پريزاد شعبان : کل شيء في کوردستان يعنيني فنحن توأمان نستنشق من عطر واحد وهو عطر الکوردايتي المقدسة….!!
أجرى الحوار: حسين أحمد
Hisen65@gmail.com
Hisen65@gmail.com
إنها الجرح الكردي النازف في هذا الشرق الصعب في كل أركانه (السياسية والثقافية والإنسانية ) والمحمل بالوجع الروحي والإنساني المضني .
إنها بريزاد شعبان الشاعرة الكوردستانية المظلومة التي هزت الكون بصرخاتها بوجعها بآلامها المقدسة ,وهي القادمة من ارض كوردستان هذا الوطن الجريح بانفلته بحلبجته بكل انكساراته المرة حتى (قامشلو الشهيدة وعامودا المحترقة من كبدها وآمد ومهاباد) والى كافة المدن الكوردية لتكشف هي للآخرين عذابات أمتها الكوردية من خلال قصائدها وكتاباتها وحالتها الروحية المشعة نار ولهيبا وصوراً ومشاهدات كثيرة لازالت تحمل ذاكرتها الإنسانية المجبولة بأحزان الدنيا قاطبة.. إنها بريزاد بنت الشهيد (شعبان برواري) الشاهدة على حلبجة وهي ترى كيف يذبح اعز أناس لديها.
تقول الشاعرة :
بريزاد شعبان …رمز العزة والفخار…والوجع والألم في هذه الحوارية الموجعة
– ان الإنسانية اکبر وأنبل من کل شيء ..!!
– أنا جرح کوردي وجرح إنساني لا يندمل ..!!
– أتمنى ان يعم السلام في کل أنحاء المعمورة ..!!
– انا أعيش مع کل کلمة في أشعاري بل أتجسد في شخصية القصيدة .
– انا اتحمل الأوجاع لأنني ولدت في رحم الوجع وهو الرحم الکوردي ..!!
– أنا اکتب لنفسي أولا لأنني أجد فيها کل ماهو کوردي وإنساني من حب وعشق مصلوب
– الکمالية المطلقة اعتبرها مستحيلة في أي عمل کان وأنا اعتبر نفسي باني لم أبدء بعد ..!!
– أنا أجوع مع حرمان کوردستان وأنا اعطش مع ظمأ وطني وأنا انزف مع جراحات شعبي ..!!
– فکل دمعة في عين طفل کوردي هي لي قصيدة وقلب کل أم کوردية ثکلى هو قلب القصيدة
لنبدأ بالسؤال الأول :
س- من تكون پريزاد شعبان الشاعرة والكاتبة والإنسانة والمتمردة يا ترى ..؟؟كيف كانت بداياتها الكتابية أي لحظة الارتطام بلذة الكلمات ..؟ لحظات مجيئها إلى فضاءات الكتابة الشعرية.؟! كيف حدث ذلك هل كنيزك طارئ وهي تسقط في جوف القصيدة أم بدراية مدروسة ..؟؟ برأيك ما الدواعي للكتابة في هذا الراهن العاري من كل المفردات الإنسانية التي تعني الحب والجمال والأنوثة..؟!ما المشروع المعرفي الذي تحمله پريزاد شعبان للإنسانية للبشرية للكونية الكوردية عبركتاباتها وصرخاتها وخلجاتها..؟! اللذة الكتابية وتفاعلاتها الروحية عند پريزاد شعبان هل بالإمكان ان تحدد لنا مكامنها بدقة في هذا المشرق الكربلائي المجروح ..؟؟
ح- پريزاد….أنا جرح کوردي وجرح إنساني لا يندمل ،لم أتعرف بعد على الطبيب الذي يستطيع ان يداوي جراحي وانا لا الوم طبيبي الغائب لأنني آمنت بکورديتي المجروحة والمظلومة ولقد قلت في مقابلة سابقة بأنني الکوردية المؤنفلة عبر العصور وانا حلبجة وانا قامشلو وعامودا انا موجودة في کل جزء من وطني الذي بعثر الأقدار به بل استطيع ان أقول لحضرتکم بأنني وئيدة الحلم الکوردي ، ولذلك خرجت أول صرخة شعر من أعماق اعماقي الملتهبة والمجروحة والتي عانقت حبل المشنقة ذلك الحبل الذي اخذ مني اعز وأغلى حبيب وهو الشهيد شعبان والدي البطل شهيد وطني فولدت القصيدة بداخلي وهي تنزف ليس فقط شوقا وحنينا الى الحبيب الذي رحل بل لأنني ادرکت المعنى الحقيقي بان تکون کورديا مسلوب حقوقه مبعثر وطنه وصاحب قضية نبيلة تستدعي التضحية من اجلها… وکانت لوالدتي الشاعرة (صبرية هکاري) الدور البارز في حياتي الشعرية حيث کانت من أول المستمعين والمشجعين لي ..وبدء إله الشعر يأمرني
منذ ان کنت في الثالثة عشر من العمر ووجدت نفسي اخضع تحت سيطرته وألبي أوامره دون إرادة مني… بل لاحولة ولاقوة لي امام ( أبو لو ) إله الشعر.
س- لمن تكتب پريزاد شعبان أصلاً ..!! للحب….للروح, للفضيلة, للعفة, للجمال ,للطبيعة ,للقداسة الإلهية, أم للفقراء والجياع والمكبوتين, واليتامى والمحرومين في هذه الجغرافية الكوردستانية المكبوتة..؟! أم تكتب لنفسها ..لروحها ..لإنسانيتها…؟؟
ج – پريزاد….أنا اکتب لنفسي أولا لأنني أجد فيها کل ماهو کوردي وإنساني من حب وعشق مصلوب ومن ضياع ومتاهة في عالم ظلمنا وقسم وطننا واضطهدنا والى الان نحن امة نعاني من ويلات کبيرة و تسلب حقوقنا امام انظار العالم الذي يشاهد کل ذلك وهو اخرس لا يتکلم … فانا اجوع مع حرمان کوردستان وأنا اعطش مع ظمأ وطني وأنا انزف مع جراحات شعبي وأمتي الکوردية لذلك فکل شيء في کوردستان يعنني فنحن توأمين نتنشق عطر واحد وهو عطر الکوردايتي المقدسة..
س- هل ثمة من يستحق أن تقول له پريزاد شعبان كل هذه القصائد والاشعار والكتابات و تقدم له هذه الخيالات والتصاوير في هذا الراهن الثقافي المغبر ..؟! ماذا بعد هذا الكلام و هذه المكابدات الروحية والإنسانية يا سيدة الآهات البرزخية .؟؟!!
ج- پريزاد….ان الإنسانية اکبر وأنبل من کل شيء وانا أريد من هذه القصائد البسيطة والمباشرة ان تصل الى کل القلوب المؤمنة بحق مصير الشعوب وان تکون بمثابة رسالة موجهة الى عالم يجهلنا وان تکون صحوة للضمائر الميتة … وإن کنت کتبت ومازلت اکتب عن آهات وطني فلاننا نعيش في حالة من الثورة والنضال ومازالت قضيتنا ساخنة وتضحياتنا متواصلة وامانينا مقبورة وان عمليات الانفال مستمرة وبصور مختلفة في الأجزاء الأربعة من کوردستان الحبيبة لذلك لن تنتهي المکابدات الروحية….
س- تتميز طبيعة الشاعر في رؤيته, الشعرية والإنسانية والروحية لكن عندما ينظر إلى المرأة تظهر هذه الرؤية واضحة . ليست باستطاعة أحد أن يتأمل المرأة بحب ٍ, وتناقض, وإشكالية.. مثلما هم الشعراء..؟؟ما رأي الشاعرة پريزاد شعبان في هذه الرؤيا الإشكالية تجاه المرأة…؟؟
ج- پريزاد…..المرأة هي ملهمة الشاعر الذي يحاول ان يکون بمثابة الطبيب النفسي ليتعرف على خفايا هذه المخلوقة الجميلة لکنه کلما تعمق في بحثه زاده تيها!! …….لو منحت المرأة من حقوق مثل ما هي في القصائد لما کان هناك اضطهاد وياليت نترجم مکانتها الربانية شعراً على الواقع يمنحها ماسلب منها….
س – لماذا الشعراء والكتاب والفنانون هم دائماً طريدو الحب و الجمال والجسد ..؟! لماذا سكيروها دائما على مائدة الأنوثة البربرية..!!
ج- پريزاد…لأنهم لم يفهموا بعد معنى هذه الأنوثة ولم يرتقوا بعد الى درجة التصوف في معاملتهم للمرأة وللأسف مازال ينظر إليها کاداة للمتعة واللذة.
س- إن ماتت القصائد في براري الروح لا سمح الله بعد مكابدات طويلة..!! هل يبقى للحب لذة وقداسة وعبادة و تصوف..!! ماذا يعني هذا الكلام يا پريزاد شعبان إن صح موت القصيدة أو رحيلها الأزلي إلى أصقاع الأقبية البربرية ..؟؟ بعد ذلك هل ستكون للأرض رائحة البنفسج والياسمين والعندكو أم لك راي آخر تحتاج إلى الفضح والهتك والكشف أكثر ..؟؟
ج- پريزاد …انا أبوح للقصيدة أوجاعي وهي رفيقة وصديقة وفية تفهمني في کل الأطوار والحالات فهي معي في کل مکان وکل زمان ..إن بکيت کانت هي منديل دموعي وهي التي تخفف عني اشجاني..وغم هذا فانا لم أبوح لها بعد کل أسراري وکل اوجاعي وذلك خوفا منها وعليها!! لأنني إن فعلت ذلك فهي إما ان تترکني وترحل وإما ان تموت وتنتحر!! وإن رحلت سارحل معها ولن يبقى لي وجود في داخلي وأمام ذاتي.
س– متى ستكتمل الحالة الشعرية عند پريزاد شعبان أي الكمالية المطلقة ..؟؟ هل بالفعل اكتملت فيما نشرتها سابقاً أو لربما في الآتية التي لم تنشر بعد..؟؟هل بإمكان پريزاد شعبان أن تعترف على نفسها بأنها شاعرة وتكتب الشعر …؟!!
ج- پريزاد….الکمالية المطلقة اعتبرها مستحيلة في أي عمل کان وانا اعتبر نفسي باني لم ابدء بعد !! لذلك انا لم اکتمل أيضا …وان اکون شاعرة واکتب الشعر فهذا يعود لرأي القراء .
س- في قصائد پريزاد شعبان بوح وانين ووجع وانكسارت متواصلة ربما تمتد إلى ألاف السنين إلى أين تمضين بهذا الانكسار القاسي وهذا الوجع الإنساني وهذه الكلمات المدمية عبر اقواص دامسة..؟؟ بعد كل هذا كيف النجاة من هذا الانكسار الفظيع يا پريزاد شعبان وكيف تتحملين كل هذه الأوجاع يا سيدة الأوجاع الخالدة ..؟؟
ج- پريزاد….انا اتحمل الأوجاع لانني ولدت في رحم الوجع وهو الرحم الکوردي
وعشت وترعرعت بين احضان وطن انفلوه وانفلوا کل جمال فيه،
انا اتحمل الوجع لان عيناي ذرفتا دموع الوداع وهما في السابعة من العمر عندما ودعتا أبي الغالي في سجون الطغاة وتأملته وهو يغادر ساحة السجن ويرحل الى الابد، فولد الوجع والألم ولکن بجانبهما ولدت الإنسانية و العشق والحب الأبدي لکوردستان ولأمتي الکوردية…
س- ما هي آفاق القصيدة عند الشاعرة پريزاد شعبان ومتى تكتمل المشهدية المطلقة عندها في هذه التصدعات الشعرية ..؟؟
ج- پريزاد…انا أعيش مع کل کلمة في أشعاري بل أتجسد في شخصية القصيدة فاکون هي بکل معانيها وآلامها ،تبلل دموعي أوراقي واعطف على قلمي الذي يبکي معي…وهذا يؤثر علي في حياتي اليومية وکل من حولي يدرك بأنني أعيش في حالة من الخلوة الروحية وان القصيدة على وشك الولادة.
س- بعد هذا المشهد الشعري المنهك في كل أبعاده وفي زواياها الروحية والعاطفية والإنسانية ما هي جداول الفرح والتأمل والسعادة في قصائد واشعار پريزاد شعبان…!! ماهي الرؤية المستقبلية لحالتها الشعرية خاصة في ظل هذه الإرباكات الثقافية الفاضحة..؟؟
ج- پريزاد….اکيد ستسقي هذه الجداول أزهار السعادة والفرح في قصائدي ولکن يبدو انه لم يئن أوانها بعد..وانا لم اخرج من حدود جرحي العميق الذي نزف منذ الطفولة فليس بالقليل على أي واحد منا ان يودع أحبائه ,ويعلم بأنه بعد ساعات سيعلق بحبل المشنقة …ولأنني عشت مرحلة عمليات الأنفال في جنوب کوردستان وأيام استشهاد حلبجة مع ابنائها الخمسة ألاف , ورأيت المعانات بأم عيني وغيرها من المواقف التي کنت أرى فيها کيف يقتل البعثيون وطني وأبناء وطني، هذا في جنوب الوطن وآلام کوردستان ليست بأقل في الأجزاء الأخرى، لذلك علي أولا ان أداوي جراح الماضي والحاضر حتى استطيع ان الون لوحة المستقبل بسحر أرقى وأجمل .
س– في الراهن الكوردي المجروح وفي تأوهاته المختلفة من هتك وخوف ويتم وإبعادا قصري في أركان الوطن حتى خارج أسواره بعد كل هذا ماذا بمقدور پريزاد شعبان أن تنشد في قصائدها وإشعارها وكتاباتها ..وهل من مناجاة ..!!وهل من استغاثة ..!! وهل بأمكانها أن تداوي كل هذه الجراحات المؤلمة عبر مفرداتها المجروحة أصلا والمبعثرة في داخل هذه الكونية الكوردية من أول نهر إلى آخر جبل ..؟؟
ج- پريزاد….انا لم أعطي وطني وأمتي حقهما بعد في أشعاري لذلك فلدي الکثير ان اکتبه لهما فکل دمعة في عين طفل کوردي هي لي قصيدة وقلب کل أم کوردية ثکلى هو قلب القصيدة وطالما قلبي انا مجزأ ساظل اکتب عن ..جنوب قلبي المؤنفل وعن شمال قلبي المعذب وعن شرق قلبي الصامد وعن غرب قلبي المصلوب وقلبي ثم قلبي الذي هو وطني کوردستان………
س – پريزاد شعبان …!!
الكلمة الأخيرة لك, يا سيدة الانكسارات والمواجع والآهات في هذا العالم المثخن بالجراحات والتأوهات ..أهتكي المكان كله يا سيدتي حتى من غبارها المقدس وانثريها قوياً فوق الكونية الكوردية..!! اكشفي كل شيء..حتى في هذا الراهن الشرقي المتوحش….
ج- پريزاد…..أتمنى ان يعم السلام في کل أنحاء المعمورة ..وأتمنى ان تتقارب حضارتنا مع حضارات العالم المختلفة وان يقترب العالم اکثر من القضية الکوردية فنحن امة مناضلة وشعب مضحي ولسنا بدعة کما يصفنا أعداء کورديتنا وکوردستاننا.
أشکرکم على هذا الحوار الذي تشرفت به من ابن عامودا المناضلة اخت قامشلو ومهاباد ودهوك شکراً للکاتب الکريم حسين أحمد على هذا الحوار الجميل.
بريزاد شعبان …رمز العزة والفخار…والوجع والألم في هذه الحوارية الموجعة
– ان الإنسانية اکبر وأنبل من کل شيء ..!!
– أنا جرح کوردي وجرح إنساني لا يندمل ..!!
– أتمنى ان يعم السلام في کل أنحاء المعمورة ..!!
– انا أعيش مع کل کلمة في أشعاري بل أتجسد في شخصية القصيدة .
– انا اتحمل الأوجاع لأنني ولدت في رحم الوجع وهو الرحم الکوردي ..!!
– أنا اکتب لنفسي أولا لأنني أجد فيها کل ماهو کوردي وإنساني من حب وعشق مصلوب
– الکمالية المطلقة اعتبرها مستحيلة في أي عمل کان وأنا اعتبر نفسي باني لم أبدء بعد ..!!
– أنا أجوع مع حرمان کوردستان وأنا اعطش مع ظمأ وطني وأنا انزف مع جراحات شعبي ..!!
– فکل دمعة في عين طفل کوردي هي لي قصيدة وقلب کل أم کوردية ثکلى هو قلب القصيدة
لنبدأ بالسؤال الأول :
س- من تكون پريزاد شعبان الشاعرة والكاتبة والإنسانة والمتمردة يا ترى ..؟؟كيف كانت بداياتها الكتابية أي لحظة الارتطام بلذة الكلمات ..؟ لحظات مجيئها إلى فضاءات الكتابة الشعرية.؟! كيف حدث ذلك هل كنيزك طارئ وهي تسقط في جوف القصيدة أم بدراية مدروسة ..؟؟ برأيك ما الدواعي للكتابة في هذا الراهن العاري من كل المفردات الإنسانية التي تعني الحب والجمال والأنوثة..؟!ما المشروع المعرفي الذي تحمله پريزاد شعبان للإنسانية للبشرية للكونية الكوردية عبركتاباتها وصرخاتها وخلجاتها..؟! اللذة الكتابية وتفاعلاتها الروحية عند پريزاد شعبان هل بالإمكان ان تحدد لنا مكامنها بدقة في هذا المشرق الكربلائي المجروح ..؟؟
ح- پريزاد….أنا جرح کوردي وجرح إنساني لا يندمل ،لم أتعرف بعد على الطبيب الذي يستطيع ان يداوي جراحي وانا لا الوم طبيبي الغائب لأنني آمنت بکورديتي المجروحة والمظلومة ولقد قلت في مقابلة سابقة بأنني الکوردية المؤنفلة عبر العصور وانا حلبجة وانا قامشلو وعامودا انا موجودة في کل جزء من وطني الذي بعثر الأقدار به بل استطيع ان أقول لحضرتکم بأنني وئيدة الحلم الکوردي ، ولذلك خرجت أول صرخة شعر من أعماق اعماقي الملتهبة والمجروحة والتي عانقت حبل المشنقة ذلك الحبل الذي اخذ مني اعز وأغلى حبيب وهو الشهيد شعبان والدي البطل شهيد وطني فولدت القصيدة بداخلي وهي تنزف ليس فقط شوقا وحنينا الى الحبيب الذي رحل بل لأنني ادرکت المعنى الحقيقي بان تکون کورديا مسلوب حقوقه مبعثر وطنه وصاحب قضية نبيلة تستدعي التضحية من اجلها… وکانت لوالدتي الشاعرة (صبرية هکاري) الدور البارز في حياتي الشعرية حيث کانت من أول المستمعين والمشجعين لي ..وبدء إله الشعر يأمرني
منذ ان کنت في الثالثة عشر من العمر ووجدت نفسي اخضع تحت سيطرته وألبي أوامره دون إرادة مني… بل لاحولة ولاقوة لي امام ( أبو لو ) إله الشعر.
س- لمن تكتب پريزاد شعبان أصلاً ..!! للحب….للروح, للفضيلة, للعفة, للجمال ,للطبيعة ,للقداسة الإلهية, أم للفقراء والجياع والمكبوتين, واليتامى والمحرومين في هذه الجغرافية الكوردستانية المكبوتة..؟! أم تكتب لنفسها ..لروحها ..لإنسانيتها…؟؟
ج – پريزاد….أنا اکتب لنفسي أولا لأنني أجد فيها کل ماهو کوردي وإنساني من حب وعشق مصلوب ومن ضياع ومتاهة في عالم ظلمنا وقسم وطننا واضطهدنا والى الان نحن امة نعاني من ويلات کبيرة و تسلب حقوقنا امام انظار العالم الذي يشاهد کل ذلك وهو اخرس لا يتکلم … فانا اجوع مع حرمان کوردستان وأنا اعطش مع ظمأ وطني وأنا انزف مع جراحات شعبي وأمتي الکوردية لذلك فکل شيء في کوردستان يعنني فنحن توأمين نتنشق عطر واحد وهو عطر الکوردايتي المقدسة..
س- هل ثمة من يستحق أن تقول له پريزاد شعبان كل هذه القصائد والاشعار والكتابات و تقدم له هذه الخيالات والتصاوير في هذا الراهن الثقافي المغبر ..؟! ماذا بعد هذا الكلام و هذه المكابدات الروحية والإنسانية يا سيدة الآهات البرزخية .؟؟!!
ج- پريزاد….ان الإنسانية اکبر وأنبل من کل شيء وانا أريد من هذه القصائد البسيطة والمباشرة ان تصل الى کل القلوب المؤمنة بحق مصير الشعوب وان تکون بمثابة رسالة موجهة الى عالم يجهلنا وان تکون صحوة للضمائر الميتة … وإن کنت کتبت ومازلت اکتب عن آهات وطني فلاننا نعيش في حالة من الثورة والنضال ومازالت قضيتنا ساخنة وتضحياتنا متواصلة وامانينا مقبورة وان عمليات الانفال مستمرة وبصور مختلفة في الأجزاء الأربعة من کوردستان الحبيبة لذلك لن تنتهي المکابدات الروحية….
س- تتميز طبيعة الشاعر في رؤيته, الشعرية والإنسانية والروحية لكن عندما ينظر إلى المرأة تظهر هذه الرؤية واضحة . ليست باستطاعة أحد أن يتأمل المرأة بحب ٍ, وتناقض, وإشكالية.. مثلما هم الشعراء..؟؟ما رأي الشاعرة پريزاد شعبان في هذه الرؤيا الإشكالية تجاه المرأة…؟؟
ج- پريزاد…..المرأة هي ملهمة الشاعر الذي يحاول ان يکون بمثابة الطبيب النفسي ليتعرف على خفايا هذه المخلوقة الجميلة لکنه کلما تعمق في بحثه زاده تيها!! …….لو منحت المرأة من حقوق مثل ما هي في القصائد لما کان هناك اضطهاد وياليت نترجم مکانتها الربانية شعراً على الواقع يمنحها ماسلب منها….
س – لماذا الشعراء والكتاب والفنانون هم دائماً طريدو الحب و الجمال والجسد ..؟! لماذا سكيروها دائما على مائدة الأنوثة البربرية..!!
ج- پريزاد…لأنهم لم يفهموا بعد معنى هذه الأنوثة ولم يرتقوا بعد الى درجة التصوف في معاملتهم للمرأة وللأسف مازال ينظر إليها کاداة للمتعة واللذة.
س- إن ماتت القصائد في براري الروح لا سمح الله بعد مكابدات طويلة..!! هل يبقى للحب لذة وقداسة وعبادة و تصوف..!! ماذا يعني هذا الكلام يا پريزاد شعبان إن صح موت القصيدة أو رحيلها الأزلي إلى أصقاع الأقبية البربرية ..؟؟ بعد ذلك هل ستكون للأرض رائحة البنفسج والياسمين والعندكو أم لك راي آخر تحتاج إلى الفضح والهتك والكشف أكثر ..؟؟
ج- پريزاد …انا أبوح للقصيدة أوجاعي وهي رفيقة وصديقة وفية تفهمني في کل الأطوار والحالات فهي معي في کل مکان وکل زمان ..إن بکيت کانت هي منديل دموعي وهي التي تخفف عني اشجاني..وغم هذا فانا لم أبوح لها بعد کل أسراري وکل اوجاعي وذلك خوفا منها وعليها!! لأنني إن فعلت ذلك فهي إما ان تترکني وترحل وإما ان تموت وتنتحر!! وإن رحلت سارحل معها ولن يبقى لي وجود في داخلي وأمام ذاتي.
س– متى ستكتمل الحالة الشعرية عند پريزاد شعبان أي الكمالية المطلقة ..؟؟ هل بالفعل اكتملت فيما نشرتها سابقاً أو لربما في الآتية التي لم تنشر بعد..؟؟هل بإمكان پريزاد شعبان أن تعترف على نفسها بأنها شاعرة وتكتب الشعر …؟!!
ج- پريزاد….الکمالية المطلقة اعتبرها مستحيلة في أي عمل کان وانا اعتبر نفسي باني لم ابدء بعد !! لذلك انا لم اکتمل أيضا …وان اکون شاعرة واکتب الشعر فهذا يعود لرأي القراء .
س- في قصائد پريزاد شعبان بوح وانين ووجع وانكسارت متواصلة ربما تمتد إلى ألاف السنين إلى أين تمضين بهذا الانكسار القاسي وهذا الوجع الإنساني وهذه الكلمات المدمية عبر اقواص دامسة..؟؟ بعد كل هذا كيف النجاة من هذا الانكسار الفظيع يا پريزاد شعبان وكيف تتحملين كل هذه الأوجاع يا سيدة الأوجاع الخالدة ..؟؟
ج- پريزاد….انا اتحمل الأوجاع لانني ولدت في رحم الوجع وهو الرحم الکوردي
وعشت وترعرعت بين احضان وطن انفلوه وانفلوا کل جمال فيه،
انا اتحمل الوجع لان عيناي ذرفتا دموع الوداع وهما في السابعة من العمر عندما ودعتا أبي الغالي في سجون الطغاة وتأملته وهو يغادر ساحة السجن ويرحل الى الابد، فولد الوجع والألم ولکن بجانبهما ولدت الإنسانية و العشق والحب الأبدي لکوردستان ولأمتي الکوردية…
س- ما هي آفاق القصيدة عند الشاعرة پريزاد شعبان ومتى تكتمل المشهدية المطلقة عندها في هذه التصدعات الشعرية ..؟؟
ج- پريزاد…انا أعيش مع کل کلمة في أشعاري بل أتجسد في شخصية القصيدة فاکون هي بکل معانيها وآلامها ،تبلل دموعي أوراقي واعطف على قلمي الذي يبکي معي…وهذا يؤثر علي في حياتي اليومية وکل من حولي يدرك بأنني أعيش في حالة من الخلوة الروحية وان القصيدة على وشك الولادة.
س- بعد هذا المشهد الشعري المنهك في كل أبعاده وفي زواياها الروحية والعاطفية والإنسانية ما هي جداول الفرح والتأمل والسعادة في قصائد واشعار پريزاد شعبان…!! ماهي الرؤية المستقبلية لحالتها الشعرية خاصة في ظل هذه الإرباكات الثقافية الفاضحة..؟؟
ج- پريزاد….اکيد ستسقي هذه الجداول أزهار السعادة والفرح في قصائدي ولکن يبدو انه لم يئن أوانها بعد..وانا لم اخرج من حدود جرحي العميق الذي نزف منذ الطفولة فليس بالقليل على أي واحد منا ان يودع أحبائه ,ويعلم بأنه بعد ساعات سيعلق بحبل المشنقة …ولأنني عشت مرحلة عمليات الأنفال في جنوب کوردستان وأيام استشهاد حلبجة مع ابنائها الخمسة ألاف , ورأيت المعانات بأم عيني وغيرها من المواقف التي کنت أرى فيها کيف يقتل البعثيون وطني وأبناء وطني، هذا في جنوب الوطن وآلام کوردستان ليست بأقل في الأجزاء الأخرى، لذلك علي أولا ان أداوي جراح الماضي والحاضر حتى استطيع ان الون لوحة المستقبل بسحر أرقى وأجمل .
س– في الراهن الكوردي المجروح وفي تأوهاته المختلفة من هتك وخوف ويتم وإبعادا قصري في أركان الوطن حتى خارج أسواره بعد كل هذا ماذا بمقدور پريزاد شعبان أن تنشد في قصائدها وإشعارها وكتاباتها ..وهل من مناجاة ..!!وهل من استغاثة ..!! وهل بأمكانها أن تداوي كل هذه الجراحات المؤلمة عبر مفرداتها المجروحة أصلا والمبعثرة في داخل هذه الكونية الكوردية من أول نهر إلى آخر جبل ..؟؟
ج- پريزاد….انا لم أعطي وطني وأمتي حقهما بعد في أشعاري لذلك فلدي الکثير ان اکتبه لهما فکل دمعة في عين طفل کوردي هي لي قصيدة وقلب کل أم کوردية ثکلى هو قلب القصيدة وطالما قلبي انا مجزأ ساظل اکتب عن ..جنوب قلبي المؤنفل وعن شمال قلبي المعذب وعن شرق قلبي الصامد وعن غرب قلبي المصلوب وقلبي ثم قلبي الذي هو وطني کوردستان………
س – پريزاد شعبان …!!
الكلمة الأخيرة لك, يا سيدة الانكسارات والمواجع والآهات في هذا العالم المثخن بالجراحات والتأوهات ..أهتكي المكان كله يا سيدتي حتى من غبارها المقدس وانثريها قوياً فوق الكونية الكوردية..!! اكشفي كل شيء..حتى في هذا الراهن الشرقي المتوحش….
ج- پريزاد…..أتمنى ان يعم السلام في کل أنحاء المعمورة ..وأتمنى ان تتقارب حضارتنا مع حضارات العالم المختلفة وان يقترب العالم اکثر من القضية الکوردية فنحن امة مناضلة وشعب مضحي ولسنا بدعة کما يصفنا أعداء کورديتنا وکوردستاننا.
أشکرکم على هذا الحوار الذي تشرفت به من ابن عامودا المناضلة اخت قامشلو ومهاباد ودهوك شکراً للکاتب الکريم حسين أحمد على هذا الحوار الجميل.
حوار خاص بموقع (ولاتي مه)