وهي في نهاية المطاف أسماء غريبة جملة وتفصيلاً عن واقعنا ولا تكمن المفارقة هنا بقدر ما يتعلق الأمر بثقافة كونية باتت تتوحد أقطابها لتشمل عالم الأسماء أيضا ويبقى الرهان عند الأبوين لما اختاروا هذا الاسم دون غيره؟ في وقت يتناسى الكثيرون إن هذا الطفل سيكبر وسيسأل لما اختار أبويه هذا الاسمله دون سواه؟ وهو السؤال الذي يجب أن يطرح: هل وضع الأبوين أنفسهم في موضع المسائلة لقضية اعتبروها حساسة منذ البداية ؟ فالطفل نفسه إن لم يرق له هذا الأسم سيبدا بالسؤال: ما ذنبي ويبدأ البحث عن بدائل، واللافت إن ما يدفع الكثير من الآباء في إطلاق أسماء غريبة هو التفرد في الاسم بحيث يتحاشى تشابه الاسم مع أسماء الجيران أو الأقارب، و الشرع ذاته أكد على واجب الأبوين حسن اختيار الأسماء ووصى بمناداة الإنسان بأحب الأسماء إلى نفسه.
بين الماضي والحاضر ( أطفال مخيرون لا مسيرون بأسمائهم ؟ ! )
حلوة، أمينة، بديعة، عالية، جازيه، عدله، محيوه، جاسم، أسماء تختلف لآباء من ذاك الجيل يرونها صالحةً لكل زمان ومكان.
بينما هايدي، آراس، بروسك، نار الحياة، ليديا، وأسماء أخرى كثيرة.. يرى مناصروها إن المجتمع تبدلت مفاهيمه في اختيار الأسماء وبات مقرونا بالزمن الذي نعيشه. و أما عن أسماء الأولين التي ورثناها تحت مسميات عدة كالاحترام والتقدير الشديدين للآباء والأجداد والعرفان بالجميل وتخليدا للذكرى بعد الوفاة، فهو عرف ساد لوقت طويل، ويبقى السؤال هل لازال الأمر سارياً وهو تسمية الأبناء بأسماء السلف ولما كانت العادة سارية؟
جيل الأولين ادعوا احترامهم وتخليدهم للسابقين قبلهم، كيف يقرأ الجيل الجديد هذا الشعار؟ ونحن هل سنورث أبناءنا العادة نفسها فنسمي أحفادنا على أسمائنا حينما نتحول بحكم الزمن إلى آباء وأجداد؟ ألا يعد الموضوع مجحفاً؟ ولكن هل الإنسان يصنع اسماً أم الاسم يصنع الإنسان؟ كم من قادة عظام كانت أسمائهم غريبة وأفعالهم عظيمة؟ وكم من مستبدين عرفهم التاريخ بأسماء جميلة تدندن لها الآذان وأفعال يندى لها جبين البشرية.
إذن هل بات تسمية الطفل مشكلة.
ربما مشكلة الاسم تعانيها الفتاة أكثر من الشاب لأسباب معينة، حتى من باب المزاح قد ترى الفتاة الموضوع ثقيلا معها إن قال احدهم ما هذا الاسم القديم والفتاة بحكم نعومتها تميل أن يترافق اسم جميل مع أنوثة جميلة وقد لا يعني نفس الموضوع بتلك الحساسية الكبيرة كما عند الفتاة.
ربما اختيار اسم الطفل بات عملية معقدة و كثيرون ممن طرح عليهم السؤال ابدوا حيرتهم حينما قرروا تسمية أبنائهم.
—–
الثرى