الجمعة 11/1/2008
غدا صباحا تكتمل دورة العام على اللحظة التي دخلت فيها مشفى القامشلي الرسمي بسبب مرض احتشاء الدماغ الذي لامس حياتي وأربك صحتي منذ ذلك اليوم ولا يزال.
أتذكر تلك اللحظات التي بدا الشعور بحالة غريبة في جسمي..شعرت-حينها- وكأن وزني يخف.. او ان قشعريرة بدون الم يجتاح بدني.. ويشعرني بشعور فيه قلق، وفيه ارتباك في التوازن الجسدي..!
ظننت ان ذلك –ربما- بسبب سهرة امتدت بي الى الواحدة والنصف.. الليلة السابقة، أو ربما لأني لم آكل فانعكس حالة ضعف او توتر جسدي، وربما كان السبب أنني أشعر بنوع من التسمم في جسدي.. بسبب ما أكلته فيما بعد.. من طعام.. ووضعت احتمالا هو أنني قد أكون تعرضت للبرد خلال سهرة أمس..
وهكذا تتالت الاحتمالات التي دارت في ذهني.. ولكن احتمال ان يكون احتشاء الدماغ هو خصمي، فلم أنتبه إليه.
وبعد إلحاح من الأهل
طلبنا الدكتور “احمد حسين” الذي لا بد ان اشكره دائما.. وأقدر صنيعه الطيب معي، والذي أرجو الله ان يعينني على رد المعروف إليه…
فقد أحسن التشخيص وبسرعة كافية..ونصحني بمراجعة القامشلي للتصوير (طبقي محوري) بعد ان اتصل بالدكتور “صلاح الدين إبراهيم” والذي أشكره ايضا على سرعة استجابته وحسن معالجته ..
وبسرعة أحلت الى المشفى الحكومي، والى التصوير الطبقي المحوري..وكان المصور جاهزا –من حسن حظي-وكانت النتيجة –كما قيل لي وتأكد ذلك- غير مخيفة.. لا يوجد نزف.. فقط بعض احتشاء خفيف للدماغ.. وهذا مقدور على معالجته –كما فهمت-!
نمت في المستشفى أربعة ليال.. كتبت عنها في مقال تحت العنوان نفسه (أربع ليال في العناية المشددة).
واليوم ها انذا أعيش ذكرى ذلك اليوم-أو الليلة – القاسي، والمؤلم –كذكرى- في حياتي، على الرغم مما فيها من أهمية ذكرى الشعور بحياتي، وبأصدقائي، وبالناس الذين تكبدوا عناء زيارتي في القامشلي، وفي البيت،زيارة.. ومتابعة ..مما أدخل السرور الى نفسي، وأشعرني بمعنى كبير للعلاقات الطيبة، والتعاطف الجميل، في ظروف المشقة والحاجة…
هناك مثل يقول عن حادثة او مشكلة ..”تنذكر ما تنعاد”.أي تبقى في الذكرى كحدث في الحياة، ولكن المرجو ان لا تتكرر.. هذا ما يمكن القول للحدث المؤلم..!
ماذا حصل بعد ذلك؟!.
لقد وصف الطبيب المحترم صلاح الدين إبراهيم الأدوية التالية للمعالجة:
1- كلوبيد 1 حبة واحدة يوميا
2- كوفر سيل –بوصف من الدكتور “كازمان” واقره الدكتور صلاح الدين إبراهيم) 1 حبة واحدة يوميا.
وبالمناسبة فإني أشكر الدكتور الصيدلي عبد الكريم عمر أبو شيرو لاهتمامه أيضا
3- ميني سبرين بوصف من الدكتور ” صاروخان” واقره الدكتور “صلاح الدين إبراهيم” – 1 حبة واحدة يوميا.
4- ناتريليكس انداباميد( .51 ) بوصف من الدكتور “أحمد حسين” بعد ان لاحظ ان الرقم الأدنى يبقى عاليا حوالي [ 9-10-11] أحيانا.
5- وكان الدكتور “غسان مستو” وصف مميعا للدم باسم :سينار يزين لمدة 6 أشهر.
كما ان الدكتور” أحمد عبده” اطلع على الأدوية ووجدها موافقة للغرض برأيه…والدكتور “ماجد كلش”و الدكتور “مسعود رشيد” والأطباء المقيمين والممرضات وأغلبهم مذكور في المقالة الأولى ربما سيكون سببا للإطالة إذا ذكرتهم مرة أخرى.
وإنني أجد نفسي مدعوا لأن أجدد شكري لهم جميعا، لما بذلوه من جهد في زيارتي، أو معالجتي.. متمنيا عليهم وعلى كل الأطباء، ان لا يفرطوا في القيمة الإنسانية العليا في مهنتهم،هذه المهنة ذات البعد الإنساني الأعمق بطبيعتها،كما أدعوهم الى بناء الذات الطبية عندهم علميا باستمرار، بدلا من انتظار نتائج الطب من الغرب دوما-كل على قدر طاقته-
وبهذه المنسبة أقترح عليهم ، محاولة تشكيل تجمع طبي في مركز يمكنهم من أبحاث –مهما كانت بسيطة في بداياتها – فقد يكبر يوما، أو يشق الطريق الى ما هو أكبر. فإن الأعمال الكبيرة تبدأ –دائما- من خطوة أولى. رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة-
ولم لا نرى اسم أطبائنا في ذيل مبتكرات علمية، وطبية نتشرف بها، ونشعر بالاعتزاز بها ..كسوريين عموما، او كـ”كرد” من سوريا..!!.
كيف حصل هذا التجمع من الأطباء؟.
في الواقع كان ذلك طريفا بعض الشيء..
فالدكتور “صلاح الدين” كان الطبيب المشخص والمعالج بعد ان أحلت إليه من الدكتور “أحمد حسين”.
ولكن الدكتور “كازمان” دخل الغرفة يسأل عني.. قائلا بان أبو شيرو قد أوصاني بك.. ووصف كوفرسيل.
أما الدكتور “غسان” فيبدو ان بعض الأقارب ربما نصر او يوسف او كلاهما، اوصاه بالمرور ففعل مشكورا. في حين ان الدكتور “صاروخان” زارني في البيت واستفسر عن الأدوية التي أتناولها، فلما عرضتها عليه أشار بإضافة ميني سبرين كمساعد ل: كلوبيد.. وأقر الدكتور “صلاح” كطبيب معالج مباشرة لحاتي، ذلك.
والدكتور “احمد حسين” لم يفارقني منذ اللحظة الأولى، وحتى هذه اللحظة. حيث يتابع أحوالي باستمرار، ويصف لي الأدوية باستمرار مشكورا.
وكانت التعليمات الطبية هي:
– ممارسة الرياضة
– والمشي
– والابتعاد عن المالح والدسم .. والجهد المبالغ فيه إضافة الى الانفعالات..
– إضافة الى الانتظام في تناول الأدوية الموصوفة.
في الحقيقة -ولأكن صريحا- فإنني استطعت ان ابتعد عن المالح، وعن الدسم.. بل لقد تحولنا –نظام طعام- منذ زمن الى الزيت بديلا عن السمنة.
ولكنني أعترف -مع إبداء الأسف- بأنني لم أوف بمستلزمات الحركة من رياضة ومشي كما ينبغي.. ولعل لذلك بعض تأثير سلبي نتج عنه التأخر في الخلاص من الخدر الذي لا يزال يلازم شقي الأيمن.. ولكن المريح فيه، انه لا يؤلم، ولكنه يشعر بنوع من الانضغاط –خاصة في أوقات البرد- وقد نبه الدكتور الى ضرورة الحذر منه أيضا-
ما استنتجه من حالتي، ان الالتزام بما يقوله الأطباء أمر مهم بالنسبة للمريض. وكل تقصير في تنفيذه سينعكس سلبا على المريض – تأخر شفاء، أو تفاقم أعراض المرض، او بعض مظاهره.. وربما ظلت بعض مظاهره مستديمة – في هذه الحالة بشكل خاص- ما لم يكن تنفيذ التعليمات جيدا..
وفي كل الأحوال.. فانا ممتن لله،لأني في حال أستطيع ان أمارس فيه نسبة عالية من مجريات الحياة الطبيعية.. ضمن التعليمات الطبية المذكورة.
مشكلتي.. إنني أمارس التفكير والكتابة.. وهما متعبتان للذهن ، ولهما تأثير سلبي نوعا على سرعة الشفاء-ربما-..وعلى الرغم من أنني ازعم بأنني أحاول ان أرتاح فترات بين وقت وآخر.. ولكن ذلك لا يعفيني من مسؤولية بقائي –أحيانا– أكثر مما يحتمله وضعي الصحي .. كاتبا وساهرا.. أيضا.
ما دفعني الى كتابة هذه الأسطر هو: أن أنقل تجربتي لآخرين، لعل ذلك قد يكون مفيدا يدعم الثقافة الصحية والوقائية..