد موعد عادي، بل كان طقسًا مقدسًا يُقام كل مساء على شرفة مقهى صغير يطل على الأفق.

في كل مرة، كانا يجدان مقعديهما المعتادين، مقعدين يحملان آثار…