ثناء الكردي
عندما تتلوث النفوس وتقتلُ القسوة البصيرة وتزول الرحمة بين الناس، نجد أنفسنا أشبه ما يكون في غابة, حيث لا قانون يحكم سوى قانون الغاب, فالقوي يأكل الضعيف.. ويسحق الغني الفقير, وتكثر الممارسات الإنسانية في مجتمعنا. صور مأساوية عندما أرقبها عن كثب أجد نفسي وكأني أتابع فيلماً وثائقياً عن العصور الوسطى في أوروبا, وخاصة في التعاملات الاجتماعية التي تتعلق بالمرأة وعلى وجه التحديد في أوساطنا الشعبية وأخص بالذكر المرأة الأرملة, حيث لم تزل بعض المناطق في مجتمعاتنا تمارس عنفا نفسياً مع كل امرأة أرملة.
لأنها تنظر إليها على أنها عضو شاذ عن المجتمع فقدَ إحدى مقوماته الإنسانية، لذلك لا يجوز لها أن تمارس حقها في الحياة كباقي الناس!!! لماذا يا ترى وأي جريمةٍ ارتكبت..؟؟
-أجد نفسي وكأني أتجرع السم الزعاف كلما أرى امرأة أرملة في مجتمعنا وهي تذوق الأمرين إذا فكرت ولو مجرد التفكير أن تمارس أي نشاط يحمل طابع الرغبة في حياة جديدة, ترى ألا يكفيها ما قاست من الهموم والآلام بفقدها رفيق دربها وسندها؟؟؟؟
-هل حينما يحكم القدر على الإنسان بمصيبة لا يمكن للناس أن يتذكروا التعاون إلا في مثل هذه المواقف…؟؟؟؟؟؟
-سبحان الله !!! شرائح واسعة من مجتمعاتنا لا تتذكر التعاون إلا على الباطل, عندما يجدون امرأة ترملت, فبدل أن تجد هذه المرأة المسكينة بين ظهرانيها من يقف إلى جانبها ويمدها بالقوة الكافية لتتمكن من سد الثغرات الكبيرة التي خلفها زوجها بغيابه من فقدان للسكن الروحي والعاطفي والمادي, وكي تتمكن من المضي قدماً في حياتها باتجاه آخر ومنحى جديد لتصبح قادرة على نسيان آلامها وعذاباتها وتشعر ببعض التفاؤل والدفء من حولها حتى تكون قادرة على التشبع بالنشاط الكافي لتكمل مشوار حياتها, نرى على العكس من ذلك, نرى القيود الشديدة التي تتضاعف عليها حتى تثقل كاهلها بمسؤوليات جمّة, فيصبح الناس والزمن يتعاونون عليها, وتتضاعف الأثقال حتى تتحول حياتها إلى جحيمٍ لا يطاق, تتمنى في اليوم الواحد لو أنها تموت مئة مرة قبل أن يحل عليها ظلام الليل.
قصص واقعية كثيرة أسمع بها كل يوم تجعلني أوقن تماماً بشدة الحاجة إلى التغيير وضرورة وضع حل لمثل هذه التماديات في التقاليد البالية، مع ابتعاد أغلبية الناس عن التمسك برأي الدين الإسلامي في مثل هذه المواضيع.
-هذا الدين الذي يرفض الخضوع والخوف من المجتمع, ويرفض العبودية والاستسلام للعادات والتقاليد التي ربما تحطم حياة الناس, وتجعلها عبودية مطلقة لله وحده, وخوفاً محصوراً منه وحده, لأن مصطلح الخوف ينبغي أن يسحب من قواميسنا, ولماذا الخوف من المجتمع؟؟؟ الناس يجتمعون ليتكلموا عن هذا وذاك بمجرد تجاوزهم لعادة أو تقليد بالي, ولكن لا أحد يعترض ولو بحرف عندما تظلم امرأة مسكينة تمر عليها الليالي وكأنها شهورٌ وسنين, لا أحد يشعر بآلامها، لا بل يحرمونها من كل مظاهر السعادة, وعندما تجرؤ المسكينة على سرقة بعض اللحظات تراها وكأنها ترتكب خطيئة في نظرهم, ونحن من يمارس أكبر خطيئة في حقها, عندما نحكم عليها بالسجن المؤبد ونمنعها من الزواج ونتحجج بالخوف على مصلحة الأطفال وكأن الزوجة جهاز يستخدم للإنجاب والرعاية فقط لا غير!!
فلو سمعنا أن امرأة تزوجت وعندها أطفال تلقائياً ننتقدها بداخلنا, لأنا تعودنا دائماً أن تكون الأم رمزالعطاء والعطاء فقط؟؟
لماذا لا نفكر أن هذه المرأة ستعيش سنين وحدة طويلة بعد زواج الأولاد أوعلى الأقل بعد انغماسهم في دراستهم؟؟
لماذا لا يكون لها الحق في أن تحيا كما تشاء؟؟ لماذا يجب أن تظل المسكينة دائماً معرضة للأقاويل والإشاعات لتتحول أحزانها إلى جرحٍ لا يندمل أبداً مع استمرار المجتمع في إسماعها للعبارات المؤذية ؟؟
فإذا تزينت واهتمت بنفسها ومظهرها (حتى لو كانت منتهية من العدة الشرعية التي أوجبها الله عليها) فإنهم يدّعون بأنها ليست حزينة على المرحوم, أو أنها تبحث عن عريس (ويتغامزون عليها وهي دائماً في قفص الاتهام ) وكأن طموحها في الزواج بعد زوجها جريمة لا تغتفر, والواجب عليها أن تدفن نفسها مع زوجها الذي وارى التراب, لتتشكل كالعجيبة بالشكل المثالي الذي تناقله الناس فيما بينهم، أي بصورة المرأة المخلصة التي أخلصت إلى ماضيها, حتى لو كان هذا الإخلاص سيتحول إلى طوق حديدي ثقيل يحمل على كاهلها المزيد من الأثقال والأحمال والتي تزداد على المرأة وتتضاعف عندما تكون صبية في مقتبل العمر, حيث الكثير من الرجال اللذين لا يتقون الله ينظرون إليها على أنها فريسة ويتحينون الفرصة لانزلاقها لمعرفتهم بالظروف النفسية المحيطة بها, وأما إن كانت متقدمة قليلاً في العمر فإنها إذا فكرت بالزواج فسيقال عنها أنها متصابية, ولا أحد من اللذين يطلقون عليها هذه العبارات أو تلك مستعدُ لأن يضع نفسه مكانها ويشعر بأنها حقاً بحاجة إلى المشاركة والصحبة في أواخر حياتها.
لماذا نضخم موضوع زواجها إلى هذا الحد؟؟
أنا أرفض تماماً أن ينظر إلى المرأة الأرملة التي لديها أولاد بأنها لا يجب أن تتزوج, بل تبقى لتربية أولادها, وأجد أن التفكير بالأولاد ليس مشكلة, بل لهم الأولوية, إذا أحسنت المرأة اختيار الزوج الصالح الذي يعينها على تربيتهم, الأبناء بحاجة إلى رجل في المنزل يضبط سلوكهم ويوجههم, ثم إن وجود الرجل إلى جانبها يشكل لها ولأبنائها هيبة أمام الناس, لأن البيت بدون رجل وكما يقال( كالملطشة) لكل متجرئ وسفيه.
-نريد هنا أن نصل إلى الحقيقة التي نغيبها وهي: صعوبة استمرار حياة المرأة في مجتمعاتنا بدون رجل يصونها ويحميها.
فلنتحلى بشئ من الرحمة والسماحة حتى لا نخالف كل العهود والمواثيق الإنسانية والدولية والشرعية لحقوق الإنسان,
ونعمل بكل ما جاءنا من الشرع الحنيف الذي أمرنا بالرحمة وترك الظلم وأعطى الإنسان كامل حقوقه وأكد عليه القيام بواجباته بمقدار هذه الحقوق بغض النظر عن اللون أو الجنس أ و العرق.
—-
الثرى
-أجد نفسي وكأني أتجرع السم الزعاف كلما أرى امرأة أرملة في مجتمعنا وهي تذوق الأمرين إذا فكرت ولو مجرد التفكير أن تمارس أي نشاط يحمل طابع الرغبة في حياة جديدة, ترى ألا يكفيها ما قاست من الهموم والآلام بفقدها رفيق دربها وسندها؟؟؟؟
-هل حينما يحكم القدر على الإنسان بمصيبة لا يمكن للناس أن يتذكروا التعاون إلا في مثل هذه المواقف…؟؟؟؟؟؟
-سبحان الله !!! شرائح واسعة من مجتمعاتنا لا تتذكر التعاون إلا على الباطل, عندما يجدون امرأة ترملت, فبدل أن تجد هذه المرأة المسكينة بين ظهرانيها من يقف إلى جانبها ويمدها بالقوة الكافية لتتمكن من سد الثغرات الكبيرة التي خلفها زوجها بغيابه من فقدان للسكن الروحي والعاطفي والمادي, وكي تتمكن من المضي قدماً في حياتها باتجاه آخر ومنحى جديد لتصبح قادرة على نسيان آلامها وعذاباتها وتشعر ببعض التفاؤل والدفء من حولها حتى تكون قادرة على التشبع بالنشاط الكافي لتكمل مشوار حياتها, نرى على العكس من ذلك, نرى القيود الشديدة التي تتضاعف عليها حتى تثقل كاهلها بمسؤوليات جمّة, فيصبح الناس والزمن يتعاونون عليها, وتتضاعف الأثقال حتى تتحول حياتها إلى جحيمٍ لا يطاق, تتمنى في اليوم الواحد لو أنها تموت مئة مرة قبل أن يحل عليها ظلام الليل.
قصص واقعية كثيرة أسمع بها كل يوم تجعلني أوقن تماماً بشدة الحاجة إلى التغيير وضرورة وضع حل لمثل هذه التماديات في التقاليد البالية، مع ابتعاد أغلبية الناس عن التمسك برأي الدين الإسلامي في مثل هذه المواضيع.
-هذا الدين الذي يرفض الخضوع والخوف من المجتمع, ويرفض العبودية والاستسلام للعادات والتقاليد التي ربما تحطم حياة الناس, وتجعلها عبودية مطلقة لله وحده, وخوفاً محصوراً منه وحده, لأن مصطلح الخوف ينبغي أن يسحب من قواميسنا, ولماذا الخوف من المجتمع؟؟؟ الناس يجتمعون ليتكلموا عن هذا وذاك بمجرد تجاوزهم لعادة أو تقليد بالي, ولكن لا أحد يعترض ولو بحرف عندما تظلم امرأة مسكينة تمر عليها الليالي وكأنها شهورٌ وسنين, لا أحد يشعر بآلامها، لا بل يحرمونها من كل مظاهر السعادة, وعندما تجرؤ المسكينة على سرقة بعض اللحظات تراها وكأنها ترتكب خطيئة في نظرهم, ونحن من يمارس أكبر خطيئة في حقها, عندما نحكم عليها بالسجن المؤبد ونمنعها من الزواج ونتحجج بالخوف على مصلحة الأطفال وكأن الزوجة جهاز يستخدم للإنجاب والرعاية فقط لا غير!!
فلو سمعنا أن امرأة تزوجت وعندها أطفال تلقائياً ننتقدها بداخلنا, لأنا تعودنا دائماً أن تكون الأم رمزالعطاء والعطاء فقط؟؟
لماذا لا نفكر أن هذه المرأة ستعيش سنين وحدة طويلة بعد زواج الأولاد أوعلى الأقل بعد انغماسهم في دراستهم؟؟
لماذا لا يكون لها الحق في أن تحيا كما تشاء؟؟ لماذا يجب أن تظل المسكينة دائماً معرضة للأقاويل والإشاعات لتتحول أحزانها إلى جرحٍ لا يندمل أبداً مع استمرار المجتمع في إسماعها للعبارات المؤذية ؟؟
فإذا تزينت واهتمت بنفسها ومظهرها (حتى لو كانت منتهية من العدة الشرعية التي أوجبها الله عليها) فإنهم يدّعون بأنها ليست حزينة على المرحوم, أو أنها تبحث عن عريس (ويتغامزون عليها وهي دائماً في قفص الاتهام ) وكأن طموحها في الزواج بعد زوجها جريمة لا تغتفر, والواجب عليها أن تدفن نفسها مع زوجها الذي وارى التراب, لتتشكل كالعجيبة بالشكل المثالي الذي تناقله الناس فيما بينهم، أي بصورة المرأة المخلصة التي أخلصت إلى ماضيها, حتى لو كان هذا الإخلاص سيتحول إلى طوق حديدي ثقيل يحمل على كاهلها المزيد من الأثقال والأحمال والتي تزداد على المرأة وتتضاعف عندما تكون صبية في مقتبل العمر, حيث الكثير من الرجال اللذين لا يتقون الله ينظرون إليها على أنها فريسة ويتحينون الفرصة لانزلاقها لمعرفتهم بالظروف النفسية المحيطة بها, وأما إن كانت متقدمة قليلاً في العمر فإنها إذا فكرت بالزواج فسيقال عنها أنها متصابية, ولا أحد من اللذين يطلقون عليها هذه العبارات أو تلك مستعدُ لأن يضع نفسه مكانها ويشعر بأنها حقاً بحاجة إلى المشاركة والصحبة في أواخر حياتها.
لماذا نضخم موضوع زواجها إلى هذا الحد؟؟
أنا أرفض تماماً أن ينظر إلى المرأة الأرملة التي لديها أولاد بأنها لا يجب أن تتزوج, بل تبقى لتربية أولادها, وأجد أن التفكير بالأولاد ليس مشكلة, بل لهم الأولوية, إذا أحسنت المرأة اختيار الزوج الصالح الذي يعينها على تربيتهم, الأبناء بحاجة إلى رجل في المنزل يضبط سلوكهم ويوجههم, ثم إن وجود الرجل إلى جانبها يشكل لها ولأبنائها هيبة أمام الناس, لأن البيت بدون رجل وكما يقال( كالملطشة) لكل متجرئ وسفيه.
-نريد هنا أن نصل إلى الحقيقة التي نغيبها وهي: صعوبة استمرار حياة المرأة في مجتمعاتنا بدون رجل يصونها ويحميها.
فلنتحلى بشئ من الرحمة والسماحة حتى لا نخالف كل العهود والمواثيق الإنسانية والدولية والشرعية لحقوق الإنسان,
ونعمل بكل ما جاءنا من الشرع الحنيف الذي أمرنا بالرحمة وترك الظلم وأعطى الإنسان كامل حقوقه وأكد عليه القيام بواجباته بمقدار هذه الحقوق بغض النظر عن اللون أو الجنس أ و العرق.
—-
الثرى