مرشد اليوسف
m.yousef2@yahoo.com
ودارت الأيام , وتتالت الصدمات , ولف الضباب كل شيئ في حياة أوصمان وخورشيد وسيطرت الكأبة على ليلهم ونهارهم , كانا يجلسان صامتين يشعران بالتصحر ولايجدان حديثا مفيدا يتبادلانه ويكتشفان فجوة واسعة في داخل كل منهما تحتاج جهودا كبيرة لعبورها , وفي كثير من الأحيان يتركان الوقت يجري على هواه , كان الزمن كسائق عربة عجوز يجرهما نحو المستقبل ببطئ حتى ليبدوا لهما أن العربة قد توقفت, كانا يئنان ويتألمان ويشتكيان بصمت ويواكبان أياما كالرماد ويستقبلان الغد بعبوس
m.yousef2@yahoo.com
ودارت الأيام , وتتالت الصدمات , ولف الضباب كل شيئ في حياة أوصمان وخورشيد وسيطرت الكأبة على ليلهم ونهارهم , كانا يجلسان صامتين يشعران بالتصحر ولايجدان حديثا مفيدا يتبادلانه ويكتشفان فجوة واسعة في داخل كل منهما تحتاج جهودا كبيرة لعبورها , وفي كثير من الأحيان يتركان الوقت يجري على هواه , كان الزمن كسائق عربة عجوز يجرهما نحو المستقبل ببطئ حتى ليبدوا لهما أن العربة قد توقفت, كانا يئنان ويتألمان ويشتكيان بصمت ويواكبان أياما كالرماد ويستقبلان الغد بعبوس
كانت حياتهما مكفهرة لقد تخلا في مرحلة منها عن كل شيئ, و نصل رداؤهما وشاخ معطفهما , حتى أن اندحار صدام من الكويت لم يفرحهما ولم يشد من عزيمتهما, و لم يهزهما انهيار أبراج نيويورك, كانا يسمعان الناس يتكهنون بانهيار نظم الاستبداد في الشرق الأوسط ولم يعلاقا بكلمة أو ابتسامة , فتلك الأخبار والانتصارات تبدو وكأنها لاتعني شيئا بالنسبة لهما, كان لديهما شعور العجوزالذي يجرجرعربة ثقيلة الحمولة بمشقة ومضى عليه زمن طويل لم يفكر باللحظة التي يصل فيها الى النهاية.
ومضي الزمن وغزا الشيب زوالف السنين, وعندما علاالصراخ فجأة في الشارع وتراكض الناس,البعض يغني والآخر يضحك والآخر يبكي , تساءلا:
– ماذا يجري في الخارج؟.
– اندحر صدام حسين وألقي القبض عليه !!!.
كان هذا صراخ الناس في الخارج ودهشا وسأل كل منهما الأخر بصوت مرتفع:
– هل تسمع ما أسمعه؟ يقولون أن صدام قد مات!.
وهز كل منهما رأسه عكس الآخر, ماكانا ليصدقا, لكن الضجة في الخارج تعالت من جديد, أن تلك الأخبار غير متوقعة, وأسرعا الى جهاز التلفاز وصرخا معا:
– انتهى زمن الصقيع, ولكن البرد مازال قارصا, ولانعرف مطلقا ما تخبأ الأيام القادمة.
وخطرت لهما تفسيرات عديدة غير أنه لم تواتيهما الشجاعة لكشفها, وأخذ طيف مقاومة ساكنة وأفكار جديدة تنتظم في داخلهما , واعتقدا أن من يريد الخلاص عليه أن يتصرف كما يجب الخلاص, وعليه أن يذهب حتى النهاية.
وقررا الهبوط الى مملكة العمق حيث الدفئ والهزات والانفجارت والعراك , واستعادا شيئا من عافيتهما , وصعدا الى الأعلى وباشرا ببناء الجسور وترميم الذاكرة واصلاح مافسد, واعتقدا أن العالم سيصبح أفضل يوما ما, ودبت الحياة في أوصالهما, وانتظمت أفكارهما في سيالة , وانغمسا في النشاط , ولاحت لهما أضواء مصابيح متفرقة تخترق وشاح الليل الأسود, وأضاء أحدهم بشكتورا في الملعب تجمع حوله آلاف الأشخاص كما لوكانوا منجذبين بنور مشاعل الحرية, أدار أوصمان ظهره لينظر بانتباه, كان يدرك لماذا فعل ذلك, وتسارعت الصورة حتى انبلج النور من حوله بغتة, وسقططت النجوم والكواكب تحت أفواه البنادق العمياء وارتفعت الى السماء وبددت مع صعودها وشاح الليل, كان البعض يدفن القتلى والبعض يصفق والبعض يتأوه تحت السياط والبعض يصرخ صرخات كلها أمل,وشعر أوصمان كذلك ببعض الأمل وفكر:
– حلم, كابوس, انها علامة كبرى لفهم السنن وتمتم:
– بنختي وطن رث أكله العت, ومزقته الأحزاب وأطاحت به جدلية العلاقة بينه وبين باشور وسرختي, وطن ضائع يصبح ويمسي على الحركة الفجة والتناقضات والانكسارات, وكل حزب بما لديه فرح, يرسم الخطوط التي يتحرك داخلها, لكنها خطوط منقوصة متكسرة عرجاء محمولة بضياع الهوية , فالكل لا يملك هوية تعرف به , والكل يغرد خارج أرض حلمه, يزعم أنه يتحول ويتفاعل مع العالم ويوسع فيه حدودا, لكنه في الحقيقة خانع متقوقع منعزل يحارب طواحين الهواء على طريقة دونكيشوت, و يلتقط سقط الثمار والنفايات في النهار, ويبيع ويشتري في كواليس الأمن في الليل.
كان خورشيد يسمع تمتمات أوصمان ويشعر بمرارة فمه, ويحس أن الزمن يلجمه, يركبه, يقضم ظهره بأثقاله وركوده, يسحبه بقوة الى عالم لم يرتاده من قبل, الى عالم لايعرف تضاريسه ,والى ممرات لايعرف دهاليزها,ولكنه يعرف حقيقة واحدة وهي أن الغفلة أخت الخيانة, وأن الانقسام ضعف , وأن الوحدة قوة, وما أخذ بالقوة لايسترد بالقوة في زمن العولمة, وأن من لاكبير له لاوزن له, وأن السيل بلغ الزبى, وأن ساعة الحقيقة الكردية في بنختي تدق بصوت مرتفع, وبدا منسجما واعتقد أنه بق البحصة التي كانت تنغس عليه حياته, وأجاب بصوت وجل:
– أتفق معك , صحيح أننا لم نحرك ساكنا, لكننا ندرك أن الفكرة تحتوي على طاقة – ليس بالمعنى الصوفي – وقوة ديناميكية تنزع الى بلوغ الغاية الخاصة بها, وأن الأفكار الصحيحة تحكم العالم , وتخلق المقدمات الصحيحة , وتولد الحراك السياسي , وتدفع الأفراد والأمم في اتجاه انجاز الغايات, , وأن تحرير الحقوق المسلوبة مرتبط بارادة الزعماء الحقيقين الكاريزميين الذين وهبوا حياتهم لخدمة الشعب, وقبل هذا وذاك يجب استلهام معاني ودلالات أضواء مصابيح الملعب.
ودبت الحياة في شرايين أوصمان وخورشيد, وراحا يقضيان الليالي بطولها ونهارها معا , واندمجا, كان كل منهما يصغي الى دقات قلب الآخر, ويستمتع بشخير الأخر , وتفاءلا بالمستقبل , وفجأة اختفى ضوء المصابيح كما ظهر, واسودت الدنيا من حولهما مرة أخرى وجدفا , واذا تفل أحدهما على الواقع كان الأخر يتفل تفلتين ,ولما لا, فالآمال التي بنياها معا أثناء الدراسة في الجامعة تلمع أمام عينيهما كالمنارة ولايستطيعان الوصول اليها , وذهبت نواياهم ورغباتهم المليئة بالجدارة أدراج الرياح, حتى الذكريات السعيدة في الجامعة التي كانت تعبر السنين أخذت تتوارى خلف حدود الزمن والأماكن لتتلاشى وتضيع في المدى.
وعادت الظلمة كالسابق تخيم على الواقع, والتفتا يمينا وشمالا يحاولان الرؤيا, وشاهدا من بعيد قناديل تومض, وقررا أن يشعلا قنديلا بدلا من لعنة الظلام, وتابعا وميض المصابيح البعيدة, وقطعا المسافة التي تفصلهم عنها, والتقيا برجال ونساء يحملون ذات القناديل ولكن بألوان مختلفة, يبحثون عن شمسهم الضائع, واستغرب خورشيد وضحك أوصمان وقال:
– تبحثون عن الشمس في دجى الظلام؟
– لا…لا – قال كبيرهم ويدعى قيس- خطف العفاريت ولصوص الظلام شمسنا, اننا نطاردهم, انهم يخافون من الضوء.
ونظر أوصمان الى الزعيم باهتمام وقال :
– وجدتها …وجدتها.
– ماذا وجدت…انك تتحدث كأرخميدس, واستدرك وقال:
– تبحثون عن القنافذ ..أليس كذلك؟ وضحك الزعيم وضحك من كان معه.
ارتعد أوصمان وأخذت أسنانه تصتك وخيل له أن الزعيم يعرف ماضيه, واعترضه صوت خافت يقول:
– دعك من هذا الهراء وتابع الجواب, انك أمام امتحان كبير!!.
– ضحكة مقابل ضحكة – تمتم أوصمان- وتحدث ببطئ كمن يفكر بكل كلمة سيقولها وقدم نفسه:
– أوصمان .
وأشار بيده الى خورشيد :
– وهذا صديقي خورشيد, نبحث عن هوية سلبت منا!!
وارتفع الصوت عاليا من خلف الظلام:
– اللصوص ……العفاريت……خصومنا وخصومكم وخصوم الوطن والحرية , فلنضع يدا بيد ولنبحث عن الوطن والحرية والهوية.
مد أوصمان يده باتجاه قيس وصافحه وقال:
– ضم يدي الى يدك , ولنصنع خبزا من تراب وماء الوطن , ولسنا وحدنا, فلنبحث عن حسين وقاسم وعلي وعمر ويونادم وأرويان وحنا وسعد وسلمان وأحمد وجان وجوان وكاوا وزينب وعائشة ومريم ومريام وفاطمة وزوزان وهيفي وجورجيت.
ومد خورشيد يده :
– ضموا يدي معكم, هؤلاء كلهم مغدورين مثلنا يبحثون عن الشمس والحرية و الوطن الضائع والخبزالأسمر .
تذهب بعيدا- قال قيس – انهم موجودون, انهم خلف الجبال ينتظرون اشارة الخلاص . – لا
ومضي الزمن وغزا الشيب زوالف السنين, وعندما علاالصراخ فجأة في الشارع وتراكض الناس,البعض يغني والآخر يضحك والآخر يبكي , تساءلا:
– ماذا يجري في الخارج؟.
– اندحر صدام حسين وألقي القبض عليه !!!.
كان هذا صراخ الناس في الخارج ودهشا وسأل كل منهما الأخر بصوت مرتفع:
– هل تسمع ما أسمعه؟ يقولون أن صدام قد مات!.
وهز كل منهما رأسه عكس الآخر, ماكانا ليصدقا, لكن الضجة في الخارج تعالت من جديد, أن تلك الأخبار غير متوقعة, وأسرعا الى جهاز التلفاز وصرخا معا:
– انتهى زمن الصقيع, ولكن البرد مازال قارصا, ولانعرف مطلقا ما تخبأ الأيام القادمة.
وخطرت لهما تفسيرات عديدة غير أنه لم تواتيهما الشجاعة لكشفها, وأخذ طيف مقاومة ساكنة وأفكار جديدة تنتظم في داخلهما , واعتقدا أن من يريد الخلاص عليه أن يتصرف كما يجب الخلاص, وعليه أن يذهب حتى النهاية.
وقررا الهبوط الى مملكة العمق حيث الدفئ والهزات والانفجارت والعراك , واستعادا شيئا من عافيتهما , وصعدا الى الأعلى وباشرا ببناء الجسور وترميم الذاكرة واصلاح مافسد, واعتقدا أن العالم سيصبح أفضل يوما ما, ودبت الحياة في أوصالهما, وانتظمت أفكارهما في سيالة , وانغمسا في النشاط , ولاحت لهما أضواء مصابيح متفرقة تخترق وشاح الليل الأسود, وأضاء أحدهم بشكتورا في الملعب تجمع حوله آلاف الأشخاص كما لوكانوا منجذبين بنور مشاعل الحرية, أدار أوصمان ظهره لينظر بانتباه, كان يدرك لماذا فعل ذلك, وتسارعت الصورة حتى انبلج النور من حوله بغتة, وسقططت النجوم والكواكب تحت أفواه البنادق العمياء وارتفعت الى السماء وبددت مع صعودها وشاح الليل, كان البعض يدفن القتلى والبعض يصفق والبعض يتأوه تحت السياط والبعض يصرخ صرخات كلها أمل,وشعر أوصمان كذلك ببعض الأمل وفكر:
– حلم, كابوس, انها علامة كبرى لفهم السنن وتمتم:
– بنختي وطن رث أكله العت, ومزقته الأحزاب وأطاحت به جدلية العلاقة بينه وبين باشور وسرختي, وطن ضائع يصبح ويمسي على الحركة الفجة والتناقضات والانكسارات, وكل حزب بما لديه فرح, يرسم الخطوط التي يتحرك داخلها, لكنها خطوط منقوصة متكسرة عرجاء محمولة بضياع الهوية , فالكل لا يملك هوية تعرف به , والكل يغرد خارج أرض حلمه, يزعم أنه يتحول ويتفاعل مع العالم ويوسع فيه حدودا, لكنه في الحقيقة خانع متقوقع منعزل يحارب طواحين الهواء على طريقة دونكيشوت, و يلتقط سقط الثمار والنفايات في النهار, ويبيع ويشتري في كواليس الأمن في الليل.
كان خورشيد يسمع تمتمات أوصمان ويشعر بمرارة فمه, ويحس أن الزمن يلجمه, يركبه, يقضم ظهره بأثقاله وركوده, يسحبه بقوة الى عالم لم يرتاده من قبل, الى عالم لايعرف تضاريسه ,والى ممرات لايعرف دهاليزها,ولكنه يعرف حقيقة واحدة وهي أن الغفلة أخت الخيانة, وأن الانقسام ضعف , وأن الوحدة قوة, وما أخذ بالقوة لايسترد بالقوة في زمن العولمة, وأن من لاكبير له لاوزن له, وأن السيل بلغ الزبى, وأن ساعة الحقيقة الكردية في بنختي تدق بصوت مرتفع, وبدا منسجما واعتقد أنه بق البحصة التي كانت تنغس عليه حياته, وأجاب بصوت وجل:
– أتفق معك , صحيح أننا لم نحرك ساكنا, لكننا ندرك أن الفكرة تحتوي على طاقة – ليس بالمعنى الصوفي – وقوة ديناميكية تنزع الى بلوغ الغاية الخاصة بها, وأن الأفكار الصحيحة تحكم العالم , وتخلق المقدمات الصحيحة , وتولد الحراك السياسي , وتدفع الأفراد والأمم في اتجاه انجاز الغايات, , وأن تحرير الحقوق المسلوبة مرتبط بارادة الزعماء الحقيقين الكاريزميين الذين وهبوا حياتهم لخدمة الشعب, وقبل هذا وذاك يجب استلهام معاني ودلالات أضواء مصابيح الملعب.
ودبت الحياة في شرايين أوصمان وخورشيد, وراحا يقضيان الليالي بطولها ونهارها معا , واندمجا, كان كل منهما يصغي الى دقات قلب الآخر, ويستمتع بشخير الأخر , وتفاءلا بالمستقبل , وفجأة اختفى ضوء المصابيح كما ظهر, واسودت الدنيا من حولهما مرة أخرى وجدفا , واذا تفل أحدهما على الواقع كان الأخر يتفل تفلتين ,ولما لا, فالآمال التي بنياها معا أثناء الدراسة في الجامعة تلمع أمام عينيهما كالمنارة ولايستطيعان الوصول اليها , وذهبت نواياهم ورغباتهم المليئة بالجدارة أدراج الرياح, حتى الذكريات السعيدة في الجامعة التي كانت تعبر السنين أخذت تتوارى خلف حدود الزمن والأماكن لتتلاشى وتضيع في المدى.
وعادت الظلمة كالسابق تخيم على الواقع, والتفتا يمينا وشمالا يحاولان الرؤيا, وشاهدا من بعيد قناديل تومض, وقررا أن يشعلا قنديلا بدلا من لعنة الظلام, وتابعا وميض المصابيح البعيدة, وقطعا المسافة التي تفصلهم عنها, والتقيا برجال ونساء يحملون ذات القناديل ولكن بألوان مختلفة, يبحثون عن شمسهم الضائع, واستغرب خورشيد وضحك أوصمان وقال:
– تبحثون عن الشمس في دجى الظلام؟
– لا…لا – قال كبيرهم ويدعى قيس- خطف العفاريت ولصوص الظلام شمسنا, اننا نطاردهم, انهم يخافون من الضوء.
ونظر أوصمان الى الزعيم باهتمام وقال :
– وجدتها …وجدتها.
– ماذا وجدت…انك تتحدث كأرخميدس, واستدرك وقال:
– تبحثون عن القنافذ ..أليس كذلك؟ وضحك الزعيم وضحك من كان معه.
ارتعد أوصمان وأخذت أسنانه تصتك وخيل له أن الزعيم يعرف ماضيه, واعترضه صوت خافت يقول:
– دعك من هذا الهراء وتابع الجواب, انك أمام امتحان كبير!!.
– ضحكة مقابل ضحكة – تمتم أوصمان- وتحدث ببطئ كمن يفكر بكل كلمة سيقولها وقدم نفسه:
– أوصمان .
وأشار بيده الى خورشيد :
– وهذا صديقي خورشيد, نبحث عن هوية سلبت منا!!
وارتفع الصوت عاليا من خلف الظلام:
– اللصوص ……العفاريت……خصومنا وخصومكم وخصوم الوطن والحرية , فلنضع يدا بيد ولنبحث عن الوطن والحرية والهوية.
مد أوصمان يده باتجاه قيس وصافحه وقال:
– ضم يدي الى يدك , ولنصنع خبزا من تراب وماء الوطن , ولسنا وحدنا, فلنبحث عن حسين وقاسم وعلي وعمر ويونادم وأرويان وحنا وسعد وسلمان وأحمد وجان وجوان وكاوا وزينب وعائشة ومريم ومريام وفاطمة وزوزان وهيفي وجورجيت.
ومد خورشيد يده :
– ضموا يدي معكم, هؤلاء كلهم مغدورين مثلنا يبحثون عن الشمس والحرية و الوطن الضائع والخبزالأسمر .
تذهب بعيدا- قال قيس – انهم موجودون, انهم خلف الجبال ينتظرون اشارة الخلاص . – لا
هيا لنصعد الى الجبل- قال أوصمان- ولنشبك الأيدي ونشعل النارالأبدية على شرف الوطن, ونشرب الهوما, ونذبح الثور المقدس, ونأكل لحمه ونتحد معه, ونسقي الأرض من دمه, ونرسل أوصاله باتجاه الشام وبردى والجنوب , واللاذقية والساحل, وحمص وحماه و العاصي والمنطقة الوسطى, وحلب وعفرين والمنطقة الشمالية, والقامشلي والجزيرة والفرات ودجلة والخابور والمنطقة الشرقية, ونرسم هوية جديدة للوطن أساسها العقد واللحم والدم ,عندئذ تتفتح أزاهيرنا.